تترقب مختلف الأوساط السياسية، المحلية والدولية المهتمة بالشأن اللبناني، خصوصاً أوساط اللجنة الخماسية، المبادرة التي من المفترض أن تطلقها المعارضة خلال الساعات المقبلة وتتضمن مقترحات عملية وتقنية منسجمة مع الدستور للخروج من مأزق الاستحقاق الرئاسي المعطَّل منذ نحو سنتين، اللهم إن “حلّت النعمة” على فريق المعطلين واقلعوا عن تعطيلهم وتعنُّتهم حيال إنجاز الانتخابات الرئاسية والخروج من مأزق الفراغ الرئاسي القاتل. لكن في كل الأحوال، يبدو أن المقترحات المضمَّنة في المبادرة المنتظرة التي ستطرحها المعارضة، ستحشر المعطِّلين في الزاوية وتضيّق عليهم مجال الاستمرار بنهج التسويف والمناورات التعطيلية المتناسلة، وستكشفهم أمام الجميع في حال عدم التجاوب مع المبادرة.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص، يلفت إلى أن “قوى المعارضة التي تواظب على لقاءاتها منذ نحو سنتين، بشكل دوري، للتباحث بمختلف الشؤون الوطنية، لاحظت أن هناك جهات كثيرة قامت بمبادرات رئاسية، من كتلة الاعتدال الوطني، إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، وصولاً إلى ما سُمِّي مبادرة التيار الوطني الحر الذي ومع كل الخصومة السياسية والتباعد الموجود بالتوجهات حالياً معه، اجتمعنا، لأننا نعتبر أن موضوع الاستحقاق الرئاسي هو فوق الخلافات السياسية ويفوق بأهمية حصوله كل الخلافات. بالتالي، لم نُعدم أي وسيلة يمكن أن توصلنا إلى حلّ لهذه المسألة”.
عقيص يشير، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أنه “على الرغم من كل محاولاتنا، كنا نقابَل في جميع الأوقات بتعنُّت الفريق الثاني الذي كان يعطِّل الانتخابات الرئاسية على مدى 12 جلسة، والذي يضع اليوم “شمّاعة الحوار” لإلقاء عبء التعطيل على سواه”، لافتاً إلى أن “المعارضة تقوم بهذه المبادرة لإسقاط محاولات هذا الفريق بالتعمية على الحقيقة، وللتأكيد:
ـ أولاً، على أهمية الاستحقاق الرئاسي ولإبقائه حيّاً وألا تتجاوزه الظروف، وألا يتعوَّد الشعب اللبناني على أن موقع رئاسة الجمهورية يمكن أن يبقى شاغراً إلى ما لا نهاية.
ـ ثانياً، للقول إن المعارضة اللبنانية لديها مقترحات عديدة في هذا الإطار، لكن سقف كل هذه المقترحات هو تطبيق الدستور. نحن نسمع الكثير من الأحاديث حالياً مفادها أنه لا بأس لنمرِّر هذا العرف اليوم بما يسمَّى “طاولة الحوار”، لأن هناك مخاطر كثيرة وحرباً ونازحين وأنتم تتوقفون على النص الدستوري وهناك أزمات كثيرة أهم”.
في هذا السياق، يؤكد عقيص أن “الرد على ذلك، هو أن أزمتنا الأساسية تكمن بعدم احترام البعض للدستور، من سنوات ومن عقود. فلو كان لدينا احترام لحرفية الدستور وللآليات المنصوصة فيه، لربما كنا تجاوزنا الكثير من المشاكل الحالية، ولَما كنا وقعنا في الكثير من الأزمات”.
لذلك، يشدد عقيص على أن “ما نقوم به حالياً في ما يتعلق بالمبادرة التي نحن بصددها، هو الإشارة إلى سبب التعطيل، ووضع مقترحات عملية للخروج من عنق الزجاجة بموضوع التعطيل الرئاسي، والضغط على رئيس مجلس النواب تحديداً لفتح المجلس النيابي والدعوة إلى جلسات انتخاب”، مشيراً إلى أننا “سوف نرى مشهدية في مجلس النواب عن كيفية التشاور، دون الوصول إلى ربط الاستحقاق الرئاسي بطاولة حوار رسمية وعريضة مخالفة للدستور”.
عقيص يكشف لموقع “القوات”، عن أن “المعارضة ستقوم بجلسات تشاور مع كل الفرقاء، الذين يقبلون دعوتنا بطبيعة الحال، لشرح هذه المبادرة التي تقوم على 4 أمور أساسية: الدعوة أولاً إلى جلسة انتخاب. ثانياً، حصول التشاور خلال الدورات الانتخابية المتتالية. ثالثاً، الالتزام الكلي بتطبيق الدستور. رابعاً، الضغط على الفريق الآخر، بمساعدة اللجنة الخماسية، لعدم التعطيل، وللالتزام والتعهُّد بعدم تعطيل النصاب في الدورات المتتالية”.