أرقام ودلالات

حجم الخط

نيسان 1969نيسان 1975نيسان 2005نيسان 1994

للبنان مع نيسان أحداث مؤلمة ومكرّرة لا تنتهي، علمًا أن نيسان شهر الربيع والفرح لا شهر المآسي والحزن. ومنذ ما قبل نيسان الحرب اللبنانية إلى ما بعده، وصولًا إلى نيسان الحالي، ما شاء المجرمون، أن تمرّ أيامه من غير فظاعة تُضاف إلى أهوال الحرب… توّجها اغتيال باسكال سليمان. فماذا حمل نيسان من أرقام وماذا حملت الأرقام من معانٍ.

55 قتيلًا وما يزيد على 100 جريح سقطوا في 23 نيسان 1969 وما بعده مباشرة، في ما يُعرف بـ”الأيام التي سبقت الحرب”. فيوم 15 نيسان 1969 دارت اشتباكات عنيفة في بلدة دير ميماس الجنوبية حين تصدى الجيش لمجموعة فلسطينية مسلحة كانت تحاول التسلل من سوريا الى الجنوب. على إثر ذلك دعت الأحزاب اليسارية إلى تظاهرة احتجاجًا على ما أسمته: السياسات الرجعية للحكومة اللبنانية حيال العمل الفدائي. اصطدم المتظاهرون بالقوى الأمنية وأطلقوا النار عليها ما اضطر القوى الأمنية للرد فسقط قتيلان وعدد من الجرحى. على الأثر انتقلت الصدامات إلى صيدا وطرابلس والبقاع ما أوقع 13 قتيلًا وقرابة 80 جريحًا.

ويقول المؤرخ نبيل يوسف إنه بحسب أحد الحزبيين اليساريين من الذين شاركوا في التظاهرة فإن إطلاق النار بدأ عندما فتح شاب مجهول الهوية، النار من مسدسه على رجال قوى الأمن، وما أن بدأوا بالرد على إطلاق النار حتى اختفى الشاب وظل مجهولًا. تلت ذلك مواجهات بين الجيش والمنظمات الفلسطينية كانت حصيلتها قرابة 40 قتيلًا من بينهم الحارس الشخصي لفاروق المقدم. واستمرّت التظاهرات والاحتقان والتحريض إلى أن وقعت الحرب في نيسان آخر هو نيسان 1975.

33 قتيلًا سقطوا يوم 13 نيسان 1975، التاريخ الميداني لانطلاق الحرب اللبنانية. يومها وعند الساعة العاشرة تقريبًا وصلت إلى مكان الاحتفال بتدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في عين الرمّانة سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني يدعى منتصر أحمد ناصر وهو من مقاتلي جبهة التحرير العربية. كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة للكفاح المسلح الفلسطيني. حاول رجال السير منعه من المرور فتجاوزهم وصدم جوزف أبو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل وعدد من الشبان الذين حاولوا أيضًا منعه من إكمال طريقه من أمام موقع الاحتفال. وصباح اليوم التالي عندما توجهت دورية من قوى الأمن لأخذ إفادة سائق الفولكسفاغن كان اختفى ولم يعثر له على أثر.

بعد ثلثي الساعة تقريبًا وصلت سيارة فيات وأخذ من بداخلها يطلق الرصاص عشوائيًا على الأهالي المتجمعين عند مدخل الكنيسة فسقط قتيلًا كل من جوزف أبو عاصي وأنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر وأصيب سبعة أشخاص بجروح مختلفة. رد الأهالي بالرصاص على السيارة وهي تحاول الفرار فقتل فدائي وأصيب اثنان. وعندما عبرت البوسطة التي تقل فلسطينيين، بعدما غيّرت مسارها، أطلق عليها شبان النار فسقط من ركابها 27 قتيلًا من أصل 30 كانوا بداخلها… وانطلقت الحرب!

120 ألف شخص وهناك إحصاءات تقول إن الرقم يصل إلى 150 ألفًا، سقطوا إبّان الحرب اللبنانية، بينهم أكثر من 15 ألف شهيد للمقاومة اللبنانية المتمثلة بالقوات اللبنانية. وحتى العام 2012 كان ما يقرب من 76 ألف شخص لا يزالون مهجّرين داخل بلدهم. وكان هناك أيضًا نزوح لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب.

سبق الأحداث الدامية العديد من الإشكالات التي هيّأت للحرب. فعام 1969 اشتبك الجيش اللبناني مع المسلحين الفلسطينيين، ليتمّ بعدها الاعتراف بحق الفلسطينيين بحمل السلاح على الأرض اللبنانية من خلال ما عرف باتفاق القاهرة. وفي العام 1975، خرجت اضطرابات مختلفة في لبنان كان أخطرها مظاهرة الصيادين في صيدا والتي اغتيل خلالها النائب معروف سعد.

30 عامًا على نيسان 1994. وذاك نيسان آخر في روزنامة الحرب اللبنانية التي لم تنتهِ حقًا في العام 1990. ففي الواحد والعشرين من ذاك النيسان ذكرى اعتقال الدكتور سمير جعجع كُتِبَ فصل آخر من فصول الحرب اللبنانية كان أكثر ظلمًا وأبلغ عمقًا في مسارها الملطخ بكل أنواع التآمر على البلد وأهله. بالمناسبة كتب النائب السابق إيلي كيروز: “كي لا ننسى وكي لا تنسى أجيال المقاومة اللبنانية، ومن أجل المزيد من النضال في مواجهة الأخطار الحاضرة، فأني أستعيد بعض الحقائق الكبرى في تلك الحقبة: لقد جاء اعتقال سمير جعجع في 21 نيسان 1994 بعد سلسلة من المقدمات السود بدأت في العام 1990 مع اغتيال المسؤولين القواتيين ايلي ضو وسامي أبو جودة وسليمان عقيقي ونديم عبد النور بالإضافة الى خطف بطرس خوند، الغائب دائمًا عن عائلته ورفاقه، وانتهت بالقرار الكبير على الطريقة العثمانية والسورية”.

وأردف: “… وبعد التاسعة بقليل من ذاك المساء، غادر سمير جعجع الى الزنزانة رقم (6) في مديرية المخابرات. وفي 21 نيسان 1994 استشهد الرفيق فوزي الراسي تحت وطأة التعذيب خلال التحقيق معه في مديرية المخابرات، وتوقف قلبه بنتيجة تعرضه لصدمة كهربائية”. وأضاف: “إن ما تعرّض له سمير جعجع في حينه كان ردًا واضحًا على قراره بعدم تغيير موقفه السياسي وعلى رفضه الخضوع لشروط الاحتلال السوري والتمسّك بالمبادئ والثوابت التي لا تزال هي هي. من هنا فإن القوات اللبنانية مع كل السياديين ستُفشِل مرةً جديدةً المحاولة الايرانية للسيطرة على لبنان وكل مشاريع الغلبة والإلحاق من أجل لبنان كبير حر تعددي ومحايد”.

15 ألف جندي سوري غادروا لبنان في 26 نيسان 2005 خاتمين بذلك احتلالًا قاسيًا دام 29 عامًا، فرضت سوريا خلالها نفوذها على لبنان. في حين أن العلاقات بين البلدين دائمًا مضطربة منذ استقلال كل منهما. ويوم 26 نيسان 2005، غادرت آخر القوات السورية لبنان بعد ضغوط دولية قوية ومعارضة لبنانية عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وجاء هذا الانسحاب في إطار قرار مجلس الأمن 1559. وهدفَ القرار بشكل خاص إلى وضع حد للتدخل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية ونزع سلاح جميع الميليشيات التي لا تزال موجودة.

300 شخص قتلوا في الجنوب حتى نيسان 2024 من جراء تدخّل “الحزب” في حرب غزّة دعمًا لحركة “حماس”. بين القتلى الـ300 هناك 235 عنصرًا للحزب أثناء المواجهات الصاروخية مع الجيش الإسرائيلي. ويتوزع هؤلاء على 119 قرية وبلدة ومدينة، أما العدد الأكبر فهو من بلدتي عيتا الشعب وكفركلا وبلغ 9 في كل منهما، ومن ثم مركبا وعيترون 7 في كل منهما، و6 في كل من خربة سلم والطيبة.

إقرأ أيضًا

“المسيرة” ـ العدد 1752

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل