لم يكن ينقص الوضع الأمني الهش في لبنان، سوى الهجوم على السفارة الاميركية في عوكر التي عاشت 15 دقيقة من الرعب، إلى حين تدخل عناصر الجيش اللبناني المنتشرة أمام السفارة وحسم الموقف، وانهاء دقائق الرعب التي اوصلت عدة رسائل، اهمها، أن السكوت عن السلاح المتفلت والمنظّم لتوجيه الرسائل والعبث في أمن وطن يعيش بلا رأس، لم يعد جائزاً، وأن الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، يمكن أن يتحول في لحظة، إلى خلايا إرهابية.
الهجوم على السفارة الاميركية، فتح لبنان أمام جميع الاحتمالات، ويدل على ان الوضع الأمني الخطير لم يعد يقتصر على الجنوب فقط، وأن الداخل اللبناني، بات مهدداً امنياً، أما المستفدون كثر من تدهور الاوضاع إلى الأسوأ في لبنان.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، دان الهجوم على السفارة الأميركية، واصفاً الهجوم بالعمل المنظم لإيصال رسالة معينة وليس لمناصرة قضية معينة، داعياً القوى الأمنية والأجهزة المعنية بكشف ملابسات الهجوم.
الحاج وفي حديث لموقع القوات اللبنانية، أعاد التشديد على ضرورة وضع حد للسلاح المتفلت الذي يستخدم في بعض الأوقات في اعمال امنية منظمة، من قبل بعض المستفدين من الوجود السوري غير الشرعي، ومن قبل الميليشيات غير الشرعية في لبنان، مطالباً بتفعيل دور الاجهزة الأمنية والعمل اكثر لبسط الامن في المناطق التي تعتبر آمنة.
أما توقيت الهجوم في هذا الوقت الحرج الذي يمر فيه لبنان على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية، يطرح الكثير من الأسئلة، عن الجهة التي تريد توجيه رسالة عبر العبث بالأمن الداخلي، والأهداف الكامنة خلفها.
في هذا الإطار، الخبير العسكري اللواء الركن المتقاعد خالد حمادة، يؤكد ان الهجوم على السفارة الأميركية، يحمل دلالات كثيرة، ويطرح العديد من التساؤلات، وعلى الرغم من تضارب الروايات، لا يمكن أن يُنفذ هجوم مسلح على السفارة الأميركية بهذا الشكل، لان الجميع يدري أنها منطقة أمنية بامتياز، وتحظى بإجراءات إستثنائية، بالتالي لا يمكن أن يكون الهجوم مُرتجل، بل مخطط له مسبقاً وهادف.
يتابع حمادة في حديث لموقع “القوات”: “وفق المعلومات المتوافرة، الحادثة أظهرت أن هناك اختراقاً أمنياً خطيراً، وهذا يطرح مجموعة من التحديات أمام القوى الامنية، ابرزها ما إذا كان محيط السفارة الاميركية غير آمن، والإجراءات المتخذة بحاجة إلى تعديلات”.
أما في البعد السياسي لهذا الحدث، يقول حمادة: “هناك بعد كبير، لأن هذه سفارة أميركية تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، والرسالة من الهجوم لا يمكن ان تنفصل عن الواقع الامني الموجود في منطقة الشرق الأوسط، ما يعني أن الرسالة متصلة بما يحصل في الجنوب وغزة، وبالمفاوضات الحاصلة الآن لوقف إطلاق النار، سواء في غزة، أو بما يخص الترتيبات المتعلقة بالقرار 1701”.