القوات للاتحاد الأوروبي “هذه أرضنا والوجود السوري خطر على لبنان”

حجم الخط

الاتحاد الأوروبي ـ لبنان

الاتحاد الأوروبي ـ لبنان

وكأن العالم كله تخلّى عن لبنان، وخصوصًا بعض كثير من مواطنيه الذين يحملون الهوية اللبنانية، لكن هواهم سوري إيراني مشكّل! حتى الاتحاد الأوروبي صمّ آذانه. وطن صغير جعلوه كبيرًا بالمصائب، وطن عظيم بتاريخه، صغّروه على حجم العمالة والطمع فيه، وطن حلو أخضر كان متنفّسًا لكل محيطه العربي وقبلة أنظاره، جعلوه أرضًا قاحلة بعزلتها وتخلفها، أرضًا يتناتشها ذئاب الداخل والخارج، فصارت وكرًا للخارجين عن القانون والمحتلين وملوك الحروب العبثية والعملاء، والوجود السوري غير الشرعي الذي ينهب خيراتنا ويهدد كياننا بالمباشر.

13 عامًا ولبنان ينوء ويئن من وطأة هذا النزوح الذي فاق عدده وكلفته وتبعاته الخطيرة، أي منطق، في وطن صغير بالكاد يتحمل أعباء مواطنيه الأصليين. 13 عامًا والنازحون وغالبيتهم غير شرعيين، ينتزعون لقمة العيش من اللبنانيين، ويفلشون حضورهم الخطر على مساحات لبنان التي ما عادت خضراء، ويهددون الكيان والاقتصاد والسيادة وكل ما يبتّ بصلة، الى لبنان ذاك وطن الرسالة والألق والإنسان، والمجتمع الدولي وخصوصًا أوروبا، تموّل حضورهم وتدعمهم لتبعد عنها كأس النزوح، وتتفرّج على انهيارنا اليومي بسبب وجود هذه الأزمة، وترفض أي مقترحات تقدم لها لمعالجة هذا الوضع الخطير جدًا، وخصوصًا تلك التي تقدمت بها “القوات اللبنانية” من خلال تكتل “الجمهورية القوية”، لإرسال النازحين السوريين الى مناطق حدودية آمنة لناحية سوريا، وهي مساحات شاسعة، وعندها، ليدعمهم الاتحاد الاوروبي من هناك، والناطق باسمه، الذي أباح لنفسه التدخل السافر بقضايا لبنان السيادية، يرفض ويرفض ويتقدم بالرشاوي للحكومة اللبنانية، لتدعم بقاءهم عندنا، الى أن صرخ سمير جعجع بوجههم منذ نحو الشهر، “هذه أرضنا وهذه بلدنا ونحن، الشعب اللبناني، من يقرر ما هو مناسب لنا وليس أحد سوانا”.

من هذا المنطلق جاءت دعوة “القوات اللبنانية” للانتشار، للتظاهر أمام مبنى الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم انعقاده، للضغط على المجتمع الدولي والأوروبي، ولإعلان رفض اللبنانيين كافة لبقاء الوجود السوري الخطر على لبنان، وللتوقف عن تمويله داخل أراضينا.

لبّى الرفاق القواتيون النداء، فجاؤا من ألمانيا وسويسرا والسويد وفرنسا، ومن تكتل الجمهورية القوية حضر النائبان بيار بو عاصي والياس اسطفان.

نحو 450 شخصًا حضروا بالأعلام اللبنانية فقط، لتوجيه رسالة بأن قضية النازحين قضية وطنية لبنانية بامتياز وليس حزبية مرتبطة فقط بـ”القوات اللبنانية”، حتى لو كانت الدعوة من القوات. وقف المتظاهرون أمام مبنى الاتحاد في بروكسل تحت أنظار الإعلام الأوروبي والعالمي، أنشدوا النشيد الوطني اللبناني، وتوجهوا الى الإعلام برسالتهم.

“استقبلنا النازحين السوريين بأيادي مفتوحة لمدة 13 سنة، وما عاد بإمكاننا أن نفعل. اللبنانيون في كل أقطار العالم منزعجون من تكاثرهم في لبنان، وثمة إجماع وطني في هذا الاتجاه، ومن هنا نوجه رسالة للاتحاد الاوروبي ومن خلاله لألمانيا والولايات المتحدة الممولة للنزوح السوري. هالمرة منقول خلص، ما بقا فينا نتحمل، بعد 13 سنة خلص ما بقا فينا نتقبل من المجتمع الدولي إلا يحترم القرار اللبناني، وما حدن يتحجج بموقف الأسد أو التجنيد الإجباري وما شابه، بدن يوقفوا الآن دعم السوريين بأرضنا، لن نقبل استمرارهم بلبنان، لا نقبل أي قرش دعم للنازحين السوريين على حساب مصلحة لبنان العليا. تمويل الأوروبي هو مشكلة لبنان، وإذا استمر الوضع فسنتصرف، نحن وقت الخطر قوات، وكل ما نريده هو مصلحة بلادنا”، قال النائب بيار بو عاصي.

كانت لافتة حركة النواب القواتيين في الاعتصام، إذ تحلّق من حولهم القواتيون والإعلام الاوروبي خصوصًا، لمعرفة خلفيات هذا التحرك، ولم يترك نوابنا وسيلة إعلامية إلا وتحدثوا اليها، لنقل الرسائل الصحيحة للمجتمع الأوروبي والدولي عن مدى خطورة الوجود السوري في لبنان. “الجو كان ممتاز وعدد المشاركين كان جيد خصوصًا بتوقيت العمل وفي أول يوم من الأسبوع، كانت مشهدية رائعة، والله يعطي رفاقنا القوات ألف عافية على هذا التنظيم الرائع، حاولنا أن ننقل الموقف اللبناني الصريح والجامع من قضية النزوح تلك، لا نعرف أين ممكن أن نصل وما هي النتائج، لكنه نوع من الضغوط التي لن تتوقف، ليعرف المجتمع الدولي أن اللبنانيين كافة، مغتربون ومقيمون يرفضون الوجود السوري الخطر على بلادنا”، يقول النائب الياس اسطفان في حديث خاص لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، ويعتبر أنه لا يمكن أن نتوقع نتائج فورية “لكن المهم أننا أوصلنا صرختنا كما يجب، وهدفنا هو الضغط قدر المستطاع على المجتمع الدولي، في لبنان وخارجه، ليتوقفوا عن دعم السوريين على أرضنا، ما عدنا نحتمل هذا الخطر المباشر على سيادتنا وكياننا الحر، علينا أن نفعل كل ما علينا وأن نضغط دائمًا بالاتجاهات كافة وأن نقوم بواجبنا تجاه وطننا وشعبنا، والباقي على ربنا” يقول اسطفان.

صحيح أن “التنظيم كان رائعًا، ولولا القوات اللبنانية لما تمكن أحد من الدعوة لهكذا اعتصام، خصوصًا أن باقي القوى كانت متمثلة بأربع أو خمس أشخاص على الأكثر، ولكن أوصلنا صرختنا الى الاتحاد الاوروبي، وأثبتت القوات أنها دائمًا أم الصبي”، قال الرفيق الكتائبي طوني أبو ملهب الذي حضر من السويد للمشاركة في الاعتصام.

…ولما انتهى الاعتصام، وانتهى اجتماع الاتحاد الأوروبي، تبيّن أن الاتحاد قرر أن يصمّ آذانه عن صراخ الشعب اللبناني، وقرر من جديد الاستمرار بمشروعه ورفض عودة النازحين السوريين الآن الى بلادهم!… والقوات بمساندة اللبنانيين السياديين ستبقى رأس حربة في مواجهة أي “مفوض سامي” جديد، يقرر أن يفوّض نفسه تقرير مصير لبنان عن الشعب اللبناني نفسه.

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل