خاص ـ علاقة حبل السُرّة.. “التيار” لف ودار وعاد إلى “الثنائي”

حجم الخط

التيار

لا أحد في لبنان يستطيع فهم ما يجول في فكر التيار الوطني الحر، حال الضياع واللف والدوران جعلت من العونيين أنفسهم يقعون في حيرة من أمرهم، والكل يغنّي على ليلاه داخل تيار النائب جبران باسيل، وتصاريح الليل يمحوها النهار، والعكس صحيح، وكل يوم نصحى على موقف جديد، وتوجه جديد، هذا ما يحكى في العلن.

لكن ما وراء كواليس التيار، ليس كما يشاع في وضح النهار ومن فوق الطاولة، فالتيار اعتاد ابرام الصفقات من تحت الطاولات، وهو يشتهر بنقض كل ما يقوله والعمل عكسه، فبعد الحملة التي قام بها الوطني الحر على “الحزب”، والمعاركة الوهمية التي خاضها باسيل ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ها هو اليوم يعود مسرعاً وربما نادماً إلى أحضان الثنائي الشيعي متوسلاً التحالف معهم في انتخابات نقابة المهندسين.

وبما أن الغطاء المسيحي مطلوب من قبل “الحزب” خصوصاً في المرحلة الحرجة التي يمر فيها من خلال كل ما يقوم به في الجنوب، فعودة الابن المطيع ضرورية بالنسبة للحزب، إذ أنه مهما ابتعد وضاع عن نواياه الحقيقية، يعود إلى بيت الطاعة من جديد.

في السياق، يشير الكاتب والمحلل السياسي الياس الزعبي، إلى أنه في الواقع، الانتخابات الأخيرة في نقابة المهندسين هي نوع من الفرع في السياسة يثبت الأصل، بمعنى أن التيار الوطني الحر يضطر عند كل مفترق نقابي أو انتخابي عام أن يلجأ إلى المركزية التي ارتبط بها منذ العام 2006، عبر ورقة التفاهم.

يضيف الزغبي في حديث عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “هذا الارتباط هو في الواقع نوع من علاقة حبل السُرّة، لأن البند العاشر الموجود في ورقة التفاهم يربط التيار العوني بسلاح الحزب ربطاً محكماً، حيث انه وقّع على نص يطلق سلاح الحزب إلى مدى غير منظور، ويصفه بأنه وسيلة شريفة مقدسة، وسيبقى طالما لم تتوافر الظروف الموضوعية، وطالما أن هناك خطراً إسرائيلياً، وهذا التعبير عام وغامض وغائم، لدرجة انه لا يمكن لأحد أن ينفي أو يؤكد ان هذا الخطر قد زال، وطالما هذا الخطر موجود في أدبيات وعقيدة مشروع الحزب، فإنه باقٍ والتيار مرتبط به”.

يتابع الزغبي: “لذلك، بين الحين والآخر، وعلى الرغم من كل العقيرة المرتفعة حول خلاف موجود بين طرفي ورقة التفاهم، نجد في الواقع أن التيار العوني يحتاج دائماً إلى هذه الحاضنة، وها هو يتحالف علناً وعملياً مع الثنائي الشيعي كي يعوّم نفسه في نقابة من النقابات”، المسألة أبعد من انتخابات نقابية، هي مسألة عضوية أساسية وجوهرية، تربط الطرفين وكل الخلاف المصلحي الموقت والموضعي يمكن أن يزول في لحظة ما، طالما أن الأساس قائم على الدعم الاستراتيجي كما يسميه التيار العوني، فلا انفكاك ولا طلاق فعلي ما بين الطرفين، وربما سنشهد لاحقاً المزيد من الترابط وسنشهد المزيد من التحالف واحياء ما يمكن أنه سقط من هذا التفاهم في الاستحقاقات المقبلة وربما في الملف الرئاسي، وما سوى ذلك، ليس سوى غبار في الريح وذر الرماد في عيون الرأي العام”.​

اقرا أيضاً: خاص ـ الأنظار نحو الجنوب.. قلق وخشية من التوسع

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل