الإمارات وأميركا.. خطى سريعة لبناء اقتصاد الذكاء الاصطناعي

حجم الخط

الإمارات

تعمل دولة الإمارات ​العربية المتحدة على تسريع خطوات التعاون مع أميركا بهدف تطوير اقتصاد متطور قائم على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تأمل الإمارات أن تصبح رائدة عالميا في هذا المجال الذي تستثمر فيه بكثافة ضمن خططها لتنويع الاقتصاد واستكشاف الفرص الكامنة في قطاع الذكاء الاصطناعي الذي سيشكل مستقبل العالم.

وخلال زيارة هذا الأسبوع للولايات المتحدة، ركزت مباحثات نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني في الإمارات، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مع المسؤولين الأميركيين، على توسيع تدفقات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا، إلى جانب تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتباحث حول القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

زيارة الشيخ طحنون بن زايد، الذي يرأس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي، جاءت أيضا في إطار جهود الإمارات وأميركا من أجل وضع اللمسات النهائية على سياسة مشتركة تحمي الملكية الفكرية والبيانات، بما يسهل الشراكات التجارية، ويؤمن المصالح الوطنية ويشجع الابتكار.

وبحسب بيان سفارة دولة الإمارات في واشنطن، عن الزيارة التي استغرقت 3 أيام واختتمت الأربعاء الماضي، فإن قطاعات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة هي أسرع المجالات نموا في التجارة والتعاون الثنائي بين الإمارات والولايات المتحدة.

وتستثمر دولة الإمارات حاليا أكثر من تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، حيث تساهم الشركات والمؤسسات الإماراتية بشكل كبير في الابتكار والنمو وخلق فرص العمل الأميركية في مجالات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة النظيفة وغيرها من القطاعات المتطورة، بحسب البيان المنشور على موقع السفارة الإماراتية في واشنطن.

كما أن الإمارات وأميركا تعملان أيضا مع القطاع الخاص من أجل توسيع الوصول إلى الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتقدمة في إفريقيا وعبر الجنوب العالمي.

وفي هذا السياق، قال سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة: “إن دولة الإمارات تتحول إلى مركز للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وقوة للطاقة النظيفة ومنصة انطلاق لاقتصاد الفضاء”.

وأضاف: “إن الولايات المتحدة هي شريكنا المفضل في هذه التكنولوجيات المتقدمة وغيرها. لقد قمنا بالفعل بتكوين شراكات كبيرة مع الشركات والمؤسسات الأميركية ولدينا خطط طموحة للقيام بالمزيد في الولايات المتحدة ومعها”.

يذكر أن دولة الإمارات، تعد أكبر سوق للصادرات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، بقيمة بلغت 24.8 مليار دولار في 2023، وقد حافظت على هذا المركز للعام الخامس عشر على التوالي، وفقا لبيان سفارة الإمارات.

من أبرز المبادرات الخاصة بالتعاون بين الإمارات وأميركا، كان الإعلان الشهر الماضي، عن صفقة قوية، تستثمر بموجبها شركة مايكروسوفت العالمية 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي “G42″، بما يمنح العملاقة الأميركية حصة أقلية ومقعدا في مجلس الإدارة ويسمح للجانبين بتعزيز العلاقات.

وصرح وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر سلطان العلماء، هذا الشهر، أن الصفقة الأخيرة بين مايكروسوفت و”G42” كانت مجرد بداية لتعاون تقني أكبر بين البلدين.

وأضاف الوزير: “الآن سوف ترون نتائج هذا التعاون، بين كل من G42 ومايكروسوفت، وأيضاً بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة”.

وبرزت طموحات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل أكثر وضوحا هذا العام حيث تسعى لوضع نفسها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي.

وقامت الإمارات بتأسيس شركة “إم جي إكس”، كشركة وطنية تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في الدولة، وهي شراكة بين “مبادلة للاستثمار” و”جي 42″.

وخلال الاجتماع الأول لمجلس إدارة “إم جي إكس”، الشهر الماضي، برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أكد أن الهدف من تأسيس الشركة هو الإسهام في بناء مستقبل تؤدّي فيه التكنولوجيا دوراً كبيراً في خدمة الإنسانية، وتعزيز مستوى الرفاهية والاستدامة والتواصل بين دول العالم.

 

خبر عاجل