خاص ـ الحصار البحري يهدِّد الأمن الغذائي

حجم الخط

تنظر مصادر معنية بقطاعات الأمن الغذائي، “بقلق بالغ، إلى التحذيرات التي أطلقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، (للمستجمّين والمتواجدين على شاطئ البحر وكل من يستعمل القوارب للصيد أو لأي استعمال آخر من خط نهر الأولي جنوباً)، مهدداً بأن (الجيش الإسرائيلي سيعمل في الوقت القريب في المنطقة البحرية ضد أنشطة “الحزب” ومن أجل سلامتكم امتنعوا عن التواجد في البحر أو على الشاطئ من الآن وحتى إشعار اخر. التواجد على الشاطئ وتحركات القوارب في منطقة خط نهر الأولي جنوباً يشكلان خطراً على حياتكم)، معربةً عن خشيتها من أن “تكون هذه الخطوة توطئة أو جسّ نبض لردود المجتمع الدولي عليها، حول مخططات مبيّتة ربما لدى إسرائيل بفرض الحصار البحري على لبنان، ما يهدّد الأمن الغذائي بشكل جدي”.

ما يعزّز المخاوف على الأمن الغذائي، وفق ما تشير المصادر ذاتها عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، هو أن “هذا التهديد الذي أدى عملياً إلى فرض الحصار البحري على الشواطئ الجنوبية، لم يكن يتيماً، إذ تزامن مع قطع طريق المصنع على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا بغارة جوية إسرائيلية، مع التحذيرات الإسرائيلية لعدم إعادة فتحها من جديد وبأن فرق الأشغال ستتعرض للاستهداف، أي أن هناك شبه حصار بري جزئي أيضاً، وهذا يهدد الأمن الغذائي بتوقف حركة الشاحنات التي تنقل بعض السلع والمواد الغذائية عبر سوريا إلى لبنان”.

أضف إلى ذلك، بحسب المصادر نفسها، “التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، تعليقاً على التهديد الإسرائيلي بالنسبة للشواطئ الجنوبية وصولاً إلى نهر الأولي الذي يصب على شاطئ صيدا على بُعد نحو 60 كلم عن الحدود الجنوبية مع إسرائيل. فسلام أكد أن (لبنان لن يتحمّل أي حصار بحري)، وهو كان يقصد بذلك بطبيعة الحال ما هو معروف، من أن لبنان يستورد أكثر من 90% من حاجياته الأساسية والغذائية من الخارج. بالتالي، من الذي يردع إسرائيل عن فرض الحصار البحري على أي من الشواطئ اللبنانية، تحت غطاء تحذير المدنيين من أنها بصدد القيام بعمليات عسكرية ضد “الحزب” انطلاقاً من البحر؟”.

تضيف: “صحيح أنه لغاية الآن الأمن الغذائي ليس في أفضل حالاته، لكنه ليس في دائرة الخطر الكبير، حتى الآن، فالمواد الغذائية الأساسية تكفي حاجة اللبنانيين لأربعة أشهر على الأقل، وبعضها لمدة أطول. لكن ماذا عن المستقبل؟ فنحن نتحدث على أساس أن البحر مفتوح والمرافئ تعمل والبضائع والسلع والمواد الغذائية تصل تباعاً، على الرغم من أن بعض شركات الشحن توقفت عن المجيء إلى لبنان نظراً لارتفاع نسبة المخاطر وارتفاع تكاليف التأمين بسبب الأوضاع الأمنية والحرب، علماً أن مطار بيروت لا يزال عاملاً وهناك تطمينات دولية خصوصاً أميركية بعدم استهدافه من قبل إسرائيل كي يبقى مفتوحاً لإجلاء الرعايا الأجانب. لكن إلى متى يستمر هذا الوضع، وماذا لو تطورت الحرب أكثر وتوسّع الاجتياح البري الإسرائيلي؟ فعندها يصبح الحصار البحري محتملاً بشكل أكبر ويصبح معه الأمن الغذائي في دائرة الخطر الجدّي”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل