خاص ـ باسيل يفشل باستدراج الراعي

حجم الخط

الراعي

لم ينجح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في “استدراج” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى “ملعبه”، بتبنِّي ما أسماه باسيل “مبادرة” بشأن الملف الرئاسي، محاولاً إقناع الراعي بالموافقة، أو على الأقل عدم معارضة ترؤس رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسات حوار يصرّ عليها “الثنائي الشيعي” وتسبق الانتخابات، إذا كانت ستترافق مع دورات متتالية أو انتخاب رئيس.

بطبيعة الحال، تمنّى الراعي لباسيل التوفيق بشكل عام، لكن وفق المعلومات المتوافرة، كان البطريرك الماروني حاسماً لناحية تمسّكه بالدستور وبالأصول الدستورية المعروفة، وبقي على موقفه الرافض لتكريس أعراف جديدة تتخطى الدستور وتتجاوزه، ومؤكداً أن الدستور واضح وهو ينص على الانتخاب وفق آليات حدَّدها بشكل واضح لا تحمل التباساً أو اجتهاداً، إلا لدى من لديه غايات وأهداف مستورة، كتلك “الغاية في نفس يعقوب” التي يُضرب بها المثل.

أضف إلى ذلك، الموقف “الفاقع الوضوح” من المسألة والذي أطلقه الراعي أمس الاثنين، غداة لقائه باسيل، خلال كلمته في افتتاح “أعمال سينودس الكنيسة المارونية” برئاسته، حيث شدد على أنه “لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبناني من دون رئيس للجمهورية منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، إذ لا يمكن بحكم الدستور وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى. فالمادة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف”.

لم يكتف البطريرك الراعي بذلك، بل سأل: “ما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبناني مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، حرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سوريا. فما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟”. بالتالي، “من له أذنان سامعتان فليسمع”، أكان باسيل او غيره.

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، لا يستغرب، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، موقف البطريرك الراعي، “فهو الأمين على لبنان والحافظ للشراكة في لبنان ولحياد لبنان، وهذا غير مستغرب على هذا الموقع والصرح الوطني الكبير، في التاريخ والحاضر وحتماً في المستقبل”، مشدداً على أن “إلى جانب البطريرك أطراف سياسية تحافظ على القيم والهوية والمبادئ والثوابت اللبنانية ذاتها، لإبقاء لبنان لبنان الإنسان والحريات ولبنان وطن الأرز”.

بالتالي، يضيف كرم: “ليس مستغرباً أبداً موقف البطريرك الراعي الواضح وتمسّكه بالدستور ونصوصه وآلياته، ورفضه لأي أعراف جديدة في هذا الإطار تُمعن تهشيماً بالدستور، بل بمختلف المواقع الدستورية بدءاً من موقع رئاسة الجمهورية، وصولاً إلى ضرب الشراكة الوطنية في الصميم من خلال تلك المحاولات المرفوضة”.

في السياق ذاته، تؤكد مصادر سياسية مطلعة لموقع “القوات”، أن “مناورة باسيل الأخيرة، تدل على أنه لم يغادر تحالفه مع “الحزب”، وخلافه معه هو فقط حول مسألة التخلّي عن ترشيحه لسليمان فرنجية. بالتالي، ذلك يعني أن باسيل بنظرته إلى سلاح “الحزب” لا يزال هو هو كما كان في السنوات الماضية، إذ يعتبره سلاح دعم سياسي له بأوقات الشدّة لإبقاء التوازن في الساحة المسيحية بوجه القوات اللبنانية”، لافتة إلى أن “باسيل لا يزال يردّد حتى الآن أن “الحزب” هو مقاومة وسلاحه سلاح مقاومة وضمانة للبنان بدل سلاح الجيش اللبناني”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل