على الرغم من أن الصراع في غزة يتصدر أولويات الدول وخصوصاً العربية منها، إلا أن الملف الرئاسي في لبنان لا يزال ضمن قائمة اهتمامات الدول الصديقة للبنان بما فيه من أهمية قصوى خصوصاً في الظروف التي يمر فيها أمنياً واقتصادياً. ظروف تستدعي ضرورة وجود حل للملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية يكون حاضراً في المحافل الدولية ويواكب أعمال الحكومة وانتظام الحياة السياسية.
منذ انتهاء الانتخابات النيابية الأخيرة، ولدت توازنات جديدة داخل البرلمان. هذه التوازنات لم تعطِ الأغلبية لأحد، وباتت التحالفات مختلفة من ملف إلى آخر، وهذا الأمر ساهم بشكل كبير إلى تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما أنه لعب دوراً مهماً بعدم نجاح الثنائي الشيعي بفرض هيمنته على مجلس النواب، فلجأ إلى التعطيل بعدما فقد الأكثرية.
في السياق، من المنتظر أن يستكمل سفراء “الخماسية” جولتهم على رؤساء الكتل النيابية فور انتهاء عطلة الأعياد، وعلى الرغم من أن لا شيء جديداً بعد في المواقف حيال الملف الرئاسي، إلا أنه وبحسب مصادر مطلعة، فإن سفراء الخماسية يصرون على بذل الجهود لإقناع الأفرقاء السياسيين بضرورة انهاء الشغور الرئاسي المزمن.
المصادر المطلعة تشير عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، إلى أن الخيار الثالث يتقدم على كافة الخيارات، وهناك قبول من قبل المعارضة، لكن “الحزب” لم يبدِ رغبته بعد ببحث الخيار الثالث لأن ذلك سيؤدي حكماً إلى التخلي عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن “الحزب” يتذرع بأنه محرج بالتخلي عن فرنجية، لكن الحقيقة في مكان آخر، وهي أن إيران ليست في وارد تسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان على الأقل في المدى المنظور.
أما حول المواقف الدولية وخصوصاً موقف واشنطن حول الملف الرئاسي، تؤكد مصادر مقربة من الإدارة الاميركية أن لا تغيير في المواقف، ومنذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، كانت مواقف أميركا واضحة بهذا الخصوص، وهو الذهاب فوراً نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
تضيف المصادر لموقع “القوات”: “واشنطن حددت خياراتها منذ بدء الشغور الرئاسي في لبنان، ووضعت مواصفات معينة حددت رؤيتها حول هوية الرئيس المقبل، وهذه المواصفات بحسب واشنطن تمثل أغلبية الشعب اللبناني، ومهما حصل من تجاذبات سياسية وتعطيل، لن تغير واشنطن من مواقفها”.
إقرأ أيضاً
مانشيت موقع “القوات”: إيران تعبث في أمن الأردن.. “القوات” تواجه “ثنائي” التمديد والتعطيل