ضيفي في “Call 2 Face” هذا الأسبوع النائب فادي كرم.
رئاسة الجمهورية
*كيف ينظر فادي كرم إلى الحراك المستجد للجنة الخماسية بمحاولة جديدة لإيجاد حل للشغور الرئاسي؟
ننظر لحركة اللجنة الخماسية بإيجابية طبعاً، فكل حركة من أصدقاء لبنان أو مبادرة داخلية لفتح ثغرة بحائط الممانعة أمام وجود رئيس جمهورية تكون خطوة جيدة.
كل هذه التحركات يجب أن تصب باتجاه الضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقوم بالدعوة لجلسة نيابية بدورات متتالية، إذ بات معروفاً من قبل الجميع أن محور الممانعة لا يريد رئيساً إلا مرشحه. هم يريدون أن يكون ملف الرئاسة بيدهم ليقايضوا به ويربطوه بمعاركهم الإقليمية. من هنا، إذا ضغطت اللجنة الخماسية على بري لإجراء جلسة مفتوحة يكون ذلك ممتازاً.
*التقت “الخماسية” بالأمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ماذا تحمل في جعبتها وما موقف “القوات”؟
لا شك أن اللجنة الخماسية والأطراف الممثلين فيها حريصون على لبنان والسلم والاستقرار فيه، وهي صادقة برغبتها بإيجاد حل للشغور الرئاسي، وهي تحاول بلقاءاتها مع كافة الأطراف إيجاد خطة طريق يتفق عليها الجميع.
الدكتور جعجع كان واضحاً أن المسألة غير متعلقة بالتفاهم بين كافة الأطراف أكثر من تعلقها بقرار محور الممانعة بعدم الافراج عن الرئاسة اللبنانية، وبمحاوته لإيجاد أعراف جديدة تجعل أنه على اللبنانيين عند انتخاب كل رئيس للجمهورية أخذ رضى محور الممانعة قبل ممارسة الدستور.
محاولة ربط الدستور بأعراف شهدناها على مدى السنوات الماضية، وأدَّت الى عرقلة في مسار وانتظام مؤسسات الدولة اللبنانية، واليوم يحاول محور الممانعة وضعها حتى بانتخاب الرئيس.
من هنا كنا واضحين بأن مسألة رئاسة الجمهورية تُحل فقط بتطبيق الدستور، ودعوة بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية، وأن يتصرف كرئيس لمجلس النواب لا كرئيس لحركة أمل.
من حق بري التمسك بترشيح من يريد وممارسة حقه الديمقراطي، لكن لا يحق له شلّ الدولة وإيقاف العملية الدستورية لأن النتائج التي يتوقعها لن تكون لصالحه.
دعوة باسيل
*كيف يقرأ فادي كرم دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى التلاقي المسيحي؟
المفضَّل أن يكون تلاقياً وطنياً على مبدأ ومشروع تحرير لبنان من محور الممانعة. لبنان اليوم يعاني، والانهيارات بالجملة، ونحن بتنا ساحة معرّضة للحرب بسبب المشروع الإيراني في لبنان. من هنا، الأفرقاء المسيحيون وممثلون عنهم يلتقون دائماً بين بعضهم ومع أطراف أخرى، ولا مانع من التقائهم. لكن ليكون لهذه اللقاءات قيمة، علينا أن نتفق على خطة لإنقاذ أنفسنا من المحور الذي وضعنا فيه “الحزب”، لا لقاء بالصورة والمشهدية وتوجيه المعركة اليوم على نقاط أتت كنتيجة لعملية الشلل التي يقوم بها محور الممانعة باتجاه الدستور وتعطيل البلد والمؤسسات.
*”القوات” متهمة برفض كل طروحات باسيل مهما كانت. ما سبب هذا الأداء؟ ألم يحن الوقت لاتفاق مسيحي يحل أزمات البلد؟
عندما نريد التحدث عن اتفاق مسيحي ـ مسيحي، أو حتى اتفاق وطني، يجب أن يكون ذلك وفق أسس معينة ومبنياً على طروحات واضحة. سبق وتمَّت اتفاقات مسيحية ـ مسيحية وحتى أوصلت رئيس جمهورية، لكن ماذا نتج عنها؟. إن لم تكن هذه الاتفاقات على أرض صلبة وتتمتع بالمبدئية واحترام المبدئية، لا تؤدي إلى نتيجة. اليوم الاتفاقات المسيحية – المسيحية التي من شأنها تحصين فريق ما ليفاوض “الحزب”، لا تفيد ولا تؤدي لإنقاذ هذا البلد.
لا شك أنه يجب أن يكون لدى المسيحيين تصوراً واضحاً لإنقاذ هذا البلد ولطبيعة الحياة والشراكة مع الأطراف الأخرى، وهذا ما نتمناه، لكن ليس من منطلق الاستقواء معاً بهدف التحاصص مع الأطراف الأخرى. على الاتفاقات أن تكون ورقة إنقاذية للبلد تخرجنا من الوضع الشاذ الذي نعيشه، والمعروف أن من أوصلنا إليه هو محور الممانعة و”الحزب” والمشروع الإيراني الذي امتد إلى لبنان.
علينا أن نتكاتف جميعنا كأطراف مسيحية وغير مسيحية لرد الخطر المصيري عنا وتحرير أنفسنا، وهنا تكون “القوات” طبعاً رأس حربة بمشروع كهذا ولن تتأخر عن تفاهمات من هذا النوع.