لا حلول قريبة للملفات الشائكة التي تراوح مكانها في لبنان، فالملف الرئاسي خارج التغطية المحلية والخارجية. لا أحد يسأل أو يحاول الاستفسار عن جديد المواقف حول الاستحقاق الرئاسي، وكأن الخارج قد مل من تكرار المحاولات التي لم تنجح في تحقيق الخرق المطلوب، لأن التعطيل الداخلي الذي أتى بأوامر من طهران مباشرة، لم يجد طريقه نحو الحلحلة. أما الجنوب فلا يزال مشتعلاً، مسرح العمليات يسجّل إقبالاً كثيفاً من حيث عدد الاستهدافات التي تقوم بها اسرائيل، ومن حيث عدد العمليات التي يقوم بها “الحزب”، وكأن الفريقان يتجهان نحو التصعيد. الملف الوحيد الذي ينشط والذي برز خلال الأسبوع المنصرم، هو ملف الوجود السوري غير الشرعي، اذ هنّأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأمن العام بالحملة التي قام بها تجاه الوجود السوري غير الشرعي، معتبراً أنها الخطوة الأولى على طريق الألف ميل.
من جهته، في رسالة صارمة، اتهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاتحاد الأوروبي باستعمال النازحين السوريين لأغراض سياسية.
أسف الراعي خلال عظة الأحد لعدم تعاون الدول الأوروبيّة والدوليّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأنّ هذه الدول لا تزال تستعمل النازحين لأغراض سياسيّة في سوريا، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسيّة وعودة هؤلاء إلى وطنهم وتحمّل لبنان بذلك هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية.
مصادر مقربة من بكركي اعتبرت أن موقف الراعي تطور لافت، ورسالة صارمة الى المجتمع الدولي، وهذه المواقف ليست غريبة عن بكركي وخطها التاريخي المدافع الأول عن لبنان في وجه المخاطر التي تحدق بنا نتيجة الوجود السوري غير الشرعي.
تضيف المصادر لموقع القوات اللبنانية الالكتروني: “موقف بكركي متقدم، وهو يصب في خانة أن المجتمع الدولي لم يعد بامكانه الاستمرار بالسياسة ذاتها تجاه ملف النازحين في لبنان، لأن بكركي تدرك تماماً أن كيان لبنان بات مهدداً نتيجة النزوح، وهويته ووجوده في خطر”.
أما جنوباً، وبحسب مراقبين لحركة التوترات هناك، يلاحظون أن الوتيرة ارتفعت بشكل ملحوظ، وأن الأوضاع لا تطمئن، لأن ما يحصل على الأرض ينذر بأن لا حدود ولا قواعد اشتباك من قبل الطرفين اسرائيل و”الحزب”، وهذا الامر يعد مغامرة بحد ذاتها سيدفع ثمنها لبنان والشعب اللبناني.
يشير المراقبون لموقع “القوات”، الى أنهم لاحظوا تكثيفاً للعمليات التي يقوم بها “الحزب” تجاه اسرائيل، وهذا تطور مقلق ومن غير الواضح حتى الآن ما اذا كانت طهران قد أصدرت الأوامر للحزب بالتصعيد وتكثيف العمليات.