كم من الحسابات الخاطئة والرهانات الواهية اعتمدها محور طهران على حساب لبنان؟ كم من الدماء ستسقط من أجل إشباع رغبات مرشد المحور خامنئي وأذرعه في المنطقة؟ كم من بلدات ستُمسح عن بكرة أبيها في الجنوب ليبقى حراس الثورة الإسلامية في إيران على قيد الحياة؟ كم من أحياء ستُسوى بالأرض في الضاحية الجنوبية في بيروت من أجل أن تبقى طهران؟
مصادر معارضة تقول إنها الحسابات الخاطئة، والرؤية المظلمة التي انتهجتها طهران على مر سنوات طوال من دون أي خطة واضحة لمواجهة إسرائيل. جُلّ ما قامت به طهران، هو “نفخ” أذرعها في المنطقة وعلى رأسهم “الحزب” بحقن الانتصارات الوهمية، والحسابات القديمة على ان إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وأن تل أبيب لا تستطيع تحمل خسائر الحرب، وكل هذه الحسابات الخاطئة سقطت واوصلت لبنان إلى حرب مدمرة لا يستطيع التعافي منها لسنوات.
تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “لبنان وكل فئاته المجتمعية يدفعون ثمن القراءة الخاطئة لطهران، ومعهم الحزب الذي لم يقم أي اعتبار لمصلحة لبنان، وما قام به السنوار في غزة، استنسخه الحزب في لبنان، وجلب الويلات لبيئته اولاً، وللبنانيين عموماً فقط من أجل إرضاء إيران وتأمين مصالحها النووية وتحسين مقعدها القائم على أشلاء اللبنانيين الذين لا يريدون الحرب، وباتوا اليوم دروعاً بشرية ومتاريس في الخطوط الامامية تحتمي خلفها طهران”.
ما حصل كبير جداً تقول المصادر، “وهو بمثابة جريمة ارتكبتها إيران عندما استعملت لبنان كدرع لحمايتها، وظنّت أن إسرائيل ستوقف الحرب على غزة بعد أسابيع عدة من أجل التفاوض على أسراها، لكن محور طهران لم يقرأ التغيرات في الداخل الإسرائيلي جيداً، لأن المزاج التقليدي في إسرائيل الذي كان يقيّم أي عملية عسكرية بنتائج الخسائر البشرية كأولوية لم يعد قائماً، بل أصبحت أولوية إسرائيل الوصول إلى الأهداف الموضوعة مهما كانت الأثمان باهظة. هذه نقطة تحول كبيرة في الصراع مع إسرائيل التي أسقطت من حساباتها موضوع الخسائر البشرية وعدد الجنود الذين سيسقطون في أي معركة في المواجهة مع طهران وأذرعها، وهذا ما ندفع ثمنه اليوم في لبنان من رهانات قديمة وخاطئة لم تعد قائمة اليوم”.