رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي وواحد من أكثر الشخصيات السياسية نفوذًا في العصر الحديث، هو شخصية لا تخلو من الجدل ولكنها أثرت بشكل كبير على مسار تركيا الحديثة. وُلد في 26 فبراير 1954 في إسطنبول، ومنذ بداياته السياسية، أظهر أردوغان قدرة فائقة على القيادة والتأثير السياسي، مما جعله شخصية محورية في السياسة التركية والإقليمية.
نقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله، أمس الجمعة، إن الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 مارس ستكون الأخيرة له.
ويقود أردوغان، أكثر السياسيين تحقيقا للانتصارات الانتخابية في تاريخ تركيا الحديث، البلاد منذ أكثر من عقدين.
وفاز بأكثر من 12 عملية انتخابية منذ عام 2002 وأُعيد انتخابه لولاية مدتها خمس سنوات خلال الانتخابات التي أجريت في مايو 2023.
وقال أردوغان: “هذه آخر انتخابات لي، وبموجب التفويض الذي يمنحه القانون، هذه هي انتخاباتي الأخيرة… النتيجة التي ستتمخض عن (الانتخابات) هي نقل الإرث إلى أشقائي الذين سيأتون من بعدي”.
ومن المقرر أن تشهد تركيا انتخابات محلّية يوم 31 مارس المقبل بعدما اختارت مختلف الأحزاب مرشّحيها لرئاسة كبرى البلديات قبل أسابيع.
وبما أن حزب المعارضة الرئيسي تمكّن في انتخابات عام 2019 من الإطاحة بمرشّحي التحالف الحاكم في إسطنبول وأنقرة، يحاول “العدالة والتنمية” استعادة رئاسة تلك البلديات في الانتخابات المقبلة التي تعقد أواخر الشهر المقبل.
بدأ مسيرته السياسية في أوائل التسعينيات، حيث كان عضوًا في حزب الرفاه، الذي ينتمي إلى الجناح الإسلامي في السياسة التركية. سرعان ما تقلد أردوغان عدة مناصب هامة، وفي عام 1994، تم انتخابه كعمدة لإسطنبول، حيث كانت فترة رئاسته للبلدية فترة تحول في مسيرته السياسية، وأظهر خلالها قدرات إدارية وتنظيمية كبيرة.
عُرف أردوغان بسياساته التي تمزج بين الإسلامية والديمقراطية، وله نظرة اقتصادية تتسم بالليبرالية. تميزت فترة حكمه بنمو اقتصادي ملحوظ وتحديث واسع للبنية التحتية في تركيا. كما عمل على تعزيز الصناعات التركية والسياحة، مما أدى إلى زيادة وجود تركيا على الساحة الدولية.
في السياسة الخارجية، يُعتبر أردوغان شخصية جريئة ومبادرة، حيث سعى لإعادة تعريف مكانة تركيا في العالم. من خلال تبني سياسة خارجية أكثر نشاطًا، حاول إقامة علاقات قوية مع جيرانه وتوسيع نفوذ تركيا في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.
مع ذلك، تعرض أردوغان لانتقادات حادة بشأن سجله في حقوق الإنسان والحريات الإعلامية، حيث يرى منتقدوه أنه يسعى لتركيز السلطة في يديه وتقويض الديمقراطية التركية. شهدت فترة حكمه عدة تحديات كبيرة، بما في ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، التي أعقبها حملات تطهير واسعة في الجيش والقضاء والتعليم والإعلام.