يوسف دياب – الشرق الأوسط
عدَّ عضو كتلة الجمهورية القوية، النائب غياث يزبك، أنه “منذ أن أوكل الغرب إلى سوريا مهمّة الإشراف على تنفيذ اتفاق الطائف، انحرفت عن مبادئ عبور اللبنانيين إلى المصالحة، وجاءت معارضة “القوات اللبنانية” لهذا السلوك”. وأوضح يزبك لـ”الشرق الأوسط” أن “القوات” ورئيسها وقادتها “دفعوا ثمن مواجهتهم لخطف اتفاق الطائف والدفاع عن مشروع بناء الدولة على أسس عادلة تحترم التنوع، كما تقف اليوم بوجه خطف الدولة من قبل “الحزب”.
ورغم تبرئة جعجع وحزبه من جريمة تفجير الكنيسة، لم يكشف القضاء اللبناني ولا الأجهزة الأمنية عن الجهة التي نفذت تلك الجريمة حتى الآن. ورأى النائب يزبك أن “الوقائع تؤكد أن النظام السوري يقف وراء هذه الجريمة”، عاداً أن “القوات”، “لم تبدّل مبادئها وقناعاتها منذ إقرار اتفاق الطائف حتى اليوم، وهي انحازت إلى جانب الدولة ومشروع لبنان الواحد، ولا تزال”.
ومع أن الحكومة التي اتخذت قرار حلّ “حزب القوات” كان يرأسها رفيق الحريري، فإن غالبية وزرائها كانوا من حلفاء سوريا.
استحضرت الذكرى الثلاثون لحلّ حزب “القوات اللبنانية” مرحلة إمساك النظام الأمني السوري بمفاصل الحكم في لبنان، وإزاحة أي مكوّن لبناني يمكن أن يشكّل حالةً اعتراضيةً على إدارة هذا النظام لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، إذ جرى التمهيد لهذا القرار عبر جريمة تفجير كنيسة سيّدة النجاة في منطقة جونية، واتهمت “القوات اللبنانية” بها على الفور، وسجن قائدها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعدد كبير من كوادرها، وتداعى مجلس الوزراء يومها إلى جلسة سريعة خصصت لإعلان القرار بحلّ هذا الحزب وحظر أي نشاط له على الأراضي اللبنانية.
إزاحة “القوات اللبنانية” عن المشهد شكلت ضربة قويّة للمسيحيين، خصوصاً أنها أعقبت عملية الإطاحة بميشال عون، في عملية عسكرية نفّذها الجيش السوري على قصر بعبدا.
يذكر أنه أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان، إلى أنّه “فليكن واضحا لدى الجميع، إن انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستوريًا هي انتخابات، وعمليًا هي انتخابات مع أو من دون تفاهمات مسبقة”.
ولفت إلى “أننا جربنا منذ أكثر من سنة وخمسة أشهر أن نصل إلى تفاهمات مع أكثرية الكتل النيابية من أجل انتخابات ديمقراطية، فتم إجهاض مساعينا بتعطيل الجلسات، وجربنا عن طريق التفاهم على خيار ثالث، فأجهض مسعانا بالتمسك بالمرشح نفسه، وفي الوقت الذي لم ننجح فيه مع أكثرية الكتل، نجحنا على مستوى المعارضة في الاتفاق على مرشح أول ومرشح ثانٍ في إطار تقاطع في الخيار، بينما لم نتقدم مع فريق الممانعة سنتمترا واحدا بسبب تمسكه الابدي والسرمدي بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية”.