مفكّر القضية أنطوان نجم في حفل تكريمه: حماكِ الله يا “المسيرة”!

حجم الخط

شاءت الظروف، في خضم التزامي الوطني وفي الفترة العصيبة التي تلت استشهاد القائد المؤسس الشيخ بشير الجميل، أن أشهد ولادة “المسيرة” وأتابع مسيرتها من غير انقطاع.

وكيف لا تأخذ “المسيرة” قسطًا كبيرًا من اهتمامي وهي وسيلة تثقيفية وطنيًا وسياسيًا، بنوع خاص، بعدما كانت في فترة قصيرة شبه متخصصة بحياة القوات العسكرية من نواحيها كافة.

والقواتيون، في الحالين، انتظروها وينتظرونها أسبوعيًا بشوق ليتزوّدوا منها ما يغذّي التزامهم ويوضح عندهم معاني الأحداث وخلفياتها ومراميها. فهي نقطة التقاء لهم ونقطة انطلاق لتوجّهاتهم. هي الرابط في ما بينهم وقطب اجتذاب لمن يريد أن يتعرّف إليهم ويفقه فعلهم وردّات فعلهم.

كُتب على “المسيرة” أن تعيش أزمات الوطن بعد “البشير” والأزمات الداخلية منذ الانتفاضة الأولى حتى التفسّخ والشرذمة في الوقت الحاضر، مرورًا بعهد ذهبي دام خمسة عشر عامًا كان التماسك الداخلي في خلاله مضرب مثل ومجال حسد في آن.

وفي كل الأوقات والظروف بقيت “المسيرة” صوتاً مدوياً معبّراً عن صفاء الفكر الوطني وطهارة الاندفاع المقاوم. نظرت الى ما يجري بمعايير الرصانة والعقلانية والرؤى المستقبلية. حلّلت. قيّمت. قوّمت. نصحت. حذّرت. وفي صفحاتها فسحت في المجال لأن تكون منبرًا لمن هو في حاجة الى منبر.

لا يمكن كتابة تاريخ الوطن وتاريخ مجتمعنا في عشريتي نهاية القرن العشرين من دون قراءة “المسيرة” صفحة صفحة وسطرًا سطرًا. هي جزء من تاريخ. لا بل ساهمت في صناعة هذا التاريخ.

شخصيًا، عبّرت أكثر من مرة وفي حضور غير مهتم بـ”المسيرة” أو متربّص بها، عن عظيم إعجابي وتقديري، كمواطن وملتزم، بنجاح الاستمرار في إصدار المجلة. فقد بقيت حيّة، كلها عافية، قائمة برسالتها على قدر الإمكان وبمقدار ما تسمح به الظروف، صادقة، صدوقة، متشبثة بالقيم والتراث، مخلصة للهدف الكبير ولما نذر المؤسسون أنفسهم له.

حياة المسيرة من حياة المؤمنين بها. من حياة الناطقة باسمهم.

نموّها من نموِّهم. مستقبلها من مستقبلهم. عافيتها من وحدتهم. فما هو المصير؟

حماكِ الله يا “المسيرة”!

 

أنطوان نجم ـ من كتاب “من أجل العدالة في الوطن” ـ 6 ـ 11 ـ 2002

 

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل