لا يزال جنوب لبنان معلقاً على خشبة “الصراع” الذي لا شأن له فيه، اذ أن المعارك المستمرة جنوباً تنذر يومياً بتدهور الأوضاع وصعوبتها. جنوب لبنان يشهد منذ إندلاع حرب غزة على حرب شبه يومية تحمل معها خسائر مادية وبشرية لا يمكن لكاهل دولة كلبنان تحمل ثقلها. تأتي هذه المرحلة في سياق جهود داخلية ودولية على المستوى الدبلوماسي لرفع هذا الكأس عن الوطن المنهك أصلاً بإقتصاده وهمومه السياسية.
في هذا الإطار، تزايدت المخاوف من تدهور جنوب لبنان الأوضاع في ظل حالة عدم الاستقرار بمستوطنات الشمال الإسرائيلي، إلى جانب الارتباك الملحوظ في “الكابينت” (مجلس الحرب)، وبالتالي في حكومة بنيامين نتنياهو. وفقاً لتقارير “يديعوت أحرونوت”، تحولت المستوطنات الشمالية إلى منطقة أمنية داخل إسرائيل، ولا تزال مهجورة إلى حد كبير بسبب أنشطة الحزب.
من المقرر أن يجتمع قادة المستوطنات غداً لمناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها ضد حكومة نتنياهو، بما في ذلك تشكيل وفد لزيارة القدس المحتلة واقتحام مكتب رئيس الوزراء، احتجاجاً على عيش المستوطنات في ظروف حرب حقيقية. في المقابل، يواصل الحزب جنوب لبنان الإصرار على أن الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في القرى الحدودية خط أحمر، ولا يمكن تجاهل الرد على هذه الاعتداءات.
ذكرت بعض المصادر اللبنانية أن “الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين يفكر في تعليق وساطته في انتظار توضيح الأوضاع في حرب غزة”، في حين دعا الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ديفيد هيل إلى عدم تراجع الولايات المتحدة عن القرار 1701، معتبراً “مسؤولية الحزب عن عدم التزامه بالقرار منذ صدوره في عام 2006.”
مصادر قريبة من الاتصالات الدبلوماسية تفيد أن “هناك معادلة جنوب لبنان قائمة منذ بداية حرب المساندة في 8 تشرين الاول 2023، تقوم على تحييد المدنيين على جانبي الحدود: القرى الحدودية اللبنانية والمستوطنات الإسرائيلية الشمالية. وتسعى هذه المصادر إلى إحياء هذه المعادلة في ظل التطورات على جبهة غزة والمفاوضات لوقف إطلاق النار”.
لم تستبعد هذه المصادر إمكانية تخفيف التوتر بشأن المدنيين خلال شهر رمضان المبارك، ما لم يتدهور الوضع الإقليمي بأكمله، خصوصاً في ظل التوترات الناجمة عن أفعال المستوطنين في المسجد الأقصى.
اقرأ أيضاً: إسرائيل أوكلت تمير بإعداد “خطة لبنان”.. الخليج مستعد لإسناد الجيش