وسط الصراع المستمر والمتواصل جنوب لبنان، اشارت مصادر سياسية الى أن الاساس من زيارة هوكشتاين في هذا التوقيت هو التأسيس المسبق على الاختراق المتوقع في مفاوضات الدوحة، وتحضير الاجواء للانتقال سريعا الى مفاوضات الحل السياسي على جبهة جنوب لبنان، وبالتالي فإن جوهر هذه الزيارة السريعة، ليس محاولة وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية، فالوسيط الاميركي أكد استحالة الوصول الى هذا الامر قبل وقف اطلاق النار في غزة، بل محاولة ابقاء الوضع على جبهة الجنوب محصورا في نطاقه القابل للسيطرة، ومنع تفاقمه الى حدّ ينعكس بصورة سلبية على مفاوضات الدوحة.
لفتت المصادر الى أنّ “مقاربة هوكشتاين لصورة الوضع القائم عكست رغبة اميركية في احتواء او ضبط او منع ردّ “الحزب” على اسرائيل، او ثني الحزب عن هذا الرد. اذ بدا متهيبا من احتمالات تصاعد التوتر في جنوب لبنان، وركز تكررا على الدعوة الى تجنّب القيام بأي عمل يؤدي الى تصعيد الموقف أكثر.
قالت المصادر ان “خلاصة زيارة هوكشتاين أنّه نقل رسالة واشنطن إلى كلّ الاطراف تتلخص بأنها لا ترغب في أن تتوسع دائرة الصراع او في أن تتورّط المنطقة في حرب واسعة. وأنّه لا ينبغي التصعيد من أي طرف كان”. منبهة الى ان “استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من منازعات ومواجهات، نتيجته إدامة الصراع وحالة من عدم الاستقرار، واستمرار المعاناة”.
في هذا السبيل تعمل واشنطن بشكل مكثف مع كلّ الأطراف لوقف التوترات في المنطقة ومنع تدحرج المواجهات الى صراع اوسع واخطر. كما ان واشنطن تعوّل بصورة جدية على مفاوضات الدوحة، في أن تصل بالحرب في قطاع غزة إلى خط النهاية في أقرب وقت ممكن، وثمة مؤشرات تبعث على التفاؤل. وهذا من الاساس يشكل اولوية لدى الادارة الاميركية، ومن هنا كانت رسالة الرئيس بايدن قبل ايام قليلة بأنه آن الاوان لكي تتوقف الحرب والمعاناة.
اوساط نواب المعارضة الذين التقاهم هوكشتاين قالت ان “لقاءاته اتسمت بالايجابية وكلامه متفائل لجهة نجاح وقف اطلاق النار في غزة، وهو ما سينسحب وقفا لاطلاق النار في جنوب لبنان، واطلاقا لمفاوضات جدية للمرحلة المقبلة. وان المعارضة اكدت ضرورة الالتزام بالقرار 1701، ورفض ادخال لبنان في حرب لا مصلحة له فيها”.