تستبعد مصادر سياسية متابعة، “تفلُّت الشارع في لبنان، أقله في المدى المنظور، على الرغم من الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتدحرجة والاختناق الاقتصادي المتزايد جرّاء الحرب التي زُجّ لبنان بها خدمة لمشاريع خارجية لا علاقة لها بمصالح اللبنانيين”، مع إقرارها بأنه “لو لم يكن الهمّ الأساسي اليوم هو الخوف من توسّع الحرب وما ستخلّفه من دمار شامل وتهجير ونزوح وتشريد عشرات آلاف العائلات، ربما كان الشارع اليوم يغلي بفعل اشتداد الأزمة التي فاقمها توريط لبنان في الحرب والتي تضغط على حياة اللبنانيين اليومية”.
المصادر ذاتها تلفت، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “كل العناصر والعوامل المؤثرة التي تدفع إلى ثورة الشارع متوفّرة اليوم، بظل الغلاء المستشري وارتفاع الأسعار المتدحرج والأقساط المدرسية “الخيالية” هذه السنة، وسط غياب شبه تام لأجهزة الرقابة العاجزة والمكبّلة لألف سبب وسبب، وارتباطاً بالاقتصاد المنكمش والخسائر الاقتصادية والمالية التي لحقت بكل القطاعات المنتجة والتي تدخل العملات الصعبة خصوصاً الدولار إلى البلد جراء الحرب، وحيث المعاشات والأجور والرواتب لا تكفي ربما لعشرة أيام في الشهر، لكن الجميع يعي خطورة تفلُّت الشارع في هكذا وضع ما قد ينسف ما تبقَّى من استقرار هش ويدخلنا في أزمة أخطر”.
تضيف: “بظل هكذا وضع، لا أحد يمكنه توقع كيف ينتهي الأمر في حال بدأت تحركات واسعة في الشارع، لرفع الصوت والصرخة في وجه الطبقة المتحكمة والمهيمنة على مجمل الوضع في لبنان، على الرغم من أن أبسط الإيمان والحق هو الانتفاض على هذا الفريق المتسلط القابض على القرار والسيادة ومصير اللبنانيين والذي أودى بهم إلى جهنم التي يعيشونها، لكن اللعبة في مكان آخر والشارع لن يفيد بشيء، في هذه اللحظة، بمواجهة فريق لا يقيم أي اعتبار لأوجاع اللبنانيين ولا يعنيه سوى تنفيذ أجندة أسياده ومشاريعهم التوسعية، ولو خرب لبنان بأسره”.
المصادر نفسها، تشير إلى أن “اللعبة اليوم تدور في حلقات أوسع وأكبر من مسألة النزول إلى الشارع، فمصير المنطقة بأسرها ومستقبلها وليس لبنان فقط يُرسم في كواليس المفاوضات الجارية”، معتبرةً أننا اليوم “في مرحلة صمود وثبات، والمهم عدم إضاعة البوصلة وتمسك اللبنانيين الأحرار بالمبادئ والثوابت الأساسية وعدم التزحزح قيد أنملة عنها لتحقيق الهدف الذي ينشدونه، لكي يكون اليوم التالي للحرب بداية الطريق نحو إقامة الدولة المنشودة التي تملك قرارها وتبسط سيادتها الكاملة على كل أراضيها وتحقق الأمان والاستقرار والازدهار لشعبها وتخرجنا من دوامة الحروب المتسلسلة. فمن حق الشعب اللبناني أن يعيش بسلام في دولة طبيعية كسائر شعوب العالم المتحضر، لا أن يبقى رهينة الحروب والدمار والخراب ومشاريع البعض التدميرية التي أوصلتنا إلى الانهيار”.