ملفان يشغلان لبنان في هذه الأيام، النزوح السوري غير الشرعي، والوضع الملتهب جنوباً على وقع المفاوضات في غزة. التصعيد الميداني الذي يرافق الحدود الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل يحتدم في ظل تكثيف العمليات من قبل “الحزب” معرضاً عناصره للإستهدافات الإسرائيلية ولبنان إلى مخاطر الصراع الشامل، ظناً منه بأن ما يسري في غزة يسري على الجنوب أيضاً.
أما ملف النزوح السوري غير الشرعي، فوضع على طاولة مجلس النواب، ليخرج بـ9 توصيات، إثنان منها، تم الأخذ بهما من خلال التوصيات التي قدمها تكتل الجمهورية القوية.
على عكس الملفين الاولين، فإن ملف الاستحاق الرئاسي، راقد على رجاء تطور ما، أو عجيبة سياسية تعيد الملف إلى مدار الاهتمامات الخارجية والداخلية.
من ملف الجنوب ونيرانه التي قد تلهب لبنان بأكمله، تعتبر مصادر مطلعة أن “الحزب” لا يزال يربط مصير الجنوب بغزة، وهو يصعد من عملياته تجاه إسرائيل بهدف الضغط على مسار المفاوضات القائمة بين إسرائيل وحركة ح، ظناً منه بأن الضغط على الجبهة الشمالية لإسرائيل يساهم في تحسين شروط المفاوضات.
تضيف المصادر لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “من حيث لا يدري أو يدري، يدخل الحزب الجنوب في مخاطر كبيرة ستؤدي إلى انفجار كبير، لأن إصراره بربط مصير الجنوب بغزة، سيورط لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل، كما أن الضغط الذي يمارسه الحزب لن يؤدي إلى تحسين شروط المفاوضات، لأن ما يجري في الجنوب مرتبط مباشرة بأمن المستوطنات الشمالية، ومنفصل تماماً عن غزة ورفح، وإسرائيل تتعامل مع الجنوب كحالة خاصة منفصلة تصب في مصلحة الامن القومي الإسرائيلي، وإجراء تغيير جذري على الحدود الشمالية لإسرائيل. لذلك تطالب بإبعاد الحزب إلى ما وراء الليطاني، وهذا مطلب لا علاقة له بغزة”.
أما رئاسياً، المواقف على حالها، وخصوصاً من قبل الإدارة الأميركية المنهمكة في الصراعات بين اوكرانيا وغزة، وهي تتحضر للغوص في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والأولويات الأميركية بعيدة عن لبنان. وعلى الرغم من انشغال واشنطن عما يجري في لبنان، إلا أنها لا تزال على موقفها من الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل الغد، بحسب مصادر مقربة من الإدارة الأميركية.
المصادر ذاتها تضيف عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “بالنسبة إلى واشنطن الملف الرئاسي في لبنان واضح، وهي تعلم تماماً الجهات المعرقلة والمعطلة لانتخاب الرئيس، وهي تصدر مواقفها باستمرار وتعطي تعليماتها لموفديها من أجل الضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. كما ترى ان الملفات المتأزّمة في لبنان كثيرة، وتستدعي وجود رئيس للجمهورية لإعادة لبنان إلى طاولة المحافل الدولية”.