خاص “Call 2 Face” – الزغبي: باب بعبدا مفتوح لـ”الخيارات الثالثة” والمنطقة نحو صيغة حياة جديدة (مستيكا الخوري)

حجم الخط

الزغبي

ضيفي في “Call 2 Face” هذا الأسبوع الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي.

اسرئيل والحزب

*ماذا يتوقع الياس الزغبي أن تحمل الأيام المقبلة للبنان خصوصاً بعد اغتيال السيد نصرالله ووجود شراهة لدى اسرائيل لتدمير كل مقومات الحزب؟

الواضح أن إسرائيل تستغل الـ”مومنتم” (momentum) العسكري لناحية زخم عملياتها الناجحة واستكمال انقضاضها على آلة “الحزب” العسكرية خصوصاً في المنطقة الحدودية الجنوبية، وهذا ما يفسر عملياتها البرية الموضعية والهادفة، مع استمرار الغارات على بنيته العسكرية في سائر المناطق.

لذلك سيتغيّر كل المعطى الميداني والتوازن القتالي بما يفتح الطريق أمام حل للحرب وبلوغ تسوية مستدامة على أساس القرار 1701 بكل مندرجاته. وهو قرار كأحجار الدومينو يبدأ جنوب الليطاني ويتمدد إلى الداخل في مرحلة لاحقة على مستوى حل المليشيات وضبط الحدود اللبنانية السورية وفقاً للقرارين 1559 و 1680، وما يتبع ذلك من إعادة بناء الدولة بشرعيتها الكاملة وقرارها السيادي.

*برأي الياس الزغبي، كيف تنتهي الحرب المدمرة التي يتعرض لها لبنان؟ كيف تقيّم أداء الحكومة؟

باتت الحكومة اللبنانية ومعها الرئيس نبيه بري أمام واقع لا مفر منه، وهو التسليم في الحد الأدنى بالتسوية التي حملها الوسيط الأميركي هوكستين، أي إخلاء منطقة جنوب الليطاني من أي وجود مسلّح لـ”الحزب”، بعدما تم هدر فرصة التسوية مراراً تحت شعار ربطها بوقف النار في غزة وحرب “الإسناد والمشاغلة”.

لذلك، من المنطقي أن تنتهي الحرب بسحب “الحزب” إلى شمال الليطاني، إلّا إذا كان فائض الثقة لدى إسرائيل بعد التطورات الميدانية يجعلها تسعى إلى هدف أوسع وهو تصفيته عسكرياً.

*يكثر الحديث عن ولادة لبنان جديد وشرق أوسط جديد، كيف يقيّم الياس الزغبي هذا الأمر؟

واقعياً، لم يعد من الممكن إعادة إنتاج موازين القوى في الشرق الأوسط كما كانت قبل حربَي غزة ولبنان، فاليوم التالي” لن يشبه في شيء “اليوم السابق”، وتالياً فإن كل الشعارات السابقة ك”وحدة الساحات” و”إزالة إسرائيل”  والهيمنة الإيرانية على دول عربية ستنتهي، وقد بدأت فعلاً بالسقوط، ولا بد أن تتجه المنطقة نحو صيغة حياة جديدة من السلام والازدهار كان لمنطقة الخليج وخصوصاً السعودية والإمارات قصب السبق في تقديم نموذج ناجح عنها.

ولا شك في أن النفوذ الإيراني دخل مرحلة الانحسار خصوصاً بعد الارتجاج العميق في ثقة وكلاء طهران بفعل انكفائها عن نجدتهم وفقاً لوعودها السابقة.

وسيكون لبنان مختبراً لهذا النموذج من السلام والازدهار بعد رفع تسلّط سلاح “الحزب” وقبضة مرجعيته.

ملف رئاسة الجمهورية

*هل يجوز أن يبقى لبنان الذي يتعرض لكل هذا الدمار بلا رئيس للجمهورية؟ هل من معلومات لحلول مرتقبة في هذا الملف خصوصا بعد الحديث عن رئيس توافقي؟

بالفعل، لقد بدأت بشائر الحل السياسي الداخلي في لبنان بعد تراخي قبضة “الحزب” عن الشرعية، وهذا ما ظهر في الكلام الصادر بعد الاجتماع الأخير الذي جمع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي عن التوجه إلى رئيس جمهورية “توافقي لا يشكّل تحدّياً لأحد”.

هذا يعني بالدرجة الأولى التخلّي عن الشرط المسبق بعقد طاولة حوار رسمية برئاسة بري، وفتح الباب أمام تجديد دور “اللجنة الخماسية”، مع الإشارة إلى “إشكال” بين الرئيسين حول ربط الاستحقاق الرئاسي بوقف إطلاق النار أو عدمه.

لكنّ مسار الاستحقاق بات أكثر وضوحاً مع التراجعات الحاصلة.

*بعد اغتيال نصرالله وتقلّص فرص سليمان فرنجية، حظوظ من ترتفع اليوم؟

من الواضح أن فرصة فرنجية انطوت بعد الأزمة الوجودية العسكرية والسياسية لداعمه الأقوى “الحزب” وتركيز الأنظار على بري تحت الضغط السياسي والدبلوماسي.

وهذا ما يفتح الباب أمام الخيارات “الثالثة”.

ولا يمكن تجاهل الدور المتصاعد لقائد الجيش العماد جوزف عون لجهة المهمة المحورية والوشيكة للجيش في الجنوب وفي إطار التسوية الواسعة، ما يرفع حظوظه الرئاسية، بدون أن يكون باب بعبدا قد أُقفل تماماً أمام الشخصيات الأخرى.​

اقرا ايضاً

خبر عاجل