الهدنة في غزة موضوع التفاوض.. وإقتراح مصري على الطاولة

حجم الخط

الهدنة

في ظل التطورات السياسية والميدانية التي يشهدها قطاع غزة، خاصة على مستوى مفاوضات الهدنة لإيجاد حل لأزمة غزة العسكرية والسياسية خاصة مع تفاقم الازمة الإنسانية والإجتماعية. ويعتبر ملف الهدنة  في غزة ملف استراتيجي له أبعاد على مستوى السياسة الإقليمية خاصة أن ملف الأسرى يعتبر الورقة التفاوضية الأقوى بيد حركة ح.

يجري اليوم الأحد في مصر دور جديد من المحادثات الرامية إلى تحقيق الهدنة بين إسرائيل وحركة ح.، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع الذي يشهد تصاعداً في الأزمة الإنسانية بعد حوالي خمسة أشهر من اندلاع النزاع.

مندوبون من الولايات المتحدة، قطر وحركة ح. وصلوا إلى القاهرة لاستكمال التفاوض حول الهدنة، كما أوردت قناة تلفزيونية مصرية اليوم.

الخطة المقترحة من الوسطاء تشمل الهدنة لمدة ستة أسابيع وإطلاق 42 رهينة محتجزين في غزة مقابل تحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. يأمل الوسطاء في توقيع الاتفاق قبل بداية شهر رمضان في 10 أو 11 مارس.

أعلنت الولايات المتحدة أن “اتفاق الهدنة متاح وقد وافقت عليه إسرائيل، وينتظر فقط موافقة حركة ح.”.

لكن لم يُعلن كثير عن تقدم الاتفاق من قبل الأطراف المتحاربة.

بعد وصول وفد حركة ح.، أفاد مسؤول فلسطيني لرويترز بأنهم “لم يصلوا بعد إلى مرحلة الاتفاق النهائي. ولم يؤكد الجانب الإسرائيلي رسمياً حتى مجرد حضور وفدهم”.

حركة ح.

مع ذلك، أكد مسؤول أمريكي للصحفيين أن “الطريق نحو وقف إطلاق الهدنة الآن واضح ومباشر. يوجد اتفاق مطروح للتوقيع، واتفاق إطاري قائم”.ومن شأن إبرام اتفاق أن “يؤدي إلى أول هدنة طويلة للحرب التي اندلعت منذ خمسة أشهر ولم تتوقف حتى الآن سوى لأسبوع واحد في تشرين الثاني، إذ سيتم إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حركة ح. مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين”.

كما سيتم تكثيف المساعدات لقطاع غزة المحاصر لإنقاذ حياة الفلسطينيين الذين دُفعوا إلى شفا المجاعة.

وسيتوقف النزاع وتحل الهدنة في الوقت المناسب لتفادي العمليات الإسرائيلية واسعة النطاق مخطط له على رفح، حيث يوجد أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة محاصرين عند السياج الحدودي للقطاع.

وستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، وتسمح لسكان غزة بالعودة إلى الديار التي نزحوا منها في وقت سابق من جراء الحرب.

لكن الاتفاق على الهدنة لن يصل إلى حد تلبية مطلب حركة ح. الرئيسي بإنهاء دائم للحرب، كما سيترك مصير أكثر من نصف الرهائن المتبقين، بما في ذلك رجال إسرائيليون في سن المعارك لا يشملهم الاتفاق الذي يقتصر على تحرير الرهائن من النساء، والأطفال وكبار السن والجرحى.

ويقترح وسطاء مصريون تنحية هذه القضايا جانبا في الوقت الحالي، مع ضمانات لحلها في مراحل لاحقة. وقال مصدر من حركة ح. لرويترز إن الحركة لا تزال متمسكة بالتوصل إلى اتفاق شامل”.

وقال مصدر في حركة ح.، إن “الاتفاق على الهدنة ممكن في حال تجاوبت إسرائيل مع مطالب الحركة”.

وفي غضون ذلك، تواصل حصيلة الضحايا الارتفاع، مع سقوط عشرات الضحايا ليل السبت الأحد من جراء قصف إسرائيلي طال مختلف أنحاء القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة ح.، منهم أفراد عائلة واحدة في مدينة رفح. من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته في خان يونس، كبرى مدن جنوب غزة.

ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون شخص ظروفا إنسانية كارثية، خصوصا مع تراجع تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرية، فيما تعزوه منظمات الإغاثة الى القيود الإسرائيلية.

والسبت، أعلنت الولايات المتحدة، أبرز الداعمين لإسرائيل سياسياً وعسكرياً في الحرب، أنّها “بدأت إنزال مساعدات جوًّا في غزّة على غرار دول عدة قامت بخطوات كهذه خلال الأيام الماضية”.

وجاء بدء عمليّة الإغاثة الأميركيّة غداة إعلان الرئيس جو بايدن هذه الخطوة، متحدّثا عن “الحاجة إلى بذل المزيد” لتخفيف الأزمة الإنسانيّة الأليمة.

ورأى مسؤول أميركي إنّ “إنزال المساعدات جوًّا أو احتمال نقلها بحرًا في المستقبل لا يمكن أن يشكّل بديلا من الإدخال الضروري للمساعدات عبر أكبر عدد ممكن من الطرق البرّية، فهذه هي الطريقة الأكثر فعاليّة لإيصال المساعدات على نطاق واسع”.

المصدر:
الحرة

خبر عاجل