عاد ملف النازحين السوريين مجدداً ليثير الجدل في لبنان، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض. الفئة الأولى تطالب بإعادتهم إلى بلادهم بعد تحسن الأوضاع الأمنية في مناطق سورية عدة، وذلك بناءً على تورط عدد منهم في أعمال أمنية مشكوك فيها ودخول آخرين الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية. أما الفئة الثانية، فتعارض عودة النازحين السوريين قبل ضمان الأمن والسلامة لهم في بلادهم.
لكن ألم يحن الوقع للتحرك والمطالبة بعودة النازحين السوريين الذين لا يملكون أوراق قانونية إلى بلادهم لتخفيف العبء عن كاهل الشعب اللبناني الذي يعاني من الأوضاع الصعبة ويفتقد للعمل بعدما حلّ النازح السوري مكانه بسبب “المضاربات”؟
85% من مساحة سوريا آمنة
كان لبنان من أوائل الدول العربية التي هرب السوريون إليها بعد اندلاع الثورة ضد نظام الأسد العام 2011، وأصبح يضم أعلى نسبة نزوح سوري عالمياً مقارنة بمساحته وعدد سكانه. أما اليوم وبعدما شهدنا عدداً كبيراً من جرائم القتل وعمليات السرقة، بات أمن اللبنانيين ووجودهم مهدداً بشكل يومي وفعلي في ظل دخول النازحين السوريين بطرق غير شرعية جراء تفلّت الحدود من دون حسيب أو رقيب. مع العلم أن التقرير الأخير للأمم المتحدة عن الأوضاع في سوريا يشير إلى أن 85% من مساحة سوريا أصبحت آمنة ويمكن لأي شخص العودة طوعياً مع ضمانة من الحكومة السورية بعدم التعرض له.
بالأرقام
بحسب المتحدثة الرسمية باسم المفوضية السامية لحقوق اللاجئين في لبنان دلال حرب، يبلغ عدد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية 795.322 نازحاً، في حين أن عدد سكان لبنان بلغ بحسب موقع Worldometer الإحصائي 5.261.329 نسمة وذلك بالاستناد إلى بيانات الأمم المتحدة، ما يعني أن عدد النازحين السوريين حوالي 15% من سكان لبنان. علماً أن الأمن العام اللبناني يقدّر عدد النازحين السوريين بمليونين و80 ألف نازح، معظمهم لا يملك أوراقاً نظامية، ويوجد نحو 3.100 مخيم عشوائي معظمها في البقاع والشمال.
لا إحصاءات دقيقة
يؤكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، ألا إحصاءات دقيقة حول النازحين السوريين في لبنان، فلا يمكن معرفة عددهم.
لكن بحسب ما أشار شمس الدين عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أنه “من خلال عيّنات عن لبنانيين فقدوا أعمالهم، نستطيع أن نقدّر بأن حوالي 120 ألف سوري حلّوا مكان لبنانيين لأنهم يأخذون رواتب أقل بساعات عمل لوقت أطول، وهم لا يطالبون بضمان اجتماعي. بالتالي، “النزوح السوري سبّب خسارة 120 ألف لبناني وظائفهم في كافة القطاعات، وقد يكون عدد كبير من اللبنانيين تعلموا مهناً أخرى أو غادروا لبنان ولجأوا إلى بلدان أخرى بهدف العمل”.
اقرأ ايضاً: خاص ـ تهديدات النزوح السوري الأمنية.. قراءة بعد استشهاد باسكال سليمان