تشير مصادر سياسية مطلعة على أجواء اللقاءات التي تعقد في بكركي برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بين ممثلين عن عدد من الأحزاب المسيحية بمشاركة شخصيات مستقلة، إلى أن “حسابات الحقل التي أجراها النائب جبران باسيل قبل لقاءات بكركي وتوخّاها وعلقّ الآمال عليها، قد لا تتوافق بالضرورة مع حسابات البيدر الفعلية في الصرح البطريركي، والمرجح ألا تصح حسابات حقل باسيل بالنتيجة”.
المصادر ذاتها، توضح عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “من أولويات باسيل بالنسبة للقاءات بكركي هي محاولة استظلال الصرح البطريركي لإعادة ترميم صورته ووضعيته المتراجعة، وربما لاستخدام هذا الأمر في سياق المناورة والابتزاز تجاه “الحزب”. وإلا، ما الذي دفع باسيل لهذه اللهفة على بكركي اليوم، بعدما أدار ظهره لها ولكل الأحزاب المسيحية طوال السنوات الماضية، وغطى”الحزب” وسلاحه وكل ممارساته وتوسعه في عملية قضم الدولة، ولم يصغ إلى تحذيرات بكركي وهواجسها؟”.
تضيف المصادر: “كل الأمور مكشوفة ولا يمكن للنائب باسيل المناورة كثيراً في لقاءات بكركي لناحية المطلوب، سواء بالنسبة لباقي المشاركين أم بالنسبة لوجهة نظر بكركي بالذات. سياسة “إجر بالبور وإجر بالفلاحة” لم تعد مقبولة على الإطلاق. المطلوب هو الخروج بمواقف واضحة تجاه الأخطار المصيرية التي تهدد مصير لبنان ومستقبله، في مقدمتها خطر هيمنة السلاح وسيطرته على الدولة وخطف قرارها وتوريط لبنان في حروب متتالية ومحاولة تغيير هوّيته الحضارية والانقلاب على تاريخه، ما يؤدي إلى نزيف الهجرة والاضمحلال”.
تتابع: “حسابات البيدر في بكركي مختلفة عن حسابات حقل باسيل. بالتأكيد لا تقبل بكركي بمحاولة استخدامها مطيّة من قبل أي فريق لحساباته السياسية الضيقة الخاصة، باسيل أو غيره. لن تخرج أي وثيقة عن بكركي إلا بما يتضمن الثوابت التاريخية للكنيسة المارونية والتأكيد على أنها لا تقبل إلا بلبنان وطناً للحرية والعدالة، بدولة حضارية متفاعلة مع العالم يحكمها الدستور والقانون، لا سلاح فيها إلا سلاح الجيش والقوى الأمنية الشرعية”.
بالتالي، السؤال هنا وفق المصادر نفسها: “هل بات باسيل جاهزاً للقطع مع مرحلة المناورات والصفقات والابتزازات المصلحية مع محور الممانعة والعودة إلى مربّع الثوابت اللبنانية التاريخية لبكركي؟ الجواب عنده، هذه المرة عليه أن يثبت ذلك بالدليل والموقف قبل أي بيانات أو وثائق، لأن له سوابق في الانقلاب على الاتفاقات”، مشددة على أن “الأمور تطرح في بكركي كما هي من دون مواربة أو قفازات، فأفضل ألف مرة تشخيص المشكلة وتحديد الطريق الصحيح والسير به مهما كان طويلاً وصعباً، من اللف والدوران حول المشكلة والمسايرة وتقطيع الوقت بالتي هي ليست أحسن”.