ضيفي في “قهوتك كيف” لهذا الأسبوع رئيس حركة التغيير إيلي محفوض.
*إيلي محفوض قهوتك كيف؟
مرة وداكنة
*5 أسئلة سريعة
-الاندفاع أو الأمان؟
الاندفاع، إذ لا يمكن أن يكون الانسان جريئاً ويطلب الأمان.
-المغامرة أو الروتين؟
المغامرة طبعاً، هذه هوايتي.
-الشهادات أو الثقافة؟
بيكملوا بعضهم.
-العيلة أو السياسة؟
لبنان. قضيتي لبنان وهو ما قلته لعائلتي منذ اليوم الأول وقبل الزواج.
-الـ image أو الفرح باللحظة؟
بوضعي أنا، أحافظ على الـimage
*شو قصة إيلي محفوض وتغيير البيوت؟ ليش عنوانك دايماً ضايع؟
في البداية وبعد زواجي سكنت بمنزل عائلتي في فرن الشباك، وبعدها أردت أن اشتري منزلاً لي فأخذت قرضاً وسكنت بمنزل بوجه منزل عائلتي وكان أمراً جيداً لأجل حماية عائلتي أمنياً. وبعدها بدأت فكرة تحسين البيت وتغييره تراودني، ورحت أغير البيوت وأحببت الفكرة لأنني لا أطيق الجمود وأنا بحركة دائمة، وطبعاً هذا الأمر يشكل أزمة و”لهلق أصحابي ضايعين”، ويسألون، “هل نأتي الى المنزل القديم أم أنك غيرته؟”.
*الناس بتعرف إيلي محفوض السياسي المشهور، العنفواني، المليان حياة. خبرنا عن الجانب الصعب يلي مخبا خلف يلي بتعرفو الناس؟
متطلب جداً، إما أكون موجوداً بكل معنى الكلمة أو لا أكون أبداً. إما أن أمسك النجوم والسماء وإما أفضل الإنكفاء. أنا انسان تصالح مع ذاته بعد ابتعادي عن العماد ميشال عون لدرجة أني تصالحت مع وجود الحقد والخصومة مع الآخرين. لا أتعب من السياسة وربما هذا الأمر سلبي لأنني لا استطيع فصل السياسة عن أي أمر آخر، وأنا انسان يجد راحته بالتعب.
*ايلي محفوض أب لشابين. أحدهما للأسف خارج لبنان. لأي حد يؤذيك هذا الموضوع؟
إبني ميشال في الخارج لكننه يردد دائماً أنه سيعود ويكمل ما بدأته، ولداي يرددان دائماً عبارة “عشنا نشوفك تعبان ومقهور ع لبنان وع غيرك” وهذا الهاجس يراودهما، حتى أنهما سألاني في إحدى المرات “عنا حدا بيقربنا بالمعتقلات السورية؟ ليش بضل حامل لواء هالموضوع؟”، فأجبتهما “لا أبداً، لا أعرف أحداً هناك”.
أريدهما أن يقولا يوماً “أبي لم يكن على الهامش، أبي حاول أن يصنع شيئاً للبنان” والغربة لم تعد تؤلمني فإبني يدرس هناك وليس مهاجراً وولداي شربا في المنزل روح حب لبنان.
* ماريا زوجتك سند كبير الك بس بتعاني معك. شو اكتر شي بيزعج ماريا بحياتك السياسية؟
الحياة السياسية ككل تزعج ماريا، لأنها كانت تلاحقني من معتقل لآخر في بداياتنا، وبعدها كبر أولادنا تحت التهديد الأمني خلال فترة الاغتيالات التي طاولت 14 آذار، وهي تعتبر ألا ذنب لأولادنا ليعيشوا ما عاشوه من حماية أمنية ومرافقة ووجود أسلحة دائماً في السيارات، لكننا كنا مجبرين بذلك إذ كنت أتعرض دائماً لتهديدات بما خص أولادي “نحنا بنعرف ولادك وين”.
“أنا والخوف مش أصحاب” ولكن هناك مسؤولية الأهل والعائلة وحتى الشباب الذين يرافقونني أخاف عليهم ودائماً أقول “ممنوع حدا يموت كرمال حدا” وأهرب منهم وأتجنب وجودهم بلحظات الخطر.
*ما هو طموحك السياسي الذي لم يتحقق بعد؟
السماء، لا سقف لطموحي ولا أحده بموقع أو منصب وربما فترة راحتي أشغلها كنائب أو وزير لأنني عندها اعتبر إنني أديت قسطي إلى العلى بعمل الأرض الذي يستهويني جداً.
*لحظة وقعها كان قوياً عليك لدرجة يستحيل أن تنساها في حياتك؟
13 تشرين أوجعتني جداً وتبعها لحظات نكسات كثيرة من شخص وثقت به كقائد ولذلك كتبت تجربتي في “خديعة العصر”.
*ما هي مخاوف ايلي محفوض للمستقبل؟
خوفي أن يستمر أولادي وأولاد أصدقائي وأولاد كل الناس بالتفتيش عن “بلاد الله الواسعة”، في حين ليس هناك أوسع من لبنان وعلينا ان نؤمن لهم الشعور بأنه ليس هناك أوسع وأكبر من لبنان.
*ما هي هوايتك؟
الرياضة الصباحية والسباحة، أحب الطبيعة في الخريف لا الصيف، وأكثر ما يمتعني جلسات مع أصدقاء المدرسة الذين تربطني بهم علاقة 40 سنة.
*من هو السياسي الأحب إلى قلبك في لبنان اليوم؟
سمير جعجع فهو مدرسة يأخذ الانسان منه خصوصاً في الجلسات ذات الطابع الفلسفي والروحانيات، وهو أخبرني أنه كان يذهب يومياً خلال وجوده في المعتقل الى محبسة مار شربل وأنا انصطدمت، وعرفت بعدها أن مجلتين كان من المسموح دخولهما إليه، الشبكة وأخرى لها علاقة بالرهبنة اللبنانية، وبإحدى المجلات كان الغلاف عبارة عن درج محبسة مار شربل فعلقها في زنزانته وكان يتأمل بها وكان يشعر بلحظات الصلاة أنه انسلخ عن الواقع وذهب فعلياً إلى المحبسة.
الناس تظن ان القوة بالمدفع والجيوش والمقتدرات وسواها، اكتشفت مع هذا الرجل أن الروحانيات التي من الممكن أن يحملها الانسان هي أقوى قوة في العالم.