خاص ـ عمليات الشفط والنحت في الجسم.. “تشويه شامل”

حجم الخط

3 سنوات مرّت، ورنا عبدالله (اسم مستعار) البالغة من العمر 30 عاماً، جالسة على كرسيّ الخشب الذي اعتادت عليه في منزلها في جونية وعيونها مغرورقة بالدموع، “نادمة من كل قلبها على عمليات التنحيف التي قامت بها والتي شوّهت لها مظهرها”، كما تقول، مضيفةً بغصّة: “قمت ببعض عمليات الشفط والنحت من أجل إنقاص وزني فشوّهت نفسي من دون أن أدرك من خلال عمليات الشفط والنحت. قمت أولاً بربط المعدة، وقد أرهقتني هذه العملية بشكل كبير، فذهبت إلى الطبيب لإزالة الحزام من معدتي لأذهب نحو الأسوأ”…

رنا توضح ما حصل معها عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، وتقول: “بعد مرور 5 سنوات نصحتني إحدى صديقاتي التي أخبرتني عن تجربتها “الناجحة” بالقيام بعملية شفط الدهون، فخسرت بسبب هذه العملية كمية كبيرة من الدم، مما تسبَّب لي بفقر الدم ونقص الحديد في جسمي، واليوم بعد 3 سنوات لا أزال أعاني منها، أيضاً تسبَّبت لي بترهّل في البطن والأذرع. وأنا اليوم أندم على هذه العمليات، وأنصح من يرغب بالقيام بأي عملية باستشارة طبيب متخصص ذي خبرة، وألا يثق برأي أحد من أصدقائه كي لا يندم بعد فوات الأوان”.

تغزو عمليات الشفط والنحت، والتي يطلق عليها البعض أيضاً عمليات “التشويه الشامل”، غرف المستشفيات في لبنان، وأصبحت عمليات الشفط والنحت هاجساً يراود الصغير قبل الكبير حيث يُعد الاهتمام بالشكل من الأولويات، وهي في عصرنا أصبحت من الضروريات الحياتية لبعض الأشخاص فتبدّلت معايير الجمال رأساً على عقب، والآتي أعظم.

للتذكير، إن عملية شفط الدهون هي عبارة عن إجراء تجميلي لإزالة الدهون التي لا يمكن التخلص منها من خلال اتّباع نظام غذائي معيّن وممارسة الرياضة. وعادة ما تتم عملية شفط الدهون من البطن، والفخذين والأرداف، والظهر والذراعين، وتحت الذقن.

أنواع عمليات شفط الدهون

تعمل جميع أنواع شفط الدهون على الأساس ذاته، حيث يتم تكسير رواسب الدهون ثم إزالتها من الجسم، وذلك باستخدام كل من التخدير والمحلول الملحي مع القنيات أو “Canulla”، وهي أنابيب رفيعة تستخدم لشفط الدهون من تحت الجلد. ويُعد كلاً من ضغط الماء، والليزر، ونبض الموجات فوق الصوتية، طرقاً يمكن من خلالها تفتيت رواسب الدهون قبل إجراء عمليات الشفط والنحت، وهي مصادر للطاقة، إذ تعمل على توليد حرارة تساعد على تفتيت الخلايا الدهنية لتسهيل شفطها.

الآثار الجانبية

في هذا المجال، يقسم طبيب التجميل جو خليفة عبر موقع “القوات”، الآثار الجانبية “بين المبكرة وطويلة الأمد. فعندما نتحدث عن الآثار الجانبية المبكرة، عملية شفط الدهون مثل الـ”Lypo” ليست ببسيطة إنما تأخذ وقتاً طويلاً، خصوصاً وأن الـ”trend” اليوم هو الـ”Total body lypo”، أي عملية النحت الكاملة للجسم وليس الشفط فقط، أي عملية الشفط والنحت، أي يتم نحت الجسم وشفط الدهون من مكان في الجسم ووضعه في مكان آخر. وهذه العملية الجراحية لديها كل مخاطر العمليات الجراحية، فالمريض يخضع للبنج وقد يتعرّض لالتهابات إذا لم تكن غرفة العمليات معقّمة ومجهزة، كما أنه معرّض للانصمام الرئوي وهو جلطة دموية تمنع الدم من التدفق إلى أحد شرايين الرئة وتوقف تدفقه إليه”.

أما في ما يتعلّق بالآثار الجانبية الطويلة الأمد، يوضح خليفة أنه “مع الأوجاع التي يعاني منها كل مريض بعد هذه العملية الجراحية والتورّم الذي يتعرّض له، من المرجّح أن تظهر التعرجات والـ”Cellulite” في مكان إزالة الدهون، ونوعية الجلدة تتعب بشكل أسرع”.

خليفة يلفت إلى أنه “على الرغم من أن النتيجة أحياناً تكون مرضية، لكن في مرات أخرى المريض لا يكون راضياً 100% عن النتيجة وقد يعاني من التعرج في الجلد، فتكون الدهون في مكان أكثر من مكان آخر والتصريف اللمفاوي يتدمّر في منطقة الرجلين، أي تتورّم الرجلان ولا يعود باستطاعة الجسم تصريف المياه كما كان سابقاً”، مشدداً في ختام حديثه على أنه “قبل القيام بأي عملية شفط ونحت للدهون، على المريض استشارة طبيب متخصص”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل