أقام مركز مونتريال-كندا القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية ولذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه في كاتدرائية مار مارون تحت شعار “الغد لنا”.
ترأس القداس راعي أبرشية مار مارون في كندا، سيادة المطران بول مروان تابت، يعاونه راعي أبرشية أنطلياس، المطران أنطوان بو نجم، وممثل مطران كندا للروم الملكيين الكاثوليك، الأب ثيودور زخور، وممثل مشيخة العقل في كندا الشيخ عادل حاطوم وبحضور القنصل العام في مونتريال، أنطوان عيد، وجوريف القزح ممثلًا منسق كندا في حزب القوات اللبنانية ميشال عقل، إضافة إلى أعضاء من بلديتي مونتريال ولافال، إلى جانب حشد كبير من المحازبين والمناصرين لحزب القوات اللبنانية وجمعيات وأندية وصحافة محلية.
في عظته، شدد المطران تابت على ضرورة بقاء شعلة الإيمان والمحبة مُضيئة في قلوبنا، مؤكدًا أن الأسر المسيحية في لبنان ما زالت بحاجة إلى التضامن فيما بينها والإبقاء على إرادتها قوية في مواجهة التحديات الكبيرة والداهمة. وحثّ على ضرورة إبقاء ذكرى الشهداء والمصابين حاضرة في حياتنا اليومية، لكي لا تُنسى تضحياتهم ولتبقى ذكراهم نبراسًا لمسيرة الحرية، وتجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا المسيحي في لبنان وجواره.
كما دعا المطران تابت الجميع إلى الصلاة والعمل معًا، والتعهد بألا يفرّط أي فرد بتضحيات الشهداء والمصابين، ولا بأوجاع أهاليهم وأسرهم، وأن نسمو فوق ما يفرقنا من أجل الحفاظ على القضية الجامعة، وهي الحضور المسيحي الحر والفعّال والحيوي في لبنان ومن أجل لبنان.
في الختام، توجه الجميع إلى صالون الكاتدرائية لتناول لقمة الرحمة، حيث ألقى رئيس مركز مونتريال في القوات اللبنانية، رشدي رعد، كلمة ذكّر فيها على أنّ هذا : “اللقاء اليوم هو موعد سنوي مع الرفاق المقاومين الذين أحبوا لبنان حتى النفس الأخير، ومع القواتيين الذين حملوا أرواحهم بشجاعة على أكفهم دون كلل أو ملل، وحاربوا من أجل وطن يحلمون برؤيته سيدًا، حرًا، مزدهرًا ومستقرًا، تحكمه سلطة شرعية تُستمد قراراتها من بيروت فقط. ”
وأكمل رعد :”كل عام تحل ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لكن مع استمرار الأزمات التي تطال السياسة والاقتصاد والأمن والمجتمع، يظل لبنان رهينة لصراعات إقليمية يدفع ثمنها من لحم أبنائه.”
وأضاف رعد أن “لبنان يدفع ثمن حرب لا علاقة له بها، بينما تتضامن القوات اللبنانية مع كل مظلوم وترفض دخول لبنان في صراعات مفروضة من حزب الله دون مشاركة الدولة والشرعية اللبنانية في القرار. القوات تعتبر لبنان أمانة مقدسة لا يمكن التخلي عنها، وتظل مستعدة للتضحية للحفاظ عليه. بقيادة الدكتور سمير جعجع، يستمر الحزب في مواجهة محاولات السيطرة على الدولة وتحويلها إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية.”
وتابع رعد: “منذ أكثر من أربعين عامًا، حلم الشيخ بشير بلبنان حر، ورغم استشهاده، لم تنكسر القوات التي قاتلت دفاعًا عن الهوية اللبنانية بقيادة الحكيم. حتى بعد الحرب، ورغم الظلم والتآمر، لم تتراجع القوات. إننا نكرّم اليوم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، شهداء كان لي شرف القتال إلى جانبهم، وأذكر منهم إيلي منصور، طوني نصر، سمير وديع، وشهداء عرفتهم أسماء لابطال في الميدان، أمثال الشهيد سهيل منسى، أكرم القزح، سليم معيكي، وشهداء حرمتني الغربة من التعرف عليهم قبل أن تطالهم يد الغدر، كالشهيد رمزي عيراني، إيلي حصروني، بسكال سليمان. نؤكد أن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأن الغد سيكون للبنان السيد والحر.”
واختتم رعد كلمته موجهًا حديثه للشهداء: “تضحياتكم محفوظة في أيدٍ أمينة، ولبنان الذي حلمتم به سيعود قويًا ومزدهرًا، والنور سينتصر على الظلام، والقيامة آتية لا محالة.”