علاقة الولايات المتحدة وروسيا النووية في عام 2024 تشهد توترات كبيرة وتدخل في مرحلة وصفت بأنها “خطيرة وغير مسبوقة”. القتال حول محطة الطاقة النووية الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها من قبل القوات الروسية يضيف عدم اليقين إلى العلاقات النووية بين الولايات المتحدة وروسيا، وهي علاقة كانت بالفعل تعاني من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الأمريكية والأوروبية المترتبة على موسكو.
التوترات الحالية أثرت أيضًا على قضايا نووية أخرى، مثل المحادثات النووية مع إيران ومناقشات حول معاهدة عدم الانتشار النووي، وهي معاهدة أساسية. هناك مخاوف من أن معاهدة “نيو ستارت”، وهي آخر معاهدة للحد من التسلح بين البلدين، قد لا يتم تجديدها أو استبدالها إذا تفاقمت التوترات بين القوتين النوويتين.
في هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم السبت إن “الولايات المتحدة لم تقدم أي دليل على مزاعم رغبة روسيا في نشر أسلحة نووية في الفضاء”.
وقال ريابكوف إن “الاتصالات مع الولايات المتحدة بهذا الشأن كانت غير مثمرة على الإطلاق”.
وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت هذا الشهر أن “المخابرات الأميركية تعتقد أن روسيا ربما تطور جهازاً يعمل بالطاقة النووية ليشوش على الأجزاء الإلكترونية داخل الأقمار الصناعية أو يطمسها أو يتلفها”.
وقال ريابكوف إن “موسكو لا تفكر في الانسحاب من معاهدة الفضاء الخارجي المبرمة عام 1967، والتي تحدد مبادئ الاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي”.
قال ريابكوف للصحافيين رداً على سؤال بهذا الصدد: “لا، نحن لا نفكر في ذلك، وهذه (المعاهدة) إحدى المكونات الرئيسية التي لا تزال سارية في إطار نظام الاتفاقات الدولية التي كانت قائمة منذ عقود، والاتفاقيات ذات الطبيعة القانونية، وأنواع أخرى من الأدوات التنظيمية في هذا المجال”.
كما قال ريابكوف إن “موسكو لا ترى أي جدوى في إجراء اتصالات مع الولايات المتحدة بشأن خطر نشر أسلحة نووية في الفضاء”، مشيراً إلى أن “اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بهذا الصدد سخيفة للغاية.”
وقال ريابكوف للصحافيين: “لا يوجد تقدم في هذا الموضوع ولا يمكن أن يكون، والسبب واضح، وهو سخافة الاتهامات الأميركية بنيتنا على نشر بعض الأنظمة التي تحتوي على مكونات نووية للأسلحة في الفضاء، وبالتالي فإن الاتصالات بشأن هذه المسألة غير مجدية تماماً”.
ولفت الانتباه إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن موسكو ليس لديها أي نية لنشر أسلحة نووية في الفضاء. وبحسب ريابكوف فإن الجانب الأميركي يسعى من هذه التصريحات إلى هدف وحيد وهو “شيطنة روسيا من خلال توجيه مثل هذه الاتهامات”.
كما قال ريابكوف إن “ظهور أسلحة نووية في الفضاء غير عملي من الناحية الفنية، والوسائل المتاحة لإطلاقها تغني عن جميع الاحتياجات بهذا الصدد”.
وقال ريابكوف إن “ظهور الأسلحة النووية في الفضاء الخارجي غير عملي من جميع وجهات النظر، وهذه البيئة ليست مناسبة لنشر مثل هذه الأسلحة”، مشيراً إلى أن “الأنظمة الحالية لإيصالها، لدى الدول النووية الخمس والتي تشمل في معظم الحالات الثالوث البري والجوي والبحرية، كافية تماماً”.