خاص – مصير السياحة مرهون بتطورات الجنوب

حجم الخط

السياحة

“كفرذبيان عاصمة السياحة العربية الشتوية لعام 2024″… إعلان رسمي أحدث فجوة في جدار الشلل المستشري في مفاصل الدولة اللبنانية، بدءاً من الفراغ الرئاسي، مروراً بالتضارب الحكومي، وصولاً إلى إضراب الوزارات والإدارات العامة في البلاد… وذلك على وقع التهديد بالضربات الإسرائيلية الشاملة على لبنان امتداداً لما يحصل جنوباً وبقاعاً!

إعلان حمل الأمل في استعادة السياحة اللبنانية نبض الحياة في فصل الشتاء كما في فصل الصيف الذي أصبح مهدداً إذا ما استمرّ الوضع الأمني على حماوته في غزّة أو في الجنوب.

هل تمتد هذه الشرارة السياحية على الواقع السياحي برمّته في ظل كل تلك الأزمات المشار إليها؟

رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يقول لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني: بالطبع لن يؤثر هذا الإعلان تلقائياً على الواقع السياحي، وذلك لسببين: الأول، التوتر المتصاعد في الجنوب – الثاني، المقاطعة العربية للسفر إلى لبنان والتي لا تزال مستمرة إلى اليوم.

أما على المدى الطويل “فبالتأكيد ستؤثّر إيجاباً على القطاع السياحي” يُضيف الأشقر، “لقد أصبحت كفرذبيان عاصمة التزلّج في الشرق الأوسط كله! وبالتالي أصبحت لديها الحصرية في هذا الموضوع. إذ إن كفرذبيان هي المنطقة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها ميزة التزلج… هناك مناطق أخرى في لبنان مؤهّلة لممارسة التزلج لكن منطقة كفرذبيان تعتبر أفضلها. كما أنه في الوقت ذاته أُطلق عليها تسمية “عاصمة السياحة العربية الشتوية” وكنت أفضّل تخصيصها بلقب “عاصمة التزلّج” حصراً، لكان أعطى صدىً أكبر بالنسبة إلى السياحة الشتويّة.

ويذكّر في هذا السياق، بأن “أركان القطاع السياحي بادروا في أحد الأوقات إلى إعداد دراسات لتحويل لبنان إلى “مدرسة لتعليم رياضة التزلّج في العالم العربي” حيث يتم توقيع عقود واتفاقات مع الجامعات والمدارس العربية لاستقدام الطلاب والتلامذة لمدة محدّدة تتراوح بين 10 أيام و15 يوماً لتدريبهم على رياضة التزلّج، بدل أن يتوجّهوا إلى الدول الأوروبية لهذا الهدف”، مشيراً إلى أن “لبنان يتميّز بتعدّد سياحته، وتعتبر السياحة الشتوية ميزة حصرية له، إذ إن أي دولة عربية لا تملك هذه الميزة”.

وفي كل الأحوال، لم يغفل الأشقر الإشارة إلى أن “تصنيف كفرذبيان كعاصمة للسياحة الشتوية العربية لعام 2024، يُظهر مزايا لبنان التفاضلية في السياحة بشكل عام والسياحة الشتوية بشكل خاص”، مؤكداً أن ذلك “يؤثر إيجاباً على سياحة لبنان ويساهم في استقطاب السياح عندما تنتهي الحرب ويعمّ الاستقرار”.

وعن الحركة السياحية في الوقت الراهن فيَصفها الأشقر بـ”المعدومة”، عازياً ذلك إلى تطورات غزة والوضع الأمني المُقلق في الجنوب والبقاع المهدّد بالتطوّر.. “فلبنان في حالة تأهب”.

وعما إذا كانوا يفقدون الأمل في موسم سياحة ناجح هذا الصيف، يقول: المشكلة أننا لا نعلم متى يبدأ التوتر الشامل ومتى تنتهي…! إذ استمرت المناوشات مشتعلة حتى موسم الصيف فعلينا أن ننسى أن هناك موسم اصطياف وسياحة هذا العام. أما في حال توصّل الطرفان المتحاربان إلى هدنة واستمرت هذه الأخيرة لأمد طويل، فعندها سيأتي اللبنانيون المغتربون إلى بلدهم الأم مع عدد ولو محدود من السياح الأجانب والعرب إذا سمحت لهم بلادهم بالمجيء إلى لبنان.

يبقى الأمل في موسم سياحة واصطياف عالقاً على حبال التطورات المعدومة الأفق، والتسويات التي لا يُكتَب لها النجاح… أقله حتى اليوم.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل