عكس تخصيص الأمين العام لـ”الحزب” السيد نصرالله حيزاً بارزاً من خطابه امس لملف النازحين السوريين، عقب الحيز الأكبر عن تطورات حرب غزة و”جبهة الإسناد” في الجنوب، مدى تقدم ملف النازحين السوريين واحتلاله أولوية لم يكن في امكان قيادة “الحزب” المتورط تورطاً كاسحاً في الحرب السورية، الا ان ينخرط في مقاربته عشية ارتسام موقف توافقي عام من ازمة النزوح السوري في الجلسة النيابية المقرر انعقادها غدا.
ذلك ان لوحة المواقف الداخلية من ملف النازحين السوريين ترجح عشية الجلسة ان يتم التوصل الى صياغة وصفت بأنها مشجعة حيال توقع توصية – موقف ستتسم بطابع عاكس تماماً للمناخ الداخلي الصاعد بقوة حيال تداعيات وتأثيرات الوجود المتفلت للنازحين السوريين. ولكن منسوب هذا “التفاؤل” بدا عرضة للتشكيك بعض الشيء لدى تصاعد مؤشرات تثير مسالة التواصل الرسمي وحجمه ومداه مع سلطات النظام السوري، وما اذا كان بعض الافرقاء سيعمدون الى اختراق الأجواء الإيجابية بالمزايدات والتضخيم لهذا الجانب بما يتجاوز اطار السعي الى اجماع او شبه اجماع نيابي حول التوصية التي ستصدر في شان ملف النازحين.
وما يستدعي الحذر و”النقزة” في هذا السياق هو “اقحام” موضوع المشاركة اللبنانية الرسمية في مؤتمر القمة العربية في البحرين الخميس المقبل ومؤتمر بروكسيل المخصص لازمة النازحين في السابع والعشرين من الحالي. وفيما لم تتوافر معطيات دقيقة عن سبب قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عدم المشاركة في مؤتمر بروكسيل بعدما كان يتجه سابقا الى هذه المشاركة، برزت في المقابل المعلومات التي تحدثت عن تحضيرات لاجتماع لبناني – سوري على هامش القمة العربية في البحرين.
وأفادت معلومات “النهار” بأن تواصلاً مباشراً حصل للمرة الأولى بين ميقاتي والحكومة السوريّة، بعد أن كان يتولّى هذا التواصل وزراء ورؤساء أجهزة أمنيّة. وكشفت المستشارة الخاصّة للرئيس السوري لونا الشبل عن اتصالات تلقّاها رئيس الحكومة السوريّة حسين عرنوس من رئيس الحكومة اللبنانيّة نجيب ميقاتي. وشهد هذا التواصل الهاتفي اتفاقاً على عقد لقاءٍ يجمعه مع الوفد المرافق للرئيس بشار الأسد الى القمّة العربيّة التي ستقام في العاصمة البحرينيّة المنامة، والتي ستُعقَد على مستوى القادة يوم الخميس المقبل، “للبحث في أمور تخصّ شعبَي البلدين”، وفق تعبير الشبل. واعتبر هذا الاجتماع تطوّراً مهمّاً على صعيد العلاقات اللبنانيّة السوريّة على المستوى الرسمي، في وقتٍ قفز ملف النازحين السوريّين إلى صدارة الاهتمامات اللبنانيّة، علماً أنّه كان لافتاً أنّ رئاسة الحكومة اللبنانيّة لم تعلن عن الاتصالات مع رئاسة الحكومة السوريّة.
إقرأ أيضاً
تنسيق بين دمشق والضاحية الجنوبية.. انقلاب على ملف النازحين السوريين؟