عملاء غب الطلب.. من العميل الحقيقي؟!

حجم الخط

العميل

كلنا جواسيس! كلنا عملاء على طريق القدس طالما نحن، مسيحيّون ومسلمون، معارضون للمواجهة العبثية التي تقودها ميليشيا إيران في جنوب لبنان! رأس الحربة في عمليات التجسس والعمالة هي القوات اللبنانية! إذ ها هم عناصرنا ينتشرون في قلب الضاحية الجنوبية، ويوزعون كالبقلاوة التي وزعها الممانعون حين أزهقوا أرواح العشرات من أبطال 14 آذار، يوزعون عند ابواب الضاحية تمامًا، المعلومات العسكرية الخطيرة، على الجيش الإسرائيلي الذي يصطاد قادتهم يومًا بعد يوم! لم أكن أعرف أن القوات قادرة الى هذا الحد على اختراق الضاحية، التي بحسب علمنا، هي حصن منيع لا تخترقه حتى ذبابة الا بإذن من نصرالله!

ربما صار ضروريًا أن نفهم من هو العميل الفعلي في لبنان، ومن هو اللبناني الوطني النظيف، والسؤال يستدرجنا الى سؤال آخر ضروري، يتعلّق تحديدًا بحركة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، الذي طالبت صحف الممانعة بطرده لأنه عميل إسرائيلي! نريد أن نفهم، من هو حقًا هوكشتاين، اليس هو الوسيط الأميركي الذي تهدف مهمته الى التوسط بين الأطراف المتنازعة لمنع تدهور الوضع الى شن مواجهة شاملة؟ّ!

أليس هو نفسه من قاد مفاوضات ترسيم الحدود البحرية منذ نحو السنتين، لمّا توسّط مع الرئيس نبيه بري لأجل ترسيم الحدود، وإتمام صفقة الغاز المدوية تلك، والتي بصم عليها الممانعون أنفسهم ومن دون نقاش، ومنحت إسرائيل حق اكتساب حقول غاز لبنانية بالمجان، تحت أنظار المقاومة وموافقة سيدها؟! فهل كان يومذاك جاسوسًا إسرائيليًا أم وسيطًا أميركياً؟! طيب، عندما زار هوكشتاين أكثر من مرة الرئيس بري للتوسط معه عند “الحزب”، لمنع التورط في المواجهة، هل كان جاسوسًا أم وسيطًا؟ “كل من سيلتقي بهوكشتاين فهو عميل. استقبال الضابط الإسرائيلي هوكشتاين يشكل طعنة في غير مكانها للمقاومة”، عنونت صحيفة ممانعة! حسبنا الله هو نعم الوكيل، كيف تحوّل الرجل من وسيط خير في صفقة الغاز، الى عميل إسرائيلي في التوسط لوقف الحرب؟! اذن كيف استقبل الرئيس بري الرجل أكثر من مرة، وكيف نصدق أن “المقاومة” اكتشفت الان، أن الموفد الاميركي هو عميل إسرائيلي؟

هذا يعني أن “المقاومة” مخروقة مثل الغربال تمامًا، كما أظهرت حقائق الأيام الماضية! هي اذًا العمالة غب الطلب عند ما يسمى بالممانعين.

طيب اسئلة وجودية أكبر من تلك للممانعين، ومن بينهم ذاك الـ الفيصل عبد الساتر، الذي يقول إن “القوات اللبنانية” عميلة لإسرائيل، من العميل الفعلي بيننا، هل الذي أعطى الاسرائيليين معلومات دقيقة عن المبنى الذي كان فيه صالح العاروري، حيث دخلت المسيَرة الى كرسيه وقصفته، ومن بعده فؤاد شكر وعشرات القادة في “الحزب”، الذين لاحقتهم المسيرات في الطرقات وفي غرف نومهم وقتلتهم، هل القوات هي من أعطت تلك المعلومات الدقيقة لإسرائيل، أم رجال وربما نساء من قلب البيئة الحاضنة، التي بدأت تكفر بـ”الحرب”، وبممارسات ميليشيا إيران في جنوب لبنان، الذي تحوّل كومة دمار فوق رؤوس الأهالي؟

من العميل الفعلي هنا، هل الذي يمنح المعلومات السرية للإسرائيليين، أم الذي يساعد ويصمد ويقاوم باللحم الحي، الحرب التي يفرضها “الحزب” على اللبنانيين بالقوة؟! هل كلمة “لا للحرب” هي أول إشارات التخوين للبنانيين الأحرار والصاقهم بتهمة “العمالة”؟!

لعبد الساتر ومن يشبهه من البيئة الحاضنة تلك، لأكبر عدد من العملاء، بحسب ما أظهرت تقارير الأمن الداخلي على مرّ السنين، وللحزب نفسه، هل اعلان نصرالله ورفعه الأصبع الشهير مهددًا بالهول ومتوعدًا اللبنانيين حين قال بصراخه المعتاد مباشرة على الهواء “أعلن أني جندي صغير في جيش المهدي، والحزب يعيش من أموال إيران وخيرات إيران”، هل هذا الرجل لبناني الهوى والانتماء و”النضال”، أم إيراني الأنفاس والانتماء والنضال؟!

في نظر اللبنانيين، يتساوى الطرفان في العمالة والعميل الأخطر هو العدو غير المعلن رسميًا، بعكس إسرائيل العدو المعلن المباشر والتي نتعاطى معها على أساس العداء ذاك!

الغريب أنه وفي وقت تلتهب فيه جبهات الجنوب، والعالم يحبس أنفاسه في انتظار حرب قد تندلع في أي لحظة، يجلس نصرالله وممانعوه الى صفحات التواصل الاجتماعي، ويبدأون بتصنيف الناس وتنقيتهم مثل طبخة العدس فوق صينية نهار الجمعة، من يناصر الدويلة هو عفيف نظيف ولو كان عميلًا، ومن يعمل لأجل استرجاع الدولة من أنياب الدويلة، هو خائن وجاسوس.

من هو العميل الحقيقي في لبنان؟ من يعلن انتماءه للجيش اللبناني ولوطن الأرز العظيم، أم من يجعل نفسه جنديًا صغيرًا لدولة اعتنقت دمار لبنان والعرب وحيث تكون، يكون الموت والدمار؟!

صار لزامًا أن نحدد في لبنان معاني العمالة الفعلية، فاذا كانت أن نكون ضد الدويلة، وضد الحرب العبثية على لبنان، وضد انهيار الكيان اللبناني، وضد من يعملون بشراسة غير مسبوقة لابتلاع ثقافة وحضارة وكيان وقداسة أرض لبنان، فنحن اذن أشد “العملاء” إيلامًا، وسنواجه كل من هم عكس تلك الحقيقة النابضة بالحقيقة.​

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل