كشافة الحرية.. خبطة قدمهم ع الأرض هدّارة!

حجم الخط

كشافة الحريةكشافة الحريةكشافة الحريةكشافة الحريةكشافة الحرية

في قداس المقاومة اللبنانية في معراب، هم العلامة الفارقة التي تؤكد على شعار “أجيال تسلّم أجيال”. رؤوسهم شامخة، نظراتهم حادة ومصوبة باتجاه واحدٍ. إنهم كشافة الحرية التي سرقت محبة القلوب ونالت احترام الكبير والصغير. “المسيرة” التقت المشرف العام في جمعية كشافة الحرية جيلبير سمعان، وكان حوار على وقع نبضات قلوب شابات وشبان كشافة الحرية.

قبل حلّ حزب “القوات اللبنانية” كانت جمعية كشافة المستقبل موجودة، ولكنها حُلّت مع حلّ الحزب واعتُقل جميع أفرادها، وتمت مصادرة جميع معداتهم، لتعود الى ممارسة نشاطها بعد خروج سمير جعجع من المعتقل، ويطلق عليها اسم “كشافة الحرية” تيمنًا بخروج الحكيم الى الحرية.

يقول جيلبير سمعان إن “جمعية كشافة الحرية تتبع المبادئ العالمية للحركات الكشفية، وهي تنضوي تحت لواء اتحاد كشافة لبنان. وللانتساب الى هذا الإتحاد هناك معايير يجب توافرها، منها تأمين عدد معيّن من المنتسبين ومن الأفواج الكشفية، الالتزام وتنظيم المخيمات الكشفية، والدراسات والمعايير التي نلتزم بها كمبادئ، وقد تقدمنا بطلب الانتساب الى اتحاد كشافة لبنان، وتمت الموافقة عليه بعد التأكد من استيفائنا لجميع الشروط المطلوبة منذ سنة ونصف، وفي السنة المقبلة يحق لنا وفق النظام الداخلي للاتحاد بالتصويت في انتخابات رئاسة الإتحاد”.

وعن استراتيجية تأسيس فوج كشفي، يوضح أن الخطوات تبدأ بالتواصل مع منسقيات الحزب في المناطق التي تزوّدنا بالأسماء المهتمة بالعمل الكشفي عندهم، شرط أن تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، وأن لا يقلّ العدد عن العشرين شخصًا، ويتم إخضاعهم لدورات تدريبية كشفية حول المبادئ والقوانين الكشفية وكل ما يتعلق بها وبأنظمتها، وفي نهاية الدورات التدريبية يتم توزيعهم على الوحدات الكشفية، كلٌ بحسب مميزاته، ليعودوا ويخضعوا لدورات متخصصة في المهام  التي سيتولون مسؤوليتها من جراميز، أو كشافة، أو جوالة.

في المرحلة التالية، يتم وضع هيكلية لكل فوج جديد، تتوزع على الشكل التالي: قائد فوج، مساعد قائد فوج، أمين سر، أمين تجهيزات، وصولًا الى قادة الوحدات الكشفية الذين يرتبطون بدورهم بقائد الفوج الذي يرتبط بمفوّض الفرع الخاص به.

أما الهيكلية العامة لكشافة الحرية، فهي تبدأ بالهيئة التأسيسية، تليها الهيئة العامة، والهيئة الإدارية، ثم المفوضية العامة، وقائد الفوج وعريف الطليعة، ومساعد عريف الطليعة.

بعد تشكيل هيئة الفوج يتم تنظيم مخيم تدريبي، تتخلله اختبارات وعلى العناصر اجتيازها، لتتم بعدها عملية انتسابهم في احتفال عام، يشارك فيه أهالي المنطقة عبر المنسقية. بعدها تبدأ مرحلة قبول انتسابات الأولاد من عمر 7 سنوات لغاية 12 سنة للجراميز، ومن عمر 12 لغاية 18 سنة للكشافة، ومن عمر 18 وما فوق للجوالة، ويمكن أن ينتسب الولد من عمر 12 سنة مباشرة الى الكشافة من دون الحاجة الى التدرّج.

خلال الاجتماعات يتم شرح التاريخ الماروني والتنشئة المسيحية لطليعة الكشافة، أما طليعة الجوالة فيتلقون مبادئ القوات من خلال شهادات حياة وممارسة نشاطات تنمّي فيهم روح المقاومة مثل تنظيم مسيرة أُطلق عليها اسم “طريق المقاومة” تبدأ من عيون السمان وصولاً الى زحلة. وهذه السنة أيضًا قام الجوالة بتأمين إعاشات لعدد من عائلات الشهداء، تم تقديمها من خلال جهاز الشهداء والأسرى والمصابين في الحزب.

ومن أهدافها المساهمة في صقل مواهب الشباب وتنميتها من خلال نظام إشارات الهواية، واكتساب الشباب قيم اجتماعية من خلال العمل بالوعد والقانون الكشفي، وغرس المواطنة وحب الوطن في نفوس الشباب والمساهمة في خدمة المجتمع وتنميته.

للكشافة شاراتها ورموزها منها السوسنة، التي ترمز الى الواجب نحو الله، والذات، والآخرين. والتحية الكشفية التي تؤدى برفع اليد اليمنى بثلاثة أصابع، ترمز أيضًا الى الواجب نحو الله والذات والآخرين، وأن الصغير يحترم الكبير، والكبير يعطف على الصغير، وأن الكشّاف هو حلقة متماسكة ويرتبطون بمبدأ الأخوة الكشفية.

يبلغ عدد الشارات حوالى 50 شارة، تُعطى للكشفي بعد تطوير مهاراته وهواياته، التي يعمل على تعزيزها خلال هذه المرحلة من عمر 12 الى 18 سنة. بالإضافة الى ثلاث إشارات أساسية للمراحل التي يمر بها، وهي مرحلة الوعد الذي هو وعد عالمي موحّد ومعتمد في جمعيات الكشافة، ثم إشارة الدرجه الثانية التي يكون فيها تقدم نحو الشق الوطني، وشق الحياة الكشفية والاعتماد على النفس، لينال الإشارة الثالثة عند الدرجة الأولى التي تتعمّق أكثر في الحياة الكشفية، ومعرفة الانطلاق في الحياة العامة. ويُطلق على هذه الإشارات عند الجراميز نجمة أولى ونجمة ثانية، وتصبح هذه الإشارات عند الجوالة على شكل زر تعبّر عن أربع مراحل تتناول الشق الديني حيث يتعرّف فيها على تاريخ المسيحيين في الشرق عمومًا، والشق الكشفي الذي يتعلق بروح القيادة وقدرته على إدارة مجموعة كشفية، ودرجة البوصلة التي من خلالها يتعرّف الجوال إلى تقدمه في الحياة العامة، وأن يكون عنصرًا فعّالًا في المجتمع. أما درجة الأرزة فهي تتعلّق بالشق الوطني وانتماء الفرد له.

كما يعتمد اللباس الرسمي لكشافة الحرية على ألوان اللباس الكشفي العالمي وكل فولار يعبّر عن مرحلة معينة، فالفولار الأصفر هو للجراميز، والأخضر المزنّر باللون البيج هو الكشافة، والكحلي المزنّر باللون الخمري هو للجوالة.

بالنسبة لكلفة الاشتراك السنوي يوضح جيلبير بأنه حُدّد لهذه السنة بـ300 ألف ليرة لبنانية، بالإضافة الى تأمين للمنتسبين يغطي فقط الحوادث التي تقع خلال النشاطات الكشفية، إن كان خلال الاجتماعات أو المخيمات أو أي نشاط كشفي آخر.

في حين يتم وضع تعرفة خاصة للاشتراك في المخيمات الكشفية، من أجل تأمين كلفتها، بالإضافة الى دعم حزب القوات عبر تأمين الطعام والنقليات. كما تنظم الأفواج نشاطات خاصة بها لدعم صناديقها، فيما يتحمّل حزب القوات كلفة إيجار مقرّات الافواج. ويلفت جيلبير سمعان الى أن لديهم ثلاثة مخيمات سنويًا: مخيم عيد الميلاد، وعيد الفصح، والمخيم الصيفي، وفي بعض الأحيان تقوم الأفواج بمخيمات خاصة بها تكون جزءًا من برنامجهم الترفيهي وأخرى تدريبية حول موضوع معيّن.

تتوزع كشافة الحرية على أفواج في مناطق وبلدات شناطة، البترون، جبيل، الزوق، الضبيه، عشقوت، وزحلة، وهي في صدد تأسيس فوج في شكا. ويؤكد جيلبير بأن تأسيس الفوج ليس بالأمر السهل من الناحيتين اللوجستية والمادية، لذلك يعملون على تأسيس فوج جديد أو إثنين في المناطق خلال السنة.

وفيما خصّ التحضير لقداس الشهداء، يؤكد أن كشافة الحرية تقدم أقل واجباتها تجاه الشهداء فلولاهم لما كنا اليوم موجودون ولم يكن لبنان موجودا. ويلفت الى أن التمارين المكثفة لقداس الشهداء تبدأ أواخر شهر أيار، علمًا أن هذه التمارين تستمر على مدار السنة من خلال الاجتماعات الأسبوعية، حيث يتم تخصيص ساعة منها لتمارين القداس. مع بداية شهر حزيران تخصص أربع ساعات ليوم واحد في الأسبوع، وصولًا الى شهر أيلول حيث يصبح التمرين بمعدل يومين في الأسبوع، وصولاً الى يوم القداس حيث تستمر التمارين لحوالى ست ساعات.

تشارك كشافة الحرية في قداديس الشهداء التي تقيمها المناطق، عبر السير خطوة الحزن داخل الكنيسة، بالإضافة الى خدمة القداس وتقديم الأكاليل. أما المشي بالنظام المرصوص، فهو مخصص فقط لقداس الشهداء المركزي في معراب.

للالتزام القواتي دور كبير في إيجاد رابط ثقة بين كشافة الحرية والمجتمع القواتي، من خلال توجيه أولادهم نحوها انطلاقًا من إيمانها بأن “القوات اللبنانية” هي الخيار الوحيد لبقاء لبنان.

الكشافة هي حركة شبابية عالمية، تبني الصداقات والخبرات والمهارات الحياتية، وهي حركة تربوية تطويعية غير سياسية للشباب، مفتوحة للجميع من دون تفرقة في الجنس أو السن أو اللون أو العقيدة. وتعرّف وثيقة السياسة العالمية للبرامج، البرنامج الكشفي بأنه كل ما يقوم به الفتية والشباب من أنشطة باستخدام الطريقة الكشفية لتحقيق الهدف التربوي للحركة. وهو البيئة الشاملة التي تعمل فيها الوحدات الكشفية وتتضمن الاجتماعات والزيارات والرحلات والكتب والمطبوعات والرموز وغيرها من المسمّيات، ويتضمن القانون الكشفي 10 بنود وهي أن يكون الكشّاف صادقًا، مخلصًا، نافعًا، ودودًا، مؤدبًا، رفيقًا، مطيعًا، بشوشًا، مقتصدًا، ونظيفًا.

 

“المسيرة” ـ العدد 1752

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل