افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 9 آب 2024

حجم الخط

افتتاحية صحيفة النهار

 

حسابات الحرب الشاملة أم مقايضات اللحظة الأخيرة؟

يبدأ اليوم الشهر الـ11 من “حرب المشاغلة” بين “الحزب” وإسرائيل في #جنوب لبنان وشمال إسرائيل المتواصلة حتى إشعار آخر جغرافياً وميدانياً وحربياً ما لم تندلع حرب واسعة صارت هاجساً محيراً وغامضاً ومخيفاً في الوقت نفسه منذ بدأ العد العكسي للردّ المحتمل لكل من إيران و”الحزب” وأذرع “المحور الممانع” على إسرائيل سواء بطريقة منسقة ومتزامنة دفعة واحدة أم “بالتناوب” والتفرّد طرفاً وراء طرف.

 

وإذ تمر اليوم عشرة أيام على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” إسماعيل هنية في طهران والقائد الميداني العسكري الأول في “الحزب” فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يجد لبنان نفسه أمام تعاظم الغموض حيال كل يوم يمر وسط نفير الاستنفار الحربي والتهديدات المفتوحة بين إسرائيل وكل من إيران وحلفائها في المنطقة بدءاً بـ”الحزب”، فيما أن طيّ الشهر العاشر من “حرب المشاغلة” في الجنوب التي أطلقها “الحزب” في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي مرّ بصمت مطبق ولم يثر أي تفاعلات رسمية أو سياسية حيال تراكم الأحلاف الباهظة البشرية والمادية والعمرانية ناهيك عن واقع تهجير أكثر من مئة الف جنوبي من منازلهم المدمرة، الأمر الذي يفاقم إلى درجة عالية جداً المخاوف من الحرب المحتملة وما ستستتبعه من تداعيات خطيرة على الداخل اللبناني في ظل انهيار القدرات الذاتية اللبنانية على مواجهة أخطار حرب واسعة.

 

وفيما يزداد الغموض والتضارب الحاد في التقديرات والمعطيات المتصلة بردّ ايران و”الحزب” على إسرائيل، أدرجت مصادر ديبلوماسية بارزة لـ”النهار” ثلاثة أسباب يجري تداولها لـ”لتأخير” المحتمل وما يستتبعه من ردّ إسرائيلي تبعاً لحجم وطبيعة الرد وهي:

 

أولاً، إن تعقيدات عسكرية كبيرة تواجه رداً منسقاً هذه المرة من أطراف “محور الممانعة” بما يملي عدم الاستعجال لئلا يخفق الرد في إيلام إسرائيل “بقوة” كما توعدت طهران و”الحزب” ويدفع الدولة حكومة نتنياهو إلى الاندفاع أكثر نحو ضربات وهجمات قاصمة ضد “المحور” .

 

ثانياً، إن الفترة الماضية منذ اغتيال هنية وشكر تشهد مرحلة استنفار ديبلوماسي غير مسبوق بين المعسكر الغربي كله وإيران سواء عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تطرح معها مقايضات لا تجد معها إيران ضيراً في إطالة هذه الفترة ما دامت تعود عليها بفتح أبواب المقايضات والصفقات المحتملة مع الدول الغربية، حتى لو حققت خطوات جزئية راهناً.

 

ثالثاً، إن إسرائيل أبلغت إلى الدول المعنية كافة أنها باتت أقرب إلى شنّ حرب استباقية على إيران و”الحزب” بما يعني انها جاهزة لحرب شمولية على جبهات عدة مفتوحة، وتزامن ذلك مع حركة تعزيزات ضخمة للقطع البحرية الأميركية في المنطقة، بما ضاعف الضغوط الديبلوماسية لاطالة فترة المفاوضات والوساطات علها تنجح في خفض أخطار حرب شاملة.

 

ووجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس رسالة تهديد جديدة، فتوجه إلى اللبنانيين بالقول: “من يلعب بالنار يبشر بالدمار”. وأضاف: “إذا استمرّ “الحزب” في عدوانه فسنحاربه بشكل شديد للغاية”.

 

الإجراءات الاحترازية

وفي الوقت الانتظاري الذي سمح للبنانيين المغتربين بالمغادرة والمقيمين بالتحوّط والتموين خشية اندلاع الحرب، برز مزيد من الاستعدادات الرسمية للسيناريوات المحتملة. وفي هذا السياق، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السرايا، في إطار مراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول أي طارئ.

 

كما اجتمع #رئيس مجلس النواب #نبيه بري في عين التينة مع وزير الاشغال العامة والنقل #علي حمية وإطّلع منه على الاجراءات والخطوات التي اتخذتها الوزارة وأجهزتها لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة لا سيما في مطار رفيق الحريري والمرافئ البحرية والبرية.

 

كما أن #محافظ بيروت #مروان عبود عقد اجتماعاً في غرفة عمليات خلية متابعة مخاطر الكوارث والأزمات في بيروت المنبثقة عن الهيئة التنظيمية لإدارة مخاطر الكوارث والأزمات الوطنية، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وانضم إلى الاجتماع النائبان #ابراهيم منيمنة و#ملحم خلف. وأفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت بأن “منيمنة وخلف حضرا للإطمئنان إلى حسن سير العمل ووضع خبراتهما وامكاناتهما في تصرف اللجنة”، وأشارت إلى أنه “تم الاطلاع على الاطار العام الذي يتم وضعه لخطة الاستجابة والآلية اللازمة لإدارة الكوارث، في حال حصولها والبقاء على جهوزية عالية لمواجهة أي مخاطر قد تنتج في حال شن العدو الإسرائيلي حرباً على مدن آمنة أو قريبة من العاصمة بيروت.

 

كما جرى شرح موسّع لخطة الاستجابة، التي سيتم العمل بها من أجل تحديد نقاط التجمع الآمنة للنازحين باتجاه العاصمة وتأمين وتجهيز مراكز الايواء في مدينة بيروت، بالتنسيق مع الجهات المعنية وتأمين كل الحاجات من قبل المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية الفاعلة”.

 

وفي إطار المساعي الدبلوماسية تلقى #وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفياً من نظيره النروجي إسبن بارث إيدي تمت خلاله مناقشة آخر الجهود والمساعي القائمة لتجنيب المنطقة الدخول في حرب شاملة. وأعتبر بوحبيب “أن التصعيد ال#اسرائيلي هدفه تعطيل مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار في غزة، والتي تبناها مجلس الأمن”، وندّد “بتعمّد اسرائيل استهداف المدنيين في اعتداءاتها على لبنان، في انتهاك سافر ومدان لمبادئ القوانين الدولية”.

 

من جهته، شدد وزير خارجية النروج على أن “بلاده تسعى، مع كل الأطراف المعنية، لخفض التصعيد ومنع انفلات الأمور”، واعتبر أن “الحرص على مصلحة الفلسطينيين وعلى التوصل لوقف إطلاق نار في غزة يقتضي تجنب إشعال حرب في المنطقة”. كما أكد أن “النروج، التي تولي اهتماماً كبيراً بلبنان، لا ترغب في أن يكون ضحية لموجة جديدة من التصعيد والحروب في المنطقة”.

 

في ظل هذه الاجواء، زار وفد من نواب #قوى المعارضة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، حيث أكد لها موقف نواب قوى المعارضة “الرافض لادخال لبنان في الحرب الدائرة”، مؤكداً “التمسك بتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته على جانبي الحدود، من خلال الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ومنع استخدام الاراضي اللبنانية في الجنوب عبر تفعيل التنسيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني”. كما أطلعها الوفد على تفاصيل العريضة التي تقدم بها نواب قوى المعارضة الى رئيس مجلس النواب لطلب عقد جلسة نيابية خاصة للطلب من الحكومة اللبنانية القيام بواجباتها حيال الوضع المتدهور لحماية المواطنين وإعلان حالة الطوارئ.

 

غارات وقصف صاروخي

على الصعيد الميداني تواصل التصعيد بعنف أمس وشنّت مسيّرة إسرائيلية بعد الظهر غارة مستهدفة سيارة على الطريق التي تربط بلدة #يارين ببلدة #الجبين في القطاع الغربي. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة أدت في حصيلة أولية إلى جرح ثلاثة أشخاص. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية.

 

وبعد ظهر امس شن الطيران الإسرائيلي غارتين على أطراف بلدة #الطيري فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 15 صاروخا من لبنان على الجليل الغربي وسقوط بعضها في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات. وأعلن “الحزب” انه ردا على الاعتداء الإسرائيلي على بلدة الدوير قصف بصليات من صواريخ الكاتيوشا منصات القبة الحديدية ومرابض المدفعية الإسرائيلية وانتشار الآليات في منطقة خربة منوت في الجليل الغربي، كما أعلن قصف ثكنة زرعيت بصواريخ بركان.

 

وأعلن أيضا أنه رداً على الاعتداء الإسرائيلي على بلدة #عيترون قصف ثكنة برانيت بصواريخ بركان مما أدى الى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها. وكان استهدف سابقاً تجمعًا للجنود الإسرائيليين ‏في موقع المرج بمسيّرة انقضاضية واستهدف أيضا التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

 

 

*********************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

نصر الله يتوعّد إسرائيل بضربة أكثر من رد وأقل من حرب

لم يشمل لبنان بالظروف التي تعفي سوريا من التدخل

بيروت: محمد شقير

 

يفضّل اللبنانيون بغالبيتهم الساحقة الجلوس على مقاعد الانتظار السياسي يترقبون بحذر شديد يلفّه القلق مبادرة «الحزب» لتوجيه ضربة مدروسة وجدّية لإسرائيل رداً على اغتيالها أبرز قادته العسكريين فؤاد شكر في العمق الأمني الاستراتيجي للحزب في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وإن كان يحتفظ لنفسه، كما قال أمينه العام  نصر الله، باختيار التوقيت المناسب على نحو لا يؤدي إلى توسعة الحرب، تاركاً كلمة الفصل للميدان للتأكد ما إذا كانت الضربة ستأتي متلازمة مع رد إيران على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لـ«حركة ح»» إسماعيل هنية في عقر دارها في العاصمة طهران، والأمر نفسه بالنسبة إلى جماعة ايران في اليمن رداً على قصفها ميناء الحديدة.

 

وعلى الرغم من أن نصر الله لم يطلب من سوريا وإيران التدخل في القتال تقديراً منه للظروف السياسية الداخلية التي يمر بها النظام السوري، فإنه لم يكن مضطراً، كما يقول خصومه وبعض حلفائه، إلى تقديم الأعذار له بتبرير إعفائه من الانخراط في المواجهة تأكيداً لوحدة الساحات التي يُفترض بالقوى المنتمية إلى محور الممانعة أن تتموضع تحت سقفها لمنع إسرائيل من أن تستفرد بطرف من دون أن يبادر الآخر لمناصرته.

 

تبريرات تحييد سوريا

ويحاول الفريق السياسي المنتمي إلى محور الممانعة إيجاد التبرير الذي يكمن وراء عدم طلب نصر الله من سوريا التدخل في القتال بقوله بأن لا مصلحة، على الأقل في المدى المنظور، في إقحامها في المواجهة، وأن هناك ضرورة إلى تحييدها مؤقتاً؛ كونها تشكل الشريان اللوجيستي الذي يتنفس منه «الحزب» لتوفير ما يتطلبه من احتياجات تسمح له بالاستمرار في مساندته «حركة ح»» وتصديها للعدوان الإسرائيلي.

 

ويلفت الفريق نفسه إلى أن مخاطبة نصر الله جمهوره ومحازبيه في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال شكر اتسمت بواقعية ولم تحمل تهديداً لإسرائيل بتوسعة الحرب بمقدار ما أنه توعّد باستهدافها بضربة مدروسة بحجم الخسارة التي أصابت الحزب، ويقول إنه ذهب في مصارحته حاضنته الشعبية إلى حد اعترافه لإسرائيل بتحقيق إنجاز باغتيالها شكر وهنية. ويؤكد أنه توخى في مخاطبته جمهوره إبقاءه على أعلى درجة من الجهوزية والاستنفار للرد على الرد الإسرائيلي على خلفية الضربة العسكرية التي ستكون مدروسة ويراد منها أن تكون أشد إيلاماً لإسرائيل من ضربة اغتيال شكر، ويتوقع بأن تكون أكبر من الرد التقليدي وأقل من الانجرار إلى الحرب.

 

أسباب تخفيفية للنظام السوري

وفي المقابل، يرى بعض المتعاطفين مع «الحزب» من خارج محور الممانعة، وفريق المعارضة على السواء، أن نصر الله لم يكن مضطراً إلى إيجاد الذرائع والأسباب التخفيفية للنظام السوري لتبرير عدم دخوله في القتال، وإلا لماذا أحجم عن مساواته للوضع اللبناني بالظروف الداخلية التي تمر بها سورية مع أنها أشد قسوة على اللبنانيين في ظل تعذر انتخاب رئيس للجمهورية كأساس لإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بإعادة تشكيل حكومة فاعلة توقف تدحرج إدارات ومؤسسات الدولة نحو الانحلال باستثناء تلك الخاصة بالأسلاك الأمنية والعسكرية التي ما زالت تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الاستقرار ومنع تفلت الوضع الأمني؟

 

ويؤكد هؤلاء أن لبنان يعاني عجزاً في الموازنة وتراجعاً في نسبة النمو وعدم الاستجابة حتى الساعة لشروط المؤسسات المالية الدولية، وهذا ما يتجاوز الظروف التي تمر بها سوريا وتستدعي التوقف أمامها والتعاطي معها بجدية للعبور بلبنان تدريجياً إلى بر الأمان.

 

ويسأل هؤلاء: هل طلب نصر الله من سوريا عدم التدخل في القتال يأتي استجابة لنصيحة روسية أُعلم بها الحزب بواسطة قنوات الاتصال المفتوحة مع موسكو؟ أم أنه يعود إلى انشغال دمشق في ترتيب أوضاعها العربية والدولية مع استعداد دول أوروبية للعودة عن قرارها بمقاطعة النظام السوري تستدعي عدم الانخراط على نطاق واسع في المواجهة، إلا في حال أن المواجهة تدحرجت نحو توسعة الحرب؟ وهل إيران مع وصول الإصلاحي مسعود بزشكيان إلى سدة رئاسة الجمهورية تتمهل في الرد على اغتيال هنية من دون أن تصرف النظر عنه؟ وأين تقف موسكو حيال كل هذه الاعتبارات؟

 

إسقاط المواجهة العسكرية

لكن يبدو أن لا خيار أمام إيران و«الحزب» سوى الرد على اغتيال إسرائيل هنية وشكر كونهما في حاجة إلى التعويض عن هذه الخسارة بتوجيه ضربة تعيد إليهما هيبتهما، إلا إذا تسارعت الاتصالات وأدت إلى فتح كوّة في انسداد الأفق تعيد الاعتبار للجهود الناشطة لوقف النار في غزة، بما يُسقط المواجهة العسكرية على أكثر من جبهة لصالح الحل الدبلوماسي.

 

لذلك؛ يشتد السباق بين تعويم الوساطات المؤدية إلى ترجيح كفة الحل الدبلوماسي على إقحام المنطقة في حرب إقليمية، شرط أن تتوّج بوقف للنار في غزة بما يسمح بالوصول إلى تسوية لتهدئة الوضع في الجنوب، خصوصاً وأن الوساطات الدبلوماسية المتنقلة بين الأطراف، أكانت مباشرة أم بالواسطة، أخذت تنشط وبرعاية أميركية تشمل الأطراف المعنية بالقتال وتبقى نتائجها مرهونة بخواتيمها.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

التقاط انفاس قبل حبسها مجددا… وبيان ثلاثي: حان وقف اطلاق النار

لم ينخفض منسوب القلق مع استمرار حال الانتظار، التي وان طالت لن تبرد من قرار الثأر لاسماعيل هنية وفؤاد شكر الذي اتخذته ايران و الحزب، لكن، وحسب ما قال مصدر امني رفيع لـ”الجمهورية” فان “طريقة الرد في حد ذاتها، تفرض سيناريوهين مختلفين، أي إذا كان من ضربة مشتركة يسددها “محور المقاومة” شيء، وإذا كان ردا منفردا شيئ آخر.

وكشف المصدر ان قرار الرد منفصل تماما عن تقدم المفاوضات التي تركز على غزة وتنسحب على جبهة الجنوب كما كان مرسوما لها من الأساس، اما التريث والتأني في تنفيذه فمرتبط بعوامل عدة أبرزها اختيار الهدف بدقة ومن ثم وضع سيناريوهات للتعامل مع الرد المضاد”.

وقال المصدر: “إذا رد العدو في المستوى نفسه او أوسع فان احتمالية ان تنزلق الأمور تصبح الأكثر ترقبا”. واضاف المصدر انه “تؤخذ في الاعتبار رغبة نتنياهو في تأجيج المواجهة وخصوصا مع ايران لاستدراج الجميع إلى ملعبه، أما نوعية الهدف فحساباتها مختلفة، خصوصا وان الأقمار الصناعيّة ترصد جهوزية عالية لمنصات الصواريخ في ايران، فيما صواريخ المقاومة غير مرئية، وفي كلا الحالتين الأهداف مجهولة، عدا عن ان المسافة بين ايران واسرائيل هي مسافة طويلة تزيد عن ١٥٠٠ كلم ما يسمح برصد الصواريخ بنحو واضح من خلال عبورها اجواء الدول التي تمر فيها. واكد المصدر “ان الكلام عن توقيت هو تحليل لا يستند إلى معطيات وكل من يقول عكس ذلك، انما يدعي المعلومة ولكنهلا يملكها”. وختم المصدر: “نحن حاليا في حالة التقاط انفاس قبل حبسها مجددا مع تنفيذ الرد”.

ميقاتي يتابع اتصالاته

وفي هذا الاطار تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته مع الدول الاعضاء في مجلس الامن طالبا ممارسة الضغوط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها اليومية على السيادة اللبنانية والزامها بتنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب. كذلك واصل ميقاتي اجتماعاته في السراي الحكومي متابعا جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول اي طارئ.

وفي هذه الاثناء، تلقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اتصالا هاتفيا من نظيره النروجي إسبن بارث إيدي الذي شدد على أن “بلاده تسعى، مع كل الأطراف المعنية، لخفض التصعيد ومنع انفلات الأمور”. واعتبر أن “الحرص على مصلحة الفلسطينيين وعلى التوصل لوقف إطلاق نار في غزة يقتضي تجنب إشعال حرب في المنطقة”. كما أكد أن “النروج، التي تولي اهتماما كبيرا بلبنان، لا ترغب في أن يكون ضحية لموجة جديدة من التصعيد والحروب في المنطقة”.

 

بيان ثلاثي

في هذه الاثناء، اوردت وكالة الانباء القطرية الرسمية “قنا” بيانا حمل تواقيع الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تضمن الآتي: “لقد حان الوقت، وبصورة فورية، لوضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لسكان قطاع غزة، وكذلك للرهائن وعائلاتهم. حان الوقت للانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. لقد سعى ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى اتفاق إطاري، وهو مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ.

هذا الاتفاق يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 أيار 2024 ، والتي دعمها قرار مجلس الأمن رقم 2735.

ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت، كما يجب أن لا تكون هناك أعذار من قبل أي طرف لمزيد من التأجيل، فقد حان الوقت للإفراج عن الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق. ونحن كوسطاء مستعدون – إذا اقتضت الضرورة- لأن نطرح مقترحا نهائيا لتسوية الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كافة الأطراف. لقد دعونا الجانبين إلى استئناف المحادثات الملحة يوم الخميس الموافق 15 آب في (الدوحة أو القاهرة) لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل.

الموقف الاميركي

في هذه الاثناء، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية “اننا لا نتواصل بشكل مباشر مع الحزب، لكن هناك شركاء لنا في المنطقة يتحدثون مع الحزب”. واعتبرت ان “تصعيد النزاع قد يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الإيراني، ونحن نستمر في التوضيح لإيران بأنه لا ينبغي لها تصعيد النزاع”.

وفي السياق، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله ان واشنطن “حذرت إيران من أن حكومتها الجديدة والاقتصاد الإيراني قد يتعرضان لضربة مدمرة إذا شنت هجوماً كبيراً على إسرائيل”. كذلك اوضحت لإيران “أنها مستعدة لاستخدام القوة للدفاع عن إسرائيل كما فعلت في نيسان الماضي”.

وقال هذا المسؤول ان “رسالة الولايات المتحدة إلى طهران لم تكن تهديداً بشن عمل عسكري أميركي ضد أهداف في إيران ولكنها كانت تحذيراً من مخاطر استفزاز إسرائيل ودفعها لرد عسكري قوي. واشار الى ان “المسؤولين الأميركيين ليسوا متأكدين مما إذا كان الحزب يعتزم الهجوم في نفس الوقت في هجوم منسق مع إيران أو في شكل منفصل”.

 

وقد وسبق هذا الموقف الاميركي اعلان القيادة الأميركية الوسطى في الجيش الاميركي بـ”ان طائرات “إف ـ 22″ تصل الى منطقة الشرق الاوسط، كجزء من تعزيزات أميركية لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها”. فيما اعلنت شركة “يونايتد إيرلاينز” الأميركية إلغاء جميع الرحلات المبرمجة إلى تل أبيب.

وقد زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ميخائيل كوريلّا، إسرائيل امس للمرة الثانية هذا الاسيوع وذلك في اطار مواصلة التنسيق استعدادًا للهجوم الإيراني، وهي الزيارة الثانية لكوريلّا هذا الأسبوع. وقد التقى كوريلّا في كرياه المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية وناقش معهم تعزيز الاستعدادات لهجوم ايران وحلفائها المرتقب ضد إسرائيل.

الموقف الاسرائيلي

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتمع مع المجلس الوزاري المصغر في قبو بقاعدة عسكرية في تل أبيب، فيما أفادت التقارير أن مقار استخباراتية ستكون ضمن أهداف هجوم متوقع للحزب.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك تقديرات بأن هجوم الحزب المرتقب سيشمل إطلاق صواريخ دقيقة تستهدف قاعدة كريات في تل أبيب ومراكز استخبارات أخرى. وأوضحت أن نتنياهو ناقش مع من اجتمع بهم مسألة متى يتم إبلاغ المواطنين بهجوم متوقع من لبنان وإيران، وذلك على افتراض وجود معلومات ودليل الى النشاط الأولي قبل الرد المتوقع.

وأشار نتنياهو، في حديث لمجلة “تايم”، الى “أننا لا نواجه حركة ح فحسب، بل محورا إيرانيا متكاملا، وعلينا تنظيم أنفسنا للدفاع على نطاق أوسع، وهدفنا في غزة تحقيق نصر حاسم على حركة ح، بحيث لا تستطيع عند نهاية القتال تشكيل تهديد لإسرائيل”. ولفت الى أن “اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى نزاع إقليمي مخاطرة أدركها لكنني مستعد لخوضها”، مضيفاً: “أفضل أن أحظى بتغطية إعلامية سيئة على أن أحظى بنعي جيد”. وقال: “هدفنا هو تدمير قدرات حركة ح بكاملها، والهدف الأكبر والأهم هو استعادة مبدأ الردع الإسرائيلي”، مشيراً الى “أنني أرغب في رؤية إدارة مدنية يديرها سكان غزة وربما بدعم الشركاء الإقليميين”.

إلى ذلك، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، امس رسالة باللغة العربية يحذر فيها اللبنانيين مما وصفه “مغامرة الحزب الجديدة، بأوامر من إيران.” وقال في تغريدة بالعربية عبر منصة “إكس”، إن “إيران و الحزب يتخذان لبنان وأهله رهائن في خدمة مصالحهما الطائفية المذهبية الضيقة”. وأشار إلى “أن إسرائيل تريد الازدهار والاستقرار على الحدود الشمالية”، مضيفاً: “لن نفسح المجال لميليشيا الحزب لضعضعة الاستقرار على الحدود، وفي المنطقة”. وحذر مما وصفه “مغامرة بلا رؤية” من الحزب، مضيفاً: “من يلعب بالنار يبشر بالدمار”، وفق تعبيره.

فيما اشار زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، إلى “أننا نخوض حرب استنزاف منذ عشرة أشهر وهذا يضر بمصالحنا”، مقرًّا بأنّ “لا خطة لدى إسرائيل لمواجهة إيران”. إلى أنّ نتنياهو “مهتم ببقاء حكومته”.

والى ذلك، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأن “المستوى السياسي في إسرائيل يوصي المستوى الأمني والعسكري بمحاولة عدم تصعيد الأمور وصولا لحرب شاملة”. وكشفت عن “تقديرات في إسرائيل أن الوقت ليس مثاليًا لحرب شاملة وسط خسائر الجيش بفي غزة واستعدادات الحزب”.

الموقف الايراني

في المقابل، اكد وزير الخارجية الايرانية بالوكالة علي باقري كني ان ردّ إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة ح اسماعيل هنية في طهران الاسبوع الماضي “سيكون مكلفاً للكيان الصهيوني وفي مصلحة أمن المنطقة”.

 

واكد باقري كني لـ”وكالة الانباء الفرنسية” ان “ردّ إيران على اغتيال هنية سيكون مكلفاً لإسرائيل وفي مصلحة أمن المنطقة”. وشدد على “ان إسرائيل ليست في موقع يمكّنها من شنّ حرب ضدّ إيران واشار إلى انها “تسعى إلى تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة.”

 

ذراع ايران في اليمن

ومن جهته، قائد حركة “أنصار الله” اليمنية عبد الملك الحو قال امس أن “ردنا حتمي وآت على قصف خزانات الوقود في الحديدة”، لافتاً الى أن “تأخر الرد من المحور عموما في مقابل التصعيد الإسرائيلي هو مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون الرد مؤثرا على العدو في مقابل استعداداته”. وأشار الى أن “العدو الإسرائيلي يعرف بحتمية الرد وأنه لا تراجع عنه ويقابله باستعدادات يُشرف عليها الأميركي ويتعاون فيها الغربي وبعض الأنظمة العربية”، واكد أنه “لا يمكن لأي ضغوط أو ترهيب أن تثنينا عن قرار الرد على العدو الإسرائيلي”.

وذكر الحو  أن “هناك مساع أميركية وأوروبية حثيثة ومن بعض الأنظمة العربية لاحتواء الرد”، مضيفاً: “لم تتوقف الاتصالات والرسائل والوسطاء لمحاولة إقناع الجمهورية الإسلامية تحديدا بأن يكون ردها متواضعا وبسيطا وغير فاعل ومؤثر”.

وقال: “محاولات الترهيب والإغراء تقابلها الجمهورية الإسلامية بكل وضوح لأن المسألة تمس بشرف الجمهورية الإسلامية بقتل ضيفها في عاصمتها، ومسار الإسناد مستمر من جنوب لبنان ومن اليمن والعراق، ومسألة الرد حتمية لا شك فيها”.

مواقف عربية

 

وعلى صعيد التحركات العربية والاقليمية والدولية لمنع نشوب الحرب قام امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة عمل والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعقد معه لقاء ثنائيا في المجمع الرئاسي في أنقرة .

وافادت “وكالة الانباء القطرية” انه جرى خلال اللقاء “البحث في أوجه التعاون والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها في جميع المجالات، كما تناول اللقاء مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخصوصا مناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.

 

في غضون ذلك، اشار رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي بعد اجتماع لحكومته الى ان “حدة وتعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط تصاعدت خلال الأسبوع الجاري”. وأضاف: “نحن لا نضمن ماذا سيحصل غدا، من الوارد ان تحصل صدمات أخرى تؤدي إلى العديد من التعقيدات والمشكلات”. وقال: “كلنا في حالة عدم يقين من تطورات الأمر والأزمة، ولا احد يعرف ماذا سيحصل في ظل التوترات ورد الفعل الإيراني على المشهد وتداعياته على المنطقة، والتخوف من اتساع النزاع والصراع على مستوى أكبر”.

في الميدان

ميدانيا، تواصلت المواجهات بين المقاومة واسرائيل على الجبهة الجنوبية، واعلنت “المقاومة الاسلامية” انها ردت على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى خصوصًا في بلدتي الدوير ومجدل زون، “بصليات من صواريخ الكاتيوشا على منصات القبة الحديد ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في منطقة خربة منوت في الجليل الغربي المحتل” كذلك قصفت ثكنة زرعيت (مقر قيادة الكتيبة التابعة للواء الغربي) بصواريخ بركان”.

واغارت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر على الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي وسقط بنتيجتها اربعة جرحى.

وتحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إطلاق نحو 15 صاروخا على الجليل الغربي، فيما اغارالطيران الحربي الإسرائيلي على دفعتين على كفركلا ووادي الدلافة في حولا. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط عدد كبير من الصواريخ في منطقة “غشر هازيف” بالجليل الغربي وبين شلومي ونهاريا.

ونعى الحزب حسن عاطف السيد “غريب” مواليد عام 1978 من بلدة عيترون في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس متأثرًا بجراحه.

وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي ساحة مركبا قرب البلدية وأطراف وادي السلوقي. فيما استهدفت المقاومة بمسيرة انقضاضية تجمعا للجنود في موقع المرج كذلك استهدفت موقع المالكية والتجهيزات ‏التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وثكنة راميم.

في المقابل، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “اكس”، أن “خلال ساعات الليلة الماضية أغارت طائرات حربية لسلاح الجو ودمرت عدة بنى تحتية للحزب في بنت جبيل ومجدل زون”.

من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي حالة التأهب القصوى، وعزز في مطلع الأسبوع نظامه الوطني لصفارات الإنذار من الغارات الجوية وبث التنبيهات لتشمل رسائل نصية تصل إلى السكان في المناطق المستهدفة.

 

ونصحت مجالس محلية كثيرة السكان بالحد من الأنشطة غير الضرورية والبقاء بالقرب من المناطق المتمتعة بالحماية من الغارات وبتجنب التجمعات الكبيرة.

واشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الحزب في لبنان سيبدأ الهجوم أولا، وسط حالة استنفار قصوى دفعت إليها توقعات بأن يكون ‏الرد “خلال أيام”، بحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية.‏

فيما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن إسرائيل في حالة استنفار قصوى، مشيرا إلى أن “الجيش يعرف كيف يشن هجوما سريعا ‏في كل مكان”.‏ وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في صفحتها الاولى امس أن “نصر الله ينوي الرد قبل إيران”.‏

 

وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن إسرائيل كانت تتوقع بدء هجوم الحزب “خلال خطاب  نصر الله” ‏الثلثاء الماضي.‏ فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أحدث التقديرات الرسمية في إسرائيل تشير إلى أن الحزب سيردّ على اغتيال شكر “منفردا ‏وخلال أيام”.‏

 

ونقل موقع “إكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل أبلغت الى واشنطن “أن الحزب سيدفع ثمنا غير متناسب إذا أصاب ‏هجومه مدنيين إسرائيليين”.‏ وأبرزت وسائل الإعلام تقريرا نشرته مجلة “بوليتيكو” يفيد أن إيران ربما تعيد التفكير في شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، ‏بحسب ما قاله مسؤولون أميركيون.‏ ‏

كندا

ومن جهة أخرى ذكرت وزارة الخارجية الكندية في بيان أن الحكومة أعلنت أمس الأربعاء أنها قررت سحب أبناء ديبلوماسييها من إسرائيل. وقالت أنها وافقت على نقل أبناء الدبلوماسيين والمسؤولين عنهم بشكل موقت إلى بلد ثالث آمن. وأوضحت أنه لا يوجد معالون يعيشون مع الديبلوماسيين المقيمين في رام الله بالضفة الغربية وبيروت. وقالت أن السفارتين في تل أبيب وبيروت والمكتب التمثيلي لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية “تظل جميعها تعمل بكامل طاقتها وتواصل تقديم الخدمات الأساسية للكنديين”.

*********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تصاعد الهجمات والضربات.. وانتظار ثقيل في المنطقة

لبنان يؤكد للسفراء تمسُّكه بالقرار 1701.. واتصالات لتطويق الحساسيات في الجبل

 

بين جبهة النار المتصاعدة، والمكثفة أحياناً في الجنوب وامتداداته الميدانية إلى ما وراء النهر وصولاً الى البقاع، فضلاً عن امتداد الحرب والذعر الى ما وراء مستوطنات الشمال الاسرائيلي البعيدة عن الشريط الحدودي مع لبنان، والحركة الدبلوماسية اللبنانية وسواها الرامية إلى التأثير سلباً لمنع الحرب المتوسعة أو لمتوحشة، لاحظ سياح مغادرون ولبنانيون لم يتمكنوا من تعديل مواعيد سفرهم لجهة تقريبها خوفاً من «الردّ والرد على الرد المتبادلين بين الحزب واسرائيل»، ان اللبنانيين يعيشون حياة عادية على الرغم من ثقل الانتظار والمخاوف من ردود صاعقة، تأتي على الأخضر واليابس اكثر مما أتت.

وحسب موقع «Euro News» فإنه في بيروت تفتح المحلات التجارية ابوابها وتشهد حركة المرور ازدحاماً شديداً.. ووصف الموقع هذه المشاهد «بالسريالية» في منطقة تتأرجح على حافة حرب شاملة. والشوارع تعج بالحركة امتدادا الى الضاحية الجنوبية لبيروت.

رسمياً، عقد الرئيس نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب اجتماعاً في السراي امس مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سوريا وكوريا الجنوبية.

وخلال الاجتماع، شرح الرئيس ميقاتي والوزير بوحبيب ثوابت الموقف اللبناني في ما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية، وأولوية الالتزام بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1701.

وفي اطار الجهوزية لمواجهة الاوضاع الصعبة في حال تردي الاوضاع الامنية والعسكرية، التقى ميقاتي وفدا من نقابة «مستوردي الغذائية»، اذ شدّد النقيب هاني البحصلي على عدم اغلاق المرفأ، او حصول حظر على الحركة اللوجستية وحالياً لا مشكلة بالنسبة للتموين.

المعارضة ضد الحرب

وفي اطار اظهار المواقف، ابلغ وفد من نواب المعارضة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت انهم يرفضون ادخال لبنان بالحرب الدائرة، مؤكدين التمسك بالقرار 1701 على جانبي الحدود، واستمع الوفد الذي ضم النواب: مارك ضو، غسان حاصباني، اشرف ريفي، جورج عقيص وأديب عبد المسيح الى الجهود الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد.

وفي السياق، اشار النائب فواد مخزومي الى انه: لا يرى ما يراه السيد نصر الله من هذه الحرب، ولا يمكننا ان نخاطر ونأخذ لبنان الى حرب «خسرانة خسرانة».

وفي حوار مع الـ «L.B.C» ليلاً قال مخزومي: نحن ككتلة مستعدون لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن هناك طرف رافض لبناء دولة.

توعد اسرائيلي

وفي التهديدات اليومية المعادية، توعد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت اللبنانيين بحرب مدمرة، اذا ما استمر “الحزب” باطلاق الصواريخ.

اتصالات لاحتواء الحساسيات

وفي سياق احتواء ما كشف عبر مواقع التواصل والفيديوات بين نازحين من الجنوب وأشخاص من قرى درزية إلتجأ اليها هؤلاء، جرت اتصالات عاجلة لمعالجة الموقف، واحتواء الحساسات، منعاً لتفاقمها.

وكانت انتشرت على المواقع ان بلدية دير قوبل ألغت عقد ايجار لإمرأة جنوبية وعائلتها وطالبتها بمغادرة البلدة، وكذلك انتشر فيديو عن اخراج امرأة واولادها من بلدة غريفة من قبل شبان.

ولاقت هذه الفيديوات ردود فعل مختلفة لدى المتابعين، وأقرباء السيدتين، وناشطين جنوبيين.

وكان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السباق وئام وهاب دعا الدروز الى الاقتداء بسلطان باشا الاطرش، الذي استضاف أدهم خنجر (الثائر الجنوبي ضد الفرنسيين)، مؤكدا ان بيوت الدروز في الجبل مفتوحة لأهل الجنوب

الوضع الميداني

ميدانياً، عدا عن استهدافات مدفعية العدو بلدتي عيتا الشعب ورميش، وصولاً الى عيترون ويارين والجبين، قصفت المقاومة الاسلامية تجمعا لجنود العدو في موقع المرج بمسيَّرة انقضاضية، أصيب إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

وليلاً، استهدف “الحزب” ثكنة راميم بالاسلحة الصاروخية.

واستهدف “الحزب” منصات القبة الحديدية ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في خربة منوت في الجليل الاعلى.

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

محور المقاومة يقر اهداف الرد الدقيق بانتظار «ساعة الصفر»؟

نصرالله يربح الحرب النفسية والضربة الاستباقية تقسم «اسرائيل»

 اخفاق ألماني في «دوزنة الردود» ولندن تخشى الانزلاق الى الحرب – ابراهيم ناصرالدين

 

اذا كانت عشرة ايام من الانتظار الثقيل لم تظهر بعد الاتجاهات العامة في المنطقة، حيث يقف الجميع على حافة الهاوية، بانتظار تحريك احد الاطراف البيدق الاول على رقعة الشطرنج، فان ثمة ثابتة وموقفا لا يختلف عليهما اثنان، الثابتة، نجاح محور المقاومة في «لعبة» الاعصاب المشدودة مع كيان الاحتلال الذي اقر بالامس انه خسر هذه الحرب، والموقف ان الضغوط الاقليمية والدولية لم تنجح في لجم ايران و”الحزب”، حيث تحدثت مصادر مقربة منهما «للديار» عن انتهاء اطراف محور المقاومة من تحديد الاهداف الاستراتيجية التي سيتم استهدافها، باسلحة دقيقة، بانتظار «ساعة الصفر» التي قد تكون موحدة او كل طرف على حدة، مع العلم ان غرفة العمليات المشتركة تضم انصار الله الذين قدموا ايضا خطتهم للرد على قصف الحديدة. اما في «اسرائيل»، فان منسوب القلق ارتفع امس خصوصا حيال طبيعة رد “الحزب”، لانه سوف يحدد برأي المصادر الامنية والعسكرية الاسرائيلية طبيعة «اليوم التالي» بعدما بات من المؤكد ان الحزب لن يختار استهداف مواقع هامشية في ظل غموض كبير حيال نياته الحقيقية. وقد اجتمع المجلس الوزراي الاسرائيلي المصغر مساء امس في «قبو» «الكرياه» تحت الارض في وزارة الحرب، لدراسة المخاطر المحدقة، وكيفية اطلاع الجمهور على قرب حصول الضربات عندما تتضح المؤشرات الميدانية على قرب حصولها.

قلق بريطاني… وتدخل الماني

 

وقد عبرت مصادر دبلوماسية بريطانية عن خشيتها من «المجهول» الاتي، ونقلت عنها صحيفة «الفاينانشال تايمز» قولها، المفارقة الحالية تكمن في أن «إسرائيل» و”الحزب” وإيران لا يريدون حربا واسعة، ولكن كما ظهر من خلال الاحداث الاخيرة، فإن الأوضاع تنزلق ببطء نحو الحرب! وفي سياق متصل، ومع بلوغ التصعيد ذروته، واثر فشل تدخلات حلفاء واشنطن العرب في ثني قوى المقاومة عن الرد القاسي، دخلت برلين مجددا على الخط عبر جهاز استخباراتها في محاولة لضبط الردود العسكرية تحت سقف معقول تستطيع تل ابيب «هضمه»، الا ان نائب مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية أولي ديال، الذي سبق وزار بيروت واجتمع مع  نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، سمع كلاما واضحا لجهة مسؤولية «اسرائيل» عن التصعيد، وفهم من خلال اتصالاته الاخيرة مع “الحزب” انه لمنع انزلاق المنطقة الى حرب واسعة يجب ان تتوجه الضغوط باتجاه الحكومة الاسرائيلية الفاشية لوقف الابادة في غزة، والامتناع عن الاعتداء على سيادة الدول، خصوصا ان برلين تعلم عبر «الاندوف» في الجولان المحتل ان مجزرة مجدل شمس مفبركة، وان ما حصل تسبب به صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية. ولهذا فان ما حصل في الضاحية اعتداء ابتدائي لن يمر مرور الكرام.

هجوم غير مسبوق

 

ووفقا للمعلومات، استنتج الالمان ان ايران غير مردوعة، وان رد “الحزب” سيكون غير مسبوق وتحت عنوان استعادة الردع لمنع «اسرائيل» من اعادة الكرة مرة جديدة. وبعد ذلك يمكن العودة الى الحديث عن ترتيبات على الحدود يسبقها وقف المجزرة في غزة. اما اذا ارادت واشنطن ترك نتانياهو يجر المنطقة الى الحرب، فان “الحزب” بات على كامل جهوزية لمواجهة الاسوأ، على الرغم من انه لا يرغب بذلك. وهذه الخلاصة التي نقلها الالمان لـ «اسرائيل» وواشنطن كانت كافية بالامس لابقاء حالة الاستنفار على اشدها في كيان الاحتلال، وتاليا ارتفاع منسوب التهديدات.

السباق الاميركي مع الوقت

 

وامام هذه المعطيات، تلخص مصادر ديبلوماسية الوضع بالاتي «الأميركيون يخشون من تبادل هجمات سيجرهم إلى داخل المناوشات بسبب التزامهم الذي تم التعبير عنه في الفترة الأخير بالدفاع عن إسرائيل. واليوم الإدارة الاميركية تسابق الوقت وتروج ان هناك «مخرج» قبل مسار التصادم مع إيران و”الحزب” واسرائيل. وإذا وافق نتناياهو على المضي بصفقة التبادل في الوقت الذي تستخدم فيه الولايات المتحدة جهود الردع، فثمة احتمال لوقف التصعيد الذي قد يجر الطرفين إلى حرب».

ما حدود التدهور؟

 

ووفقا للاسرائيليين، سيكون الاحتمال الكامن في التدهور مرهونا بأمرين، قوة عملية “الحزب”، ونجاحها، وعلى خلفية ذلك طبيعة رد «إسرائيل». ففي الاشتعال السابق مع إيران في منتصف نيسان الماضي، مكن نجاح اعتراض المقذوفات الإيرانية «إسرائيل» من الاكتفاء برد معتدل نسبياً، وتلاشى التوتر خلال فترة قصيرة، اليوم، الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب، لا سيما سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي والاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، تحسباً لأي هجوم لا سيما من قبل “الحزب”. وتقدر الاستخبارات الاسرائيلية بأن “الحزب” ملزم برد أشد من رد إيران، وقدرت جهات أميركية وإسرائيلية بأن الهجوم سيتركز على المواقع العسكرية، لكنها غير واثقة من حذر “الحزب” في مسألة المس بالمدنيين!

خطة التوغل البري «فاشلة»؟

 

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «اسرائيل هيوم»الإسرائيلية،عن رسالةٍ سريّةٍ موجهة من أعضاء في الكنيست إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، بشأن خطة العمليات التي أعدها الجيش الإسرائيلي بخصوص التوغل البري في لبنان، محذرين من أنّها ستؤدي إلى فشلٍ مأسوي، وأوردت الصحيفة تحذيرًا صادرًا عن النواب عميت هليفي وزئيف الكين واوهاد طال من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، مؤكدين أنّ التوغل البريّ في لبنان حسب خطة الجيش التي اطلعوا عليها، سيؤدي إلى مراوحة في المكان لا حسم.

«الغرق في الوحل»

 

واكدت «الرسالة» ان قادة جهاز الأمن الإسرائيلي مخطئون بشكلٍ عميقٍ في فهم استراتيجية العدو، والخطة التي أعدها الجيش لإمكان دخول بري إلى لبنان مغلوطة، ولا تستوعب عمليا الأخطاء التي تم ارتكابها في المناورة البرية في غزة، وبموجب الخطة الحالية ستؤدي إلى غرق متواصل وقاس في الوحل اللبناني.

لا يوجد ردع للاعداء

 

في السياق عينه رأى مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ الاغتيالات التي نفذّتها «إسرائيل» مؤخرًا في غزّة، وبيروت وطهران، لم تُعزز الردع الإسرائيليّ المتآكل، بل على العكس دفعت المحور الإيرانيّ إلى التهديد بردٍّ قاسٍ، الأمر الذي يؤكِّد ان «اسرائيل» أمام أيّامٍ صعبة.

لا توجد خيارات جيدة

 

وقال المعهد إنّ سلسلة الهجمات الإسرائيلية، وجرأتها، وتعقيدها، تسببت بصدمة كبيرة للمحور المقابل. ومع ذلك، يجب ألّا ننسى أنّ الردع يعني التأثير في قدرة العدوّ على مواصلة الصراع، أو رغبته فيه. أمّا إصرار المحور على الرد، فيشير إلى أنّ الردع المحقق محدود، ويخلص المعهد الى القول «أمّا انتظارنا لردّ المحور، فهو يثير تساؤلات حقيقية بشأن طبيعة هذا الردع الذي نملكه، فالظروف معقدة، ولا تتوافر أمام اسرائيل خيارات جيدة».

 نصرالله يربح الحرب النفسية

 

في هذا الوقت، وبعدما اقرت المؤسسة الأمنية الاسرائيلية بأن الانتظار فعلاً هو جزء من عقاب وحسابات “الحزب”، كما جاء على لسان السيد نصر الله في خطابه الأخير، حاول وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت التاثير نفسيا في اللبنانيين، وغرد قائلا «ان مَن يلعب بالنار يُبشّر بالدمار، وأضاف إذا استمر “الحزب” في عدوانه فسنحاربه بشكل شديد جدا. من جهتها نقلت مصادر صحفية اسرائيلية عن جيش الاحتلال تقديراته بأن الحزب يبدو ملتزماً بالرد أكثر من إيران، وأنه سيرد أولاً، كما اشارت الى أن المؤسسة الأمنية في «إسرائيل» تتفق مع نصر الله الذي قال ان حالة الانتظار والطوارئ في «إسرائيل» مكسب للحزب قبل أن تبدأ الهجمة الثأرية… ولهذا يحاول الجيش جاهدا الا تؤدي «لعبة» الوقت الى المساس بجاهزية الاستعداد للضربة.

 لغز “الحزب”

 

وفي دلالة على التخبط الاسرائيلي، يشير المحلل العسكري في صحيفة «هارتس» عاموس هارئيل، الى ان “الحزب” ما يزال لغزاً مجهولاً. وقال» إن واشنطن ترسل رسائل لطهران من خلال سفارة سويسرا فيها، تزامناً مع دفعها مدمرات للمتوسط، لكن الذي يقرر طبيعة التدهور هو رد “الحزب” ومدى نجاحه وقوة الرد الإسرائيلي عليه.

 استدراج اميركا للحرب

 

في هذا الوقت، تتصاعد حالة التململ من ظل حالة الانتظار في «اسرائيل»، ويزداد النقاش حول «الضربة الاستباقية». وفي هذا السياق، راى سفير «إسرائيل» الاسبق في واشنطن مايكل أورن في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس، إن الحل يكمن في ضربة استباقية تقوم بها أميركا ضد إيران، معتبراً أن الهجوم افضل من الدفاع. واورن، المقرّب من اليمين الحاكم، يجسد استراتيجية نتنياهو الذي يرغب باستدراج الولايات المتحدة الى حرب مباشرة مع إيران. وقال «ان ضربة أميركية في إيران ستدفعهم الى طاولة المفاوضات».

السجال حول الضربة الاستباقية

 

في المقابل، راى الجنرال المتقاعد اسحاق بريك ان من يدعون لضربة استباقية لا يفقهون ما يقولون لأن تبعاتها خطرة جداً، فهي تعني حرباً إقليمية من شأنها أن تلحق ضرراً استراتيجياً بـ «إسرائيل». وقال  الجنرال المعروف بـ «نبي الغضب» الإسرائيلي، في حديث للقناة 13 إن الحل يكمن في وقف الحرب فوراً، ونزع فتيل التوتر، ومنع المغامرة، والمخاطرة باندلاع حرب مع إيران ومحور المقاومة، لأن إسرائيل غير مستعدة لحرب معها الآن. منبهاً ومحذراً بأن مثل هذه الحرب ستحطّم إسرائيل. كما حمل على قادة الجيش، واتهم بتسويق معلومات كاذبة للإسرائيليين عن تدمير قوة «حركة ح».

«الصفقة» هي الحل؟

 

بدوره،  أكد الرئيس السابق للقسم الأمني- السياسي في وزارة الأمان الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد أن المطلوب الآن لوقف حالة الانتظار والشلل الاقتصادي والتوتّر الأمني الخطر وتآكل قوة الردع والهيبة وقف الحرب في غزة، والذهاب لصفقة تعيد المخطوفين والنازحين توقف النزيف الديبلوماسي والاقتصادي، والتعاون مع الولايات المتحدة لترتيب موضوع الحدود مع لبنان، وربما التطبيع مع السعودية.

خطر حرب الاستزاف

 

من جهته، حذر محلل الشؤون الديبلوماسية في القناة 12 العبرية نداف أيال من التورط في حرب طويلة، وقال «بينما نحن في انتظار حرب… تبقى الخشية في ان نكون أمام خطر حرب استنزاف طويلة، كما يحصل بين روسيا وأوكرانيا».

  غياب الاستراتيجية لدى نتانياهو

 

اما وزير الأمن السابق في حكومة الاحتلال، رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، فقد انتقد حكومة نتنياهو، ودعا لضرورة التخلص من وعي ومفاهيم الماضي من أجل منع كارثة جديدة بعد «طوفان الأقصى». في حديث للإذاعة العبرية الرسمية، قال ليبرمان إن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو هي الأكثر فشلاً في تاريخ حكومات اليهود منذ 2000 عام، لافتاً الى استمرار النزيف بكل الجبهات والمستويات، ومع ذلك فإنها لا تتحمّل مسؤولية عن الكوارث التي وقعت منذ السابع من تشرين. ولفت الى ان المستويين السياسي والعسكري في «إسرائيل» ما زالا عالقين في السادس من تشرين، فيما يتصّرف نتنياهو بتباطؤ، ويحاول كسب الوقت، وإطالة أمد الحرب حتى يصل الى موعد الانتخابات العامة دون أي استراتيجية عامة. واضاف «علينا تغيير طريقة التفكير، ومنع الكارثة الاتية.

تصفية النووي الايراني!

 

وقال ليبرمان» قوة العدو تتعاظم، ولا أفهم لماذا ينتظر الجميع صواريخ إيرانية تسقط على إسرائيل. ما ثبت صحته في الماضي هو الضربة الاستباقية» لان الإيرانيين نجحوا في توحيد كل الجبهات، ونحن غير قادرين على بناء خطة إستراتيجية منفصلة لكل واحدة من أذرع إيران.. وعلينا تصفية مشروعها النووي، ونحن نملك قوات ملائمة كمّاً وكيفاً، ويحظر علينا السماح لهم مواصلة مراكمة القوة.

 المواجهات جنوبا

 

وفيما دوت سفارات الانذار في يافا،اعلنت المقاومة عن8 عمليات بالامس، ابرزها قصف ‏ منصات للقبة الحديدية ومرابض مدفعية وآليات عسكرية وانتشار آلياته في منطقة خربة منوت بالجليل الغربي ردا على استهداف المنازل الآمنة وخصوصا في بلدة الدوير. وكذلك استهدفت المقاومة تجمعًا لجنود العدو ‏في موقع المرج بمسيرة انقضاضية وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة. في هذا الوقت شنت طائرات العدو8 غارات أعلنت وزارة الصحة إصابة 3 أشخاص بجروح في غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة يارين، وكانت مقاتلات حربية شنت فجر امس غارة عنيفة على منزل مأهول بالسكان في بلدة الدوير، ودمرته بالكامل ولم تسفر الغارة عن إصابات، لكنها تسببت بتحطم عشرات المنازل وألواح الطاقة الشمسية في محيط المنزل المستهدف، كما اغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية.

 الاستعداد للاسوأ

 

في هذا الوقت، وتحسبا للسيناريوهات الاسوأ، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي، في اطار مراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول اي طارئ. وفي هذا الاطار، استقبل وفدا من «نقابة مستوردي المواد الغذائية» في لبنان برئاسة هاني بحصلي الذي اكد انه ليس هناك من تهافت على الاصناف، والبضاعة متوافرة للجميع. ونقل عن رئيس الحكومة تاكيده استمرار الجهود الديبلوماسية لعدم اتساع الحرب. واضاف انه في حال حصول حرب فان اهم شيء هو عدم اغلاق المرفأ او حصول حظر لكيلا يؤثر ذلك في الحركة اللوجستية لانها اهم شيء، وحاليا من ناحية التموين الغذائي لا مشكلة في لبنان». وفي موضوع ارتفاع الاسعار وعدم السماح لاحد برفع اسعاره قال « نعمل كنقابة وتجار لتوزيع بضائعنا في كل المناطق اللبنانية كي تكون بضائعنا موزعة في حال حصول حرب لا سمح الله». وردا على سؤال قال: الوضع ليس مستقرا وهذا ما اثر في الاوضاع السياحية، ولكن بالرغم من ذلك فان اللبنانيين ما زالوا متفائلين ولا يزال بعضهم يأتي وان كان بأعداد قليلة ونأمل ان نتابع الموسم هذا الصيف.

 

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

خوف في شمال اسرائيل وصمود في الجنوب والردّ آتٍ

 

تسعة ايام بالتمام مرت على اغتيال اسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة ح اسماعيل هنية في طهران والقيادي العسكري الرفيع في “الحزب” فؤاد شكر في بيروت وبعدهما المسؤول في حركة ح محمد الضيف والرد المُدوي لم يأتِ بعد. الجميع في وضعية ترقب وانتظار ثقيلين لما ستؤول اليه تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة بعد الرد الذي برر نصرالله تاخره بالعقاب لاسرائيل، كيف سيكون شكله وطبيعته وتوقيته ورد الفعل الاسرائيلي عليه وما اذا كان سيشعل المنطقة ام يأتي مؤطرا ضمن صفقة تسوية تفضي اليها المفاوضات الجارية في السر والعلن.

استعدادات

على اي حال، وفي الوقت المستقطع الذي سمح للبنانيين المغتربين بالمغادرة والمقيمين بالتحوط والتموين خشية اندلاع الحرب ، مزيد من الاستعدادات الرسمية للسيناريوهات المحتملة. وفي السياق، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي، في اطار مراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول اي طارئ. وفي هذا الاطار، استقبل وفدا من «نقابة مستوردي المواد الغذائية» في لبنان برئاسة هاني بحصلي الذي قال: «اجتمعنا مع دولة الرئيس ميقاتي كنقابة مستوردي المواد الغذائية لوضعه في صورة اوضاعنا، واكدنا له ان ليس هناك من تهافت على الاصناف ، والبضاعة متوافرة للجميع ، من ناحيته اكد لنا دولة رئيس الحكومة استمرار الجهود الديبلوماسية لعدم اتساع الحرب، وقلنا لدولته انه، لا سمح الله، في حصول حرب فان اهم شيء هو عدم اغلاق المرفأ او حصول حظر لكي لا يؤثر ذلك على الحركة اللوجستية لانها اهم شيء بالنسبة لنا. حاليا من ناحية التموين الغذائي لا مشكلة لدينا». اضاف «تطرقنا الى موضوع ارتفاع الاسعار وعدم السماح لاحد برفع اسعاره ونحن نعمل كنقابة وتجار لتوزيع بضائعنا في كل المناطق اللبنانية كي تكون بضائعنا موزعة في حال حصول حرب لا سمح الله». وردا على سؤال قال: «الوضع ليس مستقرا وهذا ما اثر على الاوضاع السياحية ، ولكن بالرغم من ذلك فان اللبنانيين ما زالوا متفائلين ولا يزال بعضهم يأتي وان كان بأعداد قليلة ونأمل ان نتابع الموسم هذا الصيف».

الصمد

واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد الذي قال بعد اللقاء: «أطلعني ميقاتي على الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة التحديات في المواجهة المفتوحة مع العدو الاسرائيلي، ولديّ ملء الثقة بما يقوم به دولة الرئيس مع الحكومة مجتمعة لمواجهة هذه التحديات في الشق السياسي ، كما انه لدي ايضا الثقة الكاملة بما تقوم به المقاومة لمواجهة العدوان الاسرائيلي. لا شك ان الوضع حساس ودقيق والعدوان يجب أن يتوقف والطريقة الوحيدة لإيقاف الامر هو ان يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، اما خارج هذا الموضوع فالمواجهة مفتوحة مع العدو الصهيونى، وان شاء الله ان تكون الخواتيم في مصلحة لبنان والامة العربية ومحور المقاومة والممانعة».

كذلك اجتمع ميقاتي مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وبحث معه مجمل التطورات والأوضاع الامنية في البلاد.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل