افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 12 تموز 2024

حجم الخط

افتتاحية صحيفة النهار

إجهاض مبادرة المعارضة .. والجنوب الى التهاب متجدّد

وسط معالم الجمود السياسي الذي عاد يحكم المشهد الداخلي والترقب المتواصل لمسار الواقع الميداني الساخن في الجنوب، بدا واضحاً ان مبادرة قوى المعارضة في شأن الازمة الرئاسية، لاقت مصير سابقاتها من المبادرات والتحركات لجهة إجهاضها في ظل رفض تلقائي لمضمونها من جانب الفريق “الممانع”. لكن ذلك لن يمنع على ما يبدو استكمال لقاء المعارضة مع كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” بموعد مؤجل الى ما بعد ذكرى عاشوراء في 17 الجاري.

 

وعلم ان فريق “الممانعة” أوصل مباشرة الى المعارضة عبر وسطاء انه لا يرى موجبا للقاء بينهما لأنه يعتبر ان المبادرة تستهدف صلاحيات رئيس مجلس النواب فقط، لكنه عاد وابلغ عدم ممانعته في اللقاء المؤجل .

 

وفي السياق اكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “مبادرة المعارضة الرئاسية تشكل خارطة طريق تبلور الطروحات التي كان أفرقاء المعارضة قد طرحوها بشكل متفرق، وقد وضعت في وثيقة واحدة وأُضيفت بعض النقاط الإيجابية إليها”، آملا في أن “تشكل خرقا في النقاش، وأن يجري التشاور حولها لإيجاد سبل للوصول إلى جلسة انتخاب دستورية”. ولفت إلى أن “المشاورات مع الكتل النيابية لم تنته بعد، وهناك من يؤيد هذا المسار، كما هناك من يريد الذهاب أبعد من ذلك، في حين أن البعض يحاول التخفيف من وقع أي محاولة للوصول إلى انتخابات رئاسية ضمن الدستور”.

 

واكد أن “ما نريده هو أن يحصل تشاور بين النواب وهذا أمر طبيعي يجري بين القوى السياسية في كل المواضيع من دون أن يكون هناك شرط مسبق أو خارج عن الدستور، إلا أن هذا الأمر يواجه برفض من قبل الفريق الآخر الذي يمسك مفاتيح مجلس النواب والذي لم يقدم أي خطوة باتجاه تذليل العقبات لانتخاب رئيس، إنما يصر هذا الفريق على مرشح معين وإجراء حوار كشرط مسبق للانتخابات الرئاسية”. أما عن موقف التيار” الوطني الحر” من هذه الخريطة الرئاسية، فلفت حاصباني إلى أن “الموقف كان إيجابياً والتيار اعتبر أنه يمكن البناء عليها لإيجاد مقاربة معينة”.

 

واعتبرت “كتلة تجدد” أن “خارطة الطريق التي تقدمت بها المعارضة تشكل فرصة جدية للانتقال من مناخ التعطيل، إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لما ينص عليه الدستور، ما يشكل مدخلاً لاستعادة سيادة الدولة وحكم القانون والمؤسسات”.

 

اما في التحركات الداخلية الأخرى، فعلمت “النهار” أن لقاء سيعقد اليوم في بيصور، ويضم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في #لبنان سامي أبي المنى والشيخ ناصرالدين الغريب. ويتوقع ان يخرج اللقاء بمواقف وصفت بانها تعبّر عن “ثوابت أساسية تُريح الجميع” في طائفة الموحدين الدروز.

 

ووفق معلومات “النهار”، فإن الاجتماع سيكون خلال لقاء عقد صلح عائلي عند آل ملاعب في بيصور، وسيكون فرصة لإحداث تقارب في المواقف على مستوى ما يحصل في غزّة وفي #جنوب لبنان. كما سيتم التطرّق إلى موقف الطائفة “الداعم للقضية الفلسطينية تاريخياً”، واستنكار “الحملات المغرضة التي تشوّه تاريخها” على خلفية موقف بعض دروز فلسطين، بحسب مصادر متابعة للتحضيرات للقاء.

 

وتؤكد مصادر التقدمي أن جنبلاط لا يُمكن إلّا أن يدعم كل من يُقاوم إسرائيل، وموقفه اليوم سيكون في هذا السياق، لكن هذا الدعم لا يعني وجود تحالف مع “الحزب” بل هو عبارة عن تفاهم على مجموعة نقاط . وتُشير المصادر إلى أن اللقاء سيُريح الأجواء الداخلية لدى الدروز قبل موعد انتخابات المجلس المذهبي للطائفة.

اهتمام #مصري

وفي سياق تداعيات الوضع المتفجر في الجنوب، برز موقف مصري اذ تطرّق وزير الخارجية المصري #بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره #الأردني #أيمن الصفدي في القاهرة، إلى التصعيد في جنوب لبنان، وقال: “نتابع بقلق بالغ التصعيد شديد الخطورة الذي يقوم به الجانب الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، والعدوان على لبنان”.

 

واعتبر أن “جذور التصعيد هي العدوان الإسرائيلي على غزة. وبالتالي، فإن عودة الهدوء إلى المنطقة، سواء في البحر الأحمر أو لبنان، لن يتحقق سوى بإيقاف إسرائيل عدوانها على غزة”. وأكد أن بلاده “تدعم بشكل واضح ومطلق أمن واستقرار لبنان، وضرورة صون سيادته، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه الشعب اللبناني”، مشيراً إلى أنه “أجرى اتصالات مكثفة مع نظرائه العرب والغربيين بما في ذلك وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمفوض الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، للتحذير من تبعات التصعيد غير المحسوب، وما يمكن أن يؤدي إليه من انهيار للاستقرار في المنطقة”.

 

وأجرى وزير الخارجيّة والمُغتربين عبدالله بوحبيب اتصالًا هاتفيًا بنظيره المصري مُعربًا عن “تقدير لبنان للدعم المصري المتواصل له ولمواجهة مختلف التحديات التي يمرّ بها”. من جهته، اكد عبد العاطي “ما توليه مصر من أولويّة للملف اللبناني”، ومُشدّدًا على “الدعم المصري الكامل لاستقرار لبنان وصوْن سيادته أمام ما يواجهه من تهديدات ومخاطر”. وأشار إلى أنّ “مصر سوف تُكثّف اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدوليّة الفاعلة، سعيًا للتوصّل إلى وقف فوري للحرب على غزّة، وفي سبيل منع انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار واسعة النطاق.

 

يوم مشتعل

اما على الصعيد الميداني في الجنوب، فساهم الارتفاع الكبير في حرارة الطقس امس في تحويل التراشق المدفعي والصاروخي كما الغارات الجوية الحربية الى مسبب ليوم ملتهب من الحرائق. واستهدف القصف المدفعي الفوسفوري الإسرائيلي اطراف بلدة ميس الجبل، كما انفجر عدد من الصواريخ الاعتراضية في اجواء ميس الجبل والجوار. وتعرضت اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية وخراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم. وقد ادى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الاحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إخمادها. وشنت الطائرات غارة على أطراف بلدة الجبين – طير حرفا.

 

وتوسع القصف الإسرائيلي بعد الظهر على عدد من قرى القطاع الغربي لاسيما الناقورة منطقة حامول وطيرحرفا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور. وادى القصف الى نشوب حرائق في الأراضي الحرجية وبساتين الزيتون القريبة من المنازل في علما آلشعب، حيث عملت فرق الإطفاء على اخمادها. كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي ال##اسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات حولا، وادي السلوقي وعيترون.

 

في المقابل اعلن “الحزب” انه شنّ هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة ‏‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفا أماكن القيادة وتموضع أطقم ‏وضباط ‏إدارة النيران ومرابض المدفعية. كما اعلن استهدافه تجمعًا للجنود الاسرائيليين في محيط موقع حانيتا والتجهيزات ‏التجسسية ‏المستحدثة في موقع حدب يارين ومبنيين للجنود الإسرائيليين في مستوطنة شتولا ومبنيين في مستوطنة #مسكافعام .

وفي هذا السياق هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو امس بان “من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية مصيره الموت.. لن نسمح بعودة التخريب إلى شمال القطاع وسنحبط عمليات تهريب الأسلحة”. وقال:” مَن يشن علينا الهجمات مصيره الموت وهذا يشمل الوضع في الشمال الذي سنغيره”.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 روما: إتفاق حدودي .. والمفوضية لا تسلّم الداتا

فيما ظلّت الأنباء متناقضة امس حول مصير المفاوضات الجارية لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، من شأنه ان ينعكس وقفاً للنار على الجبهة الجنوبية اللبنانية، لفت امس اعلان وزير الخارجية الايطالية أنطونيو تاياني، عن انّ بلاده «تعمل على إبرام اتفاق حدودي بري بين لبنان وإسرائيل»، من دون وجود اي مؤشرات عملية إلى هذا الامر. وفيما لم يُسجّل داخلياً اي تطور ملموس في شأن الاستحقاق الرئاسي، بدا انّ مبادرة «نواب قوى المعارضة» لم تحقق اي تقدّم، بل انّ البعض بدأ يتوقّع لها مصير المبادرات التي سبقتها نفسه.

أُعلن مساء امس انّ وفد نواب قوى المعارضة سيجتمع الثلاثاء المقبل مع «التكتل الوطني المستقل» وكتلة نواب صيدا ونواب تغييريين وآخرين مستقلين، على أن يلتقي الوفد نواب «كتلتي التنمية والتحرير و«الوفاء للمقاومة» عند الحادية عشرة من قبل ظهر الجمعة المقبل. لكن مصادر المعارضة قالت لـ«الجمهورية» انّها لن تلتقي هاتين الكتلتين لأنّهما حدّدتا موقفيهما مسبقاً من المبادرة.

 

على وشك الاستسلام

 

وبدا من الاتصالات انّ قوى المعارضة باتت على وشك «استسلامها» للأمر الواقع، لجهة تعذّر إنجاح مبادرتها الجديدة ذات الاقتراحين الجديدين ـ القديمين حول آليات جلسات التشاور لإنتخاب رئيس للجمهورية.

 

ولم تخف مصادر نيابية في المعارضة اقتناعها بأنّ الوقت الحالي ليس مهيئاً وناضجاً لطرح مبادرات فعلية وجدّية مقبولة لإنتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الوضع في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان، دخل مرحلة ترتيب اوضاع جديدة وربما خرائط وأنظمة حكم جديدة، وثمة من يقول ترتيب حدود جديدة لبعض الدول، وترى انّ كل الاطراف الداخلية في لبنان تنتظر ما ستتمخض عنه التسويات والاتفاقيات الجديدة، ليتبين أي رئيس تحتاجه المرحلة الجديدة واي صفات واقتناعات لديه تناسب المرحلة المقبلة. لذلك اصطفت المعارضة في الطابور في إنتظار رسم خريطة طريق لوضع المنطقة، لا تنفيذ خريطة طريقها التي طرحتها لإنتخاب الرئيس. وهي باتت مقتنعة انّها لا يمكن ان تؤمّن غالبية نيابية لإمرار مبادرتها نظراً لعدم وجود عامل دفع جديد فيها لا داخلي ولا خارجي».

 

واضافت المصادر لـ«الجمهورية»: «انّ الترتيب الجديد لوضع المنطقة يستدعي انتخاب رئيس لبناني يشبه المرحلة المقبلة لا المرحلة الحالية التي يمرّ فيها لبنان ودول المنطقة. لذلك كل ما يجري هو لعب في الوقت الضائع. ونحن سجّلنا موقفنا ليس إلّا في إنتظار الانتهاء من رسم خريطة طريق المنطقة».

 

الجنوب

 

على صعيد الوضع في الجنوب، لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والبلدات، حيث استهدف القصف المدفعي فجر امس، أطراف بلدات: الناقورة، جبل اللبونة، علما الشعب، طيرحرفا، الضهيرة وعيتا الشعب. وطال ظهراً اطراف بلدة ميس الجبل الجنوبية والشرقية، وبلدات: حولا، وادي السلوقي، عيترون وعلما الشعب، كذلك استهدف منزلاً خالياً في بلدة يارين.

 

كما انفجر عدد من الصواريخ الاعتراضية في اجواء بلدة ميس الجبل والجوار، وسقطت بقايا احدها على سقف أحد المنازل في بلدة شقرا.

 

واعلنت المقاومة في بيانات متلاحقة، انّها ردّت على «القصف ‌‏المدفعي والغارات الجوية التي تطاول أهلنا وقرانا الصامدة»، بهجوم ‌‏جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على المقر المُحدث لقيادة ‌‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب «كابري»، مستهدفاً أماكن القيادة وتموضع أطقم ‏وضباط ‏إدارة النيران ومرابض المدفعية، وأصابته مباشرة وأوقعت من فيها بين قتيل وجريح.‏ ‏

 

وأعلن الاعلام العبري مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 2 بجروح خطيرة جراء انفجار طائرة بلا طيار في منطقة «كابري» بالجليل الغربي.

 

واستهدفت ‏«المقاومة الإسلامية» ايضاً التجهيزات الفنية ‏المستحدثة في موقع المالكية، وتجمعًا للجنود في محيط موقع حانيتا، والتجهيزات ‏التجسسية ‏المُحدثة في موقع حدب يارين.‏ كذلك ردّت المقاومة على قصف بلدتي الجبين راميا، ‏باستهداف مبنيين يستخدمهما الجنود في ‌‏مستعمرة «شتولا» بالصواريخ الموجّهة.‏

 

واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى أنّ «تحت قيادة رئيس الأركان تمّ توجيه ضربات قاضية للعدو براً وبحراً وجواً»، لافتاً الى اننا «ندفع أثماناً باهظة خلال هذه الحرب، ولكن مفتاح النصر هو هزيمة حركة ح، ولن نوقف حرب غزة حتى تحقيق جميع أهدافها». واكّد انّ «من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية فمصيره الموت، وهذا الوضع في الشمال الذي سنغيّره».

 

«الحزب»

في المقابل اشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الى أنّ «وضعنا اليوم رغم كلّ التضحيات أقوى من أيِّ وقتٍ مضى، ونحن نصبر ونتحمّل لتحقيق النّصر لهذا الوطن والدفاع عن كرامة أبنائه».

 

وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي إنّه «أننا لسنا على وشك اندلاع أي نوع من الحرب الشاملة والحرب المفتوحة»، قائلاً: «لا يريد الإسرائيليون ذلك، ولا يريد اللبنانيون ذلك. حتى القوى الإقليمية والدولية لا تريد ذلك». ولفت الى أنّه وفقاً لتقديراته، ليس من مصلحة أي أحد أن يذهب إلى حرب شاملة.

 

إتفاق حدودي

 

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في حديث الى قناة «الجزيرة»، الى «اننا نؤمن بالسلام ليس فقط في غزة وإنما في مناطق أخرى مثل لبنان»، لافتاً الى انّ «هناك جهوداً لإحلال السلام، ونعمل مع قطر والسعودية والدول العربية من أجل ذلك». وكشف «أننا نعمل على إبرام اتفاق حدودي بري بين لبنان وإسرائيل».

 

وإذ استرسل بعض الاوساط السياسية في البناء على هذا الموقف، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، انّ هذا الموقف يفرض التعمق في البحث عن أسباب المخاوف التي تزايدت نتيجة العوائق التي تحول دون التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً وانّ ما يجري من عمليات عسكرية متواصلة يوحي بتجدد الايام الساخنة من العدوان عليها، وما انتهت إليه من مجازر ارتكبت بحق المدنيين.

لا مبادرة منفردة

 

لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية كشفت عبر «الجمهورية»، انّ التوسع في تفسير كلام رأس الديبلوماسية الإيطالية ليس أوانه سوى لدى من لا يتابع السياسة الخارجية الايطالية تجاه أحداث المنطقة، ولا سيما منها الوضع في لبنان. وأضافت انّ إيطاليا حريصة على العمل منفردة، حيث تستطيع ومن ضمن الاتحاد الأوروبي، العمل من اجل استتباب الامن في جنوب لبنان. وأضافت: «لا يجب ان ينسى أحد انّ لايطاليا القوة الثالثة في تشكيل وحدات القوات الدولية المعززة (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان منذ توسيع مهمّاتها وزيادة عديدها منذ صدور القرار 1701 في 12 آب 2006، ولم تتغيب عن اي مسعى لتعزيز دور هذه القوة وحمايتها، ومساعدة الجيش اللبناني على أكثر من مستوى على القيام بواجباته في افضل الظروف وفي ظل الأزمة التي تعصف بلبنان، عدا عن حجم المساعدات الإيطالية في مجالات التنمية والشؤون الاجتماعية وخدمة المجتمعات المضيفة للنازحين».

 

واكّدت المصادر «انّ التعمّق في موقف وزير الخارجية الايطالية يعني، بالاضافة الى اهتمامه الدائم بلبنان، تأكيداً على اهتمام حكومي اوسع، ترجمته زيارات كبار المسؤولين الايطاليين، ومنهم رئيسة الحكومة التي زارت لبنان من ضمن جولتها على المنطقة، وعبّرت عن اهتمام بلادها بالوضع ككل، ولا يحمل كلامها اي إشارة إلى مبادرة ايطالية منفردة من خارج الجهود الاوروبية والدولية».

 

نقزة من مفوضية اللاجئين

 

على صعيد آخر، أثارت مواقف النّاطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان السيدة ليزا أبو خالد، تعليقات سلبية عدة، وخصوصاً عند اشارتها الواضحة الى رفض المفوضيّة تسليم «الداتا» المفصّلة الخاصّة بالنّازحين السّوريّين إلى الأمن العام اللبناني». وإذ قالت إنّ «المحادثات والنّقاشات لا تزال مستمرّةً في هذا الخصوص»، تحدثت عمّا سمّته «المبادئ الدّوليّة المعتمَدة لحماية البيانات». وهي تصبّ في «توفير الحماية الدّوليّة والمساعدة الإنسانيّة للنّازحين قسرًا ومكتومي القيد».

 

المفوضية ترفض والبدائل موجودة

 

وتعليقاً على هذه المواقف في شكلها وتوقيتها ومضمونها، لفتت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، الى «انّ المماطلة في التعاطي مع مطالب لبنان باتت ثابتة، وخصوصاً لجهة طلب الامن العام «الداتا» التفصيلية للنازحين وتحديداً تاريخ دخولهم الى لبنان وطريقة التعاطي مع الذين يتجولون بطريقة عادية ودورية بين لبنان وسوريا لم تعد سراً، فالمفوضية لن تقدّم هذه البيانات لألف سبب وسبب، منها ما يمكن البوح به واخرى لا يمكن الحديث عنها اليوم ولكن سيأتي يوم للكشف عنها».

 

واكّدت المصادر «انّ المفاوضات معقّدة ولن تؤدي الى اي نتيجة ايجابية، وهو ما سيؤدي الى اتخاذ إجراءات تخضع للبحث الدقيق تمهيداً للبدء بها، لتكتمل عناصر هذا الملف وفق خطة مدروسة ودقيقة تأتي بما يمكن ان تقدّمه المفوضية اليوم ولو بعد حين».

 

حل موقت للكهرباء

 

تخطّياً لمشكلة التمويل إلى حين البتّ بالمعالجة الجذرية منعاً للتكرار، سمحت الدولة العراقية بتعبئة الباخرة الفارغة المتوقفة في البصرة، بالفيول أويل العراقي، ما يسمح لبواخز الغاز أويل بتفريغ حمولتها في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتحديداً في دير عمار والزهراني.

 

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن امس أنّه بحث مع نظيره محمد شياع السوداني في ملف استمرار تزويد لبنان النفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك، مشيراً إلى أنّه «تمّ التوافق على استمرار هذا الدعم مما سيساعد في حل الأزمة المستجدة».

 

كذلك، شكر ميقاتي العراق «الذي لم يتردّد في الإيعاز بتفريغ حمولات الفيول»، وقال: «سيكون لنا لقاء في بغداد بعد ذكرى «عاشوراء» لمتابعة الموضوع».

في السياق، طلبت وزارة النفط العراقية من شركة ناقلات النفط العراقية باتخاذ ما يلزم لتحميل الناقلة المدرجة تفاصيلها بمنتوج زيت الوقود من الخزان العائم (new naxos). وهذا القرار يعني أنّه أصبح بالإمكان البدء بإفراغ الباخرتين الراسيتين في بيروت من الغاز اويل، في معملي دير عمار والزهراني.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

أي حرب بين إسرائيل و«الحزب» أشد من «طوفان الأقصى»

«كمائن ذاتية» على طرفي الحدود تناقض حديث التهدئة

تل أبيب: نظير مجلي

 

في الحروب يحرص عادة كل طرف على نصب الكمائن للطرف الآخر. أما اليوم، في الحرب الدائرة بين إسرائيل و«الحزب»، فيبدو أن كل طرف يوقع نفسه في الكمائن. فعلى رغم أن كلا الطرفين يؤكد أنه غير معني بتوسيع نطاق الحرب، فإنهما يندفعان بشكل جارف إلى توسعتها. وعلى الجانب الإسرائيلي، تجري تدريبات حربية متواصلة على كيفية توسيعها، في حين تشير الاستطلاعات إلى أن الجمهور يؤيد هذه التوسعة. قبل شهرين فقط كان 64 في المائة من المستطلعين الإسرائيليين يؤيدون حرباً مع «الحزب» حتى لو كان الثمن حرباً إقليمية واسعة. وفي الشهر الأخير هبطت هذه النسبة إلى 46 في المائة وهي لا تزال نسبة مرتفعة إلى حد بعيد. هذا التأييد أفزع القيادات العسكرية في تل أبيب، وجعلها تشعر بأن الجمهور لا يدرك تماماً ما قد تعنيه هذه الحرب.

 

أيال حولتا، المستشار الأسبق للأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، يقول إن حرباً كهذه ستؤدي إلى تدمير مناطق شاسعة من لبنان، ولكنها أيضاً ستلحق أضراراً كبيرة في إسرائيل، وقد توقع نحو 15 ألف قتيل فيها.

 

معهد أبحاث الإرهاب في جامعة رايخمان، أجرى دراسة حول سيناريوهات حرب مع «الحزب» بمشاركة 100 خبير عسكري وأكاديمي، خرجوا فيها باستنتاجات مفزعة؛ إذ قالوا إن من شأن حرب كهذه أن تتسع فوراً لتصبح متعددة الجبهات، بمشاركة ميليشيات إيران في سوريا والعراق واليمن وقد تنضم إليها حركتا «ح» و«الجهاد» في الضفة الغربية.

 

ورجّحت الدراسة أن يطلق «الحزب» طيلة 21 يوماً كمية هائلة من الصواريخ بمعدل 2500 إلى 3000 صاروخ في اليوم ويركز هجومه على إحدى القواعد العسكرية أو المدن في منطقة تل أبيب، وكذلك على مناطق حساسة أخرى، مثل محطات توليد الكهرباء وآبار الغاز ومفاعل تحلية المياه والمطارات ومخازن الأسلحة. وبالإضافة إلى الدمار الذي سيحدثه هذا القصف، ستنفجر فوضى لدى الجمهور الإسرائيلي.

 

كذلك، سيحاول «الحزب» الدفع بخطته القديمة، في إرسال فرق «الرضوان» لتخترق الحدود الإسرائيلية وتحتل بلدات عدة، كما فعلت “حركة ح” في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وأكثر.

 

تدمير على نسق غزة

هذا السيناريو المخيف، جاء أولاً وبالأساس لكي يصبّ بعض الماء البارد على الرؤوس الحامية التي راحت تمارس ضغوطاً على الجيش لكي يجتاح الأراضي اللبنانية. والجيش، إذ يدرك بأن القيادات السياسية اليمينية الحاكمة تحرّض عليه وتظهره متردداً وخائفاً من الحرب، ينشر في المقابل خططاً تظهر أنه جاد في الإعداد للحرب. وبحسب التدريبات والتسريبات التي يمررها، يتضح أنه يعدّ لاجتياح بري واسع يحتل فيه الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني، وربما حتى نهر الزهراني أيضاً. وهو يقول إنه في حال رفض «الحزب» اتفاقاً سياسياً يبعده عن الحدود، فإن الجيش سيسعى لفرض هذا الابتعاد بالقوة.

 

ويوضح أنه سيبدأ توسيع الحرب بقصف جوي ساحق يدمر عدداً من البلدات اللبنانية على طريقة غزة، وبعدها يأتي الاجتياح. وبحسب مصادر عسكرية، فإن إسرائيل استعادت الأسلحة المتأخرة من الولايات المتحدة، بما فيها القنابل الذكية، وستستخدمها في قصف الضاحية الجنوبية في بيروت ومنطقة البقاع على الأقل.

 

ويبعد نهر الليطاني عن الحدود 4 كيلومترات في أقرب نقطة و29 كيلومتراً في أبعد نقطة، ليشكل شريطاً مساحته 1020 كيلومتراً مربعاً يشمل ثلاث مدن كبيرة، صور (175 ألف نسمة) وبنت جبيل ومرجعيون. ويعيش في تلك المنطقة نصف مليون نسمة، تم تهجير أكثر من 100 ألف منهم، حتى الآن. لذا؛ فإن الحديث عن احتلال هذه المنطقة كلها لن يكون سهلاً. فـ«الحزب» أقوى بكثير من « “حركة ح”» ولديه أنفاق أكبر وأكثر تشعباً من أنفاق غزة، كما أنه يملك أسلحة أفضل وأحدث وأكثر فتكاً، وهو مستعد لهذه الحرب منذ فترة طويلة. وإذا كانت إسرائيل تخطط لحرب قصيرة من 21 يوماً، فإن أحداً لن يضمن لها ذلك وقد تغرق في الوحل اللبناني مرة أخرى.

 

جدوى الحرب ومستوطنات الشمال

بدأ الجيش الإسرائيلي في إعداد الجبهة الداخلية لمواجهة حرب طويلة، فجرى إنعاش أوامر الاحتياط الأمني في أوقات الطوارئ في المستشفيات والمصانع والمؤسسات الحكومية والرسمية والملاجئ. وهو يضع في الحسبان احتمال أن يستطيع «الحزب» إطلاق آلاف الصواريخ والمسيّرات وضرب البنى التحتية من محطات توليد كهرباء وتحلية مياه وآبار غاز. وفي التدريبات التي جرت في الشهرين الماضيين، وضع في الحسبان أيضاً احتمال أن تتدخل إيران مباشرة. عندها ستتفاقم فوضى الملاحة في البحر الأحمر وقد يتم ضرب قبرص. وهذا يعني أن الأراضي الإسرائيلية، كلها، ستتحول إلى جبهة مشتعلة.

 

ويقول معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب في دراسته: «حتى الآن أطلق (الحزب) أكثر من 5000 ذخيرة مختلفة، معظمها من لبنان، على أهداف مدنية وعسكرية في إسرائيل؛ ما أدى إلى مقتل 33 مدنياً وعسكرياً، وإحداث أضرار جسيمة. فهناك شعور قوي بعدم جدوى الحرب بالنسبة لمستقبل المنطقة الشمالية، والمستوطنات الـ28 التي تم إخلاؤها ومدينة كريات شمونة وسكانها، الذين يتساءلون متى وتحت أي ظروف سيتمكنون من العودة إلى بيوتهم».

 

ترسانة «الحزب»

بحسب التقارير ومنذ حرب لبنان الثانية، يشكّل «الحزب» التهديد العسكري الرئيسي لإسرائيل؛ نظراً لضخامة قواته المدعومة إيرانياً وبصفته «رأس الحربة في محور المقاومة». وتتكون الترسانة الرئيسية للحزب مما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذيفة وأسلحة إحصائية أخرى، بالإضافة إلى مئات الصواريخ الدقيقة الموجهة، والمتوسطة والطويلة المدى، التي تغطي المنطقة المأهولة بالسكان في إسرائيل. يكمن الضرر الرئيسي المحتمل لهذا المخزون في الصواريخ الدقيقة، والتي تشمل صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الدقيقة القصيرة المدى المضادة للدبابات، والصواريخ الساحلية المتقدمة وآلاف الطائرات والمروحيات المُسيّرة. وفي حرب 2006، عندما خاض الجانبان حرباً استمرت 34 يوماً، كان لدى «الحزب» نحو 15 ألف صاروخ وقذيفة، غالبيتها العظمى لم تكن موجهة ومداها أقل من 20 كيلومتراً؛ مما يعني أنها لم تكن قادرة على الوصول لمدينة حيفا شمالي إسرائيل. وقد أطلق الحزب نحو 120 صاروخاً يومياً في تلك الحرب؛ ما أسفر عن مقتل 53 إسرائيلياً وإصابة 250 وإلحاق أضرار مادية جسيمة.

 

أما اليوم، فإلى جانب ما ذُكر، هناك أيضاً المنظومات السيبرانية المتقدمة، القادرة على التسبب بأعمال قتل جماعي وأضرار مدمرة للأهداف المدنية والعسكرية، بما في ذلك البنية التحتية الوطنية الحيوية. الموارد العسكرية التي يملكها «الحزب» كبيرة كمّاً ونوعاً، بما يضاهي عشرات أضعاف القدرات العسكرية لـ  “حركة ح”  قبل اندلاع الحرب. والأهمية الاستراتيجية هي أن «الحزب» يمتلك البنية التحتية والقدرات العسكرية اللازمة لشنّ حرب طويلة، ربما لأشهر عدة، وإلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل.

 

ويضيف التقرير أنه «في حرب واسعة النطاق ضد (الحزب)، سيتعين على أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي أن تتعامل، مع مرور الوقت – وخاصة في الأسابيع الأولى من الحرب – مع وابل من الأسلحة يصل إلى آلاف يومياً، ولن يكون من الممكن اعتراضها كلها. هذه الهجمات، بما في ذلك من جبهات أخرى، مثل إيران والعراق وسوريا واليمن، يمكن أن تسبب التشبع لطبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بل وربما نقصاً في وسائل الاعتراض. وهذا تهديد عسكري ومدني لم تعش مثله إسرائيل. في مثل هذا السيناريو، سيكون مطلوباً من الجيش الإسرائيلي تحديد الأولويات، سواء بين ساحات القتال المختلفة أو فيما يتعلق بتوزيع الموارد للدفاع الفعال عن الجبهة الداخلية. من المتوقع أن تعمل القوات الجوية كأولوية أولى لحماية الأصول العسكرية الأساسية، وكأولوية ثانية لحماية البنى التحتية الأساسية، وكأولوية ثالثة فقط لحماية الأهداف المدنية، التي سيكون لسلوك الجمهور فيها، أهمية كبيرة في مواجهة تحذيرات الجبهة الداخلية والحماية السلبية بمختلف أنواع الملاجئ، والتي تعدّ قليلة».

 

آثار صدمة 7 أكتوبر

ويحذر الدكتور العميد (احتياط) أريئيل هايمان من أن «إسرائيل، في معظمها، لا تزال تعاني صدمة جماعية مستمرة، من جراء هجوم “حركة ح” في 7 أكتوبر، تضر بشدة بقدرتها على الصمود. ويتجلى هذا الوضع في تقلص مؤشرات الصمود، كما تظهرها استطلاعات الرأي العام التي أجراها معهد دراسات الأمن القومي. فهناك تراجع كبير في الصمود الوطني للمجتمع الإسرائيلي، مقارنة بالأشهر الأولى للحرب. ويتجلى ذلك في انخفاض واضح في مستوى التضامن والثقة في مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، وفي مستوى التفاؤل والأمل لدى غالبية الجمهور. كل هذا، أيضاً في مواجهة ما يُعدّ «تباطؤاً» في الحرب على غزة، والتي كان ينظر إليها في البداية، على أنها حرب مبررة، وأدت في البداية إلى «التقارب حول العلم الوطني». من المشكوك الآن، إلى أي مدى سيكون المجتمع الإسرائيلي مستعداً ذهنياً لحرب صعبة وطويلة الأمد في الشمال أيضاً».

 

ويقول البروفسور بوعز منور، رئيس جامعة رايخمان، الذي ترأس البحث حول الحرب مع لبنان: «لا تخافوا، إسرائيل لن تُهزم في حرب كهذه. لكن 7 أكتوبر سيبدو صغيراً أمام ما سيحل بنا في حرب مع لبنان. سيحصل ضرر استراتيجي كبير. لكن لن يكون هناك خطر وجودي علينا. وأنا لا أريد أن أخفف وطأة هذه الحرب إلا أنني أضع الأمور في نصابها. والحقيقة أننا لا نحتاج إلى حرب كهذه؛ إذ إنه في حال التوصل إلى اتفاق في غزة سينسحب الأمر على الشمال».

 

وحذّر البروفسور شيكي ليفي، الباحث في اتخاذ القرارات ورئيس دائرة التمويل في الجامعة العبرية، من حرب لبنان ثالثة عالية، مؤكداً أن «الجميع يتفق على أن مثل هذه الحرب، إذا ما نشبت، ستكون حرباً وجودية، مع إصابات في الأرواح وفي الممتلكات على نطاق لم تشهده دولة إسرائيل أيضاً. هذه حرب ستضع مجرد وجود الدولة في خطر حقيقي». ويضيف، في مقال نشرته «معاريف» أخيراً أن «انعدام ثقة أغلبية الجمهور في إسرائيل بالقيادة السياسية غير مسبوق، كما ينعكس في استطلاع إثر استطلاع. الجيش متآكل حتى الرمق الأخير من الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر. يوجد حد لما يمكن أن نطلبه من رجال الاحتياط الذين انفصلوا عن عائلاتهم، جمّدوا حياتهم المهنية والتعليمية ويقاتلون منذ أشهر طويلة في غزة وفي الشمال».

 

على رغم كل ذلك، هناك احتمال كبير في أن تختار إسرائيل فتح هذه الحرب، أو الانجرار إليها على طريق الكمائن الذاتية. فهي تواصل سياسة الاغتيالات لقادة «الحزب»، مع علمها اليقين بأن مع كل اغتيال يأتي رد تصعيدي. في الوقت الحاضر، يحافظ «الحزب» على السقف الذي حددته الولايات المتحدة وإيران في بداية الحرب، بمنع الانفجار الأوسع، ملتزماً بسياسة الرد وعدم المبادرة إلى عمليات كبيرة. لكن استمرار هذا الانضباط ليس مضموناً. فيكفي أن يقع أحد الأطراف في خطأ ما حتى تنفجر الأمور وتخرج عن السيطرة. وعندها لا يبقى من كلام سوى ذلك المثل القائل: «مجنون ألقى حجراً في البئر».

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تصعيد نتنياهو يقلِّل احتمالات التهدئة.. والأزمات آخذة بالتفاقم

الكهرباء عالقة في العتمة .. وحلحلة بملف الحربية وإخبار من التقدمي حول الكابل مع قبرص

 

لم تستخف مصادر لبنانية واسعة الاطلاع بالكلام التصعيدي لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، في حفل عسكري، من عزمه على تحقيق ما يسميه «بالنصر» والسحق، واستئناف الحرب، وانعكاساته السلبية على المفاوضات الجارية للتفاهم حول المرحلة الأولى من «صفقة تبادل» للأسرى والمحتجزين لدى “حركة ح”  وفصائل المقاومة الفلسطينية في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.

وتخوفت المصادر اللبنانية من عودة الى مربع التصعيد، وقتل الفرصة التي راهن عليها كثيرون، وكانت دوائر رسمية لبنانية اعتبرت انها تفتح الطريق امام تهدئة في الجنوب، وتؤسس لاستقرار لبناني، وتمهد للعودة الى تزخيم الاتصالات في الخارج والداخل لانجاز الاستحقاق الرئاسي، والاندفاع باتجاه معالجات مختلفة للازمات المتراكمة، والآخذة بالضغط على حياة اللبنانيين، والتي تؤشر الى تفاقم الضغوطات الحياتية، مع الارتفاع الجنوني في اسعار الخدمات العامة، مع بروز مؤشرات سلبية وربما قاتمة لعجز الدولة عن توفير الحلول، سواء عن اختفاء مياه الشفة من المنازل، مع ارتفاع درجات الحرارة، واطلاق يد «السترنات» لتعبئة المنازل العطشى بأسعار جنونية، والامر نفسه ينسحب على الكهرباء، التي ارتفعت فاتورة تحصيلها بالدولار، عبر الاستجابة لشروط ومطالب مؤسسة كهرباء لبنان، دون جدوى يعول عليها، في ظل لهيب اسعار الاشتراكات عبر المولدات، ناهيك عن بروز قوة اعتراضية، على مشاركة الدولة في النقل المشترك، عبر الباصات الفرنسية، التي وضعت في الخدمة امس، وداهمتها «عصابات» الباصات الخاصة لمنعها من العمل تحت طائلة التصدي لها وتعطيلها، من دون ان تُقدم الدولة او الجهات الامنية على اي خطوة لاجمة، او رادعة لهؤلاء الذين يتصرفون، وكأن البلاد تعيش في غابة، لا سلطة فيها ولا قانون.

الكهرباء.. تعليق الأزمة على المبادرة العراقية

ولعلَّ أزمة الكهرباء، هي الأخطر في هذه المرحلة، وكادت العتمة الشاملة تصيب مرافئ الدولة ومطار بيروت، ومؤسسات المياه، والجامعة الوطنية (اللبنانية) التي حققت انجازا مشهوداً له في تصنيع الالكترونيات والرقائق الالكترونية في تطور صناعي غير مسبوق.

ولئن كانت الاتصالات الرسمية مع الحكومة العراقية تمكنت من معالجة متأخرة للإلتزامات المالية، والفصل بين افراغ الباخرتين الراسيتين في بيروت من الغاز اويل، في معملي دير عمار والزهراني، لضمان عدم انقطاع التيار او زيادة التقنين القاسي.

ويأتي هذا بعد إتصال أجراه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبعد ان كان الوزير فياض قد أجرى  اتصالات عدة مع نظيره وزير النفط العراقي حيّان عبد الغني ورئاسة الحكومة العراقية والسفارة العراقية في لبنان، والعميد شقير لمعالجة أزمة مستحقات الفيول ولتجنيب لبنان العتمة الشاملة.

وذكر الوزير وليد فياض (وزير الطاقة والمياه) أن صفقة التبادل النفطي المبرمة بين لبنان والعراق على مستوى دولة في العام ٢٠٢١، والتي يُفترض أن يزوّد بموجبها العراق لبنان بالنفط الأسود الثقيل مقابل تحويل مبالغ مالية في حساب خاص بالعراق في مصرف لبنان لتمويل خدمات من لبنان لمصلحة العراق، تمت بناءً على علاقة ثقة بناها مع نظيره العراقي وانعكست على العلاقة مع الحكومة العراقية».

أكّد حاكم ​مصرف لبنان​ بالإنابة ​وسيم منصوري​، تعليقًا على موضوع السّجال بين وزارة الطاقة والمياه ومصرف لبنان بشأن أموال الكهرباء، أنّ «مؤسسة كهرباء لبنان​ تستطيع الحصول على أموالها كاملةً من المصرف المركزي من دون أي قيود، وكذلك الأمر بالنّسبة لوزارة الطّاقة، لكنّ ‏المشكلة أنّ لا المؤسّسة ولا الوزارة تملكان الأموال الّتي تطالبان بصرفها من أجل شراء النّفط العراقي».

لكن رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل النائب سجيع عطية، كشف من مجلس النواب  ان مدير كهرباء لبنان أبلغه ان لا فيول، ولدينا 3 بواخر وندفع  اموالا  بدل تأخير، وهناك تداخل في المسؤوليات وسوء تحضير لهذا المخزون. ولدينا مشكلة في الصرف والمجلس النيابي لا يجتمع الا في حالات معينة، واناشد الرئيس بري ان يجتمع المجلس لاقرار اتفاقية بشأن الكهرباء مع العراق.

وختم عطية : «موضوعنا سيىء. وأناشد كل المسؤولين وأتمنى الاسراع في اتخاذ الاجراءات اللازمة في شأن موضوع الكهرباء».

انتكاسة مبادرة المعارضة

رئاسياً، تعرضت مبادرة نواب المعارضة لانتكاسة قاتلة، لكن القيِّمين عليها ماضون في لقاء الكتل النيابية، على الرغم من وصف عين التينة للمبادرة بأنها تندرج في باب «الكيد السياسي».. مع الاشارة الى ان «اللجنة المصغرة| لم تجرِ اية لقاءات امس، كما كان مقرراً.

بالمقابل، اعتبرت كتلة «تجدد» بعد الاستماع الى النائب فؤاد مخزومي من كتلته ان المبادرة هي بمثابة خارطة الطريق، وتشكل فرصة لانتقال من مناخ التعطيل الى انتخاب الرئيس.

وأرجأ «الثنائي الشيعي» اللقاء مع وفد المعارضة، لمناسبة عاشوراء، والانشغالات بالمناسبة.

تقنين وبوادر تسوية

في المحليات، في الوقت الذي تتحدث بعض المصادر عن حلحلة، في ازمة طلاب الحربية العالقة بخلافات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون لجأ الأخير الى تخفيض كميات البنزين لسليم من 14 ألف ليتر بنزين شهرياً الى خمسة آلاف ليتر..

وكشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن تسوية لقبول الناجحين في المدرسة الحربية عبر فتح دورة لقبول آخرين قد يصل عددهم الى 200 تلميذ ضابط.

«قدموس – 2» أو الكابل المرتبط بإسرائيل؟

واثار الحزب التقدمي الاشتراكي امس وضوع كابل بحري تموله هيئة الاتصالات القبرصية، ومخاطر ارتباط ذلك باسرائيل.

واستغرب الحزب موافقة لبنان في العام 2022 على انشاء الكابل المعروف باسم «قدموس- 2» الذي يربط لبنان بمحطة انزال تحويل الكوابل الاسرائيلية، واعتبر الحزب التقدمي الأمر إخباراً للقضاء.

220 شخصاً عودة طوعية

ونظم الامن العام اللبناني عودة طوعية امس لنازحين سوريين متواجدين في لبنان (العدد 220 شخصاً) عبر المركز الحدودي للامن العام بين عرسال والقاع، بالتنسيق مع الجانب السوري، وتواجد مراقبين من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

واعلن وزير المهجرين عصام شرف الدين الاعتكاف وعدم المشاركة بجلسات مجلس الوزراء، على خلفية عدم تشكيل لجنة وزارية تتوجه الى سوريا لمناقشة ملف النزوح.

موتوسيكلات «المافيا»

وعلى صعيد باصات النقل المشترك، طالب النائب عطية الأجهزة الامنية اثبات هيبة الدولة، ومنع اصحاب الباصات الخاصة، عبر اشخاص على «الموتوسيكلات» للاعتداء على الباصات، لمنع النقل العام، كاشفا ان حماية النقل العام تخدم المستثمرين والسياحة في لبنان، وتدر مداخيل اضافية لخزينة الدولة.

ودعت «جمعية حقوق الركاب» الى اطلاق باصات النقل المشترك الى حوار بنّاء مع القطاع لتطوير شبكة النقل، عبر استحداث خطوط جديدة.

ورحب رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس بالخطوة التي اقدم عليها الوزير حمية لجهة تشغيل باصات النقبل المشترك واصفاً ذلك بأنه سيسهم في التخفيف عن «كاهل اهلنا» في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة..داعيا السائقين العموميين الشرعيين لدعم هذه الخطوة، ومطالبا السلطات المعنية بقمع التعديات على قطاع النقل العام والنقل المشترك.

الوضع الميداني

مدانياً، قصف الاحتلال الاسرائيلي اطراف بلدة ميس الجبل بالقذائف الفوسفورية، وتوسع القصف ليشمل قرى القطاع الغربي، من حامون وطير حرفا الى علما الشعب ووادي الزرق ووصولاً الى يارين.

كما استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي حارة الحريقة في بلدة كفركلا بصاروخ لم ينفجر.

واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقعي الرمثا وزبدين، بالاسلحة الصاروخية واصابتها مباشرة، كما استهدفت مبنيين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة مسكفعام، وكذلك في مستعمرة شتولا.

 

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

«اليوم التالي» للحرب : لا ابراج بريطانية و«اليونيفيل» خارج «البازار»

انتظار ثقيل لمفاوضات غزة «المتعثرة» حتى اللحظة!

الاستجداء الحكومي للعراق يمنع العتمة الشاملة.. بري: جعجع ناكر للجميل ؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

ينتظر المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين في اليونان، حيث يقضي اجازته الصيفية، «الضوء الاخضر» من البيت الابيض للقدوم الى لبنان للبحث في ترتيبات اليوم التالي لوقف النار، اذا ما قدر للتسوية في غزة ان «تبصر النور» حيث يواصل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مناوراته في ربع «الساعة الاخير» والحاسم في المفاوضات الدائرة بين القاهرة والدوحة. وقد بات واضحا وجود اتفاق مع الاميركيين على تطبيق القرار الدولي 1701 فور انتهاء الحرب في غزة، دون اي بحث في الترتيبات حتى الان، بعد ان جزم السيد نصرالله بان الهدنة في غزة ستنتقل تلقائيا الى الجنوب، وبعدها يمكن الحديث عن «اليوم التالي» الذي سقطت منه حكما الابراج البريطانية للمراقبة «بفيتو» اسرائيلي، وكذلك تم تحييد «ورقة» التجديد «لليونيفيل» من بازار الضغوط حيث يفترض ان يتم التمديد تلقائيا ودون تعديلات. اما مسألة انسحاب المقاومة من الحدود، فتبقى فكرة غير قابلة للتطبيق عمليا، وان حاول الاسرائيليون مستقبلا البناء على اوهام، لتبرير الاتفاق المفترض.

 

داخليا، نجح «تسول» الحكومة اللبنانية، المتخبطة والغارقة في الاهمال، من نظيرتها العراقية، في الافراج عن الفيول الذي كان ينتظر في سفينيتن في البحر، وبدأ تفريغها بالامس على ان يكون التيار الكهربائي قد عاد بدءا من صباح اليوم. في هذا الوقت، يستمر العجز الداخلي في ايجاد مخارج لحالة الاستعصاء الرئاسي في ظل عدم نضج الحل الخارجي بعد، وفيما حمل رئيس القوات اللبنانية النواب «الوسطيين» مسؤولية عدم انتخاب رئيس حتى الان، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه وصفه جعجع بانه «ناكر للجميل»، بعد ان وقف سدا منيعا امام محاولة عزله من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

مناورة نتانياهو.. والاستماع لنصرالله

 

وفيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي تأكيده أن إطار وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل في غزة جاهز للتنفيذ والأطراف تتفاوض على التفاصيل المعقدة المتعلقة بتنفيذه، يواصل رئيس وزارء العدو بنيامين نتنياهو «مناوراته» لنسف محاولات وقف النار في غزة وزعم خلال حفل تخريج ضباط أن «هذه الحرب ستستمر حتى نحقق النصر ولو استغرق الأمر وقتا. وعن الحرب مع لبنان، عاد نتنياهو الى الكلام الفارغ من اي مضمون، ولفت الى ان من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية مصيره الموت، وهذا الوضع سنغيره! وفي انتقاد واضح لنتانياهو، دعاه رئيس مجلس الامن القومي السابق، غيورا آيلاند الى الاستماع جيدا الى كلمات   السيد نصرالله لانها وحدها ما ستعيد المستوطنين الى الشمال».

سقوط اقتراح «الابراج»

 

وفي سياق البحث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب جنوبا، يبدو ان الاقتراح البريطاني بوضع ابراج مراقبة داخل الاراضي اللبنانية قد سقط قبل بلوغه آذان قيادة الحزب. ووفقا لاوساط ديبلوماسية، فان «اسرائيل» ابلغت البريطانيين والاميركيين رفضها العرض البريطاني لانه سيكون موجها ضد امنها، رافضة ان يتم نصب الابراج في مواقع يديرها الجيش اللبناني، واشترطت ادارة بريطانية للمواقع، على ان يتم توجيه كاميرات المراقبة المفترضة الى داخل الاراضي اللبنانية، لضبط ما اسمته نشاط مقاتلي الحزب. وهذا ما تم رفضه على نحو حاسم من قبل لبنان الرسمي بالتنسيق مع قيادة المقاومة.

تمديد روتيني «لليونيفل»

 

في سياق متصل، وعشية تجديد تمديد مهمة اليونيفيل في مجلس الامن الدولي، استبعدت مصادر مطلعة حصول اي تعديل في متن القرار لوضعه تحت الفصل السابع. وقد ابلغ الفرنسيون لبنان انها عازمة على اقتراح تجديد روتيني من دون اي تعديل لانها لا تريد ان تضع القوات الدولية في مواجهة اي طرف  في ظل الوضع المتوتر، وهي تتفق مع الولايات المتحدة على ابعاد التمديد»لليونيفيل» عن «الكباش» الدائر حاليا حول الترتيبات الحدودية.

  لا فائدة من الاغتيالات

 

وفي رد غير مباشر على ادعاءات رئيس اركان العدو هارتسي هاليفي الذي زار جنوده في الشمال بالامس، مدعيا ان اغتيالات قيادات الحزب تترك اثرا كبيرا في الحزب، سلط عدد من الخبراء والمعلقين الاسرائيليين الضوء في قراءاتهم وتحليلاتهم على سياسة الاغتيال واعتبروها غير مجدية ومضرة، وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يسيطر على التكتيك (عمليات الاغتيال)، لكن في الاستراتيجيا، الحزب يلقّنه دروساً، ووضع ميزان ردع «إسرائيل» في موضع شك. فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في افتتاحيتها امس، بعنوان «حماقة التصفيات»، إلى أنّ عمليات الاغتيال في لبنان تتضمن مخاطرة برد من قبل الحزب يمكن أن يؤدي إلى قتل إسرائيليين (وهذا ما حصل فعلاً). وتساءلت الصحيفة عن جدوى الاغتيالات وفائدتها، ومدى مساهمتها في استعادة الهدوء والأمن لـ «إسرائيل»، ولمستوطني الشمال. وتساءلت الصحيفة أيضاً عمّا وصفته بـ «الحكمة السياسية في الاغتيالات التي لم تنجح في تغيير معادلات التهديد»، وبرأيها فإنّ عمليات الاغتيال صارت بديلاً عن الإنجازات الاستراتيجية، وعلاجاً مهدئاً للمطالب في «إسرائيل» بشنّ حربٍ شاملة في الشمال. من جهته، رأى البروفسور يغيل ليفي، أنّه من المشكوك فيه ما إذا كان أحد في الجيش قد افترض أن اغتيال مسؤول رفيع المستوى في الحزب، سيساهم في أمن سكان الشمال، واشار الى ان  سياسة الاغتيالات قد تكون «تفريغا للإحباط» داخل الجيش الإسرائيلي.

  «الهدهد2» والحرب النفسية 

 

وفي سياق متصل ، افادت التقارير الصحافيّة الاسرائيلية امس ان قيادة الاحتلال تعاملت بجديّةٍ وقلقٍ مع نشر الحزب الحلقة الثانية من الهدهد وتوقّفوا عند القدرات الاستخبارية للحزب، واعتبروها رسالة ردعٍ وتحدٍّ «لإسرائيل» لثنيها عن القيام بأيّ اعتداءٍ على لبنان. وكشفت القناة «الـ12» الإسرائيلية، أنّ الرقابة في «إسرائيل» وافقت على نشر مقطع الفيديو المذكور، على الرغم من أنّه تضمّن مشاهد لقواعد لـ «الجيش» الإسرائيلي، ولمنشآتٍ أمنية. وأضافت القناة «الـ12» الإسرائيلية أنّ تصوير مقطع الفيديو هذا حصل خلال أكثر من طلعة جوية، في الأشهر الأخيرة. وتابعت أنّ أكثر من يقلق «المستوطنين» في الشمال هو أنّ مُسيّرة جمع معلومات استخبارية حلقت فوق مناطق مأهولة، كـ «نهاريا» وعكا والجولان والعفولة، من دون أيّ عائق أو خشية من الإسقاط. ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أنّ الحزب يدير مع «إسرائيل»، إلى جانب الحرب العسكرية، حرباً نفسية أيضاً، فهو يهدف من خلال نشر مقطع الفيديو هذا، إلى ردع المؤسسة الأمنية والعسكرية والجمهور في «إسرائيل»، عن أيّ حربٍ مُستقبلية معه، كما يهدف الى نقل رسالة مفادها: «نعرف أين نهاجم، ونعرف إلى أين تصل؟

التحقيق في الاخفاق

 

وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أنّ هذا الفيديو «مُقلق ومُربك جداً». ورأى الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في «الجيش» الإسرائيلي «أمان»، اللواء احتياط، عاموس مالكا، أنّ ما قام به الحزب هو «فعل إذلالي «لإسرائيل». وأشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة «كان» الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، إلى أنّهم في سلاح الجو الإسرائيلي لا يزالون يحققون كيف أن طائرة تابعة للحزب نجحت في الدخول لهذا الوقت الطويل، وإلى هذا العمق، إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، من دون أي إزعاج، وتعود إلى الأراضي اللبنانية بأمان.

الوضع الميداني

 

ميدانيا، شن الحزب سلسلة من العمليات كان ابرزها هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة ‏‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفين أماكن القيادة وتموضع أطقم ‏وضباط ‏إدارة النيران ومرابض المدفعية وأصابهم بشكل مباشر وأوقعوهم بين قتيل وجريح».‏ ‏ وقد اقرت وسائل اعلام العدو بمقتل جندي واصابة اثنين احدهما جراحه خطرة. كما استهدفت المقاومة تجمعا لجنود العدو في محيط موقع حانيتا وحققت إصابة مباشرة». كما تم استهداف التجهيزات ‏التجسسية ‏المستحدثة في موقع حدب يارين. والابرز مساء هجوم على تجمع للجنود في ثكنة زرعيت بصاروخ «بركان»  من العيار الثقيل.

قذائف فوسفورية

 

وكانت الاعتداءات الاسرائيلية استهدفت بقصف مدفعي فوسفوري اطراف بلدة ميس الجبل الجنوبية والشرقية، ايضا، تعرضت اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية خراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم ، وقد ادى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الاحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إهمادها. وشنت الطائرات غارة مستهدفة أطراف بلدة الجبين – طير حرفا . وتعرضت اطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب لقصف مدفعي وكذلك الناقورة وطيرحرفًا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور… كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي الاسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات: حولا، وادي السلوقي وعيترون.

«الولادة الميتة»

 

رئاسيا، ولدت مبادرة المعارضة الرئاسية «ميتة» بعد ان تعامل معها رئيس مجلس النواب نبيه بري كانها لم تكن». ولفتت مصادر مطلعة الى ان الاستعصاء في الملف الرئاسي عنوانه داخلي لكنه في الاصل خارجي، وعندما تنضج ظروف اجراء الانتخابات كل المواقف المتعنتة ستتلاشى، وما هو غير مقبول اليوم سيكون متاحا عندئذ وستجد تلك القوى التبريرات الواهية لجمهورها حيال تعديل مواقفها!

بري: جعجع ناكر للجميل؟

 

وفي سياق متصل، ينقل زوار بري عنه القول ان القطريين لديهم افكار لا مبادرة موسعة بخصوص الرئاسة، نافيا ان يكونوا طرحوا تعديلات في النظام اللبناني. وفي انتقاده لموقف القوات، يشير بري الى ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «ناكر للجميل»، فهو لم يقدر رفضي عرض رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الرامي الى حوار وانتخاب بنصاب مؤمن وبمن حضر من الكتل، وقد رفضت ذلك دون اي عناء تفكير، لانه لا يمكن القبول بعزل اي مكون لبناني، وخصوصا القوات اللبنانية التي تشكل اكبر تكتل برلماني مسيحي. لكن الغريب ان هذا الموقف يقابل بجحود غير مفهوم، وتشن الحملات السياسية المعلومة الاهداف والنيات، لكن سيأتي اليوم ويدركون قيمة موقفي»، يقول بري، حسب زوار عين التينة.

الممر الالزامي ؟

 

وفي هذا السياق، يؤكد بري على الحوار كممر الزامي لانتخاب رئيس الجمهورية وحل اي معضلة اخرى. وينقل زوار عين التينة عنه في الملف الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية انه عندما يصبح لديه 86 نائبا سيدعو للحوار او التشاور الذي قد يكون لساعات او ليوم او كحد اقصى لسبعة أيام، معربا عن جهوزيته للدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس حتى في يوم واحد. ويشير بري حسب الزوار الى ان التشاور اذا ادى الى تفاهم على اسم او اثنين واكثر يتم الانتقال فورا بعده الى جلسة انتخاب.

جعجع ينتقد «الوسطيين»

 

وفي موقف لافت، اقر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بأن الرهان فقط اليوم على النواب الوسطيين بأن ينتخبوا مرشحاً غير محور الممانعة، الذي سيبقى برأيه يعطل انتخابات الرئاسة حتى يتأكدوا من إيصال مرشحهم وهذا لن يحصل، بالتالي سيستمر الفراغ، وهنا يشدد جعجع على أن الحل الوحيد يكون عبر النواب الوسطيين الذين هم في المنتصف ويضعون أنفسهم في الوسط، بأن يروا إلى أين وصلت الأوضاع في موقفهم الوسطي، وبألا يكونوا مع أي فريق لا يوصل إلى أي نتيجة وبالتالي ليس لمصلحة البلاد. ويضيف «نحن نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في أن نحدث تقدماً، مع الأخذ في الاعتبار أننا نواجه صعوبات لأنه وبكل صراحة هناك نواب لا يريدون مواجهة الحزب؟!

«نصف الحقيقة»؟

 

في المقابل، لفتت مصادر نيابية الى ان جعجع قال نصف الحقيقة عندما اشار الى ان النواب الوسطيين قادرون على حسم الملف الرئاسي، لان الحقيقة الكاملة التي تقصد تغييبها، انهم يخشون السعودية وليس الحزب، فهم ينتظرون الضوء الاخضر السعودي ويخشون مواجهة اللاقرار من المملكة التي تصر على عدم الافراج عن الاستحقاق الرئاسي.

انفراجة كهربائية

 

كهربائيا، سمحت الدولة العراقية بتعبئة الباخرة الفارغة المتوقفة في البصرة، بالفيول أويل العراقي، ما سمح لبواخز الغاز أويل بتفريغ حمولتها في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتحديداً في دير عمار والزهراني. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن امس أنه بحث مع رئيس مجلس الوزراء العراقي في ملف استمرار تزويد لبنان بالنفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك، مشيراً إلى أنه تم التوافق على استمرار هذا الدعم مما سيساعد في حل الازمة المستجدة. كذلك، شكر ميقاتي خلال افتتاحه مصنع تجميع وانتاج أجهزة الكترونية في الجامعة اللبنانية – الفنار، العراق الذي لم يتردّد في الإيعاز بتفريغ حمولات الفيول، وقال «سيكون لنا لقاء في بغداد بعد ذكرى عاشوراء» لمتابعة الموضوع. ومن المفترض ان تكون الكهرباء قد عادت الى برنامج التقنين السابق للانقطاع بدءا من صباح اليوم.

«صفقات» وفساد؟

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين العراقيين  يدركون ان الوعود اللبنانية تبقى «حبرا على ورق»، وينتظرون ان تسدد الاستحقاقات المالية، وباتوا يخشون ان تكون المشكلة تكمن في احتمالات ان تكون هناك صفقات داخلية لبنانية تفوح منها رائحة الفساد؟

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

مقاومة ضارية في رفح .. ومفاوضات وقف النار تنتقل الى القاهرة – جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة

 

تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ279، حيث أعلن الدفاع المدني أن حي الشجاعية منطقة منكوبة ولم يعد صالحا للسكن، وأن الاحتلال دمر 85% من منازل الحي وبناه التحتية.

 

وارتفع عدد ضحايا العدوان على القطاع إلى 38 ألفا و345 شهيدا، و88 ألفا و295 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي.

 

ميدانيا، أعلنت سرايا القدس أنها وكتائب القسام استهدفتا عدة آليات للاحتلال جنوبي حي السلطان برفح. وأعلنت أيضا قصف قوات الاحتلال بمحور نتساريم وقوات متوغلة بمدينة غزة.كما قصفت مستوطنات غلاف غزة ومدن عسقلان وأسدود وسيدروت بعدة صواريخ.

 

وعلى الجانب الآخر، كشف جيش الاحتلال عن إصابة 132 جنديا له خلال الـ24 ساعة الماضية بينهم  ١٢ في القطاع، ولم يتسن التأكد من الرقم من مصدر مستقل.

 

وقصف الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس على أحياء مدينتي غزة ورفح، في وقت لم يستطع فيه عناصر الدفاع المدني الوصول إلى جثامين الشهداء الملقاة في شوارع أحياء بمدينة غزة، وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب مجزرتين بيوم واحد.

 

وقصف الطيران الإسرائيلي حي تل الهوى في مدينة غزة مع استمرار عمليات التوغل ونسف المنازل.وقال المراسلون إن جيش الاحتلال وسّع عملياته العسكرية في حي الرمال جنوب غرب مدينة غزة.

 

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في منطقة الزعفران في مخيم المغازي، كما أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخا باتجاه منزل في مخيم النصيرات.

 

وفي حين أطلقت الزوارق الحربية نيرانها باتجاه شواطئ مدينة الزهراء والنصيرات، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها مستهدفة منطقة المغراقة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.

 

وفي مدينة رفح جنوبا، واصلت قوات الاحتلال عمليات التوغل ونسف المربعات السكنية خصوصا في الأحياء الغربية من المدينة.

 

وأكد المراسلون  استشهاد 4 أشخاص -بينهم طفل- في غارات إسرائيلية على حي تل السلطان غربي المدينة، واستشهاد 3 -بينهم طفلان- إثر قصف مسيرة إسرائيلية على الحي السعودي غربي مدينة رفح.

 

بالمقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 5 قذائف صاروخية أُطلقت من رفح على مناطق بغلاف غزة والدفاعات الجوية اعترضتها دون أضرار.

 

وقالت سرايا القدس إنها قصفت مستوطنات حوليت وياتيد وأفيشالوم في غلاف غزة برشقة صاروخية.

 

وأضافت أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى جنود وآليات الاحتلال بمحيط منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة.

 

في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب مجزرتين وصل منهما للمستشفيات 50 شهيدا و54 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.

 

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل  إن أكثر من 30 جثة شهيد ما زالت ملقاة في شوارع حي الرمال ومنطقتي الصناعة والكتيبة بمدينة غزة حيث تواصل قوات الاحتلال توغلها وقصفها العنيف.

 

وأشار إلى أن عشرات من المناشدات تصل الدفاع المدني من جرحى وعائلات محاصرة، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى حي تل الهوى أو المناطق المستهدفة بسبب إطلاق النار وقصف قوات الاحتلال.

 

سوليفان: المؤشرات حول اتفاق غزة أكثر إيجابية

المفاوضات تنتقل من الدوحة الى القاهرة للتشاور ونتانياهو يكرر شروطه

وقالت “القناة 12” الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد من العاصمة القطرية الدوحة لإطلاع القيادة السياسية والأمنية على نتائج المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة ومن ثم توجه الى القاهرة لمواصلة التفاوض، بينما اتهمت “حركة ح” الحكومة الإسرائيلية بالمماطلة بهدف إفشال المفاوضات.

وتركز مباحثات الدوحة على القضايا العالقة التي من شأنها ترتيب مراحل الصفقة، خاصة صيغة وقف إطلاق النار ومسار التوصل إليه ضمن بنودها.

وفي حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول مشارك في المفاوضات قوله إن الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة تبادل قد لا تتكرر، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الأطراف المعنية ستحاول تلخيص القضايا التي تم إحراز تقدم فيها وحل أكبر عدد ممكن من الخلافات.

يأتي ذلك في ظل تقارير عن مشاركة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

بدوره، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن “البيت الأبيض متفائل بحذر بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”.

واشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الى اننا “نرى احتمالا للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وهناك تفاصيل يتعين الانتهاء منها”، لافتا الى ان “ليس هناك تغيير في الموقف بشأن وقف شحن قنابل زنة 2000 رطل إلى إسرائيل”.

وكشف أن “الرئيس الاميركي جو بايدن سيتحدث بشأن محادثات وقف إطلاق النار لاحقا”، معتبرا أن “المؤشرات أكثر إيجابية اليوم من الأسابيع القليلة الماضية”. ورأى أن “القضايا المتبقية قابلة للحل”.

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن أمام إسرائيل نافذة محدودة لإعادة الأسرى من قطاع غزة.

ورأى غالانت أن “الظروف التي ستنشأ نتيجة لهذه الصفقة سوف تعزز مصالحنا الوطنية والأمنية. وفي ما يتعلق بالمخاطر التي قد تنشأ، فإن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن يعرفون كيف يتغلبون عليها”، دون مزيد من التوضيح.

وتابع أنه “إلى جانب العملية العسكرية لهزيمة “حركة ح”، من المناسب والصحيح والضروري عقد صفقة لإعادة المختطفين”.

بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن صفقة إعادة الأسرى من غزة ضرورية من أجل إنقاذ حياتهم.

وبالتزامن مع ذلك، نظمت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وناشطون إسرائيليون مسيرة انطلقت من أمام وزارة الدفاع في تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب برحيل حكومة بنيامين نتانياهو وبالتوصل إلى صفقة تبادل.

وفي المقابل كرر نتانياهو قوله ان الحرب ستستمر ختى تحقيق اهدافها بتدمير “حركة ح” واستعادة الاسرى وان وقف النار مرحلة موقتة لاستئناف الحرب ضد “حركة ح”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل