قداس لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية من تنظيم “القوات” – منطقة البقاع الشمالي

حجم الخط


نظمت منطقة البقاع الشمالي في القوات اللبنانية قداسًا إلهيًا عن راحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية، في صالة الشهداء في كنيسة مار نهرا في دير الاحمر، تحت عنوان “الوفاء لكم والغد لنا”، برعاية راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران حنا رحمه، الذي ترأس الذبيحة الالهية وعاونه لفيف من كهنة الابرشية، بحضور ممثل رئيس الحزب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي، النائب السابق ربيعه كيروز، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الاحمر جان فخري، رئيس بلدية دير الاحمر لطيف القزح، وعدد من رؤساء البلديات واعضاء المجالس البلدية والمخاتير في المنطقة، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والاسرى شربل ابي عقل، منسق المنطقة الياس بو رفول ورؤساء المراكز الحزبية والمكاتب في المنسقية، اهالي الشهداء وفعاليات وكوادر حزبية وسياسية واجتماعية وروحية وعسكرية وامنية وحشد كبير من المحازبين.

وللمناسبة القى رحمه عظة قال فيها، يعود بدء تاريخ المقاومة المسيحية الى المسيح بالذات، عندما طرح افكاره وتعاليمه امام الجميع، ووجد مقاومة شريرة ارادت قتله واخفاه عن الوجود، لكنه قاوم ورفض ان تنتهي حياته قبل ان يقول كلمته، فكان الشهيد الاول والاعظم في الكون، الذي قدم ذاته ودمه كفارةً عن الجميع. كذلك تاريخنا خلال 2025 سنة قد عرف اضطهادًا مستمرًا ومميتًا وكان المسيحيون يدفعون ضريبه الدم في مقاومتهم للظلم والالغاء والاستعباد.

واضاف رحمه، في منطقتنا هناك تاريخ طويل ناصع من الاستبسال والوقوف في وجه الصعاب والمحن قائم على الصبر في الشدائد والصمود في العواصف والحروب والاضطهاد حتى عُرفت منطقتنا كقلعة صمود في وجه كل معتدٍ.

وتابع رحمه، نستذكر اليوم مئات الشهداء الذين تكللوا بالمجد مقدمين اغلى ما عندهم حياتهم ودمهم وشجاعتهم حتى يسلم الاخرون، لذلك المطلوب اليوم هو الحفاظ على ارضنا والامتناع عن بيعها، مهما اشتدت الازمات والصعاب، وان نشتري الارض التي بيعت لسبب او لاخر لنحافظ على الوجود والشهادة.

وفي ختام القداس تمت إضاءة الشعلة، والقى حبشي كلمة قال فيها، ان الشهادة لا تعني الموت، بل ان تشهد لما تؤمن به. اليوم اجد ان الكلام صعب بعد ان رأيت صور رفاقي بين ايديكم، والكلام الذي في عيونكم، امهات اباء زوجات اولاد اخوة واخوات.

وقال حبشي ان العذراء مريم حُبل بها بلا دنس، فيا ام الشهيد من اللحظة التي حُبل بها بلا دنس، كان مشهد الانجيل واضحًا، العذراء واقفة عند اقدام ابنها تحت الصليب، وانجيل يوحنا يقول وقفت مع التلميذ الحبيب، الجميع يعرف ان هذا التلميذ الحبيب هو يوحنا ولكنه لم يكتب اسمه في انجيله كي يقول لنا ان العذراء تقف مع كل واحد منكم عند اقدام الصليب، وهذا الصليب لم يكن له معنى لو لم تأتِ بعده القيامة.

وتابع حبشي، في كل مرة نجتمع بها لنتذكر نعرف ان صليب العذاب والالم والفراق محكوم بالقيامة الحقيقية، التي استشهد من اجلها ابناؤنا وهي قيامة لبنان، كما بنوه اجدادنا، وكما اوصله لنا شهداؤنا، وكما سنوصله لأبنائنا شاء من شاء وابى من ابى.

واكمل حبشي رفاقنا لم يستشهدوا في دير الاحمر فقط بل زنروا كل لبنان، في كل بقعة وُجِدوا فيها. من هنا من منطقة دير الاحمر اقول لكم هذه هي الشهادة الحقيقية لوطن نحلم به، يكون كل الناس فيه سواسية، وهذه هي الشهادة الحقيقية التي تقول هنا القوات اللبنانية، هنا دير الاحمر. رفاقنا الذين إستشهدوا من كل دير الأحمر، ومن كلّ بعلبك الهرمل لأنهم لا يقبلون إلا أن يكونوا لكل لبنان. لذلك لا ننسى رفاقنا من آل علّو وآل ناصر الدين وكلّ باحث عن الحريّة وجد مساحته معنا، ترك بعلبك الهرمل ليجد الحرية في المنطقة الشرقية حينها، وطمح ليحرّر كل لبنان. لهؤلاء، لدمائهم لأمهاتهم لعائلاتهم من كلّ بعلبك الهرمل ألف تحيّة.

واضاف حبشي اليوم الصعوبات ليست بسيطة، وجوهر الانسان يظهر عند وجود الصعوبات، لذلك اقول لرفاقي ورفيقاتي انظروا تضحيات شهدائنا لم تقف عند حدود، وهم لم يذهبوا كي يستشهدوا، بل كي يعيشوا بكرامة مع اهلهم بالرغم من معرفتهم بأن احد الاحتمالات هو الاستشهاد، ومع ذلك ذهبوا عشّاق حياة.

واستطرد حبشي ان الوضع السياسي العام اليوم صعب وغير واضح والوضع الذي تمر به المنطقة والتي نتمنى ان تنعم بالسلام وان نتعاضد جميعنا ضد اي عدو. وفي هذا الظرف الصعب الذي نمر به فإن تعاضدنا الاقتصادي والاجتماعي ومساعدة بعضنا البعض هو نضال، وان لا نسمح للقلة بغياب الدولة ان تولد النقار هو مقاومة، وان نكون عصبة واحدة في المواجهة، والقشة التي تسند الخابية هو فعل مقاومة. منذ الصغر وانا اسمع كيف سيخرج السوري من لبنان؟ اقول رفاقنا الذين استشهدوا هم من اخرجوه، ليس في سنة وسنتين بل اخذ هذا الامر عشرات السنوات. ولمن لا يرى الافق اقول له ان ذلك لا يعني عدم وجود شيء في الافق، والمثال الاكبر ان السوري خرج من لبنان والحكيم خرج من سجنه، والذين كانوا يعتبرون ان كلامنا عن شهدائنا هو جريمة وكان يتم توقيفنا اذا اجتمعنا ثلاثة اشخاص نحن اليوم موجودون هنا لنستذكر شهدائنا. نحن لسنا اولاد اللحظة نحن اولاد المسار الذي هو خطوات متراكمة وايمان بأهدافنا.

وختم حبشي، اهلي اهالي الشهداء نتلاقى معًا سنة بعد سنة لنجدد ايماننا والتزامنا بشهادتهم كي نشهد مثلهم بكلماتنا وموقفنا الذي سيبني لنا لبنان الذي نريده لكل لبناني حر لأي طائفة انتمى.

وكانت كلمة لاهالي الشهداء القتها نسرين زوجة الشهيد جورج ديب قالت فيها: شهداؤنا هم شهداء الحب والحرية، فما من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه،
نعم نحن نعشق الحرية وثقافتنا ثقافة الحياة، ولسنا عشاق شهادة ولكننا محترفي استشهاد عندما يحتاج الامر لحماية كل لبنان.

كما القت رئيسة مكتب الاعلام والتواصل في منطقة البقاع الشمالي الصحافية غرازييلا فخري كلمة جاء فيها، هو ايلول المعطّر بعطر الشهداء، والمبلول بالكثير من دموع الامهات والاباء، شهداؤنا لهم كل ايام السنة ولكن في ايلول تتعتق دمائهم في خوابي شلوح الارز، هو ايلول العهد لهم بأن مسيرتهم مستمرة مع رفاق اليوم الذين يجمعون الوفاء لكم، ويؤسسون كي يصبح الغد لنا، وبين الماضي والمستقبل رفاق يكرّسون الحاضر بأبهى صورة.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل