في الأول من أيلول، يرفع حزب “القوات اللبنانية” راية شهداء القضية اللبنانية في قداسه السنوي، مستحضرًا صور وأسماء الذين بذلوا أغلى ما لديهم دفاعًا عن الأرض والكرامة، عن الحلم والحرية. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى، بل هو لحظة نتأمل في قافلة شبابنا عبر الزمن، ترسل لنا نداءً خالدًا: “الغد لنا، والحرية لنا”.
نجتمع في هذا اليوم لا لنكرم الشهداء فحسب، بل لنُعلن أمام العالم أجمع أن “نحن المقاومة، وهيك رح نبقى إلى أبد الآبدين”. ففي زمن تتكاثر فيه التهديدات، يأتي هذا القداس كتذكير بأن “الحراس ما بينعسوا”، وأننا مستعدون دائمًا لمواجهة كل من يحاول أن يمس بوجودنا وثباتنا في هذا الشرق.
عندما قدّم الشهداء حياتهم، كانوا “أخوة في الشهادة”، واليوم نحن مدعوون لنكون “أخوة في الحياة”، متحدين في وجه كل من يسعى لزرع الفرقة بيننا. الشهادة ليست حدثًا مضى، بل هي نبض حي في كل رفيقة ورفيق، هي شعلة تضيء دروبنا وتمنحنا الإصرار على الصمود في وجه كل التحديات.
“لا عدالة لأحياء يُظلم شهداؤهم”، فهؤلاء الأبطال لم يقدموا حياتهم ليعيشوا أحياءهم في ظل الظلم أو الخنوع، بل من أجل وطن يستحق العيش بكرامة وحرية. شهادتهم كانت انتقالاً “من قدر إلى قضاء”، حيث أصبحت أرواحهم حكمًا على كل من يحاول تحريف مسار التاريخ، ويوجهوننا لتصحيح المسار كلما دعت الحاجة.
“نحن هنا” و”بشهدائنا مستمرون وعلى محاولات الغدر متمردون”، لن نسمح بأن تُمحى ذكراهم ولن نقبل بتزوير التاريخ، لأن “شهادتهم أمانة”. هذا الوطن قد بُني بدماء “أبطال” لم يعرفوا الخوف أو التراجع. كل محاولة للنيل من إرثهم ستقابل بمقاومة لا تعرف الانكسار.
في كل عام، ونحن نحتفل بقداس الشهداء، نجدد العهد بأن “نبقى”. هذا العهد ليس مجرد كلمات، بل هو نقش محفور في وجداننا وضميرنا الجماعي. الشهداء ما “راحوا”، بل هم معنا وهم البوصلة التي توجه قضيتنا، هم النبض في وجداننا، يذكّرنا دائماً بأننا “باقيين”.
اليوم، نُعلن أن “العهد لهم”، وأننا مستمرون في حمل راية القضية، لأننا “مقاومة مستمرة” لا تنتهي. تضحيات شهدائنا لم تكن لحظة في الزمن، بل هي أساس نؤسس عليه “لتبقى لنا الحرية”، حرية لا تقبل المساومة أو التفريط.
ذكرى الشهداء هذا العام تأتي في وقت صعب، لكنها تأتي كتأكيد على أن “نحن هنا”، ثابتون، بفضل تلك الأرواح الطاهرة التي زرعت فينا قوة الاستمرار. نقول اليوم إن أرواحنا مستعدة لتدافع عن هذا الوطن، ضدّ كل من يحاول تهديد سلامه واستقراره. “وكل ما دق الخطر… قوات”.
نجدد العهد بأن “العهد لنا”، لبناء وطن يليق بتضحيات شهدائنا وصمود مجتمعنا، وطن يستحقنا ونستحقه. هذا الوطن سيبقى، وستبقى ذكراهم نبراسًا ينير لنا طريق المستقبل. فلتبقَ لنا الحرية، اليوم وغدًا وإلى الأبد.