كما التعطيل في الانتخابات الرئاسية، كذلك الانتخابات البلدية، فالسلطة المؤتمرة من “الحزب” لا تجيد تطبيق الدستور، تمتهن تعطيل الاستحقاقات الدستورية تحت شعار التمديد والتأجيل. السلطة الحاكمة تتذرع اليوم بأن هناك توترات في الجنوب تعيق عملية الانتخابات البلدية والاختيارية في قرى الجنوب. المشكلة في الفريق القابض على السلطة أنه على الرغم من شلل وتحلل معظم مؤسسات الدولة وفقدان الانتظام العام على المستويات كافة، لا يزال يهرب إلى الأمام ولا يتحمّل أبسط مسؤولياته بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية. فالبلديات تبقى خط التماس الأول مع المواطنين لمحاولة تخفيف ما أمكن من معاناتهم وتأمين الخدمات العامة حتى ولو بالحد الأدنى والتي تتلكأ الحكومة عنها.
في الموازاة، لا تزال تداعيات استهداف السفارة الإيرانية في دمشق تتصدر المشهد في المنطقة بانتظار ما إذا كانت طهران سترد على الاستهداف، أم انها ستكتفي برد محدود يحفظ لها ماء الوجه. أم أنها ستتجه إلى سيناريو استخدام العراق أو اليمن أو لبنان للرد على إسرائيل.
وبانتظار الرد وتوقيته غير المعروف، وفي جولة تصفّح عبر مواقع التواصل الإجتماعي، نجد ان نقمة البيئة الحاضنة لـ”الحزب” تتنامى، السخط يكبر، الانتقادات بدأت تطال النظام الإيراني والحزب معاً. هناك حال من الاستهزاء من الطريقة التي يتعامل فيها محور طهران مع الاستهدافات الإسرائيلية التي طاولت قادة الصف الأول للحرس الثوري وللحزب، وتلك العمليات لن تتوقف حتى اللحظة.
أنصار بيئة الحزب يوجهون انتقادات لاذعة للقادة في طهران حول الطريقة التي يتعامل فيها النظام الإيراني والأذرع التابعة له تجاه عمليات الرد التي وصفوها بأنها لم تكن على مستوى وحجم الاستهدافات التي تقوم بها إسرائيل.
بالعودة إلى تأجيل الانتخابات البلدية والإختيارية، يؤكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، أننا “مصرّون في حزب القوات اللبنانية وتكتل الجمهورية القوية على الضغط والمطالبة بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وألا يحصل أي تأجيل جديد لها، من منطلق أنه إذا كانت الدولة المركزية منهارة ولا تقوم بدورها أمام شعبها، فعلى الأقل السلطات المحلية تقوم بهذا الدور ونكون بصدد تفعيل دور البلديات”.
كرم يشدد في حديث عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني ينشر اليوم تحت عنوان، ” الانتخابات البلدية.. “القوات” لإجرائها و”الثنائي” و”الخائفون” للتمديد الثالث”، على أن “البلديات بحاجة اليوم إلى تجديد، إلى دم جديد ومسؤولين جدد على استعداد لتحمّل مسؤولياتهم أمام هذا الوضع الصعب الذي نعيشه”، لافتاً إلى أن “الذين انتُخبوا وتم التجديد لهم مرتين أشخاص “يعطين العافية” وخدموا كثيراً، لكن لم يعد بإمكانهم العطاء أكثر وهم انتُخبوا في ظروف أخرى. اليوم هناك ظروف لها شخصياتها، يمكن أن يكون هناك رؤساء بلديات نجحوا في أدائهم ويرغبون بالاستمرار ويُنتخبون مجدداً، ويمكن أن يكون هناك أشخاص جدد”.
أما دولياً ومن خلال ما يحدث في غزة وسوريا ولبنان، فالأحداث التي تحصل في الأردن تدل على أن بصمات النظام الإيراني واضحة بما يجري في عمان، ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية، العبث الإيراني في الدول العربية وخصوصاً القريبة من الحدود الإسرائيلية بات ظاهرا للجميع.
المصادر ذاتها تؤكد عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن ما يجري في الأردن خطير للغاية، ويدل على ان إيران مصممة على زعزعة استقرار الدول العربية، فهي لم تتجرأ على ضرب إسرائيل على الرغم من الكم الهائل من الاستهدافات التي قامت بها إسرائيل تجاه مسؤولين إيرانيين وأخرها السفارة الإيرانية في دمشق، وبدلاً من الرد على إسرائيل، ها هي إيران ترد في الاتجاه المعاكس، وتحاول العبث في أمن الأردن.
وتلفت المصادر إلى ان أهداف إيران واضحة، أهمها توسيع نفوذها وجعل بعض الدول العربية بؤر تابعة لها، كسوريا والعراق واليمن ولبنان، فهي تُحدث الفوضى في هذه الدول، وتضعف الدولة، لتأتي بعدها عبر قواتها وتسيطر على الوضع، لكنها لن تنجح في الأردن، وستفشل، لأن سياسة إيران باتت مكشوفة للجميع، ولا أحد من الدول العربية يقبل بزعزعة استقرار الأردن وتحويله إلى عراق آخر.