خاص “Call 2 face” – حمادة: لقاء معراب نقطة مضيئة ولسدٍّ منيع بوجه الهجمة على الكيان

حجم الخط

حمادة

ضيفي في “Call 2 face” هذا الأسبوع المحلل السياسي علي حمادة.

سر

سر سياسي من علي حمادة

فاتح المسؤولون اللبنانيون الحكوميون، وحتى المسؤولون من أطراف سياسية، الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بضرورة المرور إلى لبنان وزيارته أسوة بزيارته إسرائيل، لكنه رفض المجيء في الوقت الحاضر لاعتقاده ألا جديد في لبنان وأن الأمور لم تتغيّر وأنه يحتاج أن يتأكد ويسمع عن تغيير جدّي بالمواقف اللبنانية. بمعنى آخر، تغيير بموقف “الحزب” بالنسبة للحرب الدائرة في الجنوب، وقبل ذلك لن يأتي.

رئاسة الجمهورية

*يبدو أن ملف رئاسة الجمهورية رُحِّل بانتظار التسوية التي ستخلّفها حرب غزة. كيف ستواجه المعارضة إمكانية تسليم البلد للمشروع الإيراني على غرار تسليمه لسوريا بعد حرب الخليج؟

الحقيقة أن ملف الرئاسة مُرحَّل منذ زمن بعيد ولم يعد بنداً أساسياً على الخريطة السياسية، أو على جدول أعمال السياسة الإقليمية ولا حتى الدولية، على الرغم من كل ما يحكى عن اتصالات تحصل على مستوى اللجنة الخماسية أو حتى على مستوى جولات السفراء المعتمدين في لبنان لدول الخماسية.

كل هذا يحصل لإبقاء هذا الملف حيّاً، لكن لا جديد على هذا الصعيد. هذه نقطة شديدة الأهمية لا سيما أن الانغلاق السياسي كبير والتعطيل واقع وأن هناك استحالة لتقريب وجهات النظر، لا سيما في ظل تعنُّت “الحزب” وحركة أمل المستمر فيما يتعلق بالترشيحات.

هناك موقف وطني ورأي عام واسع وكبير معارض لسياسة “الحزب” ولوضعه ولكل ما يفعله في الوقت الحاضر. هناك معارضة، لكنها تحتاج أن تتكاتف وتتوحَّد. حتى الآن على الرغم من النقطة المضيئة في مؤتمر معراب السبت الماضي، تحتاج المعارضة إلى عمل جدّي وجهد كبير لتوحِّد صفوفها وتتَّحد حول قواسم مشتركة وبرنامج مشترك وتكتيكات متقاربة، لأننا في مرحلة خطيرة جداً من تاريخ لبنان يمكن أن يتضرّر فيها البلد وصولاً إلى أحداث خطيرة جداً جداً.

نعم المعارضة جدية وحقيقية، لكن نأمل تشكيل جبهة معارضة واسعة عابرة للأحزاب والطوائف والمناطق، تكون بمثابة السد المنيع بوجه الهجمة الكبيرة على الكيان اللبناني.

*يقال إن “الحزب” تراجع عن مقولة “سليمان فرنجية أو لا أحد”. كيف يقرأ علي حمادة هذا الأمر في هذا التوقيت بالذات؟

الكلام الذي انتشر عن أن “الحزب” لم يعد متمسّكاً بمرشحه غير صحيح. تمسُّك “الحزب” بمرشحه سليمان فرنجية وإصراره عليه دون غيره وعلى استبعاد أي كلام أو نقاش بأسماء اخرى أكانت وسطية أم لا، أُبلغ به الفرنسيين وكل أطراف الخماسية. من الواضح أنه حتى الآن لن يفتح مجلس النواب إلا لانتخاب سليمان فرنجية.

يمكن تغيُّر الأمر بحكم الواقع واستحالة إيصال فرنجية أو بحال تغيرت الحسابات السياسية. هذا أمر وارد وقد يحصل بالسياسة.

توترات الجنوب

*يشهد لبنان حراكاً فرنسياً أميركياً بمحاولة لمنع توسع رقعة التوترات وإيجاد حلّ للحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. هل يتوقع علي حمادة أي تطور إيجابي على هذا المستوى؟

يحاول الفرنسيون أن يدخلوا على خط الوساطة الدولية القائمة بالنسبة لمحاولة خفض التصعيد في الجبهة الجنوبية للبنان، لكن المشكلة شبيهة بمشكلة رئاسة الجمهورية، هي تعنُّت وإصرار “الحزب” على عدم إيقاف العمليات العسكرية قبل توقُّفها في غزة.

بالتالي، ليس هناك من إمكانية لتغيير الواقع القائم ومخاطر الحرب القائمة، إذا استمرت حرب المشاغلة التي يشنُّها “الحزب” منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

نحن أمام معضلة كبيرة تكمن في أنه إذا استمر أمد حرب غزة سيطول أمد الحرب في الجنوب ويستمر التدمير والقتل والخطر الكبير جداً على الساحة اللبنانية. إذا توقفت هذه الحرب، هنا السؤال: هل سيكون بالإمكان التفاوض بعد انتهاء حرب غزة وتوقف القتال في الجنوب اللبناني على صيغة تطبيق جدية للقرار 1701؟.

هنا ثمة وجهات نظر ترجِّح أن “الحزب” بعد توقُّف الحرب في غزة والعمليات العسكرية في الجنوب، سيحاول التملُّص من أي اتفاق جديد أو تنفيذ جدي للقرار 1701. من هنا نحن أمام أزمة طويلة الأمد.

*من المعروف أن تطبيق القرار 1701 مستحيل في ظل حاجة “الحزب” لذريعة تعلِّل وجوده المسلح في حين يدفع أهالي الجنوب ثمناً باهظاً. هل تتوقع علي حمادة تدهور الأمور نحو الأسوأ؟

إذا استمرت حرب المشاغلة التي يخوضها “الحزب” ضد إسرائيل وطال أمدها لأسابيع أو أشهر، سترتفع مخاطر الانزلاق نحو حرب شاملة وخطيرة جداً على لبنان.

طبعاً يستطيع “الحزب” أن يقول إن لديه قدرات كبيرة جداً على الصعيد العسكري وإنه قادر على إلحاق الأذى الكبير بإسرائيل وإصابة أهداف في العمق الإسرائيلي، لكن المشكلة مختلفة ومطروحة من زاوية الضرر الذي يمكن أن يلحق بلبنان وإمكانية تعرُّض لبنان لموجة تدمير كبيرة بسبب هذه الحرب.

نحن أمام معضلة، وأنا لا أتوقع ان تنتهي حرب المشاغلة هكذا، وأعتقد أننا قد نصل إلى مرحلة تصعيدية كبيرة قبل أن تعود وتتوقف، هذا إذا لم تنفجر حرب شاملة.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل