مرة جديدة، أثبتت المعارضة بأن محور الممانعة لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. مرة جديدة ظهر هذا المحور على حقيقته المظلمة، كُشفت نواياه الخبيثة، مرة جديدة استطاعت المعارضة إسقاط الأقنعة عن وجه الممانعة وأثبتت بما لا يقطع الشك أن هذا الفريق هو المعطل الأساسي للإستحقاق الرئاسي، ويريد فرض رئيس ممانع للقضاء على ما تبقى من دستور في لبنان، وللقضاء على ما تبقى من لبنان سيد حر ومستقل.
رئيس حزب القوات اللبنانية قالها بوضوح، “وأخيراً سقط القناع ولو بعد سنتين من مناداة جماعة محور الممانعة بالحوار، ثم الحوار، ثم الحوار، بحجة إنجاز الاستحقاق الرئاسي. لقد تبيّن أمام أعين اللبنانيين جميعا كذبهم ورياؤهم. فما إن طرحت المعارضة مجتمعة، أمس، اقتراحين جديين لحوار جدي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، علت أصواتهم يمنة ويسرة رافضين ومنددين ومستنكرين، فهل أنتم فعلا من كنتم لسنتين خلتا تنادون بالحوار؟”
تابع جعجع: “وبالنسبة إلينا كقوات لبنانية ومعارضة، فقد سقط القناع عن وجوههم منذ زمن بعيد، ولكن هذا القناع بقي في نظر بعض اللبنانيين انطلاقا من غش جماعة الممانعة وخداعها وريائها، ولكن هذا القناع سقط الآن كليا، وإن من يريد حوارا فعليا، عليه ان يتلقف اقتراحات المعارضة فورا ومن دون إبطاء، خصوصا ان هذه الاقتراحات حوارية بامتياز ودستورية بامتياز.
في السياق، أكدت مصادر القوات اللبنانية، أن المعارضة وللمرة المليون، كشفت عن ان فريق الممانعة لا يريد الانتخابات، يتذرع، يضع هذا الشرط الوحيد وهو الحوار الملزم من اجل وضع وصاية مقصودة على رئاسة الجمهورية وبالتالي تكريس أعراف غير مقبولة، وشراء الوقت بانتظار نضوج ظروف الحرب التي تخوله القيام بما يريد، إضافة إلى اخذ الجميع إلى الحوار من أجل تغطية فشل هذا الفريق، وطبعاً هذا لن يمر”.
تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “أهمية ما قامت به المعارضة، هو أن طريق الانتخابات الرئاسية تمر عبر الدستور، وليس من خلال الانقلاب عليه”.
في الإطار، وبعد الشغور الرئاسي الذي يراوح مكانه، وفشل كافة المبادرات والحلول التي تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعد التعطيل المستمر من قبل فريق الممانعة للإستحقاق الرئاسي، خرجت أصوات نيابية تطالب باستقالة جماعية من مجلس النواب نتيجة الفشل بانتخاب رئيس، لكن المشكلة ليست بعجز مجلس النواب، بل محصورة بفريق معين لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويصر على ضرب الدستور والالتفاف عليه لتكريس اعراف وفرض رئيس ممانع يُكمل مسيرة الانهيار الذي وصل إليه لبنان.
مصادر في المعارضة، توضح أن المشكلة ليست في عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس، فالبرلمان يكون عاجزاً عندما لا يتمكن من انتخاب رئيس بعد سلسلة من الجلسات الجدّية، وعبر دورات متتالية، عندها يمكن القول إن مجلس النواب عجز عن انتخاب رئيس، وعندها يمكن الذهاب نحو حل مجلس النواب او الاستقالة الجماعية، لكن المشكلة اليوم في تعطيل فريق الممانعة لهذه الانتخابات، وهنا تكمن المشكلة الاساسية.
تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “الاستقالة لا تجوز في الحالة التي نمر بها في الاستحقاق الرئاسي، لأن هناك من يعطل عن سابق تصور وتصميم، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، بالتالي نحن امام وضعية تعطيل متعمدة، ومبرمجة وممنهجة، وهذا المعطل يجب محاسبته، ولا يجوز الذهاب نحو قصاص جماعي من خلال الاستقالة، لان المجلس ليس عاجزاً، بل هناك من يعرقل إرادة البرلمان”.