افتتاحية صحيفة النهار
التصعيد يعزّز التخوّف الأميركي – الفرنسي من الحرب
مع أن الطابع الانتقامي لاغتيال إسرائيل أحد كبار القادة الميدانيين في “الحزب” محمد نعمة ناصر طغى على الهجمات الصاروخية الكثيفة التي شنها الحزب لليوم الثاني أمس على عشرات المواقع العسكرية الإسرائيلية، فإن اليوم المتفجر هذا اكتسب أيضاً دلالات مثيرة لمزيد من القلق من احتمالات تفلت المواجهات من آخر حدود الضبط والتزام آخر الخطوط الحمر من جانب إسرائيل والحزب معاً. ولولا عامل محدد تزامن مع اليوم الميداني الناري المتفجر تمثل في المعلومات الإيجابية عن تحريك مفاوضات جديدة في شأن تسوية لتبادل الأسرى بين إسرائيل و”حركة ح” قد تحمل انفراجاً “مأمولا”، لكان الوضع المتفجر على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية قفز بصورة خطيرة الى واجهة المشهد الإقليمي برمته خصوصاً مع مسارعة “اذرع” إيرانية في المنطقة كبعض الفصائل العراقية الى دق نفير التطوع للحرب في لبنان ضد إسرائيل!
وفي انتظار نتائج المفاوضات الجديدة البادئة على جبهة حرب غزة، وما يمكن أن تفضي إليه، رصدت الأوساط اللبنانية بدقة المعطيات المتوافرة عن اللقاءات الأميركية- الفرنسية في باريس حول الوضع اللبناني. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين، التقى مسؤولين فرنسيين الأربعاء الماضي في باريس وناقش الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط. وأضاف، “أن #فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الديبلوماسية ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن”، في إشارة إلى الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
“النهار” من باريس
وفي السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن التخوّف المشترك لدى كل من باريس وواشنطن حول إمكان قيام إسرائيل بشنّ حرب أوسع على لبنان واستمرار “الحزب” بعدم الاقتناع بأن مثل هذا الاحتمال وارد بقوة، خيّم على المحادثات المعمّقة التي أجراها هوكشتاين في باريس في مقر الرئاسة الفرنسية ومع المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الذي تناول معه أيضاً مسألة جمود أزمة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان. وقام هوكشتاين بزيارة الى باريس لتنسيق المواقف مع الجانب الفرنسي ووضعه في صورة اتصالاته الأخيرة في لبنان إسرائيل في ما يتعلق بمنع توسيع حرب غزة إلى لبنان، وذلك بعد القمة الاميركية- الفرنسية التي عقدت في باريس بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن الشهر الماضي. ويشارك هوكشتاين محاوريه الفرنسيين القلق من أن خطر توسيع الحرب إلى لبنان جدّي وزيارته الأخيرة إلى لبنان كانت بهدف الضغط على “الحزب” بواسطة رئيس مجلس النواب نبيه بري لوقف القصف على إسرائيل.
والمعلومات التي لدى واشنطن وباريس أن جزءاً من القيادة العسكرية الإسرائيلية يريد الهجوم الواسع على لبنان وأن الراي العام الإسرائيلي يؤيد ذلك. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فخلال اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون به يوم الثلاثاء الماضي لم يكن موقفه واضحاً تماماً، إذ قال إنه مستعد للحل الديبلوماسي مع لبنان ولكن في الوقت نفسه يهدد بأنه اذا استمرّ “الحزب” في المواجهات، فإن إسرائيل مستعدة لشنّ هجوم واسع.
وتعرب المصادر عن قلقها لأن جزءاً من الجيش يؤيد الحرب على لبنان وأيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، ويؤيدهم قسم من الكنيست. وتحاول واشنطن وباريس تنسيق الضغوط من أجل التهدئة على الجبهة اللبنانية. وما يقلق الجانبين الانطباع السائد لدى “الحزب” من أن إسرائيل لن تهاجم لبنان وهذا خطأ خطير في التقدير.
وكان هوكشتاين حذر في بيروت من هذا الخطر الحقيقي وأن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعمها لإسرائيل. أما على صعيد انتخاب رئيس في لبنان، فالجمود والتعطيل ما زالا سيدا الموقف ولا جديد على هذا الصعيد.
وليس بعيداً من هذه الأجواء، أعرب وزير الخارجية السعودي #فيصل بن فرحان عن قلق المملكة العربية #السعودية من خطر توسّع الحرب في لبنان، لافتاً في تصريح إلى “أننا لا نرى أي افق سياسي”.
الانتقام الناري
أما في الميدان الجنوبي، فأشعل اغتيال إسرائيل للقائد العسكري في “الحزب” محمد ناصر (أبو نعمة) الجبهة الجنوبية منذ صباح أمس، حيث مضى “الحزب” في عمليات انتقامية لاغتياله وشن هجوماً مركّباً وكبيراً ضدّ المواقع الإسرائيلية في #الجليل و#الجولان. وبحسب بيانات الحزب، فقد جرى إطلاق “أكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع، استهدفت مقرّ قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقرّ قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقرّ قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في ثكنة غاملا، ومقرّ قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن”.
وهاجم “الحزب” أيضاً 7 مواقع عسكرية “بسرب من المسيّرات الانقضاضية استهدفت مقرّ قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقرّ قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية ميشار، ومقرّ قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 ايلانيا، ومقر لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا”.
هذا الهجوم الكبير والمركّب لـ”الحزب”، استدعى إطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل وفي بلدات سهل الحولة ومستوطنات الجولان المحتل. وتسبّب الهجوم بحرائق في الجولان، كما سقطت شظايا صاروخ على سطح مركز تجاري في عكا. من جهتها، أفادت “القناة 12 الإسرائيلية” أنّ “سلاح الجو بدأ موجة واسعة من الهجمات على مواقع للحزب”. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “سلاح الجو بدأ يقصف منصات لإطلاق الصواريخ في الجنوب”.
وأشار إلى “اندلاع حرائق في مناطق عدة في الشمال جراء عمليات اعتراض صواريخ ومسيرات أطلقت من لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل نائب قائد سرية في وحدة 8679 جراء سقوط صاروخ لـ”الحزب” في منطقة الجولان. وأضاف: “خلال الهجوم أُصيب عدد من الجنود”. وأوضح أن الضابط يدعى إيتاي غاليا ويبلغ من العمر 38 عاماً وكان حارب في غزة قبل أن يُنقل إلى الشمال. كما سُجّلت إصابة مباشرة في عكا جراء سقوط شظايا صواريخ اعتراضية، إضافة إلى إصابة مباشرة لمبنيين في عكا وفي منطقة رجبا شمال عكا.
وشنّت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة منها غارة على بلدةً الناقورة، فيما أغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على حي المعاقب فوق الملعب في بلدة حولا أيضاً. وأُصيب المواطنان أحمد غانم وعلي الحاج جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا. وأُصيب غانم، وهو عضو مجلس بلدية كفرشوبا، بشظية في رأسه، والحاج بحروق في جسده وتضرر المنزل المؤلف من ثلاث طبقات.
ووسط دوي القصف زارت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة، وعضوية النواب بيار أبو عاصي، إبراهيم الموسوي، ناصر جابر وحيدر ناصر، المقر العام لقيادة “اليونيفيل” في الناقورة. ووصل الوفد النيابي، على وقع إطلاق صفارات الانذار التي دوت في المقر الدولي بعد سماع دوي انفجارات وقصف إسرائيلي عند الحدود. وكان في إستقباله القائد العام لـ”اليونيفيل” الجنرال أرلدو لاثارو والضباط الكبار الذي رحب بالوفد وعقد معه لقاءً مغلقاً عرض لدور ومهمات “اليونيفيل” في هذه الظروف، على أبواب التجديد لليونيفيل سنة جديدة.
وشدد النائب علامة على “أن لبنان لا يريد الحرب، يريد تنفيذ القرارات الدولية، وأن زيارتنا اليوم كلجنة للشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب ليست الأولى إلى الجنوب اللبناني للاجتماع بكم، ولكنها تأتي اليوم بالتزامن مع استمرارالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان من جهة، ومن جهة أخرى مع استحقاق موعد التجديد لقوات اليونيفيل للاستمرار بأداء مهمتها الإنسانية العابرة للدول والمحلقة في السماء بجنود وهبوا انفسهم لمهمة إنسانية”.
أما المتحدثة باسم “اليونيفيل”، كانديس أرديل، فقالت إن “الزيارة مهمة، لأنها تظهر أهمية العمل الذي تقوم به “اليونيفيل” تجاه الحكومة اللبنانية.
وقد طلبت الحكومة مؤخراً من مجلس الأمن تجديد ولايتنا لمدة عام آخر. وهذا يبين الأهمية التي نقوم بها لتحقيق المنفعة التي تجلبها قوة حفظ السلام للمجتمعات المحلية في جنوب لبنان والأمن والاستقرار الذي تجلبه قوات حفظ السلام. وقد أبلغنا الطرفان، السلطات اللبنانية والإسرائيلية، أن القرار 1701 هو الإطار المناسب للتحرك نحو حل سياسي وديبلوماسي دائم”.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان بين هوكشتاين ولودريان.. والحرب تدخل المخاض الاخير
مع ارتفاع وتيرة التصعيد خلال الساعات الماضية وعودة هاجس توسع العمليات العسكرية إلى حرب شاملة أو عملية واسعة النطاق غير معلومة النتائج، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله «من المرجح إجراء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حركة ح” في الدوحة». فيما أعرب وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان، في تصريح له، عن قلق المملكة العربية السعودية «من خطر توسّع الحرب في لبنان». وقال: «لا نرى أي أفق سياسي». لافتًا إلى أنّ «وقف إطلاق النّار في غزة، قد يساعد على وقف التوتر في جنوب لبنان»، ومضيفاً انّ «اعتراف إسبانيا ودول أخرى بفلسطين هو بصيص أمل لحل الدولتين». لكنه قال: «اننا نشاهد في غزة والضفة عناصر تهديد حل الدولتين».
قال مصدر بارز قريب من «الحزب» لـ«الجمهورية» ان «لا مؤشرات في الجبهة توحي بتوسّع الحرب، وان الرد على اغتيال القائد «أبو نعمة» جاء على المستوى نفسه». وكشف المصدر «ان الموفدين الدوليين الذين يلتقون «الحزب» مباشرة او عن طريق وسطاء، يسألون عن الموقف من المرحلة الثالثة، وهذا الأمر يعني أن لا معطيات توحي بتدحرج المواجهات، ومعروف انّ المرحلة الثالثة في غزة هي وقف إطلاق نار من طرف واحد أي من جانب الإسرائيلي، من دون اتفاق على حل سياسي او تفاهم بين الطرفين عبر وسطاء، والذي تُبقي فيه اسرائيل زمام الأمور في يدها، الأمر الذي ترفضه “حركة ح”. واشار المصدر إلى انّ «البديل الذي يسعى اليه القطريون يُسابق بدء المرحلة الثالثة بغية التوصل إلى اتفاق، وقد وافقت “حركة ح” عليه لكن نتنياهو لم يعط جواباً عليه ولم يوحِ باحتمال الموافقة».
وكشف المصدر «ان الموفد الألماني سأل الحزب عما سيفعل إذا أوقفت اسرائيل الحرب من طرف واحد فلم يعط الحزب جوابا عن هذا السؤال»، مؤكدا ان «القرار يكون بمحض إرادته من دون اي ضغوط، وهذا الأمر ليس وارداً». واكد المصدر، نقلاً عن موقف «الحزب»، «انه وبما ان المرحلة الثالثة غامضة وغير مفهومة ومبهمة فإنّ موقف الحزب غامض ومبهم»…
وعلمت «الجمهورية» من مصادر تتبَعت لقاء هوكشتاين ولودريان «ان الاختلاف في وجهات النظر كان كبيرا جدا ويمكن وصف اللقاء بالفاشل، فمن الواضح ان الثقة مفقودة بين الاميركي والفرنسي، وان الاميركي لا يريد ان يعطي للفرنسي دورا في الحل».
ورأت المصادر ان المؤشرات توحي ببدء العد العكسي لمرحلة وقف الحرب وليس العكس وهذا في حد ذاته يأخذ بعض الوقت لكن مع خفض التصعيد، وهذا سيتضح في الأيام المقبلة مع دخول الحرب مخاضها الاخير…
هوكشتاين ولودريان
في غضون ذلك توجهت الأنظار في الساعات الـ 24 الماضية الى باريس في محاولة لاستكشاف نتائج اللقاء بين الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، حيث ناقشا الازمة اللبنانية من الوضع المتفجر في الجنوب الى مسألة الفراغ الرئاسي وما بينهما من استحقاقات متداخلة ولا سيما منها تلك التي رُبِطت بالوضع في قطاع غزة.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان المناقشة اعادت الى الاذهان المراحل التي قطعتها المبادرات الفرنسية والاميركية بمختلف محطاتها، لأنّ الرجلين تابعا بدقة مختلف هذه المبادرات طوال السنوات الاربع الماضية منذ ما قبل وبعد الأحداث التي تلت تفجير مرفأ بيروت الذي تابعه لودريان. كما بالنسبة الى تلك التي تلت وضع «اتفاق الإطار» مطلع تشرين الأول الخاص بالترسيم البحري بالنسبة الى هوكشتاين، وما انتهت اليه أعمال اللجنة الخماسية التي ولدت من باريس قبل عام ونصف العام وصولاً الى مجموعة الخطوات الاميركية وقرار مجلس الأمن الذي أعَدّته واشنطن في 10 حزيران الماضي، وما أدى الى تعثّر تنفيذه بعد قرارات سابقة فشل المجلس في تنفيذها وسط اتهامات بوجود معوقات تارة اسرائيلية وأخرى حمساوية.
ولفتت المصادر نفسها إلى ان استعراض هذه المعطيات كانت كافية لتقييم المرحلة الراهنة وما يُعيق استكمالها الى الأهداف المرجوّة، فكان إصرار على تقديم الملف الخاص بغزة تماشياً مع إصرار «الحزب» ومِن خلفه دول محور الممانعة على الحديث عن المقترحات الخاصة بجنوب لبنان، واتفقا على استكمال الاتصالات توصّلاً إلى تثبيت وقف النار، خصوصاً ان اللقاء تزامنَ مع معلومات نقلت الى الاجتماع عن اجواء ايجابية في موقف “حركة ح” بعد تجاوب بعض المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمهم وزير الدفاع يوآف غالانت على تقديم الخيارات السياسية لترتيب الوضع في الجنوب على الخيارات العسكرية، وأن هناك عدداً من القادة العسكريين الى جانبه يحاولون استدراج رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى اعطاء فرصة اضافية للمفاوضات في قطر والقاهرة حيث يمكن ان تستكمل الاتصالات مع “حركة ح” برعاية قطرية ومصرية، وهو ما تم التثبّت من صحته بعد اللقاء بساعات قليلة.
لا مهمة رسمية
ولم يصدر أي بيان رسمي عن اللقاء بين هوكشتاين ولودريان، وقالت المصادر القريبة من المسؤولين الفرنسيين لـ«الجمهورية» انّ هوكشتاين لم يكن زائراً رسمياً باسم الرئيس الاميركي جو بايدن، وإنما جاء الى باريس في زيارة خاصة وكان من المهم ان يقيم التطورات مع لودريان استكمالاً للقاءاتهما السابقة ولتوجيه رسالة الى جميع الاطراف مفادها ان لا فوارق استراتيجية كبيرة بين الخيارات الفرنسية والأميركية، وأن باريس وواشنطن تلتقيان على نقاط مشتركة عدة أبرزها الإسراع في تحقيق وقف النار في غزة والانتقال الى الملفات اللبنانية الأمنية والعسكرية ومن ثم الدستورية، وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية.
وأعلن البيت الأبيض أنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بحث مع مسؤولين فرنسيين في باريس الجهود لاستعادة الهدوء بالشرق الأوسط». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في البيت الأبيض أن «هدف باريس وواشنطن حل النزاع الحالي عبر الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل ديبلوماسياً. فحل النزاع سيسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم بوجود ضمانات». وأضاف: «إن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل النزاع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الديبلوماسية، ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن»، في إشارة إلى الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
إعادة تحريك الديبلوماسية
وفي رواية اخرى قالت مصادر ديبلوماسية غربية متابعة لـ«الجمهورية» انّ لقاء هوكشتاين مع لودريان والمسؤولة عن الملف اللبناني في قصر الأليزيه آن كلير لو جاندر، جاء نتيجة تطورات دراماتيكية في المنطقة وفي لبنان خصوصاً، واستكمالاً للقاء الرئيسَين الفرنسي إيمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن في النورماندي قبل فترة، لكن اللقاء كان للبحث في بعض التفاصيل المتعلقة بسُبل وقف التصعيد على الجبهات ولا سيما منها جبهة الجنوب اللبناني ومنع تَمدّد حرب غزة. كذلك اوضحت المصادر انّ هذا الاجتماع الباريسي «جاء ضمن التنفيذ العملي للتوجه الاستراتيجي للرئيسين ماكرون وبايدن لجهة التنسيق المكثّف حول كل ملفات المنطقة وبخاصة لبنان تحديداً». وقالت ان «الاجتماع اعطى اشارة الى انّ البلدين قررا اعادة تحريك الديبلوماسية بنحوٍ كثيف، وهو لم يوجّه رسائل اهتمام الى لبنان فقط بل الى جميع الاطراف في المنطقة بما فيها الكيان الاسرائيلي والجانب الفلسطيني، بهدف إيجاد مخرج للحال السائدة في جبهة الجنوب بما يرضي الطرفين.
واكدت المصادر أنه لم يتم اتفاق ولم يظهر اي توجّه لزيارة قريبة يقوم بها لودريان الى بيروت أقلّه خلال الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة المقبلة. كذلك لم يُعرف ما اذا كان هوكشتاين سيزور لبنان وتل ابيب مجددا. واكدت المصادر الديبلوماسية ان لا زيارة للموفدَين الاميركي والفرنسي ما لم يحصل تطور وتقدم في خطة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب في غزة وتنفيذ بنودها كاملة، وهذا الامر متوقف على تجاوب الحكومة الاسرائيلية و”حركة ح” وبقية فصائل المقاومة في غزة مع الحل او عرقلته.
واشارت المصادر الى تسليم الادارتين الاميركية والفرنسية باستحالة فصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة والجبهات الاخرى في المنطقة، لكنهما لم تُسلّما باستحالة فصل ملف الاستحقاق الرئاسي عن ملف الحرب، وهو في اعتقادهما انّ إنجازه امر ممكن اذا توافقَ اللبنانيون على شخصية معينة تكون مقبولة لدى جميع الاطراف ولديها رؤية وتوجهات لطريقة الخروج من الازمات التي يتخبّط بها لبنان، بمعنى ان «الخيار الثالث» يبقى افضل المخارج في رأي الدولتين. لكن المصادر لا تخفي صعوبة العثور على مثل هذه الشخصية التي تتوافر فيها «معايير ومواصفات» إن لم تكن شروط كل طرف لبناني يريد إلباسها للرئيس الذي يريد.
سخونة جنوباً
على الصعيد الميداني تواصَل التصعيد الاسرائيلي على قرى الجنوب ما ادى الى سقوط مزيد من الشهداء والاضرار، فيما ردت المقاومة على الاعتداءات فقصفت 17 ثكنة وقاعدة عسكرية ومركزاً قيادياً وموقعاً وتجمعاً عسكرياً.
وقد أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على عيترون وعيتا الشعب ورامية، فيما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بلدات الخيام والناقورة والعديسة وكفرشوبا حيث أصيب فيها المصور الصحافي أحمد غانم بشظايا في رأسه وظهره جرّاء القصف الذي طاولَ لاحقاً بلدات كفرحمام والقنطرة وكونين والطيري.
واغارت مسيرة اسرائيلية على منزل في حولا ما ادى الى سقوط شهيد نَعَته المقاومة وهو هادي أحمد شريم.
في المقابل، اعلنت المقاومة في بيان انه «ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا بلدة شبعا وإصابة امرأة مدنية، استهدف مجاهدو المقاومة اليوم (أمس) تَموضعًا مُحدثًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة »كفربلوم» بصلية من صواريخ الكاتيوشا».
ورداً على اغتيال نعمة في محلة الحوش في صور، قصفت المقاومة بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع، مقر قيادة الفرقة 91 المُحدث في «ثكنة اييلايت»، ومقر قيادة اللواء المدرّع السابع في «ثكنة كاتسافيا»، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في «ثكنة غاملا»، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة «نفح»، ومقر فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة «يردن».
كذلك شنّت المقاومة هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُحدث في «ثكنة اييليت»، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في «ثكنة كاتسافيا»، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة «دادو»، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية «ميشار»، ومقر قيادة «لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني»، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 «ايلانيا»، ومقر «لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا».
واستهدفت المقاومة ايضا مواقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة والمرج والبغدادي وبياض بليدا بصواريخ ثقيلة من نوع «بركان» ثقيل، كذلك قصفت التجهيزات التجسسية في موقع المطلة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابات خطيرة بين الجنود بعد استهداف آلية قصف عسكرية من لبنان، وأكثر من 25 طائرة مسيّرة تسللت من لبنان إلى «إسرائيل». واشارت الى سقوط صواريخ داخل قاعدة عسكرية في الشمال، وكذلك سقوط صواريخ في منطقة عكا ووقوع اصابات.
وتحدث الاعلام الاسرائيلي عن وقوع «حادثة صعبة شرق منطقة جادوت جرّاء سقوط صواريخ»، وعن «أخبار سيئة من الشمال». وكشفت انه تم إخلاء جرحى إلى مستشفى «رامبام» في حيفا بواسطة المروحيات العسكرية وإخلاء جرحى إلى مركز «زيف» الطبي في صفد. وقالت: «بسبب الوضع الأمني، توقفت حركة القطارات من حيفا إلى نهاريا».
كذلك أفيد انّ القواعد الاسرائيلية في الجولان السوري المحتل كانت عرضة لوابلٍ كثيف من الصواريخ ما ادى الى اندلاع حرائق ضخمة وارتفاع ألسنة الدخان ودوي أصوات الانفجارات في المنطقة. واكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» انّ 25 فريق إطفاء يشاركون في إخماد حرائق في 10 بؤر في الجولان والجليل الأعلى بعد قصف «الحزب» لهاتين المنطقتين.
وإذ سأل مراسل قناة 14 العبرية في الشمال: «لماذا لا يكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للجمهور عن عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان على إسرائيل؟». قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية: «نحن أمام أيام صعبة عدة بعد الاغتيال الذي حصل في جنوب لبنان (الحوش – صور) يوم أمس. وظهراً أعلنت القناة 12 ووسائل الاعلام الإسرائيلية أن «سلاح الجو بدأ موجة واسعة من الهجمات على مواقع لـ«الحزب» في جنوب لبنان، وانّ الدفاعات تعترض عشرات الصواريخ والمسيّرات». فيما قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي «انه تم رصد نحو 160 قذيفة و15 مسيرة أطلقت من لبنان والدفاعات الجوية اعترضت معظمها، وان حجم الهجوم يتوافق تمامًا مع ما أعلن عنه الحزب».
واوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» انه «كما في الحالات السابقة، إسرائيل عاجزة أمام الطائرات بلا طيار التابعة لـ«الحزب».
«دَمه مَهدور»
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ان الجيش الإسرائيلي يعمل على إعادة الأمن إلى الشمال، مشيراً إلى أن الطريق طويل أمامنا. وشدّد على أن إسرائيل مصمّمة على إعادة السكان بأمان إلى منازلهم. وتوجّه بتهديد مباشر إلى «الحزب»، قائلاً: «مَن يؤذينا فدَمه مَهدور». ولفت إلى أنّه تلقى مراجعة شاملة من قائد سلاح الجو بشأن العمليات الدفاعية والهجومية التي يقوم بها السلاح.
الردود ستستمر
وفي المقابل أكّد رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» السيد هاشم صفي الدين، خلال تشييع القيادي في «الحزب» محمد نعمة ناصر الحاج «ابو نعمة» في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، أنّ «الجنوب سنحرسه جميعًا بعمائمنا وتاريخنا وثقافتنا ومجاهدينا، وسنبقى على العهد مع الشهداء الابطال». وتوجّه الى الإسرائيلي قائلاً: «انّ هذا الاغتيال لا يُعطيك أي ميزة عسكرية ولا يحتسب لك كإنجاز بينما الانجاز هو ما حَققه القائد ابو نعمة». واضاف: «الفشل في غزة يدل الى انّ هذا الجيش المُنهك لا يقوى على تحقيق الانتصارات، وهذا الجيش بعد الضربات المتتالية من عام 2000 الى يومنا هذا لن يتمكن من تحقيق انتصارات في اي معركة او مواجهة». وشدد على أنّ «الرد على اغتيال القائد أبو نعمة بدأ أمس (الاربعاء) وستستمر هذه السلسلة من الردود التي تستهدف مواقع جديدة لم يَكن العدو يتخيّل أنها ستُصاب»، مؤكداً انّ «هذه الجبهة ستبقى قوية ومشتعلة».
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مرحلة جديدة من التصعيد غير المسبوق في جبهة جنوب لبنان
«الحزب» ينتقم لاغتيال قائد القطاع الغربي بـ«ردّ مفتوح»
بيروت: كارولين عاكوم
شهدت جبهة جنوب لبنان تصعيداً غير مسبوق هو الأعنف منذ اندلاع المواجهات في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وشن «الحزب» هجوماً واسعاً على الشمال الإسرائيلي انتقاماً لاغتيال إسرائيل القيادي في «الحزب» محمد نعمة ناصر، الأربعاء، حيث ردّ الحزب باستهداف مقار عسكرية في شمال إسرائيل بأكثر من 200 صاروخ وعشرات المسيّرات الهجومية الانقضاضية في عملية مشتركة، وهو ما ردّت عليه تل أبيب بقصف عنيف طال بلدات عدّة وأدى إلى مقتل عنصر في «الحزب»، فيما هدد رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» بمهاجمة مواقع جديدة داخل إسرائيل في إطار الردّ على اغتيال إسرائيل ناصر؛ المعروف بـ«أبو نعمة».
«الحزب» بالصواريخ والمسيّرات يرد على اغتيال ناصر
وبعد عمليات عدّة أعلن عن تنفيذها «الحزب» إثر اغتيال ناصر، مساء الأربعاء، أعلن صباح الخميس عن استهدافه أكثر من 10 مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بـ«أكثر من 200 صاروخ» و«بسرب من المسيّرات الانقضاضية».
وفي بيان أوّل، قال «الحزب»، الخميس، إنه في «إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور»، قصف عناصره «بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع» 5 مقار عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ وفي شمال إسرائيل، ليعود ويعلن في بيان آخر أنه «استكمالاً للرد على اغتيال ناصر، (فإنه) شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية، على 8 مقار وقواعد عسكرية إسرائيلية في شمال إسرائيل وفي الجولان السوري المحتلّ».
وأوضح «الحزب» في بياناته أنه استهدف مقر الكتيبة التابعة لسلاح البر في ثكنة «كيلع» بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، وموقع «الراهب» بقذائف المدفعية، وثكنة «زرعيت» بصواريخ «بركان»، واستهدف بـ«أكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع، مقر قيادة (الفرقة 91) المستحدث في ثكنة (إييلايت)، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة (كاتسافيا)، ومقر قيادة كتيبة المدرعات (التابعة) للواء السابع في ثكنة (غاملا)، ومقر قيادة (الفرقة 210 – فرقة الجولان) في قاعدة (نفح)، ومقر فوج المدفعية التابع لـ(الفرقة 210) في ثكنة (يردن)».
وفي الهجوم الذي نفذته المسيّرات الانقضاضية، استُهدف مقر قيادة «الفرقة91» المستحدث في ثكنة «إييلايت»، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة «كاتسافيا»، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة «دادو»، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية «ميشار»، ومقر قيادة «لواء حرمون 810» في ثكنة «معاليه غولاني»، والقاعدة الرئيسية الدائمة لـ«الفرقة 146 إيلانيا»، ومقر «لواء غولاني» ووحدة «إيغوز» في ثكنة «شراغا».
وتوالت عمليات «الحزب» خلال ساعات النهار، معلناً استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومواقع المرج والبغدادي وبياض بليدا بصواريخ «بركان».
ووصف اللواء الركن المتقاعد الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، الوضع على جبهة الجنوب بـ«غير المريح»، عادّاً أن المواجهات بين «الحزب» وإسرائيل دخلت مرحلة جديدة من التصعيد مع الرد المفتوح الذي ينفذه «الحزب» على اغتيال القيادي نعمة ناصر. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل ليس رداً عادياً مرتبطاً بزمان ومكان معينين وبعمليات محددة؛ هو رد سيكون مفتوحاً، وقد يؤدي إلى تصعيد أكبر على الجبهة، وهو ما عكسته تصريحات مسؤولي (الحزب)».
مقتل عنصر في «الحزب» وإصابة مواطنين نتيجة القصف الإسرائيلي
وفي لبنان؛ أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية» بمقتل شخص بغارة عبر «مسيّرة إسرائيلية استهدفت منزلاً» في بلدة حولا، ليعود بعدها «الحزب» وينعى هادي أحمد شريم (حيدر) من بلدة حولا. كذلك، لفتت «الوكالة» إلى إصابة مواطنين اثنين مدنيين، في كفرشوبا؛ هما أحمد غانم مراسل محطة «الجزيرة»، وعلي الحاج، جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا، مشيرة إلى إصابة غانم، وهو عضو مجلس بلدية كفرشوبا، بشظية في رأسه، والحاج بحروق في جسده، وتضرر المنزل المؤلف من 3 طبقات.
صافرات إنذار وحرائق في إسرائيل
وفي الجانب الإسرائيلي دوّت على امتداد الحدود اللبنانية وصولاً إلى الجولان صافرات الإنذار بهجمات صاروخية وجوية؛ وفق الجيش الإسرائيلي.
وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن 25 فريق إطفاء يشاركون في إخماد حرائق في 10 بؤر بالجولان والجليل الأعلى بعد قصف «الحزب».
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته قصفه مواقع أطلقت منها صواريخ في جنوب لبنان بعدما عبرت «مقذوفات عدة وأهداف جوية مشبوهة» الحدود. وقال في بيان مقتضب: «في أعقاب انطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل، عبر كثير من المقذوفات والأهداف الجوية المشبوهة من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية»، مشيراً إلى «اعتراض كثير من الصواريخ … واندلاع حرائق في عدد من المناطق بشمال إسرائيل».
سلسلة عمليات مساء الأربعاء رداً على اغتيال ناصر
وإثر الاغتيال، تبنّى «الحزب»، الأربعاء، قصف مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مائة صاروخ رداً على مقتل «أبو نعمة» مع عنصر آخر في «الحزب».
وفي بيانات متفرقة، أعلنت «المقاومة الإسلامية» أنه في «إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور، قصف مقاتلونا مقر قيادة (اللواء 769) في ثكنة كريات شمونة بصواريخ (فلق)، ومقر قيادة (فرقة الجولان 210) في ثكنة (نفح)، ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة (كيلع) بمائة صاروخ (كاتيوشا)، ومقر قيادة (اللواء 769) في ثكنة كريات شمونة بصواريخ (فلق)».
صفي الدين: ردودنا متتالية
وهدّد رئيس المجلس التنفيذي لـ«الحزب»، هاشم صفي الدين، بمهاجمة مواقع جديدة داخل إسرائيل في إطار الرد على اغتيال ناصر.
وقال في أثناء تأبين القائد «أبو نعمة»: «الرد على اغتيال القائد الحاج أبو نعمة بدأ أمس سريعاً، وسلسلة الردود (لا زالت متتالية) وستبقى وتستهدف مواقع جديدة لم يكن يظن العدو أنها ستصاب، والمؤكد أن الإصابات كثيرة بين قتلى وجرحى».
وشدد صفي الدين على أن «هذه الجبهة ستبقى مشتعلة وقوية، وستصبح أقوى، وهذا ما تعلمناه من معركتنا الطويلة مع العدوة، وثقتنا بمجاهدينا، واغتيال القادة لا يوقف فينا الحماسة على القتال؛ بل إن هذه الدماء ستصنع لنا نصراً جديداً».
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
اشتعال جبهة الجنوب يتصاعد والحزب يلوِّح بمهاجمة مواقع جديدة
دخول مسيحي على خط الحرب وجعجع لجلسة نيابية وباسيل لرفع السقف والخارجية في الناقورة
عاش الشمال الاسرائيلي، امتداداً الى الجولان السوري يوماً صعباً، وضاغطاً، على كل الاصعدة العسكرية والسياسية والنفسية في ضوء صواريخ الحزب ومسيَّراته التي هزت «أربع عشرة قاعدة وموقعاً اسرائيلياً من الساحل الى جنوب طبريا، ومن صفد الى جبل الشيخ في اطار الرد على اغتيال القيادي في المقاومة الاسلامية، محمد نعمة ناصر (أبو ناصر)، والذي شيع امس في بلدته حداثاً على مرمى من جنود الاحتلال ودباباته وطائراته.
وتأتي هذه التطورات الميدانية قبل ايام قليلة من بدء عاشوراء في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع والجبل، ومع ارتفاع وتيرة الرهانات العربية والدولية على إمكان احداث اختراق جدّي في مفاوضات وقف الحرب في غزة من دون اغفال الخطر الجاثم فوق المفاوضات المتمثل بالسلوك الاسود لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتوقف المراقبون عند حجم الرد المفتوح على «جبهة مشتعلة قوية» بتعبير الحزب ، اذ فاقت الـ200 صاروخ، مع اعلان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين عن امكانية مهاجمة مواقع جديدة داخل اسرائيل.
ورأى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ان وقف النار في غزة قد يساعد على وقف توتر الحدود بين اسرائيل ولبنان، مبدياً قلق بلاده من «خطر توسع الحرب في لبنان» قائلاً: «لا نرى اي افق سياسي».
نواب في الناقورة
والبارز، محلياً، كانت زيارة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة الى مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، حيث استقبلها القائد العام لليونيفيل الجنرال ارلدو لاثارو، واكد علامة ان لبنان «لا يريد الحرب»، مشدداً على دور اليونيفيل والتجديد لها، وتنفيذ القرار 1701، واكدت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس ارسل ان الزيارة مهمة، تؤكد اهمية عمل اليونيفيل، مشيرة الى ان الوضع خطير، ولا بد من وقف الاعمال العدائية، نحو حل سياسي وديبلوماسي يعيد الاستقرار على المدى الطويل الى جنوب لبنان.
والتقى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب بيار ابو عاصي، قائد اليونيفيل، وجرى البحث في الوضع في الجنوب.
باسيل لرفع السقف
سياسياً، ذهب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى ركوب موجة، ما بعد توقف الحرب، فقال بعد كل التضحيات لا يجوز ان نعود الى قواعد الاشتباك او المعادلة التي كانت قائمة قبل الحرب.. وحدَّد 5 اهداف لبنانية: «1 – استعادة الاراضي المحتلة، 2 – وقف الانتهاكات الجوية والبحرية، 3 – حماية الثروات من مياه والبحر، 4 – ايجاد حل لمسألة اللجوء الفلسطيني، 5 – ايجاد حلول لمسألة النزوح السوري».
جعجع لجلسة نيابية
واعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن إعداد عريضة نيابية وتوقيعها، ورفعها للرئيس نبيه بري لدعوة مجلس النواب الى عقد جلسة لمناقشة الوضع في الجنوب.
وكشف جعجع انه اجتمع مع الموفد البابوي لاكثر من ساعة بعيدا عن الاعلام، وتداولنا بمواضيع عدة، ونحن والكتائب تفاهمنا على حجم حضورنا في اجتماع بكركي.
وتساءل جعجع، ما الفائدة من اجتماع القادة المسيحيين الاربعة سوياً مع امين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين «يجتمع معنا لبعض ساعات، ثم يغادر الى الفاتيكان، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيصبح جبران باسيل قديساً وهل سأصبح أنا شيطاناً».
وقال جعجع: «لو كان الامر متروك الى الرئيس بري لكان لدينا رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية»، مشيرا الى انه «اذا اخطأنا في اتفاق معراب، هل هذا يعني ان نخطئ مرة ثانية؟ واذا وصل فرنجية الى الرئاسة سيتصرف محور الممانعة حينها بالبلد».
وقال جعجع: فليدعُ بري الى جلسة رئاسية «منروح كلنا سوا، واذا ما انتخبنا من الدورة الاولى يعلق الجلسة، ولا يغلقها، ويقول تحاوروا في ما بينكم وعودة لنفتح دورة ثانية. فبهذه الطريقة ننتخب رئيساً».
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة ادميت بالاسلحة المناسبة، وحققت الضربة اصابات بين قتيل وجريح مع اشتعال النيران في المبنى.
كما استهدف “الحزب” التجهيزات التجسسية في موقع المطلة بالاسلحة المناسبة.
بالمقابل، نقلت هيئة البث الاسرائيلية خبراً اسمته «القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي انها ستواصل ملاحقة كبار مسؤولي “الحزب”».
وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الناقورة بقذائف من العيار الثقيل.. كما استهدف القصف اطراف بلدة الضهيرة..
واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان المقاتلات الاسرائيلية قصفت بلدات القنطرة ورب الثلاثين ودير سريان وطلوسة.
واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل ضابط برتبة رائد في هجمات “الحزب” على مواقع اسرائيلية في الجولان.
اشتعال جبهة الجنوب يتصاعد و “الحزب” يلوِّح بمهاجمة مواقع جديدة
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
وفود امنية تحج الى بيروت… وماذا عن تحرك هوكشتاين؟!
مساع اميركية ــ فرنسية لضبط التصعيد وتسليم بترابط غزة والجنوب – ابراهيم ناصرالدين
«لقد فقدنا الشمال»، بهذه الكلمات اختصرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس المشهد اثر هجوم “الحزب” الصاروخي والمسيّر «الدقيق» الذي اصاب المواقع الامنية والعسكرية كافةً، المعلومة، والسرية، المرتبطة بالجبهة الشمالية مع لبنان، ردا على عملية الاغتيال ضد قائد وحدة «عزيز» الشهيد محمد نعمة ناصر «أبو نعمة» الذي كان يتولى قيادة الجبهة من غرب القطاع الأوسط حتى رأس الناقورة. ووفقا للكثير من المعطيات، فان عملية الاغتيال لا تنفصل عن الحركة الدبلوماسية والسياسية المرتبطة بالحرب على غزة، ومحاولة الضغط على المقاومة في لبنان، في ظل تخبط اسرائيلي داخلي حيال كيفية التعامل مع «الصفقة» المقترحة لوقف النار، والدخول الاميركي المستجد على خط التوصل الى تفاهمات تشمل الجبهات كافةً.
وقد فوجئت المصادر الامنية الاسرائيلية بالامس بنوعية الرد لا بحجمه فقط ، واقرت بسقوط قتلى وجرحى بين الجنود والضباط، اذ بلغ مواقع مستحدثة كانت تظن انها بعيدة عن رصد المقاومة التي استخدمت نحو 200 صاروخ معظمها من النوع الثقيل الذي يزن 500 كلغ و15 مسيرة انقضاضية استهدفت 14 موقعا ومقرات قيادة وسيطرة اسرائيلية، وتسببت باشتعال النيران في العديد من المستوطنات، وادت الى هلع كبير لدى المستوطنين على مسافة 35 كلم، حيث وصلت تلك الصواريخ الى طبريا وعكا .
التصعيد «مضبوط»
هذا التصعيد الميداني الذي لا يعرف مداه الزمني بعد، يبقى مضبوطا تحت سقف عدم الانزلاق الى الحرب الشاملة، بحسب مصادر مطلعة، لفتت الى ان المقاومة ردت بعنف وقوة على مواقع حساسة واستراتيجية، لكن ردودها بقيت ضمن قواعد الاشتباك، اما الجديد فهو دخول اهداف جديدة ضمن استهدافاتها. والمقاومة لا تقلل من شان الخسارة، الا انها كانت تدرك منذ اليوم الاول لفتح الجبهة انها حرب قاسية وثمة ثمن لا بد ان يدفعه كبار القادة الميدانيين الذين يتطلب عملهم الوجود على الخطوط الامامية.
ماذا حصل في باريس؟
في هذا الوقت، كشف مسؤول في البيت الأبيض ان المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، ناقش مع المسؤولين الفرنسيين أمس الاول الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط، ولفت الى إن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الديبلوماسية، ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن».
اتصالات لخفض التصعيد
ووفقا لمصادر دبلوماسية، اظهر النقاش في باريس، ان الولايات المتحدة وفرنسا، قبلتا على «مضض» بعدم الفصل بين غزة والجبهة اللبنانية، والجهود القائمة الان هي لخفض التصعيد مع القلق الشديد من الحرب الشاملة. وتوقف الجانبان بقلق عند عمليات الاغتيال التي تنفذها «اسرائيل» لانها قد تتطور على نحو دراماتيكي، ولهذا عملا في الساعات القليلة الماضية عبر اتصالات حثيثة على خفض وتيرة التصعيد!
ربط الاغتيالات بحراك هوكشتاين؟
وفي اشارة لافتة، اشارت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى ان الجهود الديبلوماسية الأساسية التي يقوم بها عاموس هوكشتاين، اصبحت مرتبطة «بالصدفة» باغتيال «إسرائيل» لشخصيات رفيعة في “الحزب”، فاغتيال ناصر سبقها وصول هوكشتاين الى باريس، وزيارته إلى لبنان في 17 حزيران كانت بعد أسبوع على اغتيال طالب عبد الله، قائد القاطع الأوسط في جنوب لبنان. وفي حزيران وصل هوكشتاين الى لبنان بعد ثلاثة أيام على اغتيال احد قادة قوة «الرضوان» وسام الطويل، وبعد أسبوع على تصفية القائد الرفيع في “حركة ح” صالح العاروري. فهل من رابط بين حراكه وعمليات الاغتيال؟
المقاومة لن ترضخ
وفي هذا السياق، رفضت اوساط مقربة من “الحزب” التعليق على هذا التزامن، لكنها اكدت ان التنسيق الاميركي-الاسرائيلي قائم على اعلى المستويات، لكن مهما بلغ هجم الضغوط فلن ترضخ المقاومة لاي منها، ورسالتها الى الجميع لا وقف للنار في الجنوب قبل «وقف النار في غزة». ونقطة على اول السطر.
الاغتيالات تعويض عن الفشل
وفي هذا السياق، لفتت «هآرتس» الى ان الجهود الديبلوماسية لمنع حرب شاملة بين «إسرائيل» ولبنان لم تتوقف حتى عندما تقف المواجهة العسكرية على شفا تصعيد مرة أخرى امس. واعتبرت ان اغتيال شخصيات رفيعة في “الحزب” يبدو كبديل عن الفشل في تحقيق إنجازات استراتيجية أو دواء مسكن لمطالبة إسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان. وقالت «لا يجب التقليل من أهمية غياب قادة كبار ذوي تجربة، لكن مقارنة مع استعدادات “الحزب” في بداية الثمانينيات فإن هيكلية القيادة العليا تطورت وتوسعت كثيراً منذ ذلك الحين، وهي الآن متعددة الطبقات بحيث يمكن ملء المراكز فوراً. وبرأي الصحيفة، فانه على الرغم من التصعيد فإن هذا الاغتيال، مثل الاغتيالات السابقة، غير متوقع أن يغير مسار استراتيجية “الحزب” وإيران، الذي يستند إلى معادلة العلاقة بين وقف الحرب في غزة ووقف النار في لبنان.
«اسرائيل» تحت الضغط
وتوقفت «هآرتس» عند لقاء رئيس المخابرات الألمانية، أولا ديهل مع نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ولفتت الى ان الالمان سمعوا كلاما واضحا أن وقف إطلاق النار في غزة سيعني وقفا للنار في الشمال أيضاً. ولفتت الى ان هذا هو اللقاء الثاني بين ديهل وقاسم هذه السنة، رغم أن “الحزب” موجود في قائمة الإرهاب في ألمانيا، والتقدير برأيها أن هذه اللقاءات تم تنسيقها أيضاً مع الإدارة الأميركية، التي لا تجري أي اتصال مع ممثلي “الحزب”. واذا كان الافتراض الآن هو أنه لا مصلحة لأي طرف في التدهور إلى حرب شاملة، فإن منظومة الأواني المستطرقة التي أقامها “الحزب” بين غزة و «إسرائيل» ولبنان، تضع الضغط على كاهل «اسرائيل» وليس العكس.
وفود امنية الى لبنان
وفيما اعرب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن قلق المملكة العربية السعودية من خطر توسع الحرب في لبنان، تاتي هذه الاتصالات كجزء من حركة دولية عربية – غربية واسعة النطاق، تضع الحدود اللبنانية الاسرائيلية على قائمة الاولويات، والاهتمام الفرنسي – الاميركي بالجبهة اللبنانية دخل على خطه ايضا اكثر من لاعب، ومنهم بريطانيا وايضا ألمانيا، ومن المرتقب ان يتحرك القطريون في الساعات المقبلة عبر ارسال وفد استخباراتي سياسي الى بيروت، وكذلك المصريون الذين سيلتقون “الحزب” على نحو مباشر.
الضغوط الاميركية
هذا الحراك الديبلوماسي باتجاه الساحة اللبنانية، يتزامن مع الحراك النشط الذي ظهر خلال الساعات القليلة الماضية بضغط أميركي مباشر خلف الستائر والكواليس تحت عنوان تعديلات متبادلة لمقترحات صفقة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار في غزة، وهو بحسب مصادر ديبلوماسية نشاط ديبلوماسي كان مفاجئا لجميع الاطراف، اظهره مع الوسطاء الطاقم الأميركي الذي يدير الاتصالات تمهيدا فيما يبدو لإنجاح لقاء مرتقب بين الرئيس الاميركي جو بايدن وبين رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو في 24 الجاري. وقالت مصادر مقربة من فصائل المقاومة الفلسطينية ان الضغوط الدبلوماسية الاميركية توسعت في القاهرة والدوحة طوال مساء يوم الاربعاء تحديدا، وقد تنتج فيما يبدو من رغبة طاقم الرئيس الأميركي بان يتم تتويج اللقاء المفترض مع نتنياهو بالإعلان عن الصفقة.
المقرات القيادية «تحت النار»
ميدانيا، وعلى مساحة الف كلم مربع، اشعلت المقاومة الجبهة الجنوبية، وقصفت بأكثر من 200 صاروخ، وبسربٍ من المسيرات عدّة مقار عسكرية للاحتلال. وذلك في إطار الرد على عملية الاغتيال في صور، والتي استهدف فيها قائد وحدة عزيز، الشهيد محمد نعمة ناصر الذي شيع بالامس. وشملت الاستهدافات مقر قيادة الفرقة «91» المستحدث في ثكنة «اييلايت»، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة «كاتسافيا»، بالإضافة إلى مقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في ثكنة «غاملا. كذلك، استهدفت المقاومة مقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر فوج المدفعية التابع للفرقة «210» في ثكنة «يردن. واستكمالًا للرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه الاحتلال في منطقة الحوش في مدينة صور، أعلنت المقاومة ، شنّها هجوماً جوياً، بسرب من المسيرات الانقضاضية على عدّة مقار للاحتلال. وبيّنت المقاومة أنّ هجوماً بالمسيرات شمل مقر قيادة الفرقة «91» المستحدث في ثكنة «ايلايت»، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة «كاتسافيا»، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة »دادو».
صواريخ البركان
كذلك استهدفت مسيرات المقاومة قاعدة استخبارات المنطقة الشمالية «ميشار» ومقر قيادة لواء «حرمون810» وفي ثكنة «معاليه غولاني»، بالاضافة الى القاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة «146 ايلانيا»، ومقر لواء «غولاني» ووحدة «ايغوز» في ثكنة «شراغا». وأعلنت المقاومة استهداف موقع «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، عبر صاروخ بركان ثقيل، وتمت إصابته مباشرة واندلاع النيران فيه، مؤكّدةً تدمير أجزاء من الموقع، وإيقاع إصابات مؤكدة فيه. وفي بيانين منفصلين، أعلنت انها استهدفت موقعي »المرج» و «البغدادي»، عبر صاروخ بركان ثقيل، مؤكّدةً تحقيق إصابات مباشرة فيهما. كذلك، استهدفت المقاومة موقع »بياض بليدا»، عبر صاروخ بركان. كما استهدفت المقاومة تموضع مستحدث لجنود الاحتلال الإسرائيلي في مستعمرة »كفربلوم»، عبر صلية من صواريخ الكاتيوشا، وذلك رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصاً بلدة شبعا وإصابة امرأة مدنية.
«لقد فقدنا الشمال»
وقد اقر العدو بمقتل جندي إسرائيلي وجرح عدد آخر، في قصفٍ مزدوج للحزب استهدف منطقتي الجولان والجليل المحتلتين. ولاحقا اعترف الجيش الإسرائيلي، بمقتل ضابط احتياط، ولفت الى ان الرائد إيتاي جِلئاه، والذي خدم في الوحدة 8679، ويبلغ من العمر 38 عامًا من مدينة رمات غان، قتل جراء سقوط صاروخ في الشمال أطلق من الأراضي اللبنانية. وأخلت قوّات جيش الاحتلال عدداً من الجرحى الذين وقعوا في الجولان إلى مستشفى «رمبام» في حيفا، ومركز «زيف» الطبي في صفد عبر المروحيات العسكرية. كذلك، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي وقوع إصابات مباشرة في مبنيين في منطقة رجبا شمال عكا. كما أعلن الإعلام الإسرائيلي، إصابة شخص بجروحٍ خطرة، من جرّاء سقوط صاروخ على مجمع تجاري في عكا. بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ “الحزب” زاد مدى اطلاق الصواريخ ، واختصرت المشهد بالقول «لقد فقدنا الشمال».
الاعتداءات الاسرائيلية
في هذا الوقت، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على عيترون وعيتا الشعب وراميا. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الخيام. وتعرضت اطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدفت مسيرة اسرائيلية منزلا في حولا اسفرت عن سقوط الشهيد هادي أحمد شريم «حيدر» مواليد عام 1996 من بلدة حولا. وأغارت مسيرة اسرائيلية بثلاثة صواريخ على حي المعاقب فوق الملعب في بلدة حولا ايضا. وأُصيب المواطنان أحمد غانم وعلي الحاج جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا. وأُصيب غانم، وهو عضو مجلس بلدية كفرشوبا، بشظية في رأسه، والحاج بحروق في جسده وتضرر المنزل المؤلف من ثلاث طبقات. واستهدفت غارة اسرائيلية منزلا في بلدة القنطرة قضاء مرجعيون ودمرته بالكامل.
مهاجمة مواقع جديدة
وخلال حفل تأبين الشهيد «ابو نعمة» اكد رئيس المجلس التنفيذي للحزب، السيد هاشم صفي الدين، أنّ الرد على اغتيال الشهيد القائد بدأ أمس الاول سريعاً، وسلسلة الردود لا تزال متتالية وستبقى»، مضيفاً أنّ «العدو الإسرائيلي يجب ألا يظنّ أنّه بعد استهدافه هؤلاء الأبطال، سيكون الجنوب أمامه مستباحاً. وقال صفي الدين «سلسلة الردود تستهدف مواقع جديدة لم يكن يظنّ العدو أنّها ستصاب، والمؤكد أنّ الإصابات كثيرة بين قتلى وجرحى. وأعلن أنّ هذه الجبهة ستبقى «مُشتعلة وقويّة وستصبح أقوى… مشدداً على أنّ «الجيش الإسرائيلي مُشرفٌ على هزيمةٍ مدوّية أمام صمود شعب غزّة وأمام المقاومة التي ستبقى في القطاع.
اقرار اسرائيلي «بالضعف»!
وفي هذا السياق، نقلت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية الأسبوعية عن ضابط إسرائيلي تاكيده، ان “الحزب” مستعدٌ بشكلٍ أفضل بكثير لغزو بري إسرائيلي للبنان، مقارنةً بتحضيرات أوكرانيا السابقة ضد روسيا في عام 2022، وقال إنّ المواقع التي اعتقد الجيش الإسرائيلي أنّها مموهة بشكلٍ جيد، عثر عليها “الحزب” وضربها بشكلٍ متكرر، مضيفاً أنّ السبب الوحيد لعدم تعرض الجيش الإسرائيلي لخسائر فادحة في الشمال، هو أنّ قواته ستبقى متخفية عن الأنظار.
اكبر هجوم صاروخي في التاريخ!
كما كشفت المجلة أنّه في حال اندلعت حرب مع “الحزب”، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ «إسرائيل ستتلقى أكبر وابل صاروخي متواصل في التاريخ». ويوصف “الحزب” بأنّه واحد من 5 قوى عظمى من ناحية كمّية الصواريخ التي يملكها وهي الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ألمانيا.
لا حل «للمسيرات»
من جهتها، لفتت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» الى ان المقاومة الفلسطينية واللبنانية تستخدم تكنولوجيا منخفضة ومع ذلك تتسبب بشلل أثمن أجهزة الاستشعار وتؤلم «إسرائيل» بشكل كبير، واشارت الى ان الشركات التي تعمل على تطوير الاجهزة الدفاعية، اقرت انها عاجزة عن ايجاد الحلول، فمسيرات “الحزب” تحلق دون أن تكتشفها رادارات القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، وتحطمت في قواعد عسكرية، مما تسبب بوقوع إصابات وأضرار.
تمديد «سلس» «لليونيفيل»
في ظل هذه الاجواء المشتعلة، زارت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة امس، المقر العام لقيادة «اليونيفيل» في الناقورة. وكان في استقباله القائد العام لـ «اليونيفيل» الجنرال أرلدو لاثارو والضباط الكبار الذين رحبوا بالوفد وعقدوا معه لقاء مغلقا عرض لدور ومهام «اليونيفيل» في هذه الظروف، على أبواب التجديد لليونيفيل سنة جديدة. واكد علامة ان لبنان لا يريد الحرب، ويريد تنفيذ القرارات الدولية. اما المتحدثة باسم «اليونيفيل» كانديس ارديل، فاكدت ان الحكومة طلبت مؤخرا من مجلس الأمن تجديد ولايتنا لمدة عام آخر. وهذا يبين الأهمية لمهامنا التي نقوم بها لتحقيق المنفعة التي تجلبها قوة حفظ السلام للمجتمعات المحلية في جنوب لبنان والأمن والاستقرار الذي تجلبه قوات حفظ السلام. ووفقا لمصادر مطلعة، فان التجديد هذا العام سيكون «سلسا» ولن يشهد تعقيدات لان الاطراف المعنية لا تريد المزيد من التصعيد في وقت تحتاج الجبهة الى التهدئة، ولا مصلحة باستخدام القوات الدولية «ورقة» ضغط على “الحزب”او على الدولة اللبنانية.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إحياء مفاوضات وقف النار.. وأعنف ردّ صاروخي للمقاومة على إسرائيل
الشرق – غداة اغتيال القيادي البارز في المقاومة ابو علي ناصر، اشتعلت الجبهة الجنوبية وشهدت تصعيدا امنيا لافتا امس.
فقد عاش الجنوب امس يوما محتدما وفي المستجدات الميدانية فقد شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على عيترون وعيتا الشعب وراميا. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الخيام. وتعرضت اطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدفت مسيرة اسرائيلية منزلا في حولا اسفرت عن سقوط قتيل. وقد نعى الحزب «هادي أحمد شريم «حيدر» مواليد عام 1996 من بلدة حولا»، وشن الطائرات غارة على بلدةً الناقورة، وأغارت مسيرة اسرائيلية بثلاث صواريخ على حي المعاقب فوق الملعب في بلدة حولا ايضا، كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة دير سريان استهدفت مزرعة دواجن خالية، وقصف من دبابة ميركافا بلدة الخيام بقذيفتين، وأُصيب المواطنان أحمد غانم وعلي الحاج جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا، وأُصيب غانم، وهو عضو مجلس بلدية كفرشوبا، بشظية في رأسه، والحاج بحروق في جسده وتضرر المنزل المؤلف من ثلاث طبقات، كما أُصيب المراسل المصوّر أحمد غانم، بالقصف الإسرائيلي الذي طال بلدة كفرشوبا عصرا.
وفي ظل القصف المدفعي المركّز على كفرشوبا منذ الصباح جرى تشييع أحد أبناء البلدة،و استهدفت غارة اسرائيلية منزلا في بلدة القنطرة قضاء مرجعيون ودمرته بالكامل، وسقطت قرابة الثانية والثلث من بعد الظهر في محيط بركة بلدة كوني قذيفة مدفعية حالت العناية الالهية دون انفجارها. وفي مرجعيون قصف الجيش الإسرائيلي محيط البانوراما في بلدة العديسة بالقذائف المدفعية،كذلك، حلق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط. وخرق الطيران الحربي جدار الصوت فوق بيروت ضواحيها وفوق المتن.
في المقابل، اعلنت المقاومة الاسلامية في سلسلة بيانات له انه و»ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا بلدة شبعا وإصابة امرأة مدنية، استهدف تموضعًا مستحدثًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفربلوم بصلية من صواريخ الكاتيوشا». واعلن انه «في إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور، قصف بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع، مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن». واستهدف موقع بياض بليدا بصاروخ بركان. اضاف الحزب في بيان: استكمالًا للرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور، شنّ الحزب هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية ميشار، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 ايلانيا، ومقر لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا»، واعلن استهداف موقع البغدادي بصاروخ بركان. واعلن انها «استهدفت رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان ثقيل وأصابوه إصابة مباشرة حيث اندلعت فيه النيران ودمروا أجزاءً منه وأوقع فيه إصابات مؤكدة»، وايضا «موقع المرج بصاروخ بركان ثقيل وأصابوه إصابة مباشرة، وعصرا، أعلن “الحزب” أنه استهدف التجهيزات التجسسية في موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وحقق إصابات مباشرة». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابات خطيرة بين الجنود بعد استهداف آلية عسكرية بقصف من لبنان وقد افيد عن مقتل احدهم. واشار الجيش الإسرائيلي الى «اندلاع حرائق في عدة مناطق في الشمال جراء عمليات اعتراض لصواريخ ومسيرات أطلقت من لبنان».
وكان الجيش الاسرائيلي اطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق، واستهدفت مدفعيته أطراف بلدتي علما الشعب ومروحين قبل منتصف الليل بعدد من القذائف المباشرة.
كما أعلن أن صفارات الإنذار دوت 6 مرات في شمال البلاد منذ الصباح.
نتانياهو يقرر إرسال وفده لمفاوضات الأسرى
وزير الدفاع الإسرائيلي: نحن أقرب لاتفاق أكثر من أي وقت مضى
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بشأن تبادل الأسرى بات أقرب من أي وقت مضى.وتزامنت تصريحات غالانت مع إعلان إسرائيل تلقّيها، عبر الوسطاء، ردا من “حركة ح” على اقتراح اتفاق لتبادل أسرى إسرائيليين بآخرين فلسطينيين ووقف إطلاق نار في غزة، وإعلانها أنها ستدرسه وتقدم ردها عليه.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع قوله في اجتماع مع عائلات أسرى إسرائيليين في غزة، مساء الأربعاء “نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف غالانت قبل شهر “كنت متشائما بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبا، وكان أحد أهدافي الرئيسية في جميع الاجتماعات بالولايات المتحدة، هو الضغط على “حركة ح” للتوصل إلى اتفاق”.
كذلك، اعلن غادي ايزنكوت الوزير السابق في مجلس الحرب “اننا في نقطة تعتبر الاقرب الى صفقة تبادل منذ 9 اشهر”، مشيرا الى “انه يجد صعوبة في ان يرتقي نتانياهو الى المستوى الاستراتيجي في القيادة ويوافق على الصفقة”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وافق على إرسال الوفد المفاوض في مباحثات مقترح تبادل الأسرى مع “حركة ح” ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ولم يحدد أين ستجري المفاوضات ومتى، ولكن عادة ما تتم إما في العاصمة المصرية القاهرة أو القطرية الدوحة.
بدورها، رجحت هيئة البث العبرية أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا مع نتانياهو بشأن التطورات.
وفي وقت سابق، قالت الهيئة إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بحث مساءً المفاوضات الهادفة للتوصل الى اتفاق، بعد مشاورات أمنية يجريها نتانياهو.
وجاء موقف نتانياهو بعد أن أعلنت إسرائيل الأربعاء، تلقيها عبر الوسطاء المصريين والقطريين، رد “حركة ح” على مقترح الهدنة.
ولم تفصح إسرائيل أو “حركة ح” عن فحوى رد الحركة، إلا أن وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصادر إسرائيلية، الخميس، قولها إن الرد يصلح أساسا لاستئناف المفاوضات.
وصباح الخميس، توعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، بتنظيم مظاهرات “مليونية” إذا أفشلت حكومة نتانياهو صفقة تبادل أسرى بدأت تلوح بالأفق مع الفصائل الفلسطينية بالقطاع.
وفي السياق، لوح وزير التراث الاسرائيلي عميحاي الباهو بمعارضة اي اتفاق لتبادل الاسرى ووقف النار إن كان يتضمن وقفا للحرب في غزة بغض النظر عما هو مكتوب في الاتفاقية.