منسقية المتن الشمالي: خلية عمل دؤوب وتفاعل على الأرض

حجم الخط

منسقية المتن الشمالي ـ القوات اللبنانيةمنسقية المتن الشمالي ـ القوات اللبنانية

تشكل منطقة المتن الشمالي والمصنّفة كأكثر المناطق شعبية في لبنان، مع مناظرها نموذجًا لمكوّنات الطوائف في لبنان. ففي هذه البقعة تعيش أكثرية مسيحيي الأطراف مع تواجد ملحوظ لأقلية من المسلمين والدروز، ينتمون الى جميع الأحزاب والتيارات السياسية والفكرية والعقائدية والدينية. إلا أن نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة أظهرت مشهدية جديدة على خارطة المتن الشمالي، وذلك مع بروز نجم حزب “القوات اللبنانية” بقوة فيها. ومع تعيين المنسق الجديد إدي حرّان منسقًا دخلت المنطقة عجلة حراك نضالي جديد. ماذا في التفاصيل؟

من رئاسة مركز برج حمود في القوات لمدة 13 عامًا، الى منسق منطقة المتن الشمالي، مسيرة نضالية شقها إدي حرّان مع رفاقه لترسيخ وتفعيل العمل القواتي في منطقة صعبة بتنوّع حضورها السياسي والحزبي، مؤكدًا استعداده لتولي هذه المهمة لإكمال الدرب الذي سلكه أسلافه في خدمة القضية والمتن الشمالي، والإفادة من خبرات من سبقوه على درب النضال وتحمّلوا هذه المسؤولية، آملًا أن يكون على قدر الثقة التي مُنحت له.

تتنوّع الطاقات الشبابية بشكل كبير، ويتنامى الحضور القواتي في المجتمع المتني يوميًا، حيث يشكّل عصبًا ثابتًا له، الأمر الذي يزرع الطمأنينة بالنسبة لوجودنا وحضورنا واستمراريتنا. وهذا ما أثبتته الانتخابات النيابية الأخيرة، فالناس وضعوا ثقتهم بنا والتي أصبحت أمانة نعمل على المحافظة عليها وقضية نعمل على تحقيقها.

يقول حرّان مضيفا: “نحن كمنسقية “القوات اللبنانية” في المتن الشمالي نتعاطى بانفتاح مجتمعي وإنساني مع التنوّعات الحزبية والسياسية والاجتماعية، من خلال توجيهات ومساعدة من القيادة الحزبية القواتية، وبمناقبية والتزام قاعدتنا القواتية، وبرنامجنا المنبثق من مدرسة “القوات” الفكرية والوطنية. وهمنا اليوم هو كيفية خدمة مجتمعنا والوقوف الى جانبه في هذه الظروف الصعبة، لتعزيز حضوره وتفعيل روح الانتماء للوطن، فيكون إبن هذا المجتمع شريكًا في بناء الدولة وتجذّر الإنسان الحرّ في أرضه. من هنا، فإن برنامج عملنا للمرحلة القادمة يتضمن نشاطات فكرية وسياسية واجتماعية وأيضًا تنظيمية داخلية.

يعتمد نجاح هذه الخطة بحسب حرّان على نشاط وحماسة رؤساء المراكز وأعضاء الهيئات الإدارية فيها، وسنكون كمنسقية الى جانبهم لدعمهم والمشاركة في النشاطات المركزية التي تنظمها المنسقية.

في منطقة المتن الشمالي حوالى 53 مركزًا للقوات، وما يفوق 5 آلاف منتسب، وتتألف الهيئة الإدارية فيها من 27 مكتبًا من أمانة سر وصندوق ومهن قانونية وطبية ونشاطات وانتساباك وتنشئة سياسية وتنمية وغيرها من المكاتب التي تضم طاقات فاعلة ومناضلة من ذوي الاختصاص.

وعن خطة العمل فيها للمرحلة القادمة، يقول حرّان إنها تعتمد على ثلاث خطوات: أولًا، التنظيم الداخلي للمراكز الحزبية من خلال دعم رؤسائها الناشطين وحثهم على إقامة العديد من النشاطات، وتشجيع المراكز القريبة من بعضها جغرافيًا على إقامة نشاطات مشتركة لتقوية العلاقة مع المنتسبين وجذب المناصرين لنا، مما يشجعهم على تقديم طلبات انتساب جديدة للحزب، ويتحولوا بدورهم الى مفاتيح انتخابية في عائلتهم.

ثانيًا، إقامة علاقه جيدة مع الكنيسة والبلدية والفعاليات الاجتماعية في بلدات المنطقة، خصوصًا بعدما باتت القوات من ركائز هذا المجتمع في المتن الشمالي، وبات يلقي على عاتقنا الكثير من المسؤوليات الكبيرة. ويشير الى إصرار القوات على إجراء الانتخابات البلدية بأسرع وقت. انطلاقًا من ذلك، تولي القيادة الحزبية اليوم أهمية كبرى لرئيس المركز الذي عليه أن يكون ناشطًا وفاعلًا في بلدته.

ثالثًا، التفاعل المباشر مع المنتسبين والمناصرين لحثهم على توسيع أطر العمل الحزبي وعقد لقاءات مع الكوادر الجديدة، وإعطاء التوجيهات لما فيه خير ومصلحة الحزب.

الهدف الأكبر الذي يعمل عليه المنسق الجديد، هو إنشاء مستوصف مجاني للمتن، وهذا ليس بالأمر الصعب، على حد قوله، ونحن في صدد التحضير لسلسلة خطوات عملية في هذا الشأن، منها تنظيم عشاء يعود ريعه لإنشاء هذا المستوصف بالتنسيق مع جمعية الأرز الطبية من أجل شراء المعدات الطبية اللازمة له، وإنشاء مجلس أمناء لدعمه وتأمين استمرارية العمل فيه، نظرًا الى الحاجة الكبيرة لدى أبناء المجتمع المتني للمساعدت الطبية.

يعتبر حرّان أن الماكنة الانتخابية القواتية هي من أقوى الماكينات الانتخابية الموجودة لدى الأحزاب اللبنانية اليوم، وهذا ما أثبتته نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وهذا الأمر يعود الى عملها اليومي على الداتا الموجوده لديها. ومع اقتراب نهاية مهلة ولاية المجالس البلدية والاختيار الممدد لها، أنشأنا مكتبًا اختياريًا فاعلاً في المنطقة يضم أكثر من 250 مختارًا، منهم حوالى 15 مختارًا منتسبًا، والآخرون من المناصرين. وهذه العوامل تفيدنا وتدعمنا أكثر بالتحضير للانتخابات البلدية والاختيارية، وتتوزع الماكينة الانتخابية على 11 محورًا، وكل رئيس محور يقوم بعمله بشكل كامل عبر تحديث الداتا الانتخابية بشكل يومي من خلال الطلب من رؤساء المراكز مراجعه اللوائح الحزبية لديهم لمعرفة أي تغيّر قد يطرأ عليها بسبب السفر أو الوفاة.

أما بالنسبه لاختيار المرشحين الذين سيخوضون غمار الانتخابات البلدية والاختيارية، فسيتم اختيارهم بناء على التقارير التي سترفع لنا من رؤساء المراكز لمقارنتها مع المعايير والضوابط الموضوعة من قبل القيادة الحزبية، وهنا يأتي دور المنسق باختيار الأسماء التي تتطابق مع ما هو مطلوب بالتشاور مع القيادة، خصوصًا أن لهذه الانتخابات نكهة ومنحى خاص ومختلف في البلدات والقرى عن المنحى الذي تأخذه في المدن الكبرى.

بالنسبة للعلاقات مع الأحزاب والتيارات الموجودة في منطقة المتن الشمالي، يلفت حران الى أن هناك حرصًا بتوجيه من القيادة لإنشاء أفضل العلاقات مع حزب الكتائب اللبنانية، ومع الأشخاص المستقلين الذين يؤمنون بخطنا السياسي. أما باقي التيارات والأحزاب، فنتعاون معها على طريقة القطعة، من خلال توجيهات القيادة لدينا. وهنا لا بد من الإشارة الى أن القانون الانتخابي يختلف بين النيابية والبلدية، فالأولى تعتمد على النسبية أما الثانية فعلى القانون الأكثري، لذلك لها نكهتها الخاصة، الأمر الذي يفرض علينا إجراء تحالفات بهدف الحصول على أكبر عدد ممكن من المخاتير والمجالس البلدية ورؤساء البلديات.

“المسيرة” ـ العدد 1750

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل