ضيفي في “قهوتك كيف؟” لهذا الأسبوع الوزير السابق ريشار قيومجيان.
*ريشار قيومجيان قهوتك كيف؟
قهوتي مرّة. لبناني بالبيت واسبريسو برا.
*5 أسئلة سريعة
– الأصدقاء أو الأقارب؟
الأصدقاء.
– الغربة الآمنة أو وطن المخاطر؟
وطن المخاطر أكيد.
– اللحظة أو المستقبل؟
اللحظة التي تكون فاعلة في المستقبل.
-المشاعر أو المصالح؟
المشاعر أولاً. المصالح طبيعية ضمن سلم قيم.
ـ الالتزام الكنسي أو علاقة حرية مع الله؟
الإيمان هو التزام والالتزام بلا حرية لا يكون جدياً.
*غادرت لبنان بعد دخول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى المعتقل، وكان عمر بنتك الصغيرة أقل من سنة. الى أي حد كان هالإنسلاخ عن عيلتك الصغيرة مؤلم؟
جداً جداً جداً، ولا أزال حتى اليوم أتأثر عندما أتذكر هذه اللحظة.
كان انسلاخاً فعلياً عن طفلة لم تكمل عامها الأول وعائلة تحتاجني.
هذه اللحظة “مَرّكت” لدي حتى اليوم ولا أزال أغص عند تذكرها.
*جرح كبير جداً تركته الغربة في قلب ريشار قيومجيان. شارك الناس هذا الوجع
وفاة والدي إذ لم أتمكن من العودة إلى لبنان للمشاركة في دفنه، ولدي شعور دائم أني لو كنت هنا ما كنت تركته يموت باكراً.
*من كان والدك بالنسبة إليك؟ كيف تصف علاقتكما؟
لم يكن مثالي الأعلى، كان يفرض السلطة والنظام وكان جدياً جداً ولا “خوشبوشية”.
قبل رحيلي بسنين قليلة بدأنا نصبح أصدقاء، وللأسف شاء القدر أن أغادر إلى الغربة وأن يتوفّى هو.
*هل تشبهه كأب؟ صف علاقتك بابنتيك
لدي مبدأ أن أكون صديقاً لأولادي لكن في الوقت عينه هناك سلطة تحدد الخطأ والصواب، وتربطني بهما علاقة تفاهم وصداقة وزادت أكثر عندما كبرتا.
*ريشار قيومجيان واكب القوات اللبنانية بالحرب والسلم. كيف تنظر إلى تطور حزب “القوات” ومستقبله؟
تطور حزب القوات اللبنانية بالاتجاه الصحيح وهو يواكب حركة التاريخ وهو الى الجانب الصح من التاريخ لبنانياً ومسيحياً.
أؤمن بعمل الأحزاب ولا حياة سياسية بلا أحزاب، لكن القوات مميزة فهي تطورت من مقاومة عسكرية وبعد الحرب كان لا بد لهذا الجسم الكبير أن يتحول إلى حزب سياسي وهذا لمصلحة لبنان.
هناك تحدٍّ دائم لتطور الأحزاب وتطوير بنيتها وإدخال مزيد من الديمقراطية. والقوات حزب شعبي ونخبوي في آن وعليه أن يحافظ على مميزاته.
*هل يندم ريشار قيومجيان على قرار ترك مستقبله في الخارج وأولاده والعودة الى معترك الحياة السياسية اللبنانية؟
لا أندم أبداً فلست جديداً على الحياة السياسية. عندما تركت لبنان تركته لأسباب سياسية وعندما عدت نهائياً عدت لأسباب سياسية أيضاً.
المكان يختلف لكن وقتي كله مكرس للسياسة اللبنانية حتى عندما كنت في الخارج كان كذلك. من هنا أرى أنه مسار طبيعي وعودتي طبيعية وكان لا بد منها.
*كيف تنظر إلى الموت؟
يخيفني لأني أجهله لكني لا أخاف أن أموت. وثمة نبوءة أعطتني إياها أم زيدان إذ رأت أرزة فوق رأسي يوم كان عمري 18 سنة وحلّلت أن هذا الامر يعني منصباً في الدولة، والشق الثاني من نبوءتها أنها رأت موتاً مبكراً.
*نمط حياتك صاخب، وفيه مخاطر كثيرة ومطبات عديدة عاشتها زوجتك كلها إلى جانبك. ماذا تقول للسيدة راويا قيوميجيان اليوم؟
تركتُ راويا وغادرت إلى أميركا بين ليلة وضحاها، “طبشت الباب وتركت كل شي ورايي” وهي تحملت مسؤولية كبيرة بمفردها لمدة سنتين قبل أن تلحق بي مع العائلة، ولولاها ما كانت العائلة على ما هي عليه اليوم.
راويا مثلي طبيبة أسنان وتحمّلت معي في الغربة مسؤولية العيادة ولها الفضل بما هما ابنتانا عليه.
تحمّلت معي خضات كبيرة من لبنان إلى أميركا ومن أميركا إلى لبنان، و”كانت وبقيت حدي وسهّلتلي حياتي” وأنا محظوظ بها.
*هوايات ريشار قيومجيان
أحب التنس والمشي في الطبيعة، وإذا كانت المطالعة هواية فهي أكبر هواياتي.
*أسعد لحظات حياتك
آخر أسعد لحظة كان زواج ابنتي لأنها كانت سعيدة ما يجعلني سعيداً جداً.
*حدث ساهم ببناء شخصية ريشار قيومجيان
المرة الأولى التي مات فيها شهيد أعرفه في الحرب، فذلك أيقظني على عمق القضية والنضال والصراع وساهم بتكوين قناعتي.
منذ تلك اللحظة بدأت أجد الاجوبة على أسباب النضال الذي خضناه وذلك أثّر بي جداً.
*عد معي إلى ريشار قيومجيان الشاب الذي تحدثني عن ذكرياته بنوستالجيا. هل حقق طموحه بالحياة؟
الإنسان الذي لا طموح دائماً لديه يصبح عبثياً، وقد لا يكون الطموح شخصياً إنما هناك إيمان بأهداف وطنية وقضية ومشروع وطن، وأنا لا أزال على هذا الطريق وتحقق جزء وأطمح لتحقيق المزيد على المستويين الشخصي والسياسي.
*الزميل السياسي الأقرب لريشار قيومجيان
إيلي كيروز إذ استمتع بالجلسات الفكرية معه.