يعدّ مرض السرطان أكثر الأمراض خطورة، إذ استطاع فريق من الباحثين في معهد أبحاث السرطان (ICR) في الأيام الأخيرة تطوير علاج مناعي مستهدف جديد للمساهمة في الحد من نمو وانتشار الأورام في حالات سرطان الثدي. في دراسات أجريت على الفئران، وجد الباحثون أسلوبًا لتحسين فعالية العلاج المناعي بجعله أكثر تحديدًا وتركيزًا.
خلافًا للعلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يستهدف الخلايا السرطانية مباشرةً، هذا العلاج المناعي الجديد يعمل على تمكين جهاز المناعة في الجسم من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
يهدف العلاج الجديد إلى الخلايا التي تدعم بقاء الأورام، بدلاً من مهاجمة السرطان مباشرةً. الفريق البحثي في معهد أبحاث السرطان بلندن بحث في قدرات علاج مناعي يُعرف بـ Car-T، يعمل عبر استخلاص الخلايا المناعية السليمة للمريض وتعديلها وراثيًا لاستهداف مواقع محددة.
يشمل هذا العلاج تعديل الخلايا التائية وراثيًا في المختبر لتعزيز قدرتها على مكافحة السرطان. وقد تم استخدام هذه الطريقة سابقًا في علاج بعض أنواع سرطان الدم لدى الأطفال والشباب، لكنها لم تستخدم قط في علاج سرطان الثدي.
ذكر الباحثون أن تطبيق علاج CAR-T على السرطانات الصلبة يظل تحديًا نظرًا لندرة المستضدات الخاصة بالخلايا السرطانية. في سياق استخدام CAR-T لعلاج سرطان الثدي، قام الباحثون بتعديله لاستهداف بروتين يُدعى الإندوسيالين، مما أدى إلى تقليل نمو وانتشار الأورام من خلال التأثير على إمداد الدم للورم.
أوضحت الدكتورة فرانسيس توريل، المشرفة على الدراسة، أن هذه هي الدراسة الأولى التي تبرهن على فعالية استخدام خلايا CAR-T المستهدفة بالإندوسيالين للحد من نمو وانتشار سرطان الثدي.
في تجارب أجريت على أورام سرطان الرئة لدى الفئران، أظهر العلاج نتائج مماثلة واعدة، مما يشير إلى إمكانية استخدامه في علاج سرطانات أخرى.
البروفيسورة كلير إيزاكي، أستاذة بيولوجيا الخلايا الجزيئية في المعهد، ذكرت أن إجراء تجارب بشرية لهذه الطريقة قد يستغرق سنتين على الأقل. وتشير النتائج إلى أن العلاج قد يكون له آثار جانبية أقل للمرضى مقارنة بالعلاجات المناعية التقليدية.
وأفاد الدكتور نيشارنثي دوغان من مركز أبحاث السرطان بأن تحديد أهداف جديدة للعلاج المناعي يمكن أن يزيد من فعالية العلاج لأنواع متعددة من السرطان، مشيرًا إلى إمكانية استهداف عمليات تدعم نمو بعض الأورام بدلاً من السرطان نفسه.