حكايات وطن في ذاكرة تمثال الشهداء.. دموع “الباكيتان” من جيل الى جيل

حجم الخط

تمثال الشهداءتمثال الشهداءتمثال الشهداءتمثال الشهداءتمثال الشهداء

في وسط بيروت، في تلك الساحة، يتربع ذاك التمثال الجبار مهيمنًا على كل ما عداه، هو ليس رمزًا لحكاية شهداء لبنان وحسب، هو حكايات عن مجازر الأتراك في بلادنا واندحارهم، تحت شعلته كان الانتداب ثم استقلالنا، تحت عينيه وبظلاله عاشت بيروت أجمل حكايات عزّها وازدهارها، هي ندوب جسده ويده المبتورة تذكرنا بما فعلته حروبنا وحروب الآخرين ببيروتنا علّنا نتعلّم.. وما تعلّمنا! لكم فرحت أشخاصه الأربعة، أول الثائرين، بأبهى ثوراتنا، ولكم حزنت لتضعضها وعدم ثباتنا..

هو تمثال الشهداء، رمز استقلالنا، ورافع شعلة الحرية يرشدنا الى طريقها، هو ذاكرة الحرب وملهم ثوراتنا، الذي صار لنا أيقونة وأسطورة عزّ مغمّسة دمًا وأسى، هو سيد “ساحة الشهداء” المتلألئ إبداعًا فنيًا وجذبًا سياحيًا، يروي حكايته شامخاً متعالياً، وهي تلك “الساحة” تقاطعه لتخبرنا أن “سيدها”، تحفة النحات الإيطالي مارينو مازاكوراتي. ما كان النصب الأول للشهادة والشهداء في لبنان، نعم سبقه آخر لـ”باكيتان”، اتخذتا مكانًا – غير مرحّب به – في تلك الساحة وصمدتا، وأن وسط غضب، حتى العام 1953، لتبدأ هنا حكاية أخرى وُلد من رحمها تمثال شهداء ثانٍ للبنان، هو نفسه اليوم، ماذا تقول؟

كان ذلك على أيام الحرب العالمية الأولى، العهد العثملي يرخي بأثقاله على بلادنا، وذاك “السفاح” جمال باشا، يبطش ويسفك ويأمر بإعدام 14 وطنيًا ثائرًا من نخبة مثقفي لبنان، كما من سوريا، بتهمة التآمر والتنسيق مع الاستخبارات البريطانية والفرنسية للتخلُّص من الحُكم العثماني، وكان التاريخ المجيد المغمّس دمًا وشهادة، 6 أيار 1916، حكم الإعدام نُفذ في وسط بيروت، في الساحة التي كانت تعرف يومذاك بـ”ساحة البرج”.

 

“ساحة البرج” صارت “ساحة الشهداء”

كان يوم عظيم ومهيب مخضبًا غضبًا وحزنًا وخوفًا، وبطريقة سرية، نُقلت جثامين الشهداء الى مدافن تلة الدروز في الصنائع، وبقيت هناك حيث وُضع نصب تذكاري فوق كل قبر، حُفر عليه ‘سم الميت وتحته كلمة “شهيد”، مرفق بتاريخ ولادته ووفاته.

وما طال الأمر كثيرًا ليبشر القاتل بالقتل، “استشهد” الحكم العثملي بدوره واندحر عن بلادنا، لينطلق عهد الانتداب بدخول الفرنسيين العاصمة بيروت، ليجد الجنرال غورو في ساحة البرج خير مكان لتخليد ذكرى ضحايا جمال باشا السّفاح، فأصدر أمراً بتسمية تلك الساحة بـ”ساحة الشهداء”، وأنشأ قوسًا لتخليد ذكراهم.

 

“الانتداب” يرضخ لإرادة الشعب

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ومع إعلان تأسيس دولة لبنان الكبير في 1 أيلول 1920، تأسست لجنة عُرفت بـ”عصبة تكريم الشهداء”، كان هدفها تنظيم احتفال رسمي سنوي تكريماً للشهداء، وعلى هذا، طلبت اللجنة من سلطة الانتداب الفرنسية تعيين تاريخ 6 أيار عيداً رسمياً للشهداء، لتُفاجأ برفض المفوّض السامي لاقتراحها، معيّنا الاحتفال في الثاني من شهر أيلول.

طبعا ما راق للعصبة التوقيت الفرنسي، فالتفت عليه، كيف؟

تحوّل الاحتفال بعيد الشهداء الى احتفالين، الأول رسمي، برعاية الانتداب، في الثاني من أيلول، والثاني شعبي في السادس من أيار، إذ نجحت الحملة التي قادتها اللجنة المنظمة للاحتفال بدفع اللبنانيين الى مقاطعة توقيت الانتداب، والانضمام الى احتفال 6 أيار، وكان عدد المشاركين فيه يزداد سنة بعد سنة ويتوسّع، وكان طلاب المدارس والجامعات أول الحاضرين الى ساحة الشهداء.

وبهذا الإصرار والتصميم، رضخ الانتداب لإرادة الشعب اللبناني، وسجل العام 1938 نقطة التحوّل، إذ أعلنت السلطات الفرنسية توحيد العيد والاحتفال به رسميًا وشعبيًا في السادس من أيار.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الاحتفال يضم رئيسي الجمهورية والوزراء وقوى الأمن بالإضافة الى ممثل عن سلطة الانتداب. وكان الاحتفال عبارة عن مسيرات رسمية وشعبية تنطلق من ساحة الشهداء وصولاً الى مدافن الشهداء.

لتبدأ هنا حكاية جديدة، هي حكاية “الباكيتان” ماذا تقول؟

 

نصب شهداء لبنان الأول.. “باكيتان”!

ما اكتفت “عصبة تكريم الشهداء” بذاك العيد والاحتفال الرسمي والشعبي المرافق له، أرادت أكثر، فانطلقت بخطة جديدة هدفها تشييد نصب تذكاري يخلّد ذكراهم، وكان لها ذلك، لكن «بشق الروح”..

لتحقيق هدفها، بدأت اللجنة بجمع التبرّعات من اللبنانيين، وبالفعل، نجحت بتأمين المبلغ اللازم، وكلّف الفنان اللبناني الشهير حينها يوسف الحويك تصميم التمثال.

وعلى هذا، وفي 2 أيلول 1930، تم تدشين أول نصب لشهداء لبنان، ركّزه صانعه جنوبي “ساحة الشهداء”، في حفل رسمي كبير حضره رئيس الجمهورية شارل دباس والمفوّض السامي الفرنسي هنري بونصو.

وكان التمثال الحجري عبارة عن امرأتين باكيتين واحدة مسيحية وأخرى مسلمة ترتدي الحجاب تندبان ابنيهما فوق قبر مشترك يرمز الى مدافن الشهداء، للدلالة على حزنهما المشترك على الشهداء.

وفيه كتبت جريدة “المعرض” آنذاك على صفحتها الأُولى: “كلّه من الأرض اللبنانية: صلصاله لبناني، حجره لبناني، نحاتُه لبناني، وفكرته احتوتها مخيلة لبنانية”.

نعم، كان ذاك النصب تحفة فنية، لكن بكاء الامرأتين، أو قلّ ذاك “التعايش الباكي”، ما راق لذاك العنفوان اللبناني الثائر والمتحفز، إذ اعتبر “ذلاً وخنوعاً واستسلامًا” خلافاً لما يرمز إليه الشهداء من قوة وصلابة وعنفوان.

لم ينل نصب الحويك استحسان المسؤولين في السلطة اللبنانية  ولا رضى اللبنانيين، لا بل أغضب عصبة تكريم الشهداء، فمعظمهم اعتبر أن الدموع تمثل الضعف والخنوع في حين أن هؤلاء الشهداء أبطال.

وعلى هذا، النصب الذي كان معروفاً بـ”النصب التذكاري للشهداء”، جُرِّد من شرف ذاك اللقب، ليُطلق عليه بعد نيل لبنان استقلاله عام 1943 إسم “الباكيتان” أو “les Deux Pleureuses”.

وما توقف غضب تلك العصبة عند ذلك، إذ أقدم احد أعضائها، سامي سليم، على تحطيمه في أيلول عام 1948، محاولاً إزالته بنفسه، فنجح بكسر أنف تمثال إحدى السيدتين. لتصف صحف تلك الأيام سليم بأنه رجل مختلّ عقلياً. لكن في الواقع، كان سليم عضوًا في العصبة وأستاذاً جامعياً اعتبر أن التمثال لا يمثل رمز الشهداء، فقرر تحطيمه في محاولة منه لدفع السلطة لإزالته من تلك الساحة.

لكن، مع ذلك، بقي تمثال “الباكيتان” في ساحة الشهداء لغاية العام 1955، حيث اتُخذ أخيرًا قرار رفعه، ليُنقل لاحقاً الى باحة قصر متحف سرسق في الأشرفية ، حيث نُصب عند مدخله مستقبلاً زواره ومشكّلاً لغاية اليوم أحد أبرز معالمه الثابتة و”أيقونته الثقافية”، فيما بقيت بعده ساحة الشهداء خاوية من نصب لشهدائها لغاية العام 1960، تاريخ ارتفاع نصب جديد، إليكم حكايته.

 

شمعون يدشنه.. وثورة 1958 تخفيه!

نعم، وبعد 5 سنوات من إقصاء “الباكيتان”، وفي العام 1960، صار لشهداء لبنان نصب جديد برونزي، نحتته هذه المرة يد أجنبية وإن بإيحاء لبناني.

فالحملة على تمثال الحويك، حدت بالحكومة في أواخر عهد الرئيس بشارة الخوري عام 1952 إلى إطلاق مسابقة دولية لوضع تصميم جديد لنصب الشهداء التذكاري، وتم اختيار تصميم المهندس سامي عبد الباقي، وهو عبارة عن قوس بارتفاع 27 متراً وعرض 24 متراً، وتحته مسلة بارتفاع 8 أمتار، تعلوها مصطبة على جانبيها شعلتان دائمتا الاشتعال.

وفي 6 أيار 1956، وضع الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون حجر الأساس للنصب الجديد، وأُنجزت أساساته، لكنه لم ينفذ لأسباب ظلت مبهمة، وجاءت أحداث ثورة 1958 لتطوي معها حكاية ذاك التمثال قبل أن يرى النور.

 

وأخيرًا.. تمثال الشهداء ارتفع و”مفاجأة”!

ويُروى أنه وسط انشغال السلطة اللبنانية بخلافاتها وبثورة 1958، كلّف المجلس البلدي لمدينة بيروت النحات الإيطالي مارينو مازاكوراتي، الذي كان قد أنجز العمل بتمثال رياض الصلح ، تنفيذ نصب جديد لشهداء لبنان، وفقاً لتصميم وضعه الفنان سامي عبد الباقي الذي كان قد رسم رجلين عملاقين أحدهما يحمل شعلة الحرية في يده.

وعلى هذا انطلق العمل بالتمثال الجديد ليستغرق إنهاؤه حوالي 30 شهراً.. وكان الموعد الكبير، بعد طول انتظار، في 6 أيار من العام 1960، حيث دُشن نصب الشهداء البرونزي العملاق، هو نفسه اليوم، في احتفال رسمي كبير حضره رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب.

فرح كبير كان، لكن ثمة مفاجأة، فالتمثال الجديد، البالغ طوله أربعة أمتار و30 سنتيمترًا وعرض قاعدته أربعة أمتار، لم يعتمد تصميم عبد الباقي من دون أن يُعرف حتى اليوم السبب، فالفنان الإيطالي اعتمد تصميمًا جديدًا يمثل امرأة ترفع مشعلاً يرمز للحرية بيد، وتحتضن بيدها الأخرى رجلاً عاري الصدر، وعلى الأرض أمامها وخلفها شهيدان.

المفاجأة بقيت لغزًا، اعترض البعض، لكن ثمة ما كان أهم، صار للشهداء أخيرًا نصب تذكاري يرفع شعلة الحرية عاليًا لكأنه يرشدنا الى طريقها، وفيما تقرر أن تعيد بلدية بيروت النظر في حديقة الساحة بحيث تنسجم مع التمثال وأن تُنشئ أربعة ينابيع تمثل الفصول الأربعة، لكنها اكتفت لاحقاً ببناء قاعدة للتمثال بقي مرفوعًا عليها معزولاً.

ومنذ ذاك، درج لبنان على إحياء عيد الشهداء في احتفال رسمي وشعبي كبير أمام ذاك التمثال الذي تحول في سنوات عزّ لبنان وبيروته الى رمز ومعلم تاريخي وثقافي وسياحي بارز يتهافت اللبنانيون والسياح العرب والأجانب لالتقاط الصور التذكارية أمامه، والتعرّف الى حكايته وتاريخه، وذلك قبل أن تضرب الحرب لبنان وكل ذاك العزّ، وتطال شظاياها بعمق نصب شهدائه.

 

في مرمى الرصاص والقذائف.. وبقي صامدًا

نعم فعلت الحرب الأهلية الممتدة بين (1975- 1990) فعلها بذاك النصب التاريخي وبالساحة المسمّاة على اسمه، فحولتها الى خط تماس ملتهب بين المتحاربين شرق بيروت وغربها، وكان الدمار الرهيب، وأصيب تمثال الشهداء بأضرار جسيمة حتى أنه اليوم ما عاد كما كان عليه يوم إنشائه عام 1950، فأحد شهدائه بُترت يده، كما أن تطاير رصاص القناصة والقذائف فوق سمائه وحواليه من الجهتين المتصارعتين، أصابه عميقاً محدثاً ندوباً وثقوباً بارزة هشّمت أشخاصه الأربعة. لكن، وعلى رغم كل ذلك، بقي التمثال صامدًا منتصبًا في وجه النيران وعلى مدى 15 عامًا.

بعد انتهاء الحرب عام 1991، وإنشاء منطقة سوليدير كمشروع ضخم لإعادة إعمار وسط بيروت، أُعيد تأهيل وبناء ساحة الشهداء بحسب مخططات حديثة، وعادت قلب العاصمة بيروت من جديد.

وكان السؤال الكبير أي مصير ينتظر تمثال الشهداء “المهشّم”، وكانت الاحتمالات كثيرة تتراوح بين استبداله بتمثال آخر جديد، أم بترميمه وإعادته كما كان عليه، أم الإبقاء عليه كما هو مصابًا معاقًا مخضبًا بجراحه، مسكونًا بذاكرة الحرب عبرة للبنانيين.

 

الشهداء بعيدًا عن ساحتهم!

وحسم الأمر، اتخذت الحكومة اللبنانية قرارًا بترميم التمثال، وتولّت جامعة الروح القدس في الكسليك عملية ترميمه بإشراف رئيس محترف الترميم في جامعة الكسليك وأستاذ النحت الدكتور عصام خيرالله، ليغادر تمثال الشهداء لأول مرة ساحته في 29 آذار 1996، منتقلاً إلى معهد الترميم في جامعة الروح القدس، بعدما فُكك إلى أربعة أجزاء.

وبكلفة بلغت حوالي 73 ألف دولار تكفلت بها شركة سوليدير، انطلقت أعمال الترميم الشاقة والدقيقة، حيث وُضع التمثال في الباحة الرئيسية للجامعة، وتُركت اليد المبتورة بالإضافة إلى بعض الثقوب الصغيرة ظاهرة في التمثال كي تبقى شاهدة على الحرب الأهلية، ولتقول إن الحرب مرت من هنا لكنها لم تقوَ على صلابة هذا الرمز.

لكن غربة تمثال الشهداء عن ساحته طالت كثيرًا، تمددت على مدى 8 سنوات، أُزيل رماد الدمار عن العاصمة، عادت بيروت بحلة جديدة، والكل كان يسأل وسط شكوك وريبة: متى يعود الشهداء الى ساحتهم؟

طمأنت “سوليدير” آنذاك البيارتة أن “التمثال سيعود الى مكانه من دون شك، لكن ما يعيق هذه العودة هو انتهاء العمل بمرآب السيارات الذي سيُشيّد تحت الساحة والذي يتولاه مجلس الإنماء والإعمار”.. فيما أوضح مرمم التمثال الدكتور خيرالله أن “التأخير عائد للأعمال التي ما زالت جارية في وسط بيروت”، وبأن “هناك إتفاقاً مع الجامعة على أبقائه في باحتها بانتظار استرداده”.

 

صراع الرؤساء.. والعودة المذلّة!

وبعد طول انتظار، كانت العودة الصادمة والمذلّة، وكان ذلك يوم 15 تموز 2004، بغياب أي احتفال رسمي، حيث نُقل التمثال المرمّم من ساحة جامعة الروح القدس إلى ساحة الشهداء، وبوصوله، مددت أجزاء منه على الأرض وغطيت بقماش الخام وأكاليل الزهر، وسُدَّت الفجوات بأكياس الرمل وذلك ريثما يتم تجهيز القاعدة الحجرية لرفعه عليها، وتهيئة المكان الذي سينصب فيه.

هو صراع الرؤساء.. فحتى تمثال الشهداء لم يسلم من التجاذبات الحادة آنذاك بين رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري، الذي لم يخطر لحود بمسألة إعادة التمثال الى ساحة الشهداء، ليظهر وحيدًا على شاشات التلفزيون وعلى الصفحات الأولى للجرائد، مستقبلاً التمثال في الوسط التجاري، الأمر الذي أشعل غضب لحود الذي كان يومذاك في باريس، إذ اعتبر نقل التمثال بغيابه، ومن دون انتظار عودته الى البلاد، وأيضًا من دون إبلاغه بالأمر، وهو رمز الجمهورية، تخطيًا كبيرًا لموقعه،  وتغييبًا متعمّدًا له عن حدث وطني كبير، هو عملية إعادة تمثال الشهداء الى ساحته.

وعلى الأثر، وبأوامر من لحود، تم نقل تمثال الشهداء الممدد أرضًا، مجددًا في اليوم التالي إلى ثكنة الكرنتينا العسكرية، والسبب هذه المرة “غياب مكان لائق ومجهز لوضع التمثال”، ليعود في تشرين الثاني 2004 نهائيًا إلى ساحة الشهداء، حيث أرسل لحود شاحنات الجيش اللبناني لإعادته الى مكانه في وسط العاصمة بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال. وأُشيع يومها أن التمثال المرمّم تُرك مباشرة على الأرض وكان الهدف إحراج الرئيس الحريري، الذي قدم لاحقاً قاعدة ارتفع فوقها التمثال كما نعرفه اليوم.

وقيل يومذاك إن التمثال استشهد مرة أخرى حين تُرك ممددًا كأشلاء على الأرض، وبكى مرة ثانية حزناً وأسى لحالة التعايش في لبنان.

نعم بكى التمثال لحاله وبكى معه اللبنانيون لحالهم، لكنه عاد الى ساحته، وكان فرح كبير، عاد رمزًا تاريخيًا وشاهدًا على حكايات بيروت ووسطها، بسلامها وحروبها، بجنتها وجحيمها، بوحدتها وتشرذمها، بثوراتها واحتفالاتها، بعزها وجنونها.. هو تمثال الشهداء أيقونة بيروت وتلك الساحة.. تاريخ من تاريخ لبنان.

إقرأ أيضًا

“المسيرة” ـ العدد 1752

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل