ضيفي في “Call 2 Face” هذا الأسبوع النائب وضاح الصادق.
سر
*سر سياسي من وضاح الصادق
لا أسرار سياسية لدي باستثناء ترشحي تحت الضغط ولم يكن بحسابي الفوز.
رئاسة الجمهورية
تستمر المراوحة بملف رئاسة الجمهورية ويبدو أنه تم ترحيل الملف الى ما بعد عيد الفطر. هل يتوقع وضاح الصادق أن يكون لدينا رئيساً للجمهورية قريباً؟
ليس من السهل أن يكون لدينا رئيساً للجمهورية قريباً لكثير من الأسباب. أولها طريقة ترشيح الثنائي لرئيس الجمهورية المسيحي، إذ أن ترشيحهم لرئيس تيار المردة قبل ترشيح نفسه يوحي أنه موضوع كحاجز الى حين صدور القرار بانتخاب رئيس. مع رفضنا كقوى تغييرية جديدة للموضوع الطائفي إذ يمثل الرئيس بالنسبة الينا كل لبنان، لكن لا يمكن ان يأتي الرئيس خارج الاجماع المسيحي، إذ لا نزال في دولة للأسف موزعة طائفياً. نتمنى أن نكون بمرحلة انتقالية لنتخلص من هذا التوزيع لكن اليوم بهذا الوضع، المكون المسيحي يجب أن يوافق أقله على الرئيس.
أتصور أن الإيراني اليوم ليس بوارد اعطاء لبنان ورقة اساسية هي انتخاب رئيس جمهورية. الطرف الداخلي وهو تحالف الحزب ليس بوارد التخلي عن القرار المطلق الذي يسيطر فيه على البلد، من خلال حكومة تصريف الاعمال والتحالف بين رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال نبيه بري ونجيب ميقاتي، وامتلاك القرار الكلي في البلد مع تعطيل المجلس النيابي بسبب غياب رئيس جمهورية وغياب التشريع.
بالتالي، في هذه المرحلة الحساسة جداً، وبظل ما يحدث في المنطقة والمفاوضات القائمة لن يتخلوا عن هذه الورقة.
*المعارضة متهمة بعرقلة انتخاب رئيس إثر اصرارها على رفض الحوار الذي يدعو اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري. كيف يرد وضاح الصادق على هذا الاتهام؟
للخروج من الوهم الكبير لم تتم دعوتنا أي مرة الى حوار جدي، إنما سمعنا به في الاعلام، ولم يتم ارسال شروط الحوار وآليته ومن ستضم طاولة الحوار ومن سيمثل الـ30 او 35 نائباً مستقلاً في الحوار.
نحن دائماً نصر على أهمية الانتقال الى مرحلة يتم فيها تطبيق الدستور والقوانين في لبنان. إذ أن البلد في حال انهيار وسبب ذلك عدم تطبيق الدستور والقوانين. هل نريد التأكيد على استمرار الانهيار من خلال الحوارات غير المجدية وما يسمى حكومات الوحدة الوطنية واختراق الميثاقية الذي اوصلنا الى هنا؟ لا يستحيل أن نقبل ومعظم النواب يرفضون ذلك.
وضعنا خياراً بديلاً هو استشارات بين الكتل النيابية لكنهم مصرون على طاولة مستديرة يترأسها بري وهو طرف ولديه مرشح. السؤال الأكبر، هل نجري حواراً عند كل استحقاق؟ لماذا يوجد الدستور إذاً؟ فلنرميه ومعه القوانين الموجودة ونلغي البرلمان وليصبح هناك اجتماع رؤساء طوائف يقررون ماذا يفعلون في البلد.
لا يبنى البلد بهذه الطريقة ولا يجوز.
الصراع في الجنوب
*كيف ينظر وضاح الصادق لأوضاع الجنوبيين بعد دخول الجنوب معترك الصراع في غزة وربط الجبهتين ببعضهما البعض؟
منذ اليوم الاول قلنا إن الصراعات غير المجدية التي لا تؤدي الى أي هدف تسبب الضرر في البلد.
نحن بلد منهار اقتصادياً. الفقر تخطى الخطوط المقبولة والحمراء. واعلنت الحرب من الجهة اللبنانية من قبل السيد نصرالله خلال خطابه وعنوانها كان تخفيف الضغط عن غزة. هل خفف الصراع في الجنوب الضغط عن غزة؟ كلا، صفر تأثير.
كل ما فعله الصراع تخليف دمار مخيف في القرى الحدودية إذ خسرنا المئات من شبابنا وكرثت اسرائيل معادلة صعبة جداً للمرحلة المقبلة، وهي معادلة تدميرية كاملة في حال تم اي نوع من مخالفة القواعد التي لا نعترف بها ايضاً.
بالتالي، التوتر في الجنوب والتهجير والدمار لم يوصلوا الى اي نتيجة، باستثناء ان ايران تحاول اخذ كرسي اكبر على طاولة المفاوضات، ولا تريد الانتقال الى حالة الحرب وتوحيد الساحات فهذا كله لم نراه. ما رأيناه صراعاً لا يوصل إلى نتيجة وضرراً كبيراً على اهلنا في الجنوب، المزيد من انهيار الاقتصاد اللبناني، توقف مدخول سياحي بالعملة الصعبة عن لبنان إثر الأوضاع. وكل هذا الاداء ضمن الامور التي يعاني منها لبنان وهي سياسة معتمدة منذ العام 2011 قائمة على العداء مع العرب وانهيار القطاع المصرفي وسواها، لانهم يريدون حالة الانهيار الشامل اذ يعتبرون انها تمكنهم من الامساك اكثر بالبلد.
*لبنان مهدد بحرب واسعة فيما اوضاعه مأساوية على مختلف الأصعدة. ما الرسالة التي يوجهها وضاح الصادق لـ”الحزب”؟
لا اعتقد أنني إذا وجهت رسالة لـ”الحزب” فهو معني بها.
اليوم 75% من الشعب اللبناني يوجهون رسالة لـ”الحزب” برفضهم الدخول في الحرب، لكن هل يملك “الحزب” القرار؟
كلا، إذ أن هذا القرار بيد إيران. الايراني يتحدث اليوم باسم لبنان في الصراع، وكل القوات التابعة لإيران في المنطقة هي مجرد ألوية، وهم قالوا ذلك لا نحن.
بالتالي، القرار عند إيران. هي التي تقرر الدخول بحرب شاملة لكنها لا تملك القدرة على ذلك، والدليل أنه في التاريخ لا رصاصة صادرة من إيران على إسرائيل.
المعارضة
*كيف تصف أوضاع المعارضة في لبنان اليوم خصوصاً مع تشكيلكم نواة صلبة بوجه المشروع الايراني؟
ثمة 31 نائباً اليوم يشكلون نواة صلبة وموحدون بالقرار ويتواصلون مع المجتمع الدولي ويمثلون غالبية الشعب اللبناني ومتفقون على الشق الرئاسي والسيادي والاقتصادي وبالتشريع. ننسق طبعاً مع المعارضة الاقرب وهم نواب التغيير والنواب المستقلين وغيرهم. هناك تنسيق على محور أكبر بقليل مع اللقاء الديمقراطي، تقاطع في بعض المراحل مع “الوطني الحر”، مع ملاحظاتنا الكثيرة على تموضعه السيادي والاصلاحي. نحن نواة صلبة جداً وقراراتنا أساسية، لا نواجه المشروع الايراني فحسب انما كل المشاريع التي قد تكون ضد مصلحة البلد. ونخوض معارك ضد ما يسمى محور الممانعة او المحور المستفيد من الفساد في لبنان.