خاص ـ حوادث السير المفجعة على طرق لبنان المترهلة

حجم الخط

حوادث السير

يُعتبر لبنان من أخطر البلدان في العالم على صعيد حال الطرق السيّئ وبناها التحتية المختلفة المترهلة والتي باتت أشبه بأفخاخ وكمائن تتربّص بالسائقين والمارة على حدٍّ سواء، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة حوادث السير التي تحصد الأرواح والمصابين، خصوصاً أن نسبة كبيرة من الضحايا هي من الشباب في ريعان العمر. فلبنان وفق الخبراء والإحصاءات يُعتبر من بين البلدان الأعلى بمعدلات حوادث السير وأعداد الضحايا على مستوى العالم، بالمقارنة مع عدد السكان، نتيجة عوامل عدة.

يشير عدد من خبراء السير، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى “وجود أسباب كثيرة تساهم في ازدياد حوادث السير في لبنان والتي ينتج عنها سقوط ضحايا بأرقام مرتفعة، ناهيك عن المصابين والذين تكون إصابات العديد منهم خطيرة وتؤدي إلى عجز دائم، مع كل المآسي التي تلحق بالعائلات التي تخسر أحد أفرادها في حوادث السير، أو تلك التي تنقلب حياتها راساً على عقب مع إصابة أحد أفرادها، خصوصاً إذا كان معيلاً للعائلة، بعجز دائم”.

يلفت الخبراء، إلى أنه “بحسب “الدولية للمعلومات”، تكشف الأرقام الرسمية عن أنه منذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية حزيران الماضي، أي على فترة نصف سنة فقط، سُجِّل 1299 حادث سير ما أسفر عن مقتل 187 شخصاً وإصابة 1395 آخرين، بينما بالفترة نفسها خلال العام الماضي 2023، تم تسجيل 1099 حادث سير أسفر عن مقتل 199 شخصاً وإصابة 1230 آخرين”.

يضيف الخبراء: “هذه الأرقام تعني أن حوادث السير في لبنان شهدت ارتفاعاً بنسبة 18.2%، مع زيادة نسبة المصابين والجرحى بنسبة 13.4%، بينما في المقابل، شهدت الإحصائيات تراجعاً في نسبة الوفيات بنسبة 6%”. لكن الخبراء يستطردون بأن “هذه الأرقام تعتمد على أرقام تحقيقات قوى الأمن الداخلي فقط”، وبرأيهم أنها “تفتقر إلى الشمولية والتخصص”.

الخبراء يقدّرون “أرقام ضحايا السير في لبنان سنوياً، إذا ما اعتُمدت طرق ومعادلات وقواعد دولية متخصصة بحوادث السير، بما يفوق الـ700 ضحية سنوياً. بالتالي، لبنان في وضع خطير جداً بالمقاييس العالمية على هذا الصعيد، وهو عملياً يصنَّف من بين الدول ذات أعلى معدلات حوادث السير في العالم”.

الخبراء يشيرون، إلى أن “غالبية الدراسات تُظهر بأن أكثر من 90% من حوادث السير تعود للعامل البشري، إذ يبقى السائق أو حتى المارة على الطرق وفي الشوارع الأساس، بالنسبة إلى درجة الوعي والانتباه والتيقظ الدائم، من دون أي عوامل تدفع إلى الإلهاء أو تشتيت الانتباه، كاستعمال الهاتف الخليوي أثناء القيادة أو الانحناء لالتقاط غرض ما من داخل السيارة أو الاستدارة باتجاه المقعد الخلفي لأي سبب، وكل ذلك أثناء القيادة. من دون أن ننسى بالتأكيد، الامتناع عن تناول الكحول قبل قيادة السيارة تحت أي ظرف كان، بالإضافة طبعاً إلى تعاطي المخدرات على أنواعها. هذه الفئة من الأشخاص هي الأخطر، سواء على نفسها أو على الآخرين من سائقين ومارّة”.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الخبراء أن “السرعة الزائدة، وسوء حالة الطرق مثل انعدام الإنارة وكثرة الحفر والمطبّات وغياب صيانتها، وتوقف المعاينة الميكانيكية للمركبات، وحتى من دون أن تتوقف المعاينة الميكانيكية، يتهرّب الكثير من اللبنانيين من إجراء الصيانة اللازمة على سياراتهم، وهذه المسألة بغاية الخطورة على حياتهم وسلامتهم، وذلك بسبب افتقارهم للقدرة المالية نتيجة الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ نحو 5 سنوات. كل ذلك يجعلنا نخسر للأسف مئات الضحايا من أفراد المجتمع اللبناني، في ظل تقصير فاضح من الدولة ووزاراتها ومؤسساتها المعنية على هذا الصعيد”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل