المهلة تحتاج إلى عصا

حجم الخط

صحيفة نداء الوطن – أسعد بشارة

 

سبق اجتماع سفراء مجموعة الدول الخمس، لقاءات ولقاءات وزيارات، مع جميع الكتل النيابية، وعلى هامش تلك اللقاءات، كان سفراء من المجموعة، يكشفون عن مهلة يعتبرون أنها يجب أن تشكّل الحد الأقصى الزمني لانتخاب الرئيس، أي آخر شهر أيار، على أن يتم الانتخاب في شهر حزيران.

 

عملياً، يمكن القول إنّ مجموعة الخمس، انتقلت ولو ببطء إلى مرحلة اضطرت فيها لرمي الجزرة، والتلويح بالعصا، وهذا يشكل انتقالاً نوعياً، إذ لم يشهد عمل اللجنة منذ لقاء الدوحة، والبيان الواضح الذي صدر عنه، أيّ إشارات توحي بالجدية، باستثناء التمسك بكون اللجنة ما زالت على قيد الحياة، وهو تمسك شابه الكثير من الفوضى في المواقف والمبادرات، من قطر التي تفردت ببعض التسميات، إلى فرنسا التي غردت على طريقتها، بمبادرة غير مرضي عنها من الجميع، إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تمانع بأن تضحي بالملف الرئاسي، إذا كان الثمن اتفاق ترتيبات أمنية في الجنوب، يمنع الحرب وأعباءها على الدبلوماسية الأميركية.

 

بعد اجتماع عوكر، بدا أنّ مياهاً راكدة قد تحركت، لكن من غير المعروف إلى الآن، كيف ستتجاوز اللجنة حقل الألغام الرئاسي، في ظل تعثر جهود الهدنة في غزة، واستمرار الحرب واستمرار جبهة المساندة في الجنوب، التي يصر «الحزب» على استكمالها، واضعاً الملف الرئاسي في ثلاجة غزة، ومتمسكاً بترشيح المرشح الواحد سليمان فرنجية.

 

وإذا كان يفترض التوقف ملياً عند ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عقد الجلسات والدورات المفتوحة، ولو على طريقة رئيس المجلس، التي تخلط سماوات الدستور بقبوات الفذلكة، فإن الخلاصة الأولى لهذا الكلام، أنه ناتج حكماً، عن الشعور بأنّ مجموعة الخمس تحركت باتجاهين، سيكونان متلازمين وقد يطبقان على مرحلتين: الأولى تكمن في تسمية الجهة التي تعطل انتخاب الرئيس، والحرف الأول من اسمها «الحزب» (وحلفاؤه)، والثانية تكمن في الانتقال إلى فرض عقوبات تبعاً للبند الخامس من بيان الدوحة، الذي لوح بتطبيق إجراءات على المعطلين.

 

من دون هذين الإجراءين، سيكون بيان عوكر عبئاً على عمل مجموعة الخمس، لأنه سيثبت للمعطلين، أنهم أقوى من كل تهديد بفرض عقوبات، وأنهم قادرون على التلاعب وشراء الوقت، إلى أن يحين التوقيت المناسب، لفرض الرئيس المناسب من ضمن صفقة متكاملة تشمل الجنوب، وتشكيل السلطة في بعبدا والسراي.

 

من دون عصا العقوبات ستتحول مجموعة الخمس، إلى ساعي بريد على رصيف الحرب في غزة، أما من سيشكل السلطة في لبنان، فالحرف الأول من إسمه معروف.​

المصدر:
نداء الوطن

خبر عاجل