خاص ـ المعادلة واضحة.. “حيفا مقابل بيروت”

حجم الخط

بيروت

تتسابق الجهود الدبلوماسية في مواجهة التهديدات واستباق الاحداث لتطويق التصعيد في الجنوب، بعد ارتفاع منسوب التوتر إثر استهداف قيادات تابعة لـ”الحزب” في صور، بمقابل الرد الذي قام فيه “الحزب” تجاه إسرائيل.

يبدو أن الجهود الدبلوماسية حول لجم الاوضاع جنوباً باتت خجولة، لأن الدول المعنية واشنطن وباريس لديها اولويات ملحة، واستحقاقات داخلية داهمة تستدعي المعالجة، إذ أن واشنطن تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية، فيما فرنسا منهمكة بالتغيرات التي حصلت نتيجة فوز أحزاب اليمين في أوروبا، والتعامل مع النتائج وتداعياتها، وهذا يشكل أولوية اليوم بالنسبة لفرنسا.

وسط انشغال اميركا وفرنسا، يستغل نتنياهو الوضع، وعلى الرغم من التصعد الحاصل، تشير معلومات مستقاة عن خبراء ميدانيين، إلى ان إسرائيل لا تزال تتحرك ضمن قواعد الإشتباك التي يعتبرها البعض سقطت، لكنها موجودة، لأن نقطة العمليات لا تزال محصورة في الجنوب في معظم الإستهدافات، باستثناء بعض مناطق البقاع.

يلفت الخبراء إلى أنه لغاية الآن وعلى الرغم من استهداف شخصيات بارزة في “الحزب” كأبو طالب، لم يقم الحزب بقصف حيفا، لأنها تقع ضمن معادلة، “حيفا مقابل بيروت”، وبما أن عملية الاستهداف حصلت في صور، فإن “الحزب” مضطر للبقاء ضمن قواعد الاشتباك، وهذا ما يفسر عدم ضرب حيفا التي لا تزال خارج نظاق عمليات “الحزب”.

بحسب الخبراء، سيستمر الوضع على ما هو عليه في الجنوب، والشمال الإسرائيلي، وما نراه اليوم هو مجرد تصعيد ضمن قواعد الاشتباك، لان أي توسع لذلك يعني تغيير في المعادلة، فلا إيران قادرة على تغييرها وتحمل نتائجها، ولا إسرائيل التي لا تستطيع تغيير القواعد من دون موافقة اميركية، إلا في حال ضمن نتنياهو بأن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يتمكن من الفوز بولاية ثانية، عندها يستغل الوضع ويقوم بخطوة شن عملية كبيرة تجاه لبنان، يعيد الإستقرار إلى المناطق الشمالية لإسرائيل، ويُبعد “الحزب” إلى ما وراء الليطاني، وهذا امر في غاية الخطورة.​

خبر عاجل