خاص – بين “الجمال الطبيعي” وtrend التجميل.. ما تأثير التربية المنزلية؟

حجم الخط

الجمال

بين الجمال في المفهوم “الطبيعي” ونظرة الإنسان الضيقة لهذا المفهوم وتحويره وتبديله، تكثر التساؤلات والنظريات والفرضيات.. فعندما نتحدث عن “الجمال” نحن نتكلم في المستوى الأول عن كل ما نتج عن إبداع الخالق ورونق ريشته، فلا بد أن نتطرق إلى “الجمال الإنساني” على مستوى المظهر وما شكّله عبر الزمن من دلائل عن مدى جمالية المرء الطبيعية ومدى تجلّي روعة الطبيعة في تفاصيل المظهر.

لطالما تنافست الدول للتمكن من إبراز وجهها الجميل خصوصاً على مستوى ملكات الجمال، وهذا ما نشهده دورياً أكان في داخل الدول أم على المستوى العالمي، وهذا خير دليل على أن “جمال المرأة” بالذات هو وجه من أوجه الحضارات والثقافة وهو إبداعٌ يرتقي إلى مستوى “النعمة” إذ ليس للإنسان يدٌ في تكوينه.

في هذا الإطار، نلحظ تكاثراً كثيفاً لـ”عمليات التجميل” خصوصاً بين الفئات الشابة، وذلك بهدف “التعديل” على المظهر الأساسي تحت عنوان “عدم الإقتناع”  بالجمال الطبيعي. ويجدر الذكر أن هذه العمليات لم تعد حكراً على الفنانين ونجوم الصف الأول، بل باتت أشبه بـ”trend” بمتناول الجميع، من دون فهم لأسبابه ومضامينه، بل إنه بات “على الموضة”.

هذا الموضوع بذاته يخلق الكثير من التساؤلات، خصوصاً على مستوى “الصحة النفسية” ومدى ارتباط هذا القرار بالأساس المنزلي للفرد. وتبرز عمليات التجميل لناحية “الجمال الخارجي” على ثلاث مستويات: “الجراحة التجميلية وجراحة الترميم، وجراحة التشوّهات الخلقية”، وتعتبر اليوم من أكثر العمليات استقطاباً للفئات الشابة خصوصاً “النساء” إذ أنها تهدف إلى تعديل المظهر لجعله يتناسب مع الصورة التي حددها الإنسان وليس الصورة الطبيعية الناتجة عن إبداع الخالق.

خلال البحث في الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تزعزع قناعة الشخص بـ”الجمال الخارجي” وإلى تأثره بالمفهوم “الخاطئ” لعمليات التجميل، قام فريق موقع القوات اللبنانية الإلكتروني بجولة على المختصين في مجال “الصحة النفسية”، وخلال حديث مع الأخصائية في “علم النفس” إليسا السقلاوي اتضح أن “العائلة لها تأثير كبير على مستوى الفرد وخصوصاً على مستوى بناء الثقة بالنفس. فأفراد العائلة مسؤولون بالدرجة الأولى عن بناء الثقة لدى الفرد وتحويلها لقرار شخصي مستقل، وفي حال غياب هذا العنصر في المنزل نكون أمام إضطراب نفسي BDD (body dysmorphic disorder)، وهذه الحالة تصنف كمرضٍ نفسي يؤدي إلى جعل المصاب في حالة تفكيرٍ دائم حول “جسده” وحول “الجمال الخارجي”، وبأمورٍ يمكن أن تكون واقعية أو حتى غير واقعية”.

أضافت السقلاوي: “هذه الحالة التي تنتج عن ضعف “الثقة” المبنية في المنزل يمكن أن تتزايد وتؤدي إلى حالة من الإكتئاب (Depression) وحتى إلى الإنعزال عن المجتمع. ومن الممكن أن تؤدي هذه الحالة أيضاً إلى الهوس الذي ينتج عنه التوجه إلى التعديل الجسدي ليتناسب مع الأفكار الغير سليمة، وهذا بدوره حالة صحية خطيرة خصوصاً في حال توجه المرأة مثلاً للقيام بعملية تجميل تأثراً بالموضة أو بالنجوم أو تحت تأثير “trend”، وهنا تصبح المشكلة حكماً ضمن الإطار “النفسي” وهي بحاجة إلى علاج”.

السقلاوي تختم بالقول: “نحن لسنا ضد عمليات التجميل الضرورية لمراعاة الشؤون الطبية المختصة بـ”الجمال” والتي تهدف إلى خدمة حاجة طبية، إنما نحن نعارض فكرة الهوس التجميلي واللجوء إلى التجميل لتلبية طلب الموضة”.

ختاماً، الصحة النفسية المنزلية “أساسٌ” لبناء مستقبل نفسي سليم، فعنصر الثقة قائم على مدى التعاطي السليم من قبل الاهل مع الأولاد، إضافة الى ان هذا العنصر مسؤول عن قناعة “النظرة الذاتية” وكيفية التعاطي مع “الجمال الطبيعي” للمرء، وذلك يقف أمام خطورة الإنحراف نحو “الهوس” بعمليات التجميل لتلبية “الموضة”.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل