الى جهابذة “المحور”: لكم الخيار ولنا القرار 

حجم الخط

محور الممانعة VS القوات

إن ارتفاع الصراخ والعويل، وتعالي البكاء والنحيب، من الأصوات الصادرة عن أبواق الممانعة منذ مساء الأحد وحتى ساعة كتابة هذه السطور، يؤكّد عمق المأزق الذي يعيشه “محور الممانعة” في لبنان، بحيث فَقَدَ أركان وصِبية هذا المحور كل منطق بعد تَمَعّنهم في خطاب “الحكيم” الذي وصفته مصادر ديبلوماسية رفيعة ومطّلعة، بأنه خطاب يتّسم بالعقلانية والاتزان، ويشكّل خارطة طريق حقيقية وفعلية للخروج من جهنم التي استحدثها “محور الممانعة” وأغرق لبنان وشعبه فيها.

هذا المحور، عاجز عن انتخاب رئيس خاضع له، وفي الوقت ذاته، يمنع انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي، ويعتبر المرشّح المنافس لمرشّحه غير جدّي، ومرشّحه فقط هو الجدّي، وفقًا لمعادلة “بييّ أقوى من بيّك” وخارج أية معايير ومفاهيم منطقية أو علميّة.

الأمر ينسحب على جبهة إسناد غزّة التي افتتحها منذ 11 شهراً تقريباً، بقرار من خارج الحدود، وبالتنسيق مع غرفة سوداء في أحد سراديب ضاحية بيروت المختطفة، وخارج إطار الدولة اللبنانية التي لها وحدها حق تقرير مصير الشعب اللبناني عبر امتلاكها قراريّ السلم والحرب. فقد صادر “محور الممانعة” هذا الحق ودمّر الجنوب مع ما تبقى من اقتصاد هزيل وأخذ لبنان إلى حرب طاحنة لا ناقة له فيها ولا جَمَل، وحتّى الساعة هو عاجز عن الاستمرار فيها بسبب تفوّق قدرات إسرائيل على كافة المستويات، وهو عاجز أيضًا عن التراجع عنها وتطبيق القرارات الدولية ونشر الجيش على الحدود الجنوبية…

هذا المحور، عاجز أيضًا عن إعادة الحياة للبنان، وفي الوقت ذاته يمنع سواه من النهوض به وتفعيل المؤسسات التي تعمّد شلّها.

وعليه، فإن “محور الممانعة” قد أغرق لبنان في نكبات وحروب وأزمات لا تُحصى، لا يعرف كيفية الخروج منها، ويمنع على سواه إخراج لبنان منها، ما ينطبق على مقولة شهيرة مفادها: “سيئة تحاضر بالعفة”… هكذا هو واقع حال “محور الممانعة” في لبنان، يريد رئاسة الجمهورية ويخشى من انتخاب رئيس سيادي، يريد الحرب ويخشى أن تسحقه، يريد السيطرة على لبنان ويخشى جهله وسقوطه في إدارة الدولة، والأمثلة كثيرة وعديدة.

أما المُثير للشفقة والسخرية في آن معًا، فهو ما استفاض به اليوم من حقد، أحد جهابذة “المحور” عبر صحيفة “الأخبار”، بحيث لفت إلى خلو خطاب “الحكيم” من كلمة إسرائيل، واسترسل في الشرخ والشرح والتشريح، عبر الدلالة إلى تناغم بين الطرفين، وقد غاب عن بال الكاتب السخيف أن الرئيس نبيه برّي، وهو أحد أسياد المحور، في الخطاب الذي ألقاه عقب توقيع اتفاقية الترسيم البحري الشهيرة، يوم تخلّى عن حقوق لبنان عبر تنازله عن الخط 29 لمصلحة “العدو”، ذكر حينها مصطلح “دولة إسرائيل” 5 مرات، لذا لم يترك لسواه ما يذكره عن إسرائيل، فقد سبَقَ فضل “برّي” خطاب “الحكيم”.

باختصار، ما أفقد صواب أركان وصِبية المحور، أكثر من عبارة واحدة صدرت عن مرجعية مرموقة اسمها سمير جعجع، إنما أهمها وقد جاء فيها: “الطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفْتعلْ. الطريق الى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع”.

بكلام آخر، سمير جعجع وخلال موقف واحد وضمن خطاب واحد، عرّى المحور بكامله وأسقط عن وجهه كل الأقنعة وأهمها السعي إلى إخضاع لبنان عبر ترهيب اللبنانيين وسوقهم إلى سجن كبير وآلة قتل لا تستريح بغلاف يتصدره عنوان وحيد هو “الحوار”…

لا لن نُخدع ولن نخضع، وكما قال الحكيم: “اقرأوا التاريخ… بوجْه أيّ تهديدٍ، بوجه أيّ محاولة إخْضاعٍ، بوجْه أيّ محاولة سيْطرةٍ… سنرفض، سنتحدّى، سنقاوم… وسنبقى”…

لكم الخيار… ولنا القرار… والسلام

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل