لا يزل جنوب لبنان يشهد توترات مستمرة خاصة على المستوى العسكري، رغم زيارة هوكشتاين لبيروت وتطورات ملف التفاوض بالنسبة لجبهة الجنوب، هذه الجبهة التي اشتعلت منذ الثامن من تشرين الأول المنصرم وشكلت حالة حرب شبه يومية جنوياً، ضمن نطاق “الرد المتبادل” و”قوعد الإشتباك”، التي بدورها تم تخطيها في المرحلة الأخيرة خاصة مع وصول الضربات الإسرائيلية الى مدينة بعلبك إثر إسقاط الحزب للمسيرة “هرمز”. وتوازياً مع هذه التطورات يستمر الخرق الجوي للأجواء اللبنانية من قبل الطيران الإسرائيلي الذي كثف أمس جولاته خاصة فوق جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية.
في هذا السياق، تستمر حالة التصعيد، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية ومدفعية على عدة أهداف داخل لبنان. وكرد فعل، قام “الحزب” بقصف مناطق في الجانب الإسرائيلي من الحدود. خلال هذه المواجهات، نعى “الحزب” ثلاثة من عناصره.
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن “ضرباته على مبنى عسكري في بلدة مجل زون الساحلية بالقرب من الناقورة تسببت في أضرار ثانوية تدل على وجود أعتدة مخزنة في المبنى”.
بالتوازي مع هذا، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “إسرائيل تخطط لعملية برية محتملة في لبنان”، وأشارت إلى أن “الجيش أوكل إلى العميد موشيه تمير مهمة إعداد خطط عدة”. يُذكر أن تمير كان قد وضع خطة لدخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة. وألمحت بعض المصادر إلى أن هناك نقاشاً في إسرائيل حول “جدول زمني” يخص توقيت العملية البرية.
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر ديبلوماسية أنّ “دولة خليجية أعربت عن استعدادها لتمويل تطويع 7 آلاف جندي في الجيش اللبناني، وكذلك تمويل أبراج المراقبة على الحدود الجنوبية”. وتأتي هذه المبادرة الخليجية في سياق التحضير لتطبيق القرار 1701 عندما تصل مبادرة الإدارة الأميركية الى خاتمتها المرجوة.
تأتي هذه التطورات المتسارعة في ظل النداء المتواصل لتطبيق قرار الـ1701 إضافة الى الجهود الدولية المبذولة بشأن جبهة جنوب لبنان وبهدف وقف العمليات العسكرية عليها حماية للبنان من الإنجرار للحرب الكبرى والتي بدأت تلمح اليها وسائل إعلام إسرائيلية معتبرة أن لبنان امام “غزو بري” قريب ومحتمل.
اقرأ أيضاً: مبادرة “الإعتدال” تعطلت.. بري لم يفهم إشارات “الحزب”